صراع أم تعاون واختلاف أم تكامل

[Da_JokEr]

صراع أم تعاون واختلاف أم تكامل


في معظم عواصم العالم الثالث توجد أسواق للملابس المستعملة تستورد من بلاد العالم الغربي، وهي إما ملابس استخدمها أهلها حتى ملوا منها، أو ملابس جديدة انتهت موضتها ولم تعد تناسبهم، والحال نفسه ينطبق على السيارات حيث نجد في العديد من هذه العواصم أسواقا لمثل هذا النوع من السيارات المستعملة التي سئم أصحابها منها وعافتها نفوسهم، وحال الأدوية ليس أفضل من حال الملابس والسيارات، فكثيرا ما نسمع عن دواء اكتشف صانعوه في العالم الغربي أنه لم يعد مناسبا للاستخدام أو أنه مؤذ بسبب آثاره الجانبية، وربما يمر زمن قصير أو طويل حتى نكتشف حقيقته، والغريب والمؤسف في آن معا، أن هذا الوضع ينطبق على المبادئ والأفكار، فالحركة النسائية التي نادى بها الغرب ولا يزال ينادي بها والمعتمدة على المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء وصلتنا وانتشرت ولا تزال تنتشر بين نساء عالمنا العربي والإسلامي تباعا، والمؤسف أن الأصوات القوية المنادية بعكس ذلك هي الأخرى ستتأخر في الوصول لنا، تماما كما تأخرت الأصوات المنادية بهجر الدخان ومحاربته وسن القوانين التي تحظر بيعه أو تحد من تعاطيه وتحشر المدخنين في أماكن ضيقة في محاولة للتضييق عليهم ودفعهم للنفور منه، والتي وصلت إلى حد محاسبة شركات التدخين وأجبرتهم على دفع الملايين تعويضا عن الأضرار التي لحقت بالمدخنين، هذه الأصوات لم تصل إلينا إلا بعد زمن طويل، وحتى حين وصلت بدأت أصواتنا ترتفع بضعف شديد في البداية لتقليدهم في معارضتهم لما يؤذي، وغالبا ما تكون بداياتنا ـ بكل أسف ـ على استحياء وكأن أصواتنا لا تقوى للوقوف ضد ما يؤذي مجتمعاتنا إلا إذا كان لها سند من أصوات غربية، وما تحتاجه نساؤنا اليوم التأكيد على أن أصواتا قوية غربية بدأت تنادي بضرورة أن تعرف المرأة أنها امرأة والرجل بأنه رجل، لكل منهما خصائصه وصفاته وأدواره، كما تنادي بعدم الانسياق وراء الحركة النسائية التي أفقدت المرأة الكثير مما كانت تتمتع به من صفات الاحترام والتقدير من الرجل وصارت على قدم المساواة معه في كل شيء في الحقوق والواجبات، بل إن كاتبات مشهورات أمثال«لورا شليزنجر» بتن يعبرن عن شوقهن لتلك الأيام التي كان رجل مهذب يفتح لهن باب السيارة احتراما لا استغلالا، أو مراءاة، وصرن يؤكدن أن المرأة تحت هذه المظلة فقدت الكثير من خصائصها وميزاتها، والجدير ذكره أن أصواتا نسائية غربية باتت تنادي بمحاكمة هذه الحركة وتوجه لها النقد اللاذع لما أوصلت إليه المرأة من بؤس في بعض الجوانب، وأغلب ظني أن هذه المسألة سينطبق عليها ما انطبق على غيرها من مسائل مستوردة انتشرت في حياتنا وساهمت في صنع صور كثيرة لنساء لا تطيب نفوسهن إلا حين يشعرن أنهن انتصرن على الرجل وكأن الحياة لا تقوم إلا على الصراع بينهما، مع أن الحياة تتسع لكل منهما، وهي لا تستقيم إلا إذا عرف كل منهما خصائصه وخصائص الطرف الآخر وجعل عمله معه تعاونيا وتكامليا، وخير لنسائنا أن يسارعن في الاطلاع على الحركة الجديدة المناهضة للحركة النسائية قبل أن نتسبب بمزيد من الخسارة لمجتمعاتنا التي لا تحتمل المزيد من الخسائر، وخير لنا أن نحرر المرأة من الظلم إن وقع عليها على أن تحافظ بدورها على ما لها من خصائص إيجابية في مجتمعاتنا العربية قبل أن تفقدها، وبخاصة في الجوانب الإنسانية، مع التأكيد على أن التعاون بين الرجل والمرأة في سبيل دفع الظلم عن أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا وأخواتنا وعماتنا وخالاتنا أفضل بكثير من الصراع بينهما على من يحمل الراية، أو من يتخذ القرار، مع أن هذا القرار قد تنجح المرأة في اتخاذه أحيانا وعلى الرجل أن يؤيدها ويدعمها ويشجعها، بل قد يكون من الأفضل أن ينفذ لها هذا القرار، وهذا ما فعله عبدالله بن الزبير حين أشارت عليه أمه أســـماء بنت أبي بــكـــر أن يمضي في مواجهة الحجاج بقولها«امض بني فأنت على الحق»، وأحيانا قد ينجح الرجل في اتخاذه وتحسن المرأة صنعا إن هي دعمته وأيدته وشجعته.

المصدر

جريدة عكاظ


=======================================


صراحة كلام الاستاذ ميسرة رائع جدا وهو يتكلم دائما بنظرة واعية بعيدة عن كل عنصرية او فوقية او تبعية

ومقالته لليوم فيها رد واضح ومبين لكل من ينادي بالخروج عن فيمنا وتعاليم ديننا

والاجمل في الموضوع استشهاده ببعض الاحداث التاريخية التي حدثت في اوائل الخلافة الاسلامية

وهو بكلامه يبين بوضوح ان المرأة حقها محفوظ منذ بزوغ فجر الاسلام لكن تكالبت عليه

بعض امور الجهل والضلال من تخاريف ومعتقدات دخيلة على مجتمعنا الاسلامي

قراءة ممتعة,,,,ونشوووووووووفكم تاني