قسم الأشعة التشخيصية بكلية العلوم الطبية التطبيقية

[Radiology]

نظراً لقرب فترة تحديد الرغبات للتسكين في الكليات لطلاب وطالبات السنة التحضيرية ، أحببت أن أعرض لكم لمحة مبسطة جداً عن كلية العلوم الطبية التطبيقية وعن قسم الأشعة التشخيصية تحديداً وذلك لغياب الصورة الواضحة عنه عند الأغلبية .

كلية العلوم الطبية التطبيقية هي أحدى الكليات الصحية الأربعة بجامعة الملك عبدالعزيز .

تعتبر كلية العلوم الطبية التطبيقية من الكليات الحديثة حيث تم إنشائها في شهر شعبان من عام 1424هـ بالتوجيه الكريم من مقام خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – القاضي بتحويل البرامج الطبية المساعدة في كلية الطب والعلوم الطبية إلى كلية مستقلة ، وبالتالي أنتقل قسمي تقنية المختبرات الطبية والتمريض ليصبح تحت مضلة كلية العلوم الطبية التطبيقية وعدل مسمى كلية الطب والعلوم الطبية ليصبح كلية الطب .

تضم الكلية خمسة أقسام علمية وهي :
1. قسم تقنية المختبرات الطبية ( بنين – بنات )
2. قسم التمريض ( بنات )
3. قسم العلاج الطبيعي ( بنين – بنات )
4. قسم التغذية الإكلينيكية ( بنات )
5. قسم الأشعة التشخيصية ( بنين - بنات )

قسم الأشعة التشخيصية برؤية عضو هيئة التدريس الأستاذ جهاد فلمبان jfelemban.kau.edu.sa

* المهارات اللازمة :
هناك مهارات عديدة تلزمك بقسم الأشعة ، فمثلاً الألفة وسهولة الاعتياد على الأجهزة الإلكترونية بصفة عامة أمر مطلوب ، ففي قسم الأشعة نتعامل مع أجهزة عديدة قد لا تجدها في الأقسام الأخرى .

* طبيعة الوظيفة :
باختصار شديد ، الإشراف الكامل ومن كل الجوانب على جميع فحوص الأشعة والحرص على أن تكون عملية الفحص منفذة على الوجه الأكمل فمثلاً .. فحص موجات فوق صوتية تقليدي لمتابعة حالة الجنين ..
يقوم فني الأشعة بإدخال المريضة وإكمال الاستعدادات لعمل الفحص ( تغيير الملابس - التأكد من بيانات المريض - إلخ ) ..
يقوم أخصائي الأشعة ( نحن ) باختيار وصلة جهاز الموجات الفوق صوتية المناسبة ، ومن ثم ضبط إعدادات الجهاز حسب خبرته ( والتي لا يعرفها أي فني أو طبيب عادةً ) وأخيراً القيام بنفسه بعمل الفحص واضعاً في ذهنه التاريخ المرضي للمريضة ومتوقعاً سلفاً ما قد يمكن أن يجده من أمراض .
وبعدها قد يقوم أخصائي الأشعة بمناقشة حالته التي فحصها ، في غرفة تعرف لدينا بغرفة ( الباكس ) جنباً إلى جنب مع الأطباء المتخصصين .
هذا مثال مختصر جداً لعملية فحص بواسطة جهاز من أجهزة الفحص العديدة لدينا ، مع تشابه الخطوات في الأجهزة الأخرى ( أشعة مقطعية - رنين مغناطيسي - موجات فوق صوتية ) .

* المستقبل الوظيفي وسوق العمل :

أخصائي الأشعة في كل مناطق المملكة - بلا مبالغة - مطلوب جداً .. والسبب لا يعود لكثرة الأجانب أو لانتشار المستشفيات أو لندرة التخصص أو لغيرها من الأسباب التي يذكرها عادة أصحاب التخصصات الأخرى عند سرد مستقبلهم الوظيفي .. ولكن بسبب طريقة تشغيل أقسام الأشعة في أي مستشفى ..
فكل "موديل" من موديلات الأشعة ( رنين مغناطيسي - طب نووي - موجات فوق صوتية - إلخ ) يحتاج ما بين 5 إلى 7 أخصائيين .. ونحن نتحدث عما يقرب من 7 موديلات مختلفة في أي قسم أشعة - محترم - في أي مستشفى .. فالنتيجة .. حتمية احتياج كل مستشفى لما يقرب من 35 إلى 42 موظفاً ما بين أخصائي و فني .
فيكفي أن أقول لك أن أول دفعة للأشعة ( وأنا من ضمنها ) تخرجت من الكلية والبالغ عددها 22 طالباً وطالبة ، تكاد تبلغ نسبة البطالة فيها صفر بالمئة !!
فكل منهم الآن ( حسب علمي ) إما أخصائي في المستشفيات العسكرية أو التخصصية أو عضو هيئة تدريس في أحد كليات العلوم الطبية التطبيقية الست في المملكة ، أو مبتعث من وزارة التعليم العالي .

* مميزات قسم الأشعة :
الأمر نسبي .. فثمة شيء ما ، قد أراه مميزاً وشيقاً .. ولكنه بالنسبة للآخرين أمر عادي وغير مثير للاهتمام ..
عالعموم .. سأسرد بعض النقاط .. لا أقول عنها ميزات .. ولكنها فقط أمور تفاعلت أنا معها طيلة أربعة سنوات من الدراسة والتطبيق في هذا القسم الرائع ، وتركت في نفسي أثراً عميقاً ..
قلة في العدد .. وبركة في التعلم : من المعلوم أننا في قسم الأشعة أقل الأقسام من ناحية عدد الطلاب .. ولا يمكنك أن تتصور مدى تأثير ذلك علينا نحن الطلبة .. فمثلاً يأتينا أحد الدكاترة قادماً من كلية الطب بعد انتهائه من محاضرة ألقاها هناك ، فيفاجأ بهذه الدفعة الإشعاعية الصغيرة التي تنتظره ..
ويظهر تأثير عددنا القليل جلياً وبشكل واضح على كل دكاترتنا ، فإلقاء محاضرة على "كلاس" به أكثر من 20 أو 40 طالب ليس كإلقائها على 17 طالب فقط .. وينعكس ذلك على سير المحاضرة بالطبع .. فإجابة الدكتور حاضرة لكل تساؤل .. وتركيز الطلاب على أعلى درجة ..
فلا وجود لطالب مزعج - لأنه سيكون كالنقطة السوداء على السطح الأبيض !! - فعدد الطلاب قليل .. ولا وجود لشوشرة من الكراسي الخلفية - لأن "الكلاس" كله صف واحد - ..
والأهم من هذا كله .. روح التعاون واللحمة التي - سبحان الله - تنزل فجأة على الطلبة .. فكم من مرة يجتمعون "كلهم" في مطعم الكلية لمناقشة المحاضرة الفلانية و كم من مرة يجتمعون في المعمل ذاك ليحلوا أسئلة المادة تلك - ..
المستشفى الجامعي .. بيتنا : في كل المستشفيات .. يمثل التطبيق العملي للطلبة عبئاً ثقيلا على المسؤولين .. فأي مستشفى لايرغب أن تمتلئ ردهاته بـ 25 أو 40 طالب .. هذا يسأل وذاك يستفسر وهذا يريد أن يرى المريض وذاك يريد أن يمسك الجهاز ..
ولكن .. أن يستقبل المستشفى 17 طالباً فقط .. يصبح أمر توزيعهم على الأقسام وتكليفهم بالمهام أمر بالغ السهولة .. لذلك .. لا تستغرب إن قلت لك أن المستشفى الجامعي .. بيتنا !!
فمرات حضورنا لفحوصات الأشعة المختلفة هناك لا تعد ولا تحصى ، كما أن رؤساء قسم الأشعة بالمستشفى الجامعي لديهم مرونة عالية نحونا بالذات نظراً للعلاقة الوطيدة التي تربط بينهم وإدارة الكلية - هذه المرونة جعلت منا القسم الوحيد في الكلية الذي يبدأ طلبته بالتطبيق الفعلي ومع مرضى حقيقيين منذ السنة الجامعية الثانية !! -
الكل موجود .. في قسم الأشعة :
أما الأشعة فـ "غير" .. فالأشعة خيارها التشخيص .. تشخيص ماذا ؟؟ .. كل شيء !! .. معقولة !!! .. نعم ..
فمثلاً .. مريض ترتبط مشكلته بالتأهيل نستقبله ، فآليات الأشعة المتعددة لدينا تحدد نسب عدم القدرة ( شلل - كسور - ضمور بالعضلات - عدم توازن - إلخ ) بالصور والأرقام ، وبدقة شديدة لا تقبل الجدل ..
مريض ترتبط مشكلته بما يأكل وما يشرب نستقبله ، فآليات الأشعة المتعددة لدينا تحدد أسباب القصور الغذائي ( غازات - انسداد معوي - كائنات طفيلية - إلخ ) بالصور والأرقام ، وبدقة شديدة لا تقبل الجدل ..
مريض لديه عينة مأخوذة من علته التي يشتكي منها نستقبله ، فآليات الأشعة المتعددة لدينا تشخص حالة المصدر الذي أخذت منه العينة وتحدد ماهيته ( نسيج من ثدي سرطاني - أنوية من خصية معطوبة - عينات دموية من رئة ملتهبة - إلخ ) بالصور والأرقام ، وبدقة شديدة لا تقبل الجدل ..
ما أقصده هنا .. الكل موجود .. في قسم الأشعة !! وهذا يعود علينا نحن الطلبة بفائدتين عظيمتين جداً ..
أولاها .. أن جميع مرضى الأقسام الأخرى في أي مستشفى ضخم ، لابد وأن يمروا عبر تلك البوابة الضخمة المسماة قسم الأشعة !! ونتيجة لذلك يستحيل - أقول يستحيل - أن تجد قسم الأشعة خالياً من المرضى ..
مما يمثل للطلبة فرصة ذهبية للتطبيق .. والتطبيق .. والتطبيق مما لذ وطاب من الحالات المرضية - المتنوعة - التي يجدونها أمامهم ( وجود حالات نادرة جداً على مستوى المملكة في أيام التطبيق العملي أمر وارد الحدوث جداً )
عدد المرضى الهائل الذين يرتادوا قسم الأشعة قادمين من الأقسام الأخرى ، تزيد حالاتهم المرضية المتنوعة من حجم معرفتك بالأمراض ومسبباتها ..
فتكون المحصلة عند التخرج من القسم .. كم هائل من الخبرة عن الحالات المرضية من مختلف التخصصات ، مع ميزة رائعة وهي المتابعة المباشرة لتلك الحالات المرضية ورؤيتها رأي العين .

* أضرار قسم الأشعة على العاملين :

أخصائيي الأشعة أثناء استخدامهم لأنواع الأشعة المختلفة ، تتوفر لهم أنظمة أمان دقيقة جدا (ألبسة رصاص - غرف فحص مرصصة - إلخ) بحيث تكون نسبة تعرض الأخصائي للأشعة الضارة تكاد لا تذكر !!


هذه كانت بعض أجوبة الأستاذ جهاد فلمبان (عضو هيئة التدريس بقسم الأشعة التشخيصية ) على أسئلة المستجدين بكلية العلوم الطبية التطبيقية ، طرحت المهم منها بإختصار ، ويمكنكم الرجوع لكامل الأسئلة والأجوبة على الرابط : http://jfelemban.kau.edu.sa/content.aspx?Site_ID=0012405&lng=AR&cid=48579