عضو جديد ...و دعوة لحفظ كتاب الله الكريم

[المبرمج]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم عضو جديد بالمنتدى أتمنى إني استفيد منكم وافيدكم بإذن الله سبحانه وتعالى
إخواني واخواتي
كل عام وأنتم بخير

كما تعلمون فإن رمضان هو شهر القرآن وكل منا ينكب على مصحفه في هذا الشهر الكريم محاولاً ختم المصحف الشريف

وتتفاوت هممنا فمنا من يختم مرة ومنا من يختم مرتين هناك من يختم ثلاث وأربع وأكثر من ذلك إلى ماشاء الله
بل إني أعرف شخصاً يختم المصحف في رمضان مرة كل يومين
فياللفضل العظيم

ولكن هل فكر أحدنا في حفظ كتاب الله؟

هل خطرت هذه الفكرة على بال أحدكم؟

هل هناك هنا من يسعى حالياً لحفظ القرآن سواء في بيته أو في حلقات تحفيظ القرآن؟

هل تعتقد ان مسألة حفظ القرآن هي عملية شاقة

أخي الكريم /أختي الكريمة

كما ولابد أنكم تعلمون فإن المصحف يتكون من 600 صفحة تقريباً (بالنسبة لمصحف المدينة المنورة طبعة الملك فهد حفظه الله)

لو حفظت كل يوم صفحة واحد من المصحف
فهذا يعني أنك ستختم القرآن في سنتين

سنتين فقط يا أخي العزيز ويا أختي العزيزة كفيلة لكما بأن تحفظا كتاب الله
فهل تستكثران سنتين من عمركما لتحفظا فيها كتاب الله
هل تستكثران هاتين السنتين على ربنا سبحانه وتعالى

لا والله إن سنتين من الزمان لزمن يسير من اعمارنا لنحفظ فيها كتاب الله
ولكنها ايضاً كثيرة في نفس الوقت!!

وكيف ذلك؟!!

ذلك بأنه بإمكانك حفظ المصحف في أقل من سنتين
فلو حفظت صفحتين في اليوم فإنك ستختم المصحف في سنة تقريبا

ولو حفظت 3 صفحات في اليوم فإنك ستختمه في حدود 7 او 8 او 9 أشهر على الأكثر

وإن شئت الزيادة في مقدار الحفظ اليومي فإن النتيجة ستكون ختمك للقرآن في 6 أو 5 أشهر فهل هذه المدة طويلة؟
وهل العملية شاقة

يقولون إن السن الذهبي لحفظ القرآن الكريم هو قبل الخامسة والعشرين إذ أن حافظة الإنسان تأخذ في النقصان بعد هذا العمر

أعتقد أننا جميعا هنا من طلاب الجامعة أي أن أكبرنا لم يبلغ الثانية والعشرين من العمر تقريبا
إن هذا السن مناسب جداً لحفظ القرآن
والشخص متوسط الحفظ تستغرق منه الصفحة الواحدة من نصف ساعة إلى ساعة أو أقل قليلاً لحفظها
فلو أنك صرفت ساعتين في اليوم من وقتك الثمين لحفظت صفحتين أو 3 صفحات وربما 4 صفحات في اليوم
وربما أكثر
بل ولابد أنكم قد سمعتم عن الدورات المكثفة لتحفيظ القرآن في شهرين فقط خلال العطلة الصيفية
إن كل طالب في هذه الحلقات يحفظ يومياً نصف جزء أي 10 صفحات في اليوم !!
ولكن هؤلاء قد تفرغوا تماماً للحفظ فهم يقضون جل وقتهم في هذه الحلقة
المهم أنه لا حدود لعدد الصفحات التي يمكنك حفظها في اليوم الواحد
ولكن مهلاً
الحفظ يحتاج إلى أمور مهمة يجب ان تأتي بها قبل أن تبدأ حفظك

أولها هو الإخلاص لله سبحانه وتعالى
وأن تبتغي بحفظك هذا وجه الله وحده ومن ثم إدراكك لأهمية القرآن في حياتنا وفوائد القرآن لنا كمسلمين والأجر
العظيم الذي يناله قارئ القرآن في الدنيا والآخرة

ثانيها هو الهمة العالية وعقد العزم على الحفظ وعدم التراجع أمام الصعوبات

البعض قد يتخذ حفظ القرآن وسيلة لقضاء وقت الفراغ
ولكن هذا لا ينفعنا
عند حفظك للقرآن ينبغي أن يكون الحفظ غاية لا وسيلة
حينما تجلس لحفظ صفحة من القرآن عليك ان تعقد العزم بأنك لن تنهض من مجلسك هذا إلا وقد حفظت هذه الصفحة
حفظاً متقناً وأن آيات هذه الصفحة تجري على لسانك كما تجري آيات سورة الفاتحة على لسانك بنفس السلاسة والمرونة
وأن لا تنهض من مجلسك هذا مهما كانت الأسباب (طبعاً يستثنى من ذلك القيام لأوقات الصلاة وطاعة الوالدين وغيرها من الأمور المهمة)
وأن تركز وقت الحفظ في الفحظ والحفظ فقط
فرغ نفسك ساعة يومياً أو أقل او أكثر المهم أن يكون لك وقت يومي ثابت للحفظ لا تتنازل عنه أبداً ولا تشغل هذا الوقت بغير القرآن
اجعل القرآن كطعامك فكما أنك تفرغ نفسك يومياً ثلاث مرات وفي أوقات ثابتة تقريبا للطعام وقد تؤجل الكثير من الأمور حتى تنتهي من طعامك
فاجعل القرآن هكذا أيضا (مع فارق التشبيه طبعاً)
تناسى أي أمور أخرى تشغل فكرك اثناء الحفظ بل تناسى واجباتك ومسؤولياتك التي عليك في هذا اليوم بعد فترة الحفظ وركز على الحفظ والحفظ فقط
وفكر دائماً بشكل إيجابي
لا تقل لا يمكنني حفظ هذه السورة أو هذه الصفحة
بل قل إنه هذه الصفحة أو هذه السورة كغيرها من السور وسأحفظها بإذن الله كما حفظت ما قبلها ولا يثبطنك الشيطان موهماً أياك بأن هذه السورة لايمكنك حفظها مهما اجتهدت

ثالثاً : تكرار ما حفظته من وردك اليوم طوال الوقت
بعد حفظك لوردك اليوم سواء كان صفحة أو أقل أو أكثر
لاتقل حفظتها وسأتركها حتى إشعار آخر
فإن القرآن سريع التفلت كما قال عليه الصلاة والسلام
بل كرر هذه الآيات على لسانك طوااال الوقت
في منزلك في سيارتك في جامعتك بين المحاضرات وفي صلواتك استمر في التكرار واحتفظ بمحصف صغير في جيبك فإن أحسست أنك بدأت (تلخبط) أخرج المصحف
وأنظر للآية التي توقفت عندها ثم أكمل تلاوتك

رابعاً : الإكثار من الطاعات والبعد عن المعاصي

يقول الشافعي رحمه الله:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي


أخي الكريم ...اختي الفاضلة

تخيل انك دخلت إلى أحد الأماكن وأنك أردت الجلوس في هذا المكان
وكان هذا المكان قذراً وسخاً فإنك بطبيعة الحال كإنسان محترم نظيف ستتعفف عن الجلوس في هذا المكان

وكذلك هو القرآن الكريم فإنك إن أردت الحفظ وقلبك مملوء بالمعاصي فأنى للقرآن أن يدخل هذا القلب؟
وكلما نظفت قلبك بالبعد عن المعاصي والزيادة في الطاعات سيقبل عليك القرآن وستجد أن الحفظ عملية سهلة وممتعة لا مشقة فيها ولا نصب!!

أحد السلف يقول :نظرت مرة نظرة محرمة فأنسيت القرآن في ستة أشهر

انظروا إلى اثر المعصية على الحفظ وعلى القرآن

اكتفي بهذا وعذراً على الإطالة ولازال هناك العديد من الأسباب المعينة على الحفظ لم يتسنى لي ذكرها ولكنكم قادرين بإذن الله على اكتشافها ومعرفتها بأنفسكم
وجزاكم الله خيراً وكل عام وأنتم بخير

أخوكم : المبرمج