InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > الساحة العامة
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


الساحة العامة قسم مخصص لـ الفعاليات والنقاش و المواضيع التي لا تندرج تحت الأقسام الآخرى .

سلسلة مقالات مشعل السديري

الساحة العامة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 26-11-2005, 09:42 PM   #38

نضال

 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
التخصص: ماجستير اداره اعمال
نوع الدراسة: ماجستير
المستوى: الأول
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,508
افتراضي مستر (ليت)

مستر (ليت)

الكثير من الناس يتحدثون عن المحبة والتواصل ومساعدة الآخرين، والواقع أن الغالبية العظمى من أحاديثهم هي مجرد (هرج) لا أفعال، كلها مجرد خيال ووعود، أما إذا حانت ساعة الفعل تبخر الحكي وأصبح كل إنسان (يحوش الجمر لخبزه).

كنت وما زلت اعرف رجلاً له قصة تحكى، أما لماذا قلت (كنت وما زلت)، فإنني قلتها لأن الفارق الزمني والموضوعي بينهما كبير، فكنت اعرفه عندما كان من (الحفاة العراة رعاة الشاة)، وما زلت اعرفه عندما أصبح الآن مليونيراً (يتطاول بالبنيان).

كان عطوفاً على الآخرين، وما زال عطوفاً حتى هذا الوقت، ولكن فقط (على نفسه).. كان يقول لي عندما يشاهد محتاجاً مثله: يا ليت عندي مالاً وساعدته، يا ليت عندي قدرة لكي اسند بها كل من يكاد يتهاوى من شدة الضعف والعوز، يا ليت، ويا ليت، كنت دائماً اسمعه يردد هذه الكلمة إلى درجة انني أطلقت عليه اسم: مستر (ليت).

ومرّت الأعوام، انقلب الزمن وإذا مستر (ليت) بضربة حظ لا ادري كيف جاءت، ولا ادري عن ماهية وسائلها، وهل هي مشروعة أم غير مشروعة؟!، المهم أن ضربة الحظ تلك صعدت به إلى عنان (البنوك والبورصات والشركات)، وما بين ليلة وضحاها، أو ما بين غمضة عين وتفتحها، وإذا بمستر (ليت) يتحول بقدرة قادر إلى: الشيخ (شيك)، وبعضهم يطلق عليه: الشيخ (رصيد).

وصادف أن مر عليّ رجل مأزوم مهموم طفران، فخطر على بالي مستر (ليت) خصوصاً أن ليت تلك قد أينعت وأثمرت وآتت أكلها، فكتبت له خطاباً (كتوصية)، وطلبت منه أن يذهب إلى مقر شركته الكبيرة، وبعد شهر تقريباً، أتاني وقد نقص من وزنه عدة كيلوغرامات، سألته عن سبب عيائه الذي استفحل، فقال لي: تصور أنهم لم يدخلوني عليه، وإنما اخذوا الخطاب وقالوا لي تعال بكرة، وكل يوم اذهب يقولون: بكرة، ومن بكرة إلى بكرة إلى اليوم الذي أتيتك فيه، قلت له: اجلس، فجلس بجانبي، وأدخلت يدي في جيبي وأعطيته (فول سوداني).

ليست المساعدة هي بالمال فقط، ولكن قد تكون هناك وسائل أخرى، مثل ذلك الشاب الذي كان يركب قطاراً بالدرجة الثالثة، وكان يواجهه بالمقعد عجوز بدا الهم والغم على محياه، فسأله عن السبب، فقال له: إنني قادم من الريف وابني مريض أريد أن أزوره في هذه المدينة التي لا اعرفها، فقال له الشاب: أنا اعرفها، ونزل معه إلى أن أوصله إلى ابنه، ثم استقل القطار الآخر وواصل رحلته.

وسمعت أن مجرد التعرف على الأغراب ومباسطتهم والابتسام في وجوههم يعتبر شيئاً من المساعدة الإنسانية، غير أن الرياح أحياناً تجري بما لا تشتهي المراكب، فقد صادف أن كنت اجلس بجانب رجل في احد الكراسي في الشارع العام، فأردت أن ابدأ الحديث والتعارف معه، فرمقني بنظرة شك وريبة وابتعد عني وكأنني لص أو محتال أريد أن اشلحه هدومه.. ولا أنسى كذلك أنني ابتسمت ابتسامة كلها لطف وبراءة في وجه امرأة، فكادت تنشب إظفارها في وجهي لولا أن قدمي كانت أسرع ولله الحمد.

 

نضال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 11:39 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2025