InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامي
   
   


المنتدى الإسلامي المواضيع الدينية

المحبة في الله ... :)

المنتدى الإسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 20-02-2012, 01:04 AM
الصورة الرمزية دافئ الإحساس

دافئ الإحساس دافئ الإحساس غير متواجد حالياً

مشرف مُتألق سابق

 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
التخصص: Biochemistry
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: السابع
الجنس: ذكر
المشاركات: 5,118
افتراضي رد: المحبة في الله ... :)



لطائف و نوادر في المحبة و الإخاء


* ليس من الوفاء *


ليس من الوفاء موافقة الأخ فيما يخالف الحق في أمر يتعلق بالدين ، بل من الوفاء له


المخالفة ، كان الشافعي رحمه الله آخى محمد بن الحكم ، و كان يقرّبه و يقبل عليه و

يقول : ما يقيمني بمصر غيره ، فاعتلّ محمد فعاده الشافعي فقال :

مرض الحبيب فعدته * فمرضت من حذري عليه
و أتى الحبيب يعودني * فبرئت من نظري إليه


وظنّ الناس لصدق مودّتهما أنه يفوّض أمر حلقته إليه بعد وفاته،فقيل للشافعي في علته

التي مات منها إلى من نجلس بعدك يا أبا عبد الله،فاستشرف له محمد بن الحكم وهو

عند رأسه ليومئ إليه،فقال الشافعي:سبحان الله أيشكّ في هذا؟أبويعقوب البويطي،فانكسر

لها محمد ، ومال أصحابه إلى البويطي مع أنّ محمدا كان قد حمل عنه مذهبه كله،لكن

كان البويطي أفضل وأقرب إلى الزهد والورع ، فنصح الشافعي لله وللمسلمين ، وترك

المداهنة، ولم يؤثر رضا الخلق على رضا الله تعالى ، و المقصود أنّ الوفاء بالمحبة من

تمامها النصح لله فالنصح لله مقدّم على الوفاء بمحبة الإخوان



* رحَل الإخوان *


قال ابن الجوزي رحمه الله :

هيهات رحل الإخوان و أقام الخُوّان ، و قل من ترى في الزمان من إذا دعي مان ، كان

الرجل إذا أراد شين أخيه طلب حاجته إلى غيره،ثم قال : نسخ في هذا الزمان رسم

الأخوة و حكمه ، فلم يبق إلا الحديث عن القدماء ، فإذا سمعت بإخوان صدق فلا تصدق


و قال بعضهم :

سمعنا بالصديق و لا نراه * على التحقيق يوجد في الأنام
و أحسبه مُحالا جوّزوه * على وجه المجاز من الكلام



* صحبة الأحمق *

قال أبو حاتم رحمه الله:من علامات الحمق التي يجب للعاقل تفقدّها ممن خفى عليه

أمره:

سرعة الجواب ، و ترك التثبت ، و الإفراط في الضحك ، و كثرة الالتفات ، و الوقيعة

فيالأخيار و الاختلاط بالأشرار ، و الأحمق إذا أعرضت عنه اغتمّ ، و إن أقبلت عليه

اغترّ ، و إن حلمت عنه جهل عليك ، و إن جهلت عليه حلم عنك ، و إن أسأت إليه

أحسن إليك ، و إن أحسنت إليه أساء إليك ، و إذا ظلمته انتصفت منه ، و يظلمك إذا

أنصفته ، و ما أشبه عشرة الحمقى بما أنشدني محمد بن إسحاق الواسطي :

لي صديق يرى حقوقي عليه * نافلات و حقّه كان فرضا
لو قطعت الجبال طولا إليه * ثم من بعد طولها سرت عَرضا
لرأى ما صنعت غير كبير * واشتهى أن أزيد في الأرض أرضا




* ما ضاق مكان بمتحابين *

عن الأثرم قال : دخل اليزيدي يوما على الخليل بن أحمد ، و هو جالس على وسادة ،

فأوسع له فجلس معه اليزيدي على وسادته ، فقال له اليزيدي : أحسبني قد ضيّقت عليك

، فقال الخليل : ما ضاق مكان على اثنين متحابين ، و الدنيا لا تسع اثنين متباغضين



* صداقة غير صادقة *

حكى ابن حبان البستي عن محمد بن الحسين قال :

"كان أعرابي بالكوفة ،وكان له صديق يظهر له مودة ونصيحة،فاتخذه الأعرابي من عدده

للشدائد ،إذ حزب الأعرابي أمر ، فأتاه فوجده بعيدا مما كان يظهر للأعرابي فأنشأ

يقول :

إذا كان وُدُّ المرء ليس بزائد * على مرحبا أو كيف أنت و حالكا
و لم يك إلا كاشرا أو محدّثا * فأف لودّ ليس إلا كذلكا
لسانك معسول و نفسك بشّة * و عند الثَريّ من صديقك مالُكا
و أنت إذا همّت يمينُك مرة * لتفعل خيرا قاتلتها شمالكا



* صاحب أهل الدين *

قال ابن الجوزي رحمه الله :

صاحب أهل الدين و صافهم ،

واستفد من أخلاقهم و أوصافهم ،

واسكن معهم بالتأدب في دارهم ،

و إن عاتبوك فاصبر و دارهم ،

أنت في وقت الغنائم نائم ،

و قلبك في شهوات البهائم هائم ،

إن صدقت في طِلابهم فانهض و بادر ،

و لا تستصعب طريقهم فالمعين قادر ،

تعرض لمن أعطاهم وسل فمولاك مولاهم

ربّ كنز وقع به فقير ، و ربّ فضل فاز به صغير

علم الخضر ما خفى على موسى ، و كشف لسليمان ما خفى عن داود



* من أولى بالغم *


قال الأصمعي :

سأل رجل أبا عمرو بن العلاء حاجة فوعده بها ، ثم إنّ الحاجة تعذّرت على أبي عمرو ،

فلقيه الرجل بعد ذلك ، فقال له : يا أبا عمرو وعدتني وعدا فلم تنجزه ؟ فقال له أبو

عمرو : فمن أولى بالغم أنا أو أنت ، فقال له : أنا ، فقال له أبو عمرو : بل أنا ، فقال

له الرجل : و كيف ذلك أصلحك الله ؟ قال : لأني وعدتك وعدا فأبتَ بفرح الوعد ، و

أبتُ أنا بهم الإنجاز ، و بتَّ ليلتك فرحا ، و بتُّ مفكرا مغموما ثم مغموما ، ثم عاق

القدر عن بلوغ الإرادة ، فلقيتني مدلا ، و لقيتك محتشما ، فمن هنا صرت أولى بالغم



* من هم الأحبة ؟ *


قال الشافعي رحمه الله :

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا * فدعه و لا تُكثر عليه التأسفا
ففي النفس أبدال و في الترك راحة * و في القلب صبر للحبيب و لو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه * و لا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة * فلا خير في ودّ يجيء تكلفا
ولا خير في خلّ يخون خليله * و يلقاه من بعد المودّة بالجفا
و ينكر عيشا قد تقادم عهده * و يظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها * صديق صادق الوعد مُنصفا
رد مع اقتباس

 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 21-02-2012, 12:54 AM   #2

دافئ الإحساس

مشرف مُتألق سابق

الصورة الرمزية دافئ الإحساس

 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
التخصص: Biochemistry
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: السابع
الجنس: ذكر
المشاركات: 5,118
افتراضي رد: المحبة في الله ... :)


صور مشرقة للمحبة الصادقة


1) النبي صلى الله عليه و سلم والصدّيق أبو بكر رضي الله عنه :


محبة صادقة في الله عز و جل ، و لله عز و جل ، و من المواقف التي تدل على


صدق المودة و المحبة ، واختصاص المحب لما يدور في قلب أخيه الذي أحبه في الله

عز و جل


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم

الناس و قال : إنّ الله خيّر عبدا بين الدنيا و بين ما عنده ، فاختار ذلك العبد ما عند الله

، قال : فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم عن

عبد خُيِّر ، فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم هو المخيّر ، و كان أبو بكر أعلمنا ،

فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنّ أمَنَّ الناس عليّ في صحبته و ماله أبو

بكر ، و لو كنت متّخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر ، و لكن أخوة الإسلام و مودّته

، لا يبقيّن في المسجد باب إلا سُدّ ، إلا باب أبي بكر " (رواه الشيخان)


قال ابن رجب في "لطائف المعارف " :

لما عرّض الرسول صلى الله عليه و سلم على المنبر باختياره للقاء على البقاء و لم

يصرّح ، خفى المعنى على كثير ممن سمع ، و لم يفهم المقصود غير صاحبه

الخصيص به ، ثاني اثنين إذ هما في الغار ، و كان أعلم الأمة بمقاصد الرسول صلى

الله عليه و سلم ، فلما فهم المقصود من هذه الإشارة بكى و قال : بل نفديك بأموالنا

وأنفسنا و أولادنا ، فسكّن الرسول صلى الله عليه و سلم من جزعه ، و أخذ في مدحه و

الثناء عليه على المنبر ، ليعلم الناس كلهم فضله ، و لا يقع عليه اختلاف في خلافته ،

فقال : " إنّ من أمَنّ الناس عليّ في صحبته و ماله أبو بكر


2) المهاجرون و الأنصار :


ما حدث بين المهاجرين و الأنصار أخوة صادقة ، و مدح الله عزّ و جلّ الأنصار

بقوله :" والذين تبوّؤا الدّار و الإيمان من قبلهم يُحبون من هاجر إليهم و لا يجدون في

صدورهم حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شُحّ

نفسه فأولئك هم المفلحون " (الحشر ٩ )


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالت الأنصار اقسم بيننا و بين إخواننا النخيل ،

قال : لا ،

فقالوا : أتكفونا المؤنة و نشرككم في الثمرة قالوا سمعنا و أطعنا " ( البخاري)

قال ابن كثير رحمه الله تعالى : " يُحبون من هاجر إليهم " : أي من أكرمهم و شرف

أنفسهم ، يحبون المهاجرين و يواسونهم بأموالهم ، و قوله :" و لا يجدون في صدورهم

حاجة مما أوتوا" قال ابن كثير رحمه الله : أي و لا يجدون في أنفسهم حسدا للمهاجرين

فيما فضلهم الله به ، من المنزلة و الشرف و التقديم في الذكر و الرتبة ، و قوله : " و

يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة "


قال القرطبي : الإيثار هو تقديم الغير على النفس و حظوظها الدنيوية ، و رغبة في

الحظوظ الدينية ، و ذلك ينشأ عن قوة اليقين و توكيد المحبة و الصبر على المشقة ، أي

يؤثرون على أنفسهم بأموالهم و منازلهم لا عن غنى بل مع احتياجهم إليها

و قال رحمه الله : و الإيثار بالنفس فوق الإيثار بالمال


و من الأمثال السائرة : و الجود بالنفس أقصى غاية الجود ، قال الدكتور بابللي في "

معاني الأخوة في الإسلام و مقاصدها" هذا الحب لا لصنيعة سبقت من المهاجرين إليهم

، أو ليد كانت لهم عليهم ، و إنما الإيمان بالله الذي وحد بين قلوبهم ، و هو الحب في

الله الذي جمع بينهم ، ففتحوا قلوبهم لإخوانهم في الدين ، قبل أن يفتحوا لهم منازلهم


3) و من هذه الصور المشرقة للمحبة الصادقة :ما رواه القرطبي في "تفسيره" عن

حذيفة العدوي قال : انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عم لي

– و معي شيء من الماء – و أنا أقول إن كان به رمق سقيته ، فإذا أنا به ، فقلت

له : أسقيك ، فأشار برأسه أن نعم ، فإذا أنا برجل يقول : آه ، آه ، فأشار إليّ ابن

عمي أن أنطلق إليه ، فإذا هو هشام بن العاص ، فقلت : أسقيك ؟ فأشار أن نعم ،

فسمع أخر يقول آه ، آه ، فأشار هشام أن انطلق إليه ، فجئته فإذا هو قد مات ، فرجعت

إلى هشام فإذا هو قد مات ، فرجعت إلى ابن عمي فإذا هو قد مات

 

دافئ الإحساس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 22-02-2012, 02:58 AM   #3

دافئ الإحساس

مشرف مُتألق سابق

الصورة الرمزية دافئ الإحساس

 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
التخصص: Biochemistry
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: السابع
الجنس: ذكر
المشاركات: 5,118
افتراضي رد: المحبة في الله ... :)


آفـات الصحبة


بعد ذكر فضل المحبة في الله عز و جل و الأخوة فيه ، من تمام النصيحة التحذير من آفات الصحبة ، و من آفات الصحبة :


1) كثرة الزيارات :



فمن آفات الصحبة كثرة الزيارات و المجالس التي هي مجالس مؤانسة و قضاء وطر ،

أكثر منها مجالس ذكر و تذكير و تعاون على البر و التقوى ، فيكون في هذه المجالس

ضياع الأوقات و ذهاب المروءات و قد يجرّ فضول الكلام إلى ما يغضب الملك العلام

، قال النبي صلى الله عليه و سلم : " ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه

، إلا قاموا على مثل جيفة حمار ، و كان عليهم حسرة يوم القيامة "
( قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي و الألباني في الصحيحة )

قال ابن القيم رحمه الله في " الفوائد" :

الاجتماع بالإخوان قسمان :

1)أحدهما اجتماع على مؤانسة الطبع و شغل الوقت ، فهذا مضرته أرجح من منفعته ،

و أقل ما فيه أنه يفسد القلب و يضيّع الوقت

2)الثاني : الاجتماع بهم على أسباب النجاة و التواصي بالحق و التواصي بالصبر ،

فهذا من أعظم الغنيمة و أنفعها ، و لكن فيه ثلاث آفات :

1-إحداها : تزيّن بعضهم لبعض

2-الثانية : الكلام و الخلطة أكثر من الحاجة

3- أن يصير ذلك شهوة و عادة ينقطع بها عن المقصود

و بالجملة فالاجتماع و الخلطة لقاح إما للنفس الأمارة ، و إما للقلب و النفس المطمئنة

، و النتيجة مستفادة من اللقاح فمن طاب لقاحه طابت ثمرته و هكذا الأرواح الطيبة

لقاحها من الملك ، و الخبيثة لقاحها من الشيطان ، و قد جعل الله سبحانه بحكمته

الطيبات للطيبين ، و الطيبين للطيبات ، و عكس ذلك


2) الإفراط في الحب و البغض :

و من آفاتها الإفراط في الحب و البغض :

عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا أسلم لا يكن حبك كلفا ، و لا بغضك تلفا ، قلت : و كيف ذلك ؟ قال : إذا أحببت فلا تكلف كما يكلف الصبي بالشيء يحبه،و إذا أبغضت فلا تبغض بغضا تحب أن يتلف صاحبك و يهلك
و عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أحبب حبيبك هونا ما ، عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما "


و قال أبو الأسود الدؤلي :

و أحبب إذا أحببت حبا مقاربا * فإنك لا تدري متى أنت نازع

و أبغض إذا أبغضت غير مباين * فإنك لا تدري متى أنت راجع


و المقصود الاقتصاد في الحب و البغض ، فإنّ الإسراف في الحب داع إلى التقصير ،

و كذلك البغض ، فعسى أن يصير الحبيب بغيضا ، و البغيض حبيبا ، فلا تكن مسرفا

في الحب فتندم ، و لا في البغض فتأسف ، لأن القلب يتقلب فيندم أو يستحي

قال بعض الحكماء : و لا تكن في الإخاء مكثرا ، ثم تكون فيه مدبرا ، فيعرف سرفك

في الإكثار ، بجفائك في الإدبار

و يخشى مع ذلك مع فرط المحبة أن يوافقه على باطل ، أو يقصر معه في واجب

النصيحة لله عزّ و جل ، و قد تنقلب هذه المحبة إلى بغض مفرط ، و يخشى عند ذلك

إفشاء الأسرار ، و ترك العدل و الإنصاف

و عن الحسن قال : أحبوا هونا و أبغضوا هونا ، فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا ،

و أفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا


3) مخالطة المحبة شيء من هوى النفس :

و من آفاتها أن يخالط هذه المحبة التي هي لله عز و جل و في الله عز و جل شيء من

هوى النفس ، فبدلا من أن يحب في أخيه طاعته لله عز و جل والتزامه بالشرع ، يحبه

لملاحة صورة أو لمنفعة كإصلاح دنيا ، و بدلا من أن يرجو بهذه المحبة ما عند الله عز

و جل ، و يتقرّب بها إليه ، يرجو بها استئناسا بشخصه ، أو تحقيقا لغرضه ، و هذه

المحبة سرعان ما تزول بزوال سببها ، او بشيء من الجفاء ، فإنه ما كان لله بقى ، كما

يقال :

ما كان لله دام واتّصل * و ما كان لغير الله انقطع وانفصل

قال الله عز و جل : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلا المتقين" ( الزّخرف 17)


و قال حاكيا عن خليله أنه قال لقومه :" إنما اتّخذتم من دون الله أوثانا مودّة بينكم في

الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض و يلعن بعضكم بعضا و مأواكم النار و

ما لكم من ناصرين " ( العنكبوت 25)

فنسأل الله أن يجعل محبتنا لمن نحبه خالصة لوجهه الكريم ، و مقربة إليه و إلى داره

دار السلام و النعيم المقيم ، و أن تكون عونا لنا على طاعته ، و دفعا لنا عن معصيته


4) الاستكثار من الإخوان :


و من آفاتها الاستكثار من الإخوان ، حتى يعجز عن القيام بحقوقهم و مواساتهم عند

حاجتهم واضطرارهم

قال في تنبيه المغترين : من أخلاق السلف رضي الله عنهم : أنهم لا يتخذون من

الإخوان إلا من علموا من نفوسهم الوفاء بحقه ،فإنّ أخاك إذا لم توف بحقه كان فارغ

القلب منك


و قال ابن حزم رحمه الله في "مداواة النفوس" : ليس شيء من الفضائل أشبه بالرذائل

من الاستكثار من الإخوان و الأصدقاء ، فإنّ ذلك فضيلة تامة مركبة ، لأنهم لا يكتسبون

إلا بالحلم و الجود و الصبر و الوفاء و الاستضلاع و المشاركة و العفة و حسن الدفاع

و تعلم العلم و كل حال محمودة ، و لكن إذا حصلت عيوب الاستكثار منهم ، و صعوبة

الحال في إرضائهم ، و الغرر في مشاركتهم ، و ما يلزمك من الحق لهم عند نكبة

تعرض لهم ، فإن غدرت بهم أو أسلمتهم لُؤّمت و ذممت ، و إن وفيت أضررت بنفسك ،

و ربما هلكت فيكون السرور بهم ، لا بفي بالحزن الممضّ من أجلهم " اه باختصار


و قال عمرو بن العاص : كثرة الأصدقاء كثرة الغرماء


و قال ابن الرومي :

عدوّك من صديقك مستفاد * فلا تستكثرنّ من الصحاب

فإن الداء أكثر ما تراه * يكون من الطعام أو الشراب


5) كشف الستر :

و من آفاتها : كشف الستر عن الدين و المروءة و الأخلاق و الفقر و سائر العورات ،

فإنّ الإنسان لا يخلو في دينه و دنياه من عورات ، و الأولى سترها ، كما مدح الله عزّ

و جلّ المستترين فقال : " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف " ( البقرة 273)


و قال الشاعر :

و لا عار إن زالت عن الحرّ نعمة * و لكن عارا أن يزول التّجمّل


و عن الحسن قال : أردت الحجّ فسمع ثابت البناني بذلك ، و كان أيضا من أولياء الله

فقال : بلغني أنك تريد الحجّ ، فأحببت أن أصحبك ، فقال له الحسن : ويحك ، دعنا

نتعاشر بستر الله علينا ، إني أخاف أن نصطحب فيرى بعضنا من بعض ما نتماقت عليه


قال احمد فريد : و يتأكد ذلك في حق من تصدى لوعظ الناس ، فلا يكثر من صحبتهم

و مخالطتهم في فضول المباحات ، حتى ينتفعوا بوعظه ، و يتمتع بستر الله عليه ، مما

يكره عليه الناس من ذنوبه و عيوبه ، نسأل الله العفو و العافية في الدنيا و الآخرة


6) هذه الآفة خاصة بصحبة الأغنياء :

و من آفات صحبة الأغنياء إزدراء نعمة الله عليه و تحريك الطمع و الحرص في قلبه و

قد لا يتيسّر له فلا ينال إلا الغم بذلك

إنّ من نظر إلى زهرة الحياة الدنيا و زينتها تحرّك حرصه ، و انبعث بقوة الحرص طمعه

، و لا يرى إلا الخيبة في أكثر الأحوال ، فيتأذى بذلك ، و مهما اعتزل لم يشاهد ، و

إذا لم يشاهد لم يشته و لم يكمع و لذلك قال الله تعالى : " و لا تمدّن عينيك إلى ما

متّعنا به أزواجا منهم " (طه 131)

و قال صلى الله عليه و سلم :" انظروا إلى من أسفل منكم و لا تنظروا إلى من هو

فوقكم ، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " (رواه مسلم و البخاري بمعناه)


قال عون بن عبد الله : كنت أجالس الأغنياء ، فلم أزل مغموما ، كنت أرى ثوبا أحسن

من ثوبي ، و دابة أفره من دابتي ، فجالست الفقراء فاسترحت


7) الإستئناس بالناس :


و من آفات الصحبة : الاشتغال بالإخوان عن تفريغ القلب للفكر و الاستئناس بالله عز و

جل الذي هو أول مطلوب القلوب و أعظم سبب لسعادتها و نجاتها و قد قيل :

الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس

قال بعض الحكماء : إنما يستوحش الإنسان من نفسه لخلو ذاته عن الفضيلة ، فيكثر

حينئذ ملاقاة الناس ، و يطرد الوحشة عن نفسه بالكون معهم ، فإذا كانت ذاته فاضلة

طلب الوحدة ، ليستعين بها على الفكرة ، و يستخرج العلم و الحكمة

 

دافئ الإحساس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 04:37 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2025