وآتَيْنًـاهُ الحُـكْـمَ صَبْيّـا >>

[إحسـاس هــادئ ..]

هذه القصــة أحبها كثيرا واستمتع بقرائتها مراراً وتكراراً ...


روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ان يحيى بن زكريا عليهما السلام
دخل الى بيت المقدس يوما وهو ابن ثمان حجج
فنظر الى متهجديهم قد خرقوا لهم التراقي وسلكوا في السلاسل وشدوها
الى خبايا بيت المقدس , فهاله ذلك وعاد الى ابويه ,

فمر بصبيان يلعبون فقالوا:
هلم يا يحيى لنلعب ..
قال: إنني لم أخلق لألعــب فذلك قوله تعالى "وآتيناه الحكم صبيًّا"
فأتى أبويه فسأل أن يدرعاهـ الشعر ففعلا ثم رجع الى بيت المقدس فكان يخدم ليلا ونهارا حتى بلغ 15 جــجـة ..


فأتاه الخوف .. فساح _أي سار _ ولزم أطراف الأرض , وغبراء الشعااب
وخرج أبواهـ في طلبه فوجداهـ في بحيرهـ على الأردن وقد قعد على شفير البجيرة
وهو يقول "وعزتك لا اذوق بارد الشراب حتى أعلم مكاني منك "
فسأله أبواهـ أن يأكل قرصا من الشعير ويشرب من الماء .. ففعل وكفر عن يمينه

فمدح بالبر قال تعالى" وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا "


ورده ابواهـ الى بيت المقدس
فكان إذا قام في الصلاهـ بكى وبكـى زكريا لبكاءه حتى يغمى عليه

فلم يزل كذلك حتـى خرقت الدمـوع لحـم خديه , وبدت اضراسه فعمدت أمه الى إلى قطعتي لـبود فألصقتهما على خديه فكان إذا بكى استنقعت دموعه في القطعتين
فتقوم امه وتعصرهـا بيديها


فكان اذا نظر لدموعه تجري على ذراعي أمــه قال: اللهم هــذهـ دمــوعـي تجري على ذراعي امي وأنا عبدك وأنت أرحم الراحمين "

انتهى


و قــد يظــن أن في القصــه مبالغــه وزيادهـ ..
ولكن لكثرة المعاصي التي ابتلينا بها في زماننا
صارت العيون جامده جافه عن الدموع ولا خير في عين لا تدمع من خشية الله..

أرق التحايا