على مفترق الطرق .. وشيء من مقترف القلق

[Aishah AL-farhah]

*

مفترق الطرق وشيء من مقترف القلق

كتابة كهذه غير متسلسلة غير مترابطة الأفكار تجربة أولى


-1-

أخذت مكاني
في طابور الحصول على رغيف خبز
كنت أعرف موزع الخبز جيدا
إنه ابن عمي
لكني لم أتقدم لأول الطابور
حتى لايفقد الجائعون الثقة
في طابور الخبز أيضا!

-2-

نظرت لفنجان القهوة
وبيد هزيلة رفعته إليّ
لارتشف منه رشفة واحدة
تبعدها عن أختها نصف ساعة
فعندما أكتب أنسى كل ما يحيطني
ولكني قفزت من مكاني
وفي سلة المهملات
مجيت تلك الرشفة من فمي
كانت قهوتي محلاة بـ"مرارتك" !

-3-

وقفت مطوّلا عند الباب
كانت الأجسام ذو العقول الخاوية
تقبع هناك تسد الطريق
وفوق كل هذا كنت استمع بالقوة
لقرقرة تلك العقول الخاوية
أحاديث كل شيء عن اللاشيء لأجل اللاشيء
ثم أخيرا انتبه عقل خاوٍ لوجودي
وأزاح جسده من طريقي

-4-

أخرجت مظلتك التي أهديتني
من الخزانة لأول مرة
وعندما هطل المطر غزيرا
لم أعرف أن أفردها وغرقت
لأنك صنعتها لي باحترافية
كم أنت احترافي في إضفاء
الخداع في جل تفاصيل حياتي

-5-

يشتكون مني دائما لأنني أحبكِ
واشتكي إليكِ منهم و منكِ
أهرب من ضجيجهم إليكِ
فيزيد حنقهم عليّ
وأتعلق بكِ أكثر رغم أنكِ قاسية
وفي النهاية لا أجد أحدا حولي
إلا أنتِ "وحدتي"

-6-

كانت تجيد تدفئة حجرتها جيدا
في أيام الشتاء الباردة
وكانت تغرينا بزيارتها في حجرتها
فتعدّ لنا حليبا دافئا بالزنجبيل
وتوزع علينا الحلوى المخزنة لديها
كانت ملاذنا حينما يغضب منا والدنا
ماتت ولم أكمل الخامسة بعد
ذاكرتي تحتفظ بصعوبة شديدة
بماتبقى من أطيافها ومواقفها
جدتي أفتقدتك كثيرا خلال سنين حياتي

-7-

في خلوتي عندما يكون حديث النفس عنك
لاأشعر بما أشعر به عندما أتحدث
عن شخص كان هنا ثم رحل للأبد
بل أشعر بأن حديثي عن شخص كان هنا
وبقي هنا وسيبقى هنا

-8-

-نعم ، تذوقتها مرة
لذيذة الطعم حقا
ماكنت أظن أنها كذلك
حسبت الناس يبالغون
عندما يصفون طعمها
(وثيقة التخرج)

-9-

عندما كنت في العشرين
حزنت كثيرا حينما ...
وقلت حينما أكبر
لن أحزن وسأنسى
وعندما كبرت
وبلغت الخامسة والعشرين
أصبحت أكبر
وأصبحت استوعب حزنا أكثر

-10-

لها عليّ حق الانتظار
والتأمل في عودتها أو لقائها
ولي عليها أن تبقى على قيد الحياة
إلى أن التقيها مجددا !



قلمي يطيش أحيانا فالتمسوا له العقل!