::] قَهوة ، وَ انتظآرُ عيد [::

[* تركي *]

/







- وَآقف عَلى عَتبة البيت ، وَ مرة أخرى قرب نافذةِ لا أعرفها. بريق وَجهي انعكاسات الأنوار ، وَ الفوانيس العَتيقة فِي القريةِ القديمة. أرقبهم مُجتمعين يعقدونَ الحبآل ، وَ التراب عليهم دقآئِقٌ ذرآتٍ صغيرة. الأطفال مَرحى يدورون حول أركآنٍ عتيقة ، يَهربون مِن ذوي البَنآدق وَ تآرة يَرقصون عليهآ. وَ الأمهآتُ بـِ السَآحآت يطهنّ الطعآم ، لا يكفنّ عن سرقةِ بسمآتِ الهلالِ. يـَ مَسآءآت الأمآني يـَ صَبآحآتِ الرجآوي ، علآم النآس مبتهجين وَ بـِ الأملِ متوشحين ؟

- فِي عَيني أغانِي غير ذِي كلمآتِ ، وَ فِي قلبِي حزنٌ مِن أحزآنِ السموآتِ ، أيها العيدُ القآدم مِن بلادِ المآسي ، أهطلتَ علينا مآقيِّ مِن دموعِ اليتآمي ؟! ، أأنتَ العيدُ عيداً وَ شهدآءُ الأحرارِ قدموا من قبلكَ الأعيادِ ؟! وَ الزوجاتُ ثَكلى وَ الشبآبُ موتَى وَ أنت يـَ عيدُ ليسَ كـ سآلفِ الأعيادِ ، سـَ تُلبسنا جمآئِل الثيآبِ وَ سـ تُحدثنا بـِ أعذبِ الأبجدياتِ وَ لكنكِ لَن تنوب عنا الأشجانِ وَ السمآءُ ذوآتِ الأنوآرِ وَ الألوآنِ الصآرخآتِ لَن تهطلَ المطر مطراً وَ أنت يـَ عيدُ ليسَ كـ سآلفِ الأعيادِ. وَ النسيمُ يأنّ وَ صَوتُ الريآح مكنونآتٌ تسلّى عنها الليل الطوآلِ. يـَ عيدُ لن نسهر لكَ وَ مطلعُ الورودِ شوكاً غآدرتهُ الفرآشآتِ ، وَ سـَ نبكي لهم مَآ شَآء لنا أن نبكي هَكذآ كآنوآ وَ هكذا كنا وَ الألحانُ تتموسقُ بـِ كسلٍ وَ انكسارِ.

- أيتها القريةِ المنزوية إفتحي أبوآبكِ لـِ كلِ الأفرآحِ ، وَ غنينّ يـَ بنآت غنينّ و انثرنّ تغاريد وَ بسمآتِ. تَوهجي بـِ الحفلِ توهجي وَ ايقضي الفجرَ العبوس بـِ طلاتٍ أنيقآتِ. وَ احلمي يـَ قريتي بـِ صَبآحٍ الأضوآءِ وَ لا تحفلي بـِ الهجراتِ المنكوباتِ. يـَ قريتي إنهم آتينَ آتينَ امنحيهم أزهآرَ أقحوآنِ وَ احصديهم عنكِ وَ صفدي الأبوآبِ. وَ انزوي بَعيداً وَ انصتِ لـِ العيدِ يعزف وَ ارقصي وَ لآ تلوينَ إنهم أروآحٌ بآئسآتِ.

- وَآقف عَلى عَتبة البيت ، وَ مرة أخرى قرب نافذةِ لا أعرفها. بـِ جآنبي أمي وَ أكففها بـِ الحنة رسمآتٌ بديعاتِ. وَ أختي تُدلل شَعرها وَ تلونهُ بـِ صَبغاتٍ غريباتِ. وَ أخي يَبحثُ عَن ثوبهِ بينَ كومةِ ثيآبٍ معلقآتِ. آهٍ يـَ عيدُ إنكَ تسلبُ منِي تفآصيلَ رمضآنِ. ليآلٍ وديعاتِ وَ رحمآتٍ وآسعآت ، افتقدُ لـِ رنةِ المآذن وَ اصطفافِ النآسِ فِي جوآمعِ الخيرآتِ ، افتقد لـِ حذآئي الضَآئِع بين كثيرآتٍ متشابهاتِ بعد صلاوآتِ الأوتآرِ. حَنيني لـِ مشاغباتِ الأطفال وَ مفرقعاتٌ خطيرآت ، وَ صيحآت أبي عليهم. آهٍ يـَ عيد إنكَ تَستبدلُ بخورَ رمضانَ الذي احببته بـَ عودٍ عليه دهنِ وردٍ منثوراتِ. إنني يـَ عيد أشتاقُ لـِ صدقاتِ أبي وَ مهمة البحث عَن فقرآءِ ، هُم أطفالٌ يَتشبثون بـِ ثوبي وَ أنا دمعٌ هآطلاتِ. إنني أحبكَ يـَ عيد رغمَ ذكرى السنوآتِ العجافِ ، رَغم مصآئِب الثورات وَ خمسونَ طلقةٍ مفجعات ، رَغم دماءٍ وُسِمَت بـِ الأمجاد رَغم أروآحٍ رآحلات. إنني أحبك يـَ عيد لأنني عدتُ إليكَ أكثر قوةً ، رغم طواغيتُ يقتلون وَ يرددون ( لآ إله إلآ ....).

::

كل عآمٍ وَ أنتم أحرآر