InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامي
   
   


المنتدى الإسلامي المواضيع الدينية

واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله

المنتدى الإسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 03-02-2012, 12:18 PM   #21

حسن العجوز

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 57
افتراضي رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله

سلوك النهج القرآنى فى الرد على من أساء إلى رسول الله ولاتستوى الحسنة و لا السيئة :
قدم الله لنا المنهج الكريم في التعامل مع أهل الإساءة لنا أجمعين فقال تعالى{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ}إذاً ماذا نفعل؟{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}ما النتيجة؟{فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}هذا هو منهج القرآن الذي أنزله الرحمن على النبي العدنان وعمل به المسلمون في كل وقت وآن وهذا المنهج واضح في أكثر من موضع في القرآن وأول من طبق هذا المنهج هو رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنتم تعلمون جميعا أن أهل مكة قد وصفوه بأقبح الصفات وأشنعها وعلى الرغم من ذلك وتطبيقا لهذا المنهج القرآنى السامى أمره الله عز وجل ألا يرد عن نفسه
وقال له في قرآنه{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}فإذا قالوا شاعر يرد الله عز وجل في قرآنه الكريم ويقول{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ}
وإذا قالوا مجنون فيرد من يقول للشيء كن فيكون ويقول{وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ}فتولى الله بذاته الرد على إساءة الكافرين والمشركين والجاحدين على حبيبه ومصطفاه وقال له منبهاً ومعلماً{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين}لأن هذا هو الذى يؤدى إلى النتيجة التى ذكرها الله
{فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}ثم يتناول القرآن الكريم هذا المنهج فى موضع آخر فيبين الله عزوجل لمن يرد على السيئة بالسيئة فيقول
{وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا}وهنا إشارة لطيفة : فلنقرأ " وجزاء سيئة " ثمَّ وقْفٌ فى القراءة ، ..." سيئة "، ثُمَّ وقفٌ ثانى " مثلها " وهذا يعنى : أن جزاء السيئة ( أى الرد عليها )سيئة أيضا أو بتعبير آخر إنك إن قوبلت بسيئة فى حقك فانتصرت لنفسك ورددت عليها فقد ارتكبت إذا سيئة مثلها فمن يرد على السيئة بالسيئة يصبح مثله ماذا أفعل إذاً؟فمن عفا وأصلح فأجره على الله هذا هو المنهج القرآنى فى الرد على الإساءة وتعالوا نأخذ بعضا من الأمثلة التى طبق النبى فيها هذا المنهج على نفسه وفى بيته وبين أصحابه حتى لم يدع مجالا لمتشكك أو مرتاب فى جمال و كمال و سماحة هذا الدين ومهما اشتدت الإساءات و توالت عل أى أحد فإنه لا يوجد من تعرض لإساءات أشد مما تعرض لها رسول الله من أهل مكة حتى أنه يوضح ذلك فيقول فرعوني أشد علىَّ من فرعون أخي موسى عليه وفرعونه كان أبو جهل ومع ذلك عندما دخل مكة فاتحاً جمع أهل مكة وجاءوا خائفين - فقد فتحت مكة عنوة - وقال لهم كما تعلموا أجمعين : ماذا تظنون أني فاعل بكم ؟فقالوا بأطراف ألسنتهم وليس من قلوبهم : خيراً أخ كريم وابن أخ كريم . قال: إذهبوا فأنتم الطلقاء لا أقول لكم إلا كما قال أخي يوسف لإخوته{لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}ومثال آخر لترى كيف أن عدم مقابلة الإساءة بمثلها يلين الطبع الجافى بل و يحول العدو إلى صديق و فى
عندما تيقن ابن فرعون الأمة عكرمة بن أبي جهل أن النبي داخل مكة لا محالة هرب ولم يكن يدري إلى أين يتجه فاتجه إلى اليمن فلما رأت امرأته صنيع رسول الله عند فتح مكة
أرسلت إليه رسالة على عجل : يا عكرمة أقبل على رسول الله فإنه يعفو ويصفح ويصل الرحم ويحمل الكلَّ
فوصلت الرسالة إلى عكرمة وهو على أهبة أن يركب سفينة إلى بلاد الحبشة فرجع وعفا عنه رسول الله وكانت نتيجة العفو أن نذر أن يجاهد في سبيل الله
وظل يجاهد حتى استشهد في معركة اليرموك في فتح بلاد الشام ولو أن سيدنا رسول الله عامله بمثل صنيعه لمات كافراً
ولكنه وهو الرحمة المهداة أراد أن يجمع الخلق على الله ويحببهم إلى ذات الله لا أن ينفرَّهم من طريق الله
وقد ورد في شأنه وفي خلقه أنه كان لا يغضب لنفسه قط إذا سبّوه أو إذا أهانوه فقد كان لا يغضب إلا إذا انتهكت محارم الله
وخذوا مثالا على ذلك اشتهر فى كتب السنة وفيه أنوار جلية و أسرار سنيَّة فقد جاءه رجل من الأعراب و هو جالس في وسط أصحابه فى عزِّته و منعته
وقام بجبذه جبذا شديدا من حاشية ثوبه حتى حمَّر رقبته وهو يقول له في جفاء و غلظة شديدة : يا محمد أعطني فإن المال ليس مالك
و لا مال أبيك وعندها غضب أصحابه بشدة و كادوا يهمون بالرجل ليبطشوا به لتطاوله إلا أن النبى اوقفهم بل و أمرهم ألا يتحركوا من أماكنهم حتى يأذن لهم
ليحمى الإعرابى من غضبتهم لعلمه بشدة حبهم له وقال له : صدقت إن المال ليس مالى ولا مال أبى ودخل منزله وأحضر له عطاءا و أجزل له ثم سأله :
أرضيت ياإعرابى؟هل أحسنت ؟ فقال : لا أحسنت و لا أجملت لكن إعطنى وكررها ثانية فمازال عليه الصلاة و السلام يعطيه و يسأله إن كان قد رضى
و يقول لا والنبي يزيده حتى رضي الرجل ومدح رسول الله و زاد فى مدحه فقال له النبى : فإن كنت قلت ذلك
فاخرج إلى أصحابي فقل عندهم مثل ما قلت لأنك أغضبتهم بفعلتك فخرج وفعل فرضي أصحابه وطابت نفوسهم

فصارت الواقعة مثلا واقعيا يحتذى به و درسا عمليا و افيا علَّمه لأصحابه فى كيفية التصرف مع من أساء إليه صلى الله عليه وسلم وفى هذه الواقعة
على روياتها المتعدده وصيغها وطرقها المختلفة إشارات سامية وتوجيهات عالية إلى الآداب السلوكية فى مواجهة الإساءة أو الرد على فاعلها :
أولها : هذا فعله عليه الصلاة و السلام مع مسلم المفروض بديهة أنه يعرف المبادىء الأولية عن قدره الشريف ومدى حب المسلمين له ؟
وعلى الرغم من ذلك فانظر كيف عالج الموقف؟وكيف التمس له العذر فى غلظته و سوء تصرفه؟فما بالنا لو صدرت الإساءة ممن لايعرف قدره لا مقامه؟
بل فما بالك لو جاءت الإساءة ممن عمى عقله عن الحقيقة بالدعايات المغرضة والأقاويل الباطلة التى تنزل عليه ليل نهار؟
هل كان يواجهه بمثل إساءته بعد أن فقهت هذه الواقعة ؟ تانية : بل أنظر كيف حمى الرجل من غضبة أصحابه ؟
وأمرهم ألا يبرحوا مكانهم إلا بأذنه و الإساءت تتوالى على شخصه الشريف وأصحابه تغلى نفوسهم و يودون لو يطيحوا برقبته لشدة إساءته
وثالثة : أنظر كيف حلم عليه وثابر على ذلك ؟ ولم يزده إغراق الإعرابي فى الإساءة إلا مزيدا من الحلم و الصبر و التماس العذر ّ
ورابعة : وفى رواية أن النبى قال له لا أعطيك ياإعرابى حتى تقيدنى من جبذتك التى جبذتنى ( رواية النسائى عن أبى هريرة)
ولكن الإعرابى لم يسمع وكرر طلبه بصلافة و النبى يقول : لا حتى أقتد منك ما فعلته بى ويكررها والإعرابى لايسمع أو يسمع و يقول لا أقيدكها
والنبى يكرر ليبرهن لأصحابه أن الرجل قد أصمَّه غضبه فلما استبان للجميع أن الرجل قد أعمته رغبته حتى عن السمع أو الفهم
نزلت رحمته و أخذ يعطيه ويعطيه ليعلمنا بذلك أنه : إن عمى خصمك أو أصم أذنيه
فأنت أيها المسلم أحوج ماتكون ساعتها للبصيرة ولضبط النفس حتى يمكنك أن تساعده فى رفع الغشاوة عن عينيه أو إعادة الإستماع لصوت العقل
ولكن إن عمى المسيىء إليك الجاهل بقدرك وجرَّك بقبح فعله فعميت مثله ؟فما هو الفرق بيننا ؟
وكيف تكون النتيجة ستزداد العداوات و تتقطع الأواصر و يفتح باب الشقاق و الفرقة ودخول أطراف أخر بقصودها – انظر كيف منع أصحابه من التدخل –
وعندها تصبح العودة إلى الصواب أصعب وأشد على النفس و أنكى بل قد تستحيل والتاريخ ملىْ بعشرات الأمثلة علي هذا و التى غيَّر مجراه فيها صبر فرد على أذية أو عكس ذلك .
وخامسة : بعد انتهاء الواقعة و عودة الإعرابى إلى جادة الصواب صفح عنه النبى ولم يذكر موضوع القصاص
ثانية لأنه لا يهمه سوى تحوَّل الرجل من الغلظة و الشدة إلى اللين و الاستجابة وهذه بداية التغيير وقبلها لافائدة .
السادسة : فى النهاية لم يدعه النبى يمشى حتى طلب منه أن يسمع أصحابه ما قاله له فى بيته عن رضائه وسرور نفسه
ليشهدهم بأنفسهم نتيجة الصبر على الأذى وتحمل الإساءة وكيف صيَّرت الأعرابى إلى النقيض فيكون تعليما لهم وليذهب غضبة نفوسهم عليه
فيصفو المجتمع من الشحناء وتزول العداوات والبغضاء ولذلك فإن حضرة النبي الأعظم وأنتم تعلمون فلا يوجد إيذاء تعرَّض له رسول الله أكثر من إيذاء المنافقين الذين كانوا معه وتظاهروا بالإسلام هل إيذاء المنافقين له أكبر أم إيذاء الكافرين؟بالطبع كان إيذاء المنافقين لأن الكافرين كانوا يعلنون عليه الحرب أو يقولون عليه ساحر أو مجنون
ومثل هذا الكلام الذي ليس له أساس لكن هؤلاء المنافقين هم من أذوه الإيذاء الشديد حتى أنهم هم من شنَّعوا على أعزِّ زوجاته من الذي روَّج هذه الإشاعة ؟
هل هم الكافرون ؟ أم المشركون ؟ أم اليهود ؟أبداً إنهم المنافقون الذين يصلٌّون ويصومون ويمشون مع حضرة النبي ويجلسون معه
وآذوه مرة أخرى وهم راجعون " لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذلَّ " هل يوجد من أهل مكة من يستطيع أن يقولها ؟
هل يوجد أحد من بني النضير أو بني قريظة يستطيع أن يتفوه بذلك ؟ لا ولكن قالها من يصلون ويصومون ويمشون مع حضرة النبي
فتحمُّل حضرة النبي للمنافقين - عندما نراه - يعطينا المثل الأعلى لسيدنا رسول الله في أخلاقه التي جملَّه بها مولاه وقد قال أصحابه بعد هذه الفتن :
يا رسول الله دعنا نقتلهم . فقال : ماذا يقول الناس علىَّ ؟ أيقولون أن محمداً يقتل أصحابه فيقولون : إنهم ليسوا أصحابك يا رسول الله .
قال : إن الناس تراهم معي يصلون ويصومون..
قائد كتيبة المنافقين والذي قال : "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل"
كان ابنه من المسلمين الصالحين رأى بعض المسلمين يتحرشون به ويريدون أن يقتلوه فذهب لرسول الله ، وقال : يا رسول الله مرني أن أقتله (أى أباه)قال :لماذا ؟قال: إن نفسي لن تسكن وقد رأيت قاتل أبي لو قتله أحد منهم ؟فلا أريد أن أقتل مسلماً بكافر , فقال له رسول الله : لا وعندما قال أبوه : " لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذلَّ " وقف ابنه على باب المدينة وقال لأبيه :لن تدخل وإلا ضربتك بالسيف أو يعفو عنك رسول الله؟لكي تعرف من العزيز ومن الأذلُّ فالحبُّ لرسول الله جعل الابن يقف في وجه أبيه ومع ذلك كان سيدنا رسول الله عندما يموت الواحد فيهم يذهب ليصلِّي عليه فيقول سيدنا عمر : إلى أين أنت ذاهب يا رسول الله ؟إنه فعل كذا وكذا؟فيقول : دعني يا عمر فيؤيد الله كلام عمر ويقول{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ}فيقول سيدنا عمر لرسول الله لقد قال الله كذا "الآية" فيقول رسول الله: سأزيد عن السبعين انظر إلى رحمة رسول الله ويتوفى قائد كتيبة المنافقين فيصلي عليه ولكي يطيب خاطر ابنه يخلع قميصه ويقول كفنوه فيه
فإذا رحمت فأنت أم أو أب ... هذان في الدنيا هم الرحماء
وهو أكثر من الأم والأب{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}هذا هو النبي الكريم الذي كان يؤلف كل قوم بما يلائمهم
لأنه أُرسل للناس لتأليف القلوب وجمع النفوس على حضرة المليك القدوس وهكذا علّم أصحابه أن يكونوا على شاكلتة فلا يغضبون لأنفسهم وإنما يغضبون لله
لأننا جند الله{وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}وجند الله لا يملكون لأنفسهم قليلاً ولا كثيراً ولا يأتمرون إلا بأمر الله ويتلقون تعليماتهم من الحبيب الأعظم ،
الذي عينه الله وقال لنا في شأنه{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}

 

حسن العجوز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 05-02-2012, 03:15 PM   #22

حسن العجوز

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 57
افتراضي رد: واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله

إبدأ بالأخلاق و الجمالات
إن الإنسان يدخل إلى قلوب الناس بجمال النعوت المحمدية والأوصاف القرآنية فيميلون إليه بالكلية فإذا مالوا إليه خضعوا لديه فكل ما يأمرهم به يستمعون إليه أ
ما إذا بدأ الإنسان بلائحة من الأوامر - حتى القرآنية - ولائحة من الوصايا والسنن -
حتى النبوية - ولا يجد الناس فيه ( أى فى الداعى ) أي خصوصية أو مزيَّة تشير إلى أنه جاء من عند خير البرية ؟ - لأنك إذا جئت من عند رسول الله
فيجب أن تكون على هداه في أخلاقه مع عباد الله - وعندها إذا لم يجد االناس فيه هذه الأخلاق فإنهم منه يفرُّون وعنه يبتعدون لأنهم يرون في فعله ما لا يجدونه في قوله
ولذلك كان أصحاب رسول الله على هذه الشاكلة يحرصون على أن يتجملوا بجمال النعوت المحمدية والأوصاف القرآنية حتى كان يقول بعضهم في بعض وعن بعض : "من أراد أن ينظر إلى رسول الله فلينظر إلى فلان " لأنه صورة من رسول الله ليست صورة ظاهرية أو سطحية أو خَلْقية لكنها صورة معنوية نورانية أخلاقية جمالية إلهية على أخلاق خير البرية فعندما يجمِّل المرء نفسه بجمال أوصاف الحبيب فإن قلبه يطيب والله يجذب إليه ولو لم ينطق كل إنسان يريده الله ويحبه الله ويريد أن يكرمه ببحبوحة الإسلام وأن يعرِّفه بدين الله وشرع الله وهذا ما دعى الصالحين إلى أن يقولوا كما قال أحد الصالحين " حال رجل في ألف رجل خير من كلام ألف رجل في رجل واحد "وهذه دعوة الله في كل زمان ومكان لماذا نرى قبلاً وبعداً رجالاً قليلين يطلق عليهم فلان رجل صالح؟ وتجد هذا الرجل بمفرده يهتدي إليه ألوف وربما يكون صامتا ولا ينطق وربما يكون أمياً في القراءة والكتابة لكنه تجمل بأوصاف النبي في نفسه فيَشُدُ الخلق إليه وتنجذب النفوس إليه وترتاح القلوب إليه فيجمع الخلق على الله وهذا سرُّ جذب الصالحين للخلق أجمعين ولذلك نجد بعض علماء الدنيا قد ينفرون من ذلك بل ويحسدونهم على هذه المنزلة يظنُّون أن الأمر أمر فصاحة وأمر بلاغة وأمر كتب ومكتبات وعلوم ظاهرات ويقولون لماذا فلان هذا يلتف الناس حوله وأنا معي الدكتوراه ولا يلتفون حولي؟إنه جاهل للسرِّ إن السرَّ في أوصاف الحبيب أخلاق كريمة وأصاف عظيمة ولأن النبى يدعو الناس إلى الله طالباً رضاه لا يبغى من وراء ذلك مكاسبا دنيويَّـة ولا همماً دنيَّـة ولا أشياءاً سفليَّـة وإنما قال كما قال الله في شأنه في الآيات القرآنية{قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} {إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ}فهم يقولون كما قال الله في وصف خير داع بعد حضرة النبي إلى الله{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً }لا يرجون من الخلق لا دنيا ولا شكراً ولا جمالاً ولا إكراماً ولا ثناءً ولا سمعة ولا شهرة إنما يرجون أن يقبل الخلق على الحق ويتركونهم مع الحق ويذهبون لغيرهم من الخلق يسوقون الخلق إلى الحق والحق بعد ذلك يتولى هؤلاء الخلق لأنه عزَّ سلطانه وعظم شانه هو الذي يتولى جميع القلوب بعنايته ورعايته وهذا هو الأساس الأول في جذب الخلق إلى الله فإذا تحلَّى أي رجل من هذه الأمة بجمال الإخلاص فإن الله يجعله من عباده الخواص ويسوق إليه الناس فلا يذهب هو اليهم ولكن الله هو الذي يسوقهم إليه لما في قلبه من إخلاص وليس لما في لسانه من طلاوة لسان وحلاوة كلام وما شابه ذلك مما يفعل الدعاة هنا وهناك فهؤلاء المخلصون هم الذين يدعون إلى الله على بصيرة والذين يقول فيهم كما كلَّفهم الله{قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}
الواجب نحو أهل أوربا و أمريكا اليوم؟
إن أول واجب علينا اليوم نحوهم هو أن نعرِّفهم جميعاً وبلغاتهم وفي كل مكان من أرجاء المعمورة نعرِّفهم برسولنا وبديننا من خلال حملة إعلامية واسعة عن هذا النبي وأخلاقه وتشريعاته ودينه وكتابه وكمالاته وليس الشأن شأن الحملة الإعلامية نفسها فإنما هى
وسيلة و ليست غاية ولكنا مطالبون معها أن نكون صورة على قدرنا لأخلاق حضرة النبي
وهذا هو الإعلان الأول فالعالم لا يريد منا غير ذلك حقيقة لا يريد كلاما ؟ ولكن قدوة طيبة لو رأوها سيدخلون في دين الله أفواجاً ولذا فهذه الحملة لابد أن يقوم بها
رجال ذوى أخلاق عالية فهب أنا أرسلنا إلى كل رجل من أهل أمريكا أو أوروبا
خمسة مصاحف بلغاتهم ماذا يصنع بها؟لكننا لو أرسلنا إلى كل مدينة رجلاً متخلقاً بأخلاق القرآن فإنه سيشد القلوب ويجذبها إلى حضرة الرحمن لأن طبيعة الإنسان تميل إلى
المشاكلة - والمشاكلة تدعو إلى المجانسة والمجانسة تدعو إلى المؤانسة فيأتنس
الإنسان به وينجذب إلى صفاته ويريد أن يجالسه ليستفيد منه أو يستفيد به فيكون ذلك
سبب في إقباله على ربه عزوجل لإن هذا هو منهج رسول الله فإن الذى فتح المدينة هو مصعب بن عمير فتحها بماذا؟ هل بشرائط الكاسيت التي كانت معه؟أو بالصحف والمجلات التي كان يصدرها أو بالكتب التي كان ينشرها ؟لا بهذا ولا بذاك ولكن بأخلاقه وأفعاله وأحواله التي اقتدى فيها برسول الله وهكذا قس على ذلك كل الدعاة الذين نشروا الإسلام في كل أرجاء هذه البسيطة هذه وهي نفس المهمة التي قام بها أجدادنا وآباؤنا وفتحوا بها قلوب شتَّى الخلق من آسيا إلى أفريقيا إلى أوروبا إلى أمريكا فنحن لا نفتح المدن ولا القرى ولا البلاد بالسيوف والسلاح وإنما نفتح القلوب إلى دين الله وإلى كتاب الله وفتح القلوب لا يكون إلا بأخلاق تخلو من العيوب وبشمائل الحبيب المحبوب وهذا بالفعل ما يحرص عليه إخواننا المسلمون الأوربيون ويطلبونه ولكنهم إذا جاءوا إلينا هنا لا يجدوا مثل هذه الأحوال فنحن نتسمى بمحمد وعبدالوهاب وعبد الرزاق وعبد الغفار لكن سلوكياتنا تخالف ذلك كله فكيف نكون قدوة أوعونا لهم : فيا أمة القرآن: هلمُّوا بنا إلى مائدة النبي العدنان مائدة الأخلاق المحمدية والصفات القرآنية والأنوار الإيمانية وعندها يرى الناس فينا هذه المعاني وهذه الكمالات وهذه الفضائل فيدخلون في دين الله أفواجا قال الله تعالى
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ}لماذا ؟{تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ}والرهبة ليست بقوة السلاح ولكن بقوة الإيمان وبطاعة حضرة الرحمن وبمتابعة النبي العدنان والمثل على ذلك من كانوا مع حضرة النبي عندما اجتاحوا العالم كله هل كان معهم سلاح ذري؟كانوا لا يملكون إلا السيوف العادية أما الفرس والروم كانوا يملكون سيوفاً حديثة ولها مقابض من فضة ومقابض من ذهب وعندما خاض خالد بن الوليد أكثر من مائة معركة حربية ولم يهزم في معركة حربية قط جمع قائد الروم أعوانه وقادة جيشه وقال أريد أن أرى السيف الذي يقاتل به خالد وقد هيئ له أن خالد نزل له سيف من السماء يقاتل به ولذلك ينتصر في كل المعارك وشاءت إرادة الله أن تدور معركة اليرموك وكان الروم فيها ستمائة ألف والمسلمون ستون ألفا ولأن الروم كانوا خائفين من المسلمين ماذا يفعلون؟ربطوا بعضهم بالسلاسل كل ستة منهم بسلسلة فلو فرَّ أحدهم جرَّه الباقون وجعلوا ورائهم خوازيق من حديد مثبتة فى الأرض تقتل الفارين وشاءت إرادة الله أن ينهزموا ويقع تدبيرهم فى نحورهم فكلما قُتِلَ منهم واحدٌ وقع على الأرض فأوقع الستة بالسلاسل معه ولما أرادوا الإنسحاب قتلتهم الخوازيق ووقع قائدهم أسيرا للمسلمين فأحضروه لخيمة خالد وكانت مقولته عن سيف خالد قد وصلت خالداً فقال له خالد :هذا سيفي الشأن ليس شأن السيف ولكنه شأن من يمسكه المهم هو من يمسك السيف وما هي درجة إيمانه وسلاح الرعب هذا تأكد وجوده في الزمن الحديث فما حدث مع الروم فى اليرموك حدث في معركة 1973م مع اليهود إذ ربطوا الطيارين في كراسي الطائرات حتى لا ينزلوا بالباراشوت فإما أن يصيب الهدف أو يضيع هو مع الطائرة وذلك لأن معظمهم كان ينزل بالباراشوت ويترك الطائرة من شدة الرعب وهذا النصر المرتقب والسلاح الذى لايقهر
هو الوضع الذي وعدَ الله به في كتابه العزيز إذ من سيُخرج اليهود ويقضي عليهم ؟
{فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا}ماهي صفاتهم؟{أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}أليس هذا كلام الله ؟ فلن يخافوا من القنابل الذرية ولا الصواريخ التي عند أعدائهم لأن من معهم هو الله وهو النصير وعندما يأتي هؤلاء العباد أعلن وبشِّر المسلمين بالنصر في كل أرض وفي كل واد والحمد لله فإن ما حدث أراه مكرمة عظيمة من الله إلينا لماذا ؟لأنها نبَّهت الغافلين من المسلمين وأيقظت حبَّ النبي الذي كان دفين لأن حبَّ الدنيا عند الناس طغى على حبِّ النبي وعلى حبِّ القرآن وابحث وفتش عن كل المشاكل والمشاغل التي شغلتنا وشغلت كل المسلمين في هذا الزمان وهي سر تأخرنا وخلافاتنا وسر عراكنا سببها كلها حبُّ الدنيا فإن كل القضايا التي تنظرها المحاكم سببها حبُّ الدنيا ولو نزع حبُّ الدنيا هل ستعمل أي محكمة بعد ذلك ؟لن تعمل لأن في هذه الحالة الناس تعمل لله ولكن المسلمين اشتغلوا بحبِّ الدنيا الزائد وظنوا أن التقدم والرقي فى اتباع الكافرين في هذا الشأن- سبحان الله - فيا ليتنا نتبعهم في العمل أو استثمار الوقت أو الجهد والأموال ولكننا نتبعهم في ما لا يفيد وما حدث قد نبَّه الغفوة الموجودة في الأفئدة نحو الحبيب لأن كل واحد من المؤمنين يجب أن يكون حبٌّ النبي أعلى شيء في قلبه وإذا تحقق هذا فإن الله يبلِّغه كل ما يريد في دنياه ويجعله من أهل السعادة العظمى إن شاء الله في أخراه وفى الختام بشرى بقرب الفتح و النصر أسوقها من التاريخ فإن كتّاب تاريخنا المعاصر والأوسط قد رأوا أنه لما احتل الصليبيون بلاد الشام وصنعوا القلاع والحصون فلما أتت جيوش الفتح الإسلامى لإستعادتها وكانت البلدة تستعصي عليهم شهوراً لقوة التحصينات فإذا أوشك أهل البلدة على اليأس من فتحها سبَّ أهلها حضرة النبي فيأتي الفتح بعد يوم أو يومين حتى أنهم من كثرة تكرار ذلك علموه و تناقلوه فإذا أخذ القوم في سبِّ حضرة النبي علم الصليبيون أن ذلك إيذانا باندحارهم وبمجىء الفتح الإلهي و النصر الرباني للمسلمين لأن الله ينتصر لحبيبه و مصطفاه في كل وادي و في كل موقع و كل حين فابشروا بقرب الفتح و النصر إن شاء الله {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }
وصلى الله على سيدنا محمد من نصر بالرعب مسيرة شهر وآله وصحبه وسلم
من كتاب : واجب المسلمين المعاصرين نحو الرسول صل الله عليه وسلم

 

حسن العجوز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 01:07 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2025