مـــقـــالات .. و .. مــقـــامـــات .. !

[هذيان]

أحمد عبدالرحمن العرفج .. المدينه .. !




تَأتي الأخبَارُ حَافِلةً مُمتَلِئةً؛ لكُلِّ مَن أَلقى السَّمعَ وهو شَهيد.. جَاهِزةً لمَن يَلتقط ويُريد أن يَكتب ويُعلِّق ويُزَحلِق!!
وإليك سيّدي القارئ هَذا الخَبر الظَّريف -الذي نَشرته الصّحف البريطانيّة- والمُتعلّق بسيّدتنا وَزيرة الدَّاخليّة البريطانيّة.. المَرأة التي أَفلحت فِي حِفظ الأمن، وضَبط الأمَان خَارج مَنزلها، ولَم تُفلح فِي ضَبطه دَاخله.. يَقول الخَبر:
وَجَدَت وَزيرة الدّاخليّة البريطانيّة جَاكي سميث نَفسها وَسط جَدل مُحرج قَبل أيّام؛ حِين عَمدت الدّولة إلى تَسديد فَاتورة تَخصّها، تَشمل «بَدل استئجار زوجها أفلامًا إبَاحيّةً»، وَسط اتّهامَات باستغلال الأموَال العَامة!!
وصَرَّحت سميث في بيان نُشر سَابقًا إثر مَعلومات كَشفتها صحيفة «صنداي إكسبرس» قائلة: «أُعرب عَن أسفي.. لأنَّني عند طَلبي تَسديد اشتراكي بالإنترنت، طَلبت أيضًا -عَن طَريق الخَطأ- أن تَشمل فَاتورة اشتراك التّلفزيون»!!
وأضافت: «مَا إن تَم لَفتُ نَظري إلى الموضوع، حَتى اتّخذتُ الإجرَاءات اللازِمَة، واتّصلتُ بالسّلطات النّيابيّة المَعنيّة لتَصحيح الوَضع»، مُوضّحةً أنّ المَبالغ المُحدَّدة «ستُعاد كَاملة»!!
وكَانت الوَزيرة طَلبت استرجاع قِيمة فَاتورة سَدَّدتها لفيرجين ميديا، بقِيمة 67 جنيهًا إسترلينيًّا (72 يورو)، تَشمل مُشاهدة عِدّة أفلام، مِنها اثنَان إباحيّان، بقِيمة خَمسة جُنيهات للفِيلم الوَاحد!!
وأفَاد أحد المُقرَّبين مِن الوَزيرة؛ أنَّ الفِيلمين المَعنيّين تَمت مُشاهدتهما أثناء غِيابها عَن المَنزل، الذي يَقع فِي دَائِرتها -رديتش (وسط إنجلترا)-، مُضيفاً إنَّها غَاضبة كَثيرًا مِن زُوجها «ريتشارد تيمني»، مُساعدها النّيابي، وهو أمر جَائِز في بريطانيا!!
مَا يهمّني فِي هَذا الخَبر.. أن أُشير إلى أنّ بريطانيا لَديها مَشاكلها ومَتاعبها، ولكن مَا يُميّزها.. أن هُناك ضَبطًا ومُحاسبةً، وخَنقًا لأمور الفَساد، وشَفافيّةً في التّناول، وقد يُلاحظ القَارئ أنَّ الوَزيرة لَم تَنفِ مَا أُثير.. ولم تَقلْ إنّ الأمر فيه «مُؤامرة» أو «استهداف».. بَل أَسِفَت ووَعدَت بإرجاع المَبَالغ المُستحقَّة إلى الدّولة!!
يَاااااالله، مَتى نَصل إلى هَذه المَرحلة مِن الشّفافية والصّراحة والدّقة، والبُعد