][ سبَبْ للحرمَـآن من مَغْـفِرة الله عزّ وجلّ ][

[صوت الفجر]

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين , حبيبنا وقدوتنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه إلى يوم الدين وبعد : من طرق الشيطان إحداث القطيعة بين المسلمين، وكثيرون أولئك الذين يتبعون خطوات الشيطان فيهجرون إخوانهم المسلمين لأسباب غير شرعية إما لخلاف مادي أو موقف سخيف وتستمر القطيعة دهراً وقد يحلف ألا يكلمه وينذر ألا يدخل بيته وإذا رآه في طريق أعرض عنه وإذا لقيه في مجلس صافح من قبله ومن بعده وتخطاه وهذا كلّه من عمل الشيطـآن عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً قال صلى الله عليه وسلم : “ لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار ” رواه أبوداود· وعن أبي خراش الأسلمي رضي الله عنه مرفوعاً قال صلى الله عليه وسلم : “ من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه ” رواه البخاري ويكفي من سيئات القطيعة بين المسلمين الحرمان من مغفرة الله عزَّ وجلَّ فعن أبي هريرة مرفوعاً: “ تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين، يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبداً بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا أو أركوا (يعني أخروا) هذين حتى يفيئا ” رواه مسلم· الاضرار المترتبة على الهجر : - الهجر يعطَّل طاقة الخير في المتهاجرين فلا يتعاونان على فعل بر أو مصلحة· - أن الهجر يقبض يد المساعدة عن المهجور وهو عقوق المهجور أحد الوالدين وقطيعة رحم إن كان أحد الأقارب فقاطع الرحم والعاق لا يدخلان الجنة· - أن الهجر يعطِّل حقوق المسلم بين المتهاجرين فلا يسلم أحدهما على الآخر ولا يرد سلامه ولا يعوده إذا مرض ولا يتبع جنازته إذا مات وغير ذلك من الحقوق· - أن الهاجر يفرح إذا أصابت المهجور مصيبة كما يحزن إذا أصابته نعمة· - أن المتهاجرين محرومان مما يفيض الله على المسلمين في مواسم الخير، فصلاتهما لا تُرفع وعملهما موقوف حتى يصطلحا· - أن الهجر انعزال والإسلام ينهى عن ذلك ويأمر بالاجتماع ووحدة الصف وهذا المنعزل سهل الانقياد للشيطان· الحـــل : قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم : "‏ ‏لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " مما سبق يتّضح جليا تحريم الهجر فوق ثلاث ليال ولذلك علينا مرآجعة أنفسنا في هذا الموضوع نسأل الله ألّا نكون مِمّن يهجرون ويقطعون ونسأله كذلك أن نكون إخوّة متحابين في الله وعلى يدٍ وحدة إنّه ولي ذلك والقـآدر عليه