من أروع ماقرأت <المستحيــليـولــوجـي> للأستاذ:نبيل البشري.

[شهووووده]

المستحيليولوجي
علم المستحيل أو كما أسميته المستحيليولوجي!!!!
من المؤكد بأنه علم لاوجود له على أرض الواقع ولكن رأيت أنه من المفترض أن نضع أو نتفق على المفاهيم الصحيحة للمستحيل، خاصة وأننا في مجتمع تلتف به الكثير من الحدود المعلمة بالمستحيل، وهو نفسه المجتمع من فرض هذه الحدود .ولو أمعنا النظر بحيادية ومنطقية لهذه الحدود التي وصمت بعار المستحيل لوجدنا انها تختلف بإختلاف القدرات الفردية، ولا يجب أن نلبس ثوب المستحيل لكل المجتمع صغيره وكبيره، عاقله ومجنونه، المتعلم والأمي، بل فعلنا هذا هو المستحيل الذي لا يستطيع المستحيل ذاته تحقيقه.
لو تفحصنا تفاصيل حوار بين اثنين من عامة المجتمع لوجدنا أن كلمة مستحيل تتكرر دائما بشكل مباشر أو غير مباشر مثل: لايمكن، إستحالة، أو بمعنى قابلني لو قدرت!! وكثير ما أنتشرت الأمثلة التي رسخت رهبة المستحيل في أذهان براعم المجتمع، فتجد صالح يقول: تصدق ودي أدور عمل إضافي حتى ازيد دخلي بس ماني عارف كيف؟!! فيرد ثامر:اييييييه…الناس مي لاقية عمل وانت تبي تدور عمل إضافي!! لمن تحج البقرة على قرونها بتحصل!!!! ويريد بهذا ان تبحث عن آخر نقطة في خريطة المستحيل وتضع علم دلالة على صعوبة تحقيق مثل هذا الهدف كإستحالة حج البقرعلى قرونها، فالبقر لا فرضية للحج عليها فما بالك بأن تحج على قرونها!!!!
إن من أهم عوامل تأخرنا كأمة، أننا دائما مانتكاسل عن عمل معين بحجة أنه من المستحيل تحقيقه، فيأتي من بعدنا ويتعلم منا أنه مستحيل فيصرف النظر حتى عن المحاولة، وكأني بهذا الفتى يقول في نفسه “إذا كان سعد بكل خبرته التي تجاوزت العشرين سنة في هذا المجال لم يستطع الوصول لهذا الهدف فما بالك بي وانا أعتبر رضيع فيها… يابوي مد رجلك على قد لحافك”، ويبقى هذا الفتى يردد هذه الجملة إلى أن يبلغ مبلغه من العلم والخبرة وحدود المستحيل عنده أقل بكثير من حدود المستحيل عن العلامة سعد!!! ويلقن هذا التفكير المحدود لمن بعده وهكذا… الكل لا يجرؤ أن يفكر أعلى من تفكير من قبله.
أعتقد أننا نسينا أو بمعنى أدق تناسينا أن الله عز وجل عندما خلق الناس جعلهم مختلفين في القدرات، فمنهم الذكي ومنهم المحدود الذكاء، ومنهم من يبرع في علم ويفشل في آخر. فلا يصح أنه عندما يفشل شخص ما في شي بأن نحكم من البداية على فشل كل من يحاول نفس الشئ بحجة أن سعد هو أعلم الناس فيه ومع ذلك فشل فما بالك بك أنت!
كبرى العقبات التي تواجهنا كأمة أننا نضع حدود المستحيل بناء على قدرات شخص من الناس، ونبدأ في تناقل هذه الحدود وتلقينها لأبنائنا ولمن يتناقش معنا فيها.
إن من أهم عوامل النجاح وتحقيق الهدف هي أن تعرف بأن حدود المستحيل أنت من تضعها لنفسك ولا يمكن لأي شخص أن يرسم خريطة المستحيل لك، فهو لا يعرف قدراتك ومهاراتك، بل ولا يعرف الظروف الحياتية التي مرت على العلامة سعد ومنعته من الوصول لما يسمى بالمستحيل….فأرسم خريطة للمستحيل ولكن بدون حدود..