InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > جـنـة الـحـرف
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


جـنـة الـحـرف لـ إبداعاتكم و إختياراتكم الأدبية

( ثرثرةٌ في الحبِّ ) .. و بعد رحيلها ، حُبِّبَ إليهِ الحديثَ في الحبِّ و التفاصيل !

جـنـة الـحـرف

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 03-08-2011, 10:21 PM

Mohannad Najjar Mohannad Najjar غير متواجد حالياً

بايسون

 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الكلية: أخرى
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: منسحب
البلد: جدة
الجنس: ذكر
المشاركات: 473
Smile ( ثرثرةٌ في الحبِّ ) .. و بعد رحيلها ، حُبِّبَ إليهِ الحديثَ في الحبِّ و التفاصيل !



















قلتُ : .. و بعد رحيلها ، حُبِّبَ إليهِ الحديثَ في الحبِّ و التفاصيلِ !

و لمّا رحلَت ، دخلَ في حالةٍ عشوائيّة فصار يتكلَّمُ في كلِّ شيء ، بكلامٍ مُنضبطٍ و عقلٍ سليمٍ مرّة ، و بجنون متهوّر و عقلٍ مشتّت مراتٍ أخرى ، فصارَ كلَّ من حولِه يناديهِ بعباراتٍ و أشياءٍ لا يفهمونها هُم ولا يفهمها هو ، مثل : مُهرطِق ، طالبَ شُهرة ، مُدِّعٍ مُتفلسِف ، مُقلِّد لشعراءِ الحبِّ و المجون ، مريضٌ نفسيٌّ ، و ما شئتَ أن تسمِّي !

و كان له كلاماً متفرّقاً عنها و عن أحوال الحبِّ و المحبِّينَ ، فقد زُيِّنَ لهُ الحديثَ فيهِ ، يظنُّ في نفسِه صاحبَ الخبرةِ الناصحَ الحكيم !

و هو لا يدري أن ما يمرّ بهِ إنما هو جنونُ الحبِّ عينِه ، و لهفُ المُحِبِّ في إرضاءِ نفسِه و تعويضِ خسارتِه بينَه و بينَ نفسِه .. فتزيِّنُ له الأوهامُ الكثيرَ من الأكاذيب ، منها أنه عاقلٌ حكيمٌ ، و منها أنه مُحبٌّ هادئٌ فاضلٌ ، و منها أنه ناصحٌ مُستشارٌ ، و منها أنها ستعود ، و منها أن كلَّ قراءِه سيشفقونَ عليه ويواسونَ جراحِه !

كل هذا هُروباً من حقيقةِ أنّها رحلَت ! - و هيَ تقرأُ كلَّ ما يكتُب ، و تُشفِقُ عليهِ الإشفاقَ كلَّه .. تقولُ في نفسِها: متى يقوَى هذا الإنسان و يُدرِك حقيقة أني رحلتُ عنه.. و يُكمِل طريقَه وحدَه !

وُجِدَت في بعضِ مذكّراتِه، في أوراقٍ أحرقها فيما بعد - و هِيَ بالمناسبة مقطّعات لا يُفهَم منها مزاجٌ معيّن بل في كلِّ قطعةٍ منها مزاجٌ غيرَ الآخر؛ و أنتَ ستلاحِظُ أنه ينتقلُ من مخاطبتها في القطعتين الأولى والثانية، إلى مخاطبة النفس والقراء في القطعتين الثالثة والرابعة و يعودُ إليها في الخامسة و هكذا ! - :

==*==
( 1 )
ما كان حبّنا عادياًّ ،
ولا كانت قصّتنا أرضيّة !

كنّا غريبينَ عمَّن حولنا في كلِّ أمورِنا،
كيف بدأنا ؟ كيف كنّا ؟ كيف انتهينا ؟
- أترينها كانت حكاية، تُشبهُ الحكايات ؟
بل كلَّ شيء حدثَ سريعاً .. بلا تاريخٍ يحفظها، ولا روايةٍ تكتبها !

ما كان حبّنا مبتذلاً ,
و لم ندنّسه يوما بسخافاتِ من في عمرِنا !
*
( 2 )
كنّا لا نجدُ بأساً في سَهَرِ الليالي ،
نتذاكَرُ كلَّ خواطِرِنا و أسرارنا !
كنّا نعين أنفسنا على مشاكلِنا ،
أحكي لكِ تفاصيلَ غضبَ والدي عليَّ البارحة ,
و تقترحينَ أسبابَ الصُّلحِ و الرِّضا !
فأبادِرُ .. و أبشِّركِ بما يسرِّكِ .. أنا ملاكٌ اليومَ في عينِه !

و كنتِ تشكينَ لي تقلُّباتِ الجامعةِ عليكِ من حولَكِ ,
و ما يجولُ في خواطركِ من شعُورِ الغريبِ فيها ،
و هذا اللا انتماء الذي تحسِّينَهُ فيها !

أصدُقكِ أنَّ أكثرَ ما أحفظهُ الآنَ من حديثِنا ،
كيفَ كنّا نتفانى بتذاكرِ أسباب رضا أمّهاتِنا ,
تسأليني عن أختِي و أحكي لكِ ما لا أفهمهُ منها ،
فتقولينَ باهتمامِ الحريصِ، لعلَّها أرادَت .. جرّب أن تفعلَ كذا !
و تشكينَ لي بعضَ ما لا تفهمينَهُ من تقلُّبِ مزاجِ أخوكِ ,
فأهدِّئ من روعَكِ ، و أطمئنكِ بما سيعدِّل مزاجه يوماً ما !
*
( 3 )
" ارحلِي و لكن .. أرجوكِ، لا تنسيني "
أيُّ حالةٍ من اليأسِ هذهِ ..!
حينَ نعلِّق آمالَ الإنسانيَّة كلّها ..
في طلبٍ بسيطٍ .. هو خاتمةُ الروحِ - وخاتمةُ الوداعِ ..

نقولُ له .. " أرجوك .. لا تنساني .. حين أرحَل "
من لهذا المحبّ ، و لهذا القلب المحطَّم المتلاشيَة أجزاءِه ..؟
من سيرحمُ هذهِ القلوب من بعد رحيلِه ..؟

أيُّ إحباطٍ يجعلُ غايَة مرادَهُ .. أن لا ينساهُ إنسانٌ آخر !
وبكلِّ ما في الحبِّ من إخلاصٍ ووفاء ..
يقولُ له: اتركني .. ولكن لا تنساني!

يا يتامى الأرواح .. ويا أبناء الفراق ..
اختارُوا لقلوبكِم وطناً تسكنوهُ .. أو اهجروا الدنيا إلى جنةِ الخُلد !
مؤلمٌ ما تذوقونه .. دُنيَا الحرمانِ، و البُعد، تقتلُكم كلَّ يومٍ ألفَ مرَّة !
*
( 4 )
" أريدُ وصالَهُ ، ويريدُ هجري .. فأتركُ ما أريدُ ، لما يريدُ "

وليسَ الحبُّ مساومة .. بين طرفٍ .. و آخر !

وليسَ الحبُّ .. عمليَّة نفعيَّة ، تقومُ على أساسٍ .. يشبهُ ما يُقالُ في السياسةِ الأمريكيَّةِ.. ( المصالح أهم من الصداقات ) !

حبُّ المصالِح .. قائمٌ على الأخذِ مقابل العطاء .. يُمارِسهُ التجّار في الميناء .. وعلى بوَّابة المصانِع !

استعمالٌ ذاتي .. " استهلاَك " في لغةِ التجارة !

لا أفهمُ الحبَّ هكذا .. أفهمهُ أنّه ذاك الاضطرار .. تعيشُهُ موهماً نفسَك أنكَ اخترتَه !

أفهمهُ أنّه حالة التعلُّق والتفكير فيمَن تحب .. تعيشَها دونَ أن تعرفَ تفاصيلَ أسبابها !

أفهمهُ أنّه .. عطاءٌ صادقٌ .. لا يرتبطُ بدافعٍ أناني .. بل إخلاصٌ دونَه فناءَ الروحِ !
*
( 5 )
كنتِ آخرَ يقينٍ أؤمنُ بهِ، كنتِ آخرَ معنىً أصدِّق بحقيقتِه. رحلتِ، و تركتِ في هذا القلبِ نكباتٌ و جراح. كنتِ فيهِ المعنى الغيبيُّ، سرُّ الأحزانِ و الأفراح !
*
( 6 )
ليتَكِ حينَ ترحلينَ ينتهي كل شيءٍ، و تحدثُ معجزةٌ ما، و أنسى. الذكرياتُ كلها، تذكُركِ ، تشتهيكِ ، تحكي ماضيكِ ،

نبيٌّ أنا ..
و أنتِ كلَّ ما يُوحَى !
*
( 7 )
لأنني كنتُ في حبكِ فاخراً مُتسامياً - سأقيمُ بعدَ رحيلكِ مأتماً أبكي فيهِ يظنّه الناسُ من حولي عُرسَ ابتساماتي !

سترَيْنَ اسمَ هذا الصعلُوكَ يطيرُ في كلِّ مطار، و يهيمُ في كلِّ وادٍ ، و يسمو في الأسماءِ سموَّ الأنبياءِ بين الأغبياء .. و إذا ما توقّفت ساعات كلّ من حولِه تستأذنُه أن يفرحَ، سيقولُ : لا .. هِيَ ليسَتْ بجواري .. هِيَ رحلَت ! - كلَّ هذا الذي ترونَه مني و تُكبرونَهُ فيَّ ، و ترونَهُ كلَّ السّعادة التي أعيشُها .. هِيَ الوجهُ الآخر لمأتمٍ دفينٍ و جُرحٍ عميقٍ حوَّل نفسي إلى متبطِّرَةٍ لأيِّ سعادةٍ زائفة بعدَ رحيـلِها !
*
( 8 )
الجراح : .. استفزازٌ للشيطان الذي يسكننا !

المجروحُ ينتقمُ بطُرُقٍ ، هو نفسَهُ لا يعيها !

و لو سُجِّلَت حركاتُه و شاهدها فيلماً .. لعدَّهُ وحشاً أنانياً يلتحفُ ثيابَ البشَر !

كان الحب أعمى .. لأن جراحَهُ عمياء ، يظنُّ صاحبها أنه يتصرَّف بعقلٍ يعي و يفهَم، بينما هو لا يحركه إلا انتقامه !
*
( 9 )
تلكَ الصدماتُ الدامِيَة .. لا تترُك لنا أن نتصرَّف حيالها فورَ تلقِّينا لها !

لا بدَّ أن تمرَّ أيّامٌ .. حتّى تستوعبَ جيِّداً .. أنكَ مطعونٌ حقاً !

لا تدَّعي تصرّفاً حكيماً منكَ حينها ، اعتذارٌ أو هروبٌ أو بكاءٌ أو غفرانٌ .. كلّها أشياء تفعلها و ليس أنتَ أنتَ، بعد !

هروبُ الإنسانِ من الحقيقة .. خوفَهُ منها، خوفٌ يحكمُ سلوكَه مهما ادّعى العقلَ والحكمة !

واجه الحقيقة و لا تستسلِم أمامها .. أقربَهُم إليكَ ، طعنكَ .. جيِّداً !
*
( 10 )
آه .. لو أنكِ كذبتِ عليَّ كذبةٌ أؤمنُ بها و أرحلُ بغير هذهِ الدموع كلّها !
لو أنكِ .. رحلتِ من غيرِ أن تقسِي عليَّ ما قسَيْتِ - و أبقيتِ لمَنْ حولي قلباً أحنُّ عليهِم بهِ !
*
( 11 )
لِمَ كانَ الحبُّ أعمَى ؟ ترى المُحِبَّ يظنُّ أن سرَّ تعلُّقِه بحبيبتِه ممتدٌّ من وراءِ إنسانيتِه و إنسانيتها، فلا يدريهِ و لا تدريها !

و هو بذلِكَ يُحيلُها إلى قوةِ الطبيعةِ أو تدخلِ الإلهِ في الكائناتِ.

فلو باعد اللهُ بين المحبِّ و حبيبتِه ما باعدَ بين السماواتِ و الأرضِ ، لظلَّ يُثرثِرُ لكَ بأنَّ ما يحصلُ لحبِّهِ هذا ما يحصُلُ لشجرةٍ يمرُّ بها شتاءٌ به بردٌ قارسٌ يطفئُ جمالَها و ثمارِها !

فما بعد الشتاء إلا الربيعَ و الثمرَ الناضِجَ، و ما باعدَ اللهُ بيني وبينها - هكذا سيقول- إلا لأنها ستعُود ! وأنَّ الناسَ متوهِّمينَ بُعدَ السماءِ و الأرضِ و لا يرونَ حقيقةَ امتزاجَ السماءِ بالأرضِ في المشهدِ البعيدِ، في امتدادِ الأفق على مستوى البحرِ ، حيث تحتضنُ السماءُ الأرضَ ، و تلتقي القلوب بالقلوب !
*

 


توقيع Mohannad Najjar  

 


التعديل الأخير تم بواسطة رغد محمد ; 04-08-2011 الساعة 04:19 AM. سبب التعديل: إِضَافَة خَتم المُنتدى ..~
رد مع اقتباس

 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 02:58 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2024