تخصص (( الوسيـلة )) ... لا (( الهــدف )) !!

[mr.key]

بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني وأخواتي طلاب وطالبات السنة التحضيرية ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

في وقت اختلطت فيه الهموم .. هم الاختبارات ، وهم اختيار التخصص ، أسأل الله أن يتم علينا هذه السنة بخير وعافية أن يصل الجميع إلى مبتغاهم .

لن أتحدث عن منعطفنا الأخير في سباق التحضيري الطووووويل ،، فما أريد أن أشارككم به لعل أهميته تفوق ما تعنيه الامتحانات لأي طالب جامعي (( وخصوصا نحن التحضيريون )) من معنى كبير .. وهم ثقيل .

قرار الحياة ... هذا هو ما أطلقه على قرار تحديدنا لتخصصنا الجامعي في السنوات القادمة ،، فالمسألة ليست سنة ، أو سنتين ... وتنهي .... لا أبدا ، إنها مسألة حياة بأكملها ... صدقوني إن أثر قرار كل شخص فينا اليوم سيلازمه إلى أن يقول الناس عنه رحمة الله عليه !! ...

لكن السؤال الأهم هنا : كيف أختار تخصصي الجامعي بنجاح ؟؟ ... هنا يقع مربط الفرس .. فاستشعارنا لأهمية القرار الذي سنتخذه اليوم لا يعني أنه سيكون ملازما للصواب ... لكنني أضمن بأننا سنكون سعيدين بقرارنا حيال تخصصنا الجامعي إن جعلناه في نطاق (( الوسيلة )) لا نطاق (( الهدف )) !!

نطاق الوسيلة يا سادة يا كرام يعني بأن تخصصنا الجامعي هو أداة فقط .. لا طموحا بحد ذاته !! هو أن نختاره بناء على ما فيه من ميزات تجعلنا من خلاله نقترب أكثر فأكثر من ملامسة هدفنا الأسمى والأعلى والذي يختلف من شخص لآخر ... قبل أن تختار تخصصك أسال نفسك : ما هو هدفي بعد عشرة ، خمسة عشر ، عشرين عاما ؟؟ ما هو طموحي ؟؟ ما لذي سأضيفه لمجتمعي الذي يعاني من أمور كثيرة ؟ ما هو الجانب الذي سأكرس نفسي فيه لأسد فيه نقص أو حاجة للناس ؟؟ ...... وبعد أن تجيب على هذه الأسئلة .... خذ نفسا عميقا ... ثم ارجع مرة أخرى واسأل نفسك السؤال الأهم ، ما هو التخصص الذي سيجعلني أقرب لتحقيق هذه الأهداف ؟؟

مشكلتنا الكبيرة .. هي أننا نبني أحلامنا وأهدافنا بعد أن نأطر و نقيد المجال لتفكيرنا بمسار واحد ... وطريق واحد .. وهو التخصص !! التخصص هو تابع للأهداف وليس العكس ..

أرجوكم ... لنقرأ سير الناجحين والعظماء جيدا ... كلهم أو – أغلبهم لكي لا أقع في الكذب – اختاروا تخصصهم بناء على أهدافهم .. فــ (( بيل كلينتون )) هو خريج كلية الحقوق في جامعة ييل ... و (( أوباما )) هو محامي وناشط حقوقي في ولاية الينوي قبل أن يترشح لمجلس الشيوخ الأمريكي ثم ينتخب رئيسا في 2008 ... كلهم خريجون كليات حقوقية تخدم أهدافهم ... لا العكس !! والأمثلة تطول وتكثر ...

(( عبدالرحمن السميط )) ... ذلك الرجل الهمام .. الذي أرى فيه مقولة الإخشيدي الشهيرة : (( لقد طارت بي همتي فصرت كما ترون )) ... هو خريج كلية الطب من جامعة بغداد التي كانت حينها هي مضرب المثل في الصعوبة في التدريس الطبي ... لنقرأ سيرة هذا الرجل بتمعن .. رجل من الممكن أن يضحي بكل شيء من أجل الضعيف و المسكين ... شخص لديه القدرة على أن يقدم التعب والنوم في الأدغال ومواجهة الموت و استقبال رسائل التهديد بالاغتيال على الأمان والراحة !! ... فشخص كهذا اختار تخصصه بناء على هدفه ... فالطب كتخصص سيمنحه مساحة أكبر لتلمس حاجات الناس و صلاحيات أكثر للسفر للدول الإفريقية والمنكوبة للمساعدة فاختاره وبدون تردد ... لأنه هو ال (( وسيلة )) الأمثل للوصول إلى (( هدفه )) .

أخيرا ... لنتذكر بأن الله خلقنا (( مسيرون )) بأمره وقدره .. لكنه أيضا لحكمته سبحانه جعلنا (( مخيرون )) .. فالتسيير لا ينفي التخيير ... فلنختار ما يكون لكل واحد منا معول بناء لمجتمع بدأ يتحرك لكي يفرض نفسه بين مجتمعات سبقتنا بكثير ... آسف على الإطالة والأخطاء الإملائية إن وجدت فالموضوع كتب على عجل ...
كل التحية والتقدير للجميع .. و اختبارات موفقة للجميع ...

عبدالرحمن عبدالله الجميلي