مسابقة القنوات الفضائيه اوقعت الناس في شرك القمارالمحرم

[ابو علي]

هاني قفاص - مكة المكرمة

أكد عدد من الدعاة والمشايخ أن ما تقوم به عدد من القنوات الفضائية ومؤسسات الإعلام المرئي والمسموع من عمليات نصب واحتيال الهدف منها هو ايقاع السذج والدهماء من الناس في فخ المسابقات وفي شرك القمار المحرم والذي أصبح بحلته الجديدة والتي تتمثل في برامج المسابقات والتي تشبه اليانصيب إلى حد كبير ان لم تكن مثله تماماً. وبين المشايخ والتربويون لـ (المدينة) ان شر مثل هذه المسابقات قد طرق كل باب وكل منزل من بيوت المسلمين في كافة أقطار العالم الإسلامي.

قمار محرم في حلة جديدة

في البداية بين الشيخ عبدالرحمن بن حمد اللهيبي امام وخطيب مسجد البحيرات بمكة المكرمة ان التفنن الحاصل بين المؤسسات الإعلامية والقنوات الفضائية في نصب الشباك الهدف منه هو ايقاع بالسذج والدهماء من الناس في شرك القمار المحرم ولكن بحلته الجديدة المتمثلة في كثير من برامج المسابقات والتي هي شبيهة باليانصيب الى حد كبير ان لم تكن مثله تماماً. وذلك بإغرائهم بمبالغ خيالية مقابل اتصال عن طريق الرقم 700 والتي تصل فيه كلفة الاتصال للدقيقة الواحدة أكثر من خمسة ريالات وتتجاوزها احياناً إلى عشرة ريالات أو عن طريق شراء بطاقات خاصة أو كوبونات تسمح لهم بالمشاركة في تلك المسابقات أو عن طريق ارسال الرسائل بواسطة سحس بواسطة الهاتف الجوال والتي تصل تكلفة الدقيقة الواحدة فيها الى ثلاثة ريالات أو تزيد عن ذلك المبلغ فيقع المشارك عن طريق هذه المسابقات في غرم محقق وغنم محتمل بعيد المنال. بعد ذلك تتحصل تلك الشركة أو المؤسسة على مبالغ كثيرة ربما تتجاوز مئات الالوف أو ملايين الريالات احياناً لكثرة هؤلاء المتصلين جرياً وراء السراب والتي من خلال هذه المبالغ يتم خصم قيمة الجوائز لأصحاب الحظ السعيد كما تصفهم تلك المؤسسات والشركات بعد أن وقعت عليهم القرعة وهي حفنة قليلة من الريالات في المقابل تضاف المبالغ المالية الأخرى وهي الأكثر إلى رصيد المؤسسة أو الشركة وقد أخذت هذه الأموال من دون مقابل وبغير وجه حق.

وأضاف اللهيبي ان مثل هذا العمل يعتبر وبلا شك من النصب والاحتيال وأكل أموال الناس بالباطل وقد صدرت في ذلك فتوى من اللجنة الدائمة للافتاء بأن هذا النوع من المسابقات هو من القمار المجمع على تحريمه.

قال سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) فمصطلح القمار جاء في الآية الكريمة بمعنى (الميسر).

وأشار اللهيبي انما حرم الله القمار لأجل ما يترتب عليه من العداوة والبغضاء ومحق المال وتبديد الثروات جرياً وبحثاً وراء السراب لعله يكسب شيئاً.

والمبكي غير المضحك ان ذلك كله يحدث أي النصب والاحتيال وأكل أموال الناس بالباطل والتغرير بهم عن طريق الدعايات والإعلانات للمقامرة علنا في وسائل الإعلام المختلفة وكل ذلك يحدث في شهر النفحات الإيمانية وشهر الرحمات وشهر الاقبال على الله بالصيام والقيام وذكر القرآن الكريم وشهر الامتناع عن الذنوب والمعاصي والآثام.

ومما يزيد القلب كمداً ما يحصل في بعض هذه البرامج من تلميع لأهل الفن والمجون وتكليف من عرف عنه الخروج عن الحدود الشرعية والآداب المرعية بادارة البرامج واستقبال المكالمات الهاتفية من الجنسين وما يحدث وراء ذلك من اخلال بالقيم والآداب وتكسر وتغنج وخضوع بالقول وهلم شرا..

وأردف اللهيبي بقوله متى تنتهي هذه المؤسسات والشركات عن المقامرة في هذه المسابقات جرياً وراء السراب والأوهام ومتى توقف دعمها لها. ومتى نحرص على توفير اللقمة الحلال (فأيها جسم نبت من سحت فالنار أولى به) متى نحرص على أن يكون شهر رمضان فرصة للتوبة وتصحيح المسار ومحاسبة النفس.

حب الثراء السريع

من جهته أبان الشيخ خالد بن عيد العتيبي امام وخطيب جامع الخولاني بمكة المكرمة ان المرء يتعجب من المسابقات المتوالية والمتتالية والتي تظهر لنا في القنوات وفي المجلات والتي يشترط على المتسابق فيها ورغبته في المشاركة القيام باتصال هاتفي على رقم معين أو ارسال رسالة قصيرة ولكل منهما تكلفة بكذا وكذا وهذه الصورة مشابهة تماماً لصورة قوم اجتمعوا ودفع كل واحد منهم مبلغ من المال واتفقوا على أن الفائز منهم يأخذ جميع المال الذي جمعوه. فنلاحظ أن كل الناس سيتفقون على تحريم هذه الصورة لأن فيها شبهة من القمار الواضح فهذا بالضبط ما يحدث في هذه المسابقات حيث أن المبالغ المحصلة والمجموعة عن طريق إجراء الاتصالات والرسائل يدفع جزء منها للفائزين والبقية المتبقية من تلك المبالغ والتي تعتبر الأكبر طبعاً تجيّر لحساب تلك الجهات المنظمة للمسابقات وهذا ما يلاحظ عند الإعلان عن تلك المسابقات حيث أن بعض البرامج تزيد فيها قيمة الجائزة كلما زاد أعداد المتصلين عليها.

أو هكذا يا أمة الإسلام نقبل على القمار المحرم من أجل المال وحب الثراء السريع حيث أن الثراء السريع اغرى الناس بالدخول في هذه المسابقات دون النظر في شرعيتها من عدمه.


منقول من جريدة المدينه بتاريخ13/10/1426هــ