د. أماني غازي: مسلسل “حريم السلطان ” شوّه صورة السلاطين وقدم عملًا مبهرًا للعين لا حق

[مولازم نك]

ريهام المستادي - جدة
الأربعاء 17/10/2012

قدمت الدكتورة أماني غازي الأستاذ مساعد بقسم التاريخ بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، نقدًا لمسلسل «حريم السلطان» تحت اسم «نقد صورة الحريم العثماني من خلال مسلسل حريم السلطان».
موضحة أن المسلسل الذي يُعرض هذه الأيام، قدم شخصية السلطان سليمان القانوني، وهو من أفضل سلاطين الدولة العثمانية، وكان رجلا عظيما بمعنى الكلمة، ولُقب عدة ألقاب، حيث لقّبه ملوك أوربا بالسلطان العظيم أو السلطان الفخم، فقد بلغت الدولة العثمانية في عهده أوج قمتها وإبداعها الحضاري، وتطورت الدولة العثمانية في عهده بقوة وزاد ازدهارها وتطورها، ومن أجل ذلك قررت تركيا إنتاج مسلسل ضخم يتناول شخصيته.
وتشير الدكتورة الغازي إلى أن المسلسل من تأليف كاتبة السيناريو الشهيرة ميرال اوكاي، وعلى الرغم من الديكورات الفخمة والمجوهرات اللامعة والملابس المناسبة للقرن 16م، ومع ذلك نجد أن السيناريو أضّر بشدة بضخامة العمل.
وتستطرد الدكتورة أماني غازي: إن 60% من أحداث المسلسل حبكة درامية، و40% حقائق تاريخية، وبذلك فقد شوّه المسلسل شخصية تعتبر من رموز التاريخ الإسلامي، ولم تقدم أبدًا إظهار الحقيقة في التاريخ العثماني، فعلى سبيل المثال لا الحصر أخرج المسلسل نظام الحريم العثماني بشكل خاطئ تمامًا، حيث أوضح ان الرجال يختلطون بالنساء بشكل طبيعي جدًا وهذا خاطئ تمامًا، لأنه في الواقع لم يدخل إلى القصر النسائي رجلا غريبًا يومًا إلا السلطان والطبيب في بعض الأحيان، بينما يتواجد الحرس خارج الحرملك، حتى إنه لا يوجد الأغاوات داخل الحرملك، لأن النساء لا يجوز لهن الظهور على غير المحارم، بالإضافة إلى أن ليس جميع النساء في الحرملك مُلكًا للسلطان، فهنالك موظفات وإداريات وقليل جدًا من ملك اليمين له، ولا يجوز له أن يتكشّف عليهن، بالإضافة إلى أنه يوجد لديهم مدة خدمة تبلغ تسع سنوات إذا أنهتها يحق لها العتق والخروج من الحرملك والزواج أيضًا طالما أنها لم تصبح إحدى زوجات السلطان. ومن المغالطات التي بدت واضحة في المسلسل أصل البطلة وهي الزوجة المفضلة لدى السلطان «روكسلانا» فهي لم تكن روسية وإنما ابنة كاهن أوكراني سلافي كاثوليكي ووقعت أسيرة في يد التتار، إضافة إلى أن السلطان ظهر وكأنه طيلة الوقت في القصر وأن من يتولى الأمور ويديرها الصدر الأعظم، على الرغم من أن السلطان سليمان القانوني كان عصره هو العصر الذهبي. لتنتقل بعد ذلك إلى قصر السلطان سليمان القانوني لترشحها والدته (عائشة خاتون) لتصبح من ضمن زوجاته. وترى الدكتورة أماني غازي أنه على الرغم من جودة الإخراج وضخامة الإنتاج، إلى أنه لا يُعتبر مسلسلا تاريخيا ذا جودة عالية في حقيقة الأحداث التاريخية، وإنما نخرج منه بأنه عمل مُبهر لعين المشاهد العربي فقط.
وفي ختام نقدها للمسلسل، تقول الدكتورة أماني غازي: بالنسبة لنا كمختصّين في التاريخ العثماني كنا ننتظر مسلسلا تاريخيا عثمانيا يُظهر الجانب والمضمون للدولة العثمانية وليس عملا يشوّه صورة السلاطين العثمانيين أكثر ويظهر أن محور اهتمامهم منحصر في الحريم.

المصدر
http://www.al-madina.com/node/408261