InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامي
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


المنتدى الإسلامي المواضيع الدينية

~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~

المنتدى الإسلامي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 18-06-2012, 11:57 AM   #21

خلود 99

هلآآلــــية ❤

الصورة الرمزية خلود 99

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
التخصص: ؛؛ علــــوــــوم إداريــــــــــــــه ؛؛
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,769
افتراضي رد: ~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~

رابعاً: أن الحكمة تقتضي البعث بعد الموت
لتجازى كل نفس بما كسبت، ولولا ذلك لكان خلق الناس

عبثاً لا قيمة له، ولا حكمة منه، ولم يكن بين الإنسان
وبين البهائم فرق في هذه الحياة.
قال الله تعالى(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا
لا تُرْجَعُونَ* فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)
(المؤمنون:115- 116)
وقال الله تعالى(إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى) (طـهنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة).
وقال تعالى (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ
مَنْ يَمُوتُ* بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ
لا يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ* إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ
إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (النحل:38-40)
وقال تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى
وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)
(التغابن:7).
وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين
والدليل قوله تعالى (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا
يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) (1)
{سورة النساء، الآية: 165}

فإذا بينت هذه البراهين لمنكري البعث وأصروا على إنكارهم
فهم مكابرون معاندون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
(1)بين المؤلف رحمه الله تعالى أن الله أرسل جميع الرسل
مبشرين ومنذرين كما قال تعالى: } رسلاً مبشرين ومنذرين{
يبشرون من أطاعهم بالجنة وينذرون من خالفهم بالنار.
وإرسال الرسل له حكم عظيمة من أهمها
بل هو أهمها أن تقوم الحجة على الناس
حتى لا يكون لهم على الله حجة بعد إرسال الرسل
كما قال تعالى: ( لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ).
ومنها أنه من تمام نعمة الله على عباده فإن العقل البشري
مهما كان لا يمكنه أن يدرك تفاصيل ما يجب لله تعالى
من الحقوق الخاصة به، ولا يمكنه أن يطلع على ما لله
تعالى من الصفات الكاملة ، ولا يمكن أن يطلع على
ماله من الأسماء الحسنى ولهذا أرسل الله الرسل
عليهم الصلاة والسلام
وأولهم نوح عليه السلام ، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم
والدليل على أن أولهم نوح عليه السلام
قوله تعالى: ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ
مِنْ بَعْدِهِ) (1) (النساء: من الآية163).
مبشرين ومنذرين ، وأنزل معهم الكتاب
بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.
وأعظم ما دعا إليه الرسل من أولهم نوح عليه الصلاة والسلام
إلى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم التوحيد
كما قال الله تعالى:
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ
وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) (النحل: من الآية36)
وقال عز وجل : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ
إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25) .
(1) بين شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
أن أول الرسل نوح عليه الصلاة والسلام
واستدل لذلك بقوله تعالى:
( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ)
{سورة النساء، الآية: 163}
وثبت في الصحيح من حديث الشفاعة:
" إن الناس يأتون إلى نوح فيقولون له أنت
أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض" (70)
فلا رسول قبل نوح وبهذا نعلم خطأ المؤرخين
الذين قالوا إن ادريس عليه الصلاة والسلام
قبل نوح بل الذي يظهر أن إدريس من أنبياء بني إسرائيل.
وآخر الأنبياء وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم
لقوله تعالى } مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ
وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)
(الأحزاب:40) فلا نبي بعده ومن ادعى النبوة بعده فهو كاذب
كافر مرتد عن الإسلام.
وكل أمة بعث الله إليها رسولاً (1) من نوح إلى محمد ؛
يأمرهم بعادة الله وحده ، وينهاهم عن عبادة الطاغوت
والدليل قوله تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً
أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) (2) (النحل: من الآية36) .
وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والإيمان بالله.
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى-الطاغوت:
ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع ، أو مطاع (3) ؛
(1) أي أن الله بعث في كل أمة رسولاً يدعوهم
إلى عبادة الله وحده وينهاهم عن الشرك
ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ)
(فاطر: من الآية24)
وقال :(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) (النحل: من الآية36) .
(2) هذا هو معنى لا إله إلا الله.
(3) أراد شيخ الإسلام رحمه الله بهذا أن التوحيد
لايتم إلا بعبادة الله وحده لا شريك له واجتناب الطاغوت.
وقد فرض الله ذلك على عباده ، والطاغوت مشتق من الطغيان
والطغيان مجاوزة الحد ومنه
قوله تعالى: (إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ) (الحاقة:11)
يعني لما زاد الماء عن الحد المعتاد حملناكم في الجارية
يعني السفينة.
واصطلاحاً أحسن ما قيل في تعريفه ما ذكره ابن القيم -
رحمه الله - أنه - أي الطاغوت-:
"كل ما تجاوز به العبد حده من معبود،
أو متبوع ، أو مطاع" .
ومراده بالمعبود والمتبوع والمطاع غير الصالحين
أما الصالحون فليسوا طواغيت وإن عبدوا - أو اتبعوا
أو أطيعوا فالأصنام التي تعبد من دون الله طواغيت
وعلماء السوء الذين يدعون إلى الضلال والكفر
أو يدعون إلى البدع، أو إلى تحليل ما حرم الله
أو تحريم ما أحل الله طواغيت ، والذين يزينون لولاة
الأمر الخروج عن شريعة الإسلام بنظم يستوردونها
مخالفة لنظام الدين الإسلامي طواغيت ،
لأن هؤلاء تجاوزوا حدهم ، فإن حد العالم
أن يكون متبعاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم
لأن العلماء حقيقة ورثة الأنبياء، يرثونهم في أمتهم
علماً وعملاً ، وأخلاقاً ، ودعوة وتعليماً ،
فإذا تجاوزوا هذا الحد وصاروا يزينون للحكام الخروج
عن شريعة الإسلام بمثل هذه النظم فهم طواغيت
لأنهم تجاوزوا ما كان يجب عليهم أن يكونوا عليه
من متابعة الشريعة.
وأما قوله - رحمه الله - "أو مطاع"
فيريد به الأمراء الذين يطاعون شرعاً أو قدراً
فالأمراء يطاعون شرعاً إذا أمروا بما لا يخالف
أمر الله ورسوله وفي هذه الحال لا يصدق
عليهم أنهم طواغيت ، والواجب لهم على الرعية
السمع والطاعة ، وطاعتهم لولاة الأمر في هذا الحال
بهذا القيد طاعة لله-عز وجل -
ولهذا ينبغي أن نلاحظ حين ننفذ ما أمر به ولي الأمر
مما تجب طاعته فيه أننا في ذلك نتعبد لله تعالى
ونتقرب إليه بطاعته ، حتى يكون تنفيذنا لهذا الأمر
قربة إلى الله عز وجل وإنما ينبغي لنا أن نلاحظ
ذلك لأن الله تعالى يقول :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ )(النساء: من الآية59).
وأما طاعة الأمراء قدراً فإن الأمراء إذا كانوا أقوياء
في سلطتهم فإن الناس يطيعونهم بقوة السلطان
وإن لم يكن بوازع الإيمان ، لأن طاعة ولي الأمر
تكون بوازع الإيمان وهذه هي الطاعة النافعة،
النافعة لولاة الأمر، والنافعة للناس أيضاً، وقد
تكون الطاعة بوازع السلطان بحيث يكون قوياً
يخشى الناس منه ويهابونه لأنه ينكل بمن خالف أمره.
ولهذا نقول إن الناس مع حكامهم
في هذه المسألة لهم أحوال:
الحال الأولى: أن يقوى الوازع الإيماني والرادع السلطاني
وهذه أكمل الأحوال وأعلاها.
الحال الثانية: أن يضعف الوازع الإيماني
والرادع السلطاني وهذه أدنى الأحوال
وأخطرها على المجتمع، على حكامه
ومحكوميه؛ لأنه إذا ضعف الوازع الإيماني
والرادع السلطاني حصلت الفوضى الفكرية والخلقية والعملية.
الحال الثالثة: أن يضعف الوازع الإيماني
ويقوى الرادع السلطاني وهذه مرتبة وسطى
لأنه إذا قوى الرادع السلطاني صار أصلح
للأمة في المظهر فإذا اختفت قوة السلطان
فلا تسأل عن حال الأمة وسوء عملها .
الحال الرابعة: أن يقوى الوازع الإيماني
ويضعف الرادع السلطاني فيكون المظهر أدنى منه
في الحال الثالثة لكنه فيما بين الإنسان وربه أكمل وأعلى .
والطواغيت (1) كثيرة ورؤسهم (2) خمسة إبليس(3)
لعنه الله، ومن عبد وهو راض (4) ومن دعا الناس
إلى عبادة نفسه (5) ، ومن ادعى شيئاً من علم الغيب(6)؛
(1) جمع طاغوت وسبق تفسيره.
(2) أي زعمائهم ومقلدوهم خمسة.
(3) إبليس هو الشيطان الرجيم اللعين الذي قال الله له:
(وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) (صّ:78) .
وكان إبليس مع الملائكة في صحبتهم يعمل بعملهم
ولما أمر بالسجود لآدم ظهر ما فيه من الخبث والإباء
والاستكبار فأبى واستكبر وكان من الكافرين
فطرد من رحمة الله عز وجل قال الله تعالى:
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا
إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (البقرة:34).
(4) أي عبد من دون الله وهو راض أن يعبد
من دون الله فإنه من رؤوس الطواغيت - والعياذ بالله -
وسواء عبد في حياته أو بعد مماته إذا مات وهو راض بذلك.
(5) أي من دعا الناس إلى عبادة نفسه
وإن لم يعبدوه فإنه من رؤوس الطواغيت
سواء أجيب لما دعا إليه أم لم يجيب.
(6) الغيب ما غاب عن الإنسان وهو نوعان:
واقع ، ومستقبل ، فغيب الواقع نسبي يكون لشخص
معلوماً ولآخر مجهولاً ، وغيب المستقبل حقيقي
لا يكون معلوماً لأحد إلا الله وحده أو
ومن حكم بغير ما أنزل الله (1).
من أطلعه عليه من الرسل فمن أدى علمه فهو كافر
لأنه مكذب لله عز وجل ولرسوله ،
قال الله تعالى : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (النمل:65)
وإذا كان الله عز وجل يأمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم
أن يعلن للملأ أنه لا يعلم من في السموات والأرض الغيب
إلا الله ، فإن من ادعى علم الغيب
فقد كذب الله عز وجل ورسوله في هذا الخبر.
ونقول لهؤلاء كيف يمكن أن تعلموا الغيب
والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ؟
‍هل أنتم أشرف أم الرسول صلى الله عليه وسلم؟
فإن قالوا: نحن أشرف من الرسول كفروا بهذا
القول هو أشرف فنقول لماذا يحجب عنه الغيب
وأنتم تعلمونه؟ وقد قال الله عز وجل عن نفسه:
(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً *
إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ
مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) (الجـن:26-27)
وهذه آية ثانية تدل على كفر من ادعى علم الغيب
وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم
أن يعلن للملأ بقوله :
(قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ
وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى
إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ)
(الأنعام:50).
(1) الحكم بما أنزل الله تعالى من توحيد الربوبية
لأنه تنفيذ لحكم الله الذي هو مقتضى ربوبيته
وكمال ملكه وتصرفه ، ولهذا سمى الله تعالى المتبوعين
في غير ما أنزل الله تعالى أربابا لمتبعيهم
فقال سبحانه: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً
مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا
إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
(التوبة: من الآية31).
فسمى الله تعالى المتبوعين أربابا
حيث جعلوا مشرعين مع الله تعالى، وسمى المتبعين عباداً
حيث إنهم ذلوا لهم وأطاعوهم في مخالفة حكم الله سبحانه وتعالى.
وقد قال عدي بن حاتم لرسول الله صلى الله عليه وسلم
إنهم لم يعبدوهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم
"بل إنهم حرموا عليهم الحلال ، فاتبعوهم فتلك عبادتهم إياهم"
(71)0 إذا فهمت ذلك فاعلم أن من لم يحكم
بما أنزل الله، وأراد أن يكون التحاكم
إلى غير الله ورسوله وردت فيه آيات بنفي الإيمان عنه
وآيات بكفره وظلمه، وفسقه.
فأما القسم الأول:
فمثل قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ
آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ
أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ
وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً *
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً *
فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ
ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً *
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ
وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً *
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ
فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا
اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً* فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ
حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا
فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
(النساء:60-65)
فوصف الله تعالى هؤلاء المدعين للإيمان وهم منافقون بصفات:
الأولى: أنهم يريدون أن يكون التحاكم إلى الطاغوت
وهو كل ما خالف حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
لأن ما خالف حكم الله ورسوله فهو طغيان
و اعتداء على حكم من له الحكم وإليه يرجع الأمر
كله وهو الله، قال الله تعالى:
( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)
(الأعراف: من الآية54)
الثانية: أنهم إذا دعوا إلى ما أنزل الله
وإلى الرسول صدوا وأعرضوا.
الثالثة: أنهم إذا أصيبوا بمصيبة بما قدمت أيديهم-
ومنها أن يعثر على صنيعهم-
جاءوا يحلفون أنهم ما أرادوا إلا الإحسان
والتوفيق كحال من يرفض اليوم أحكام الإسلام
ويحكم بالقوانين المخالفة لها زعماً منه
أن ذلك هو الإحسان الموافق لأحوال العصر.
ثم حذر - سبحانه - هؤلاء المدعين للإيمان
المتصفين بتلك الصفات بأنه - سبحانه -
يعلم ما في قلوبهم وما يكنونه من أمور تخالف
ما يقولون ، وأمر نبيه أن يعظهم ويقول لهم
في أنفسهم قولاً بليغاً ، ثم بين أن الحكمة
من إرسال الرسول أن يكون هو المطاع المتبوع
لا غيره من الناس مهما قويت أفكارهم
واتسعت مداركهم ، ثم أقسم تعالى
بربوبيته لرسوله التي هي أخص أنواع الربوبية
والتي تتضمن الإشارة إلى صحة رسالته صلى الله عليه وسلم
أقسم بها قسماً مؤكداً أنه لا يصح الإيمان إلا بثلاثة أمور:
الأول: أن يكون التحاكم في كل نزاع
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أن تنشرح الصدور بحكمه،
ولا يكون في النفوس حرج وضيق منه.
الثالث: أن يحصل التسليم بقبول ما حكم به
وتنفيذه بدون توان أو انحراف.

 

خلود 99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 07:48 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2023