حـــيّ بن يقظـــان العـــــربيّ ، وطــــرزان الغــــــربيّ !!

[Aishah AL-farhah]

طالعنا عندما كنا صغارا بكل شغف حكاية ماوكلي .. فتى الأدغال و كذلك حكاية طرزان
و شاهدنا كيف عاش هذان الإنسانان في الغابة مع الحيوانات و استطاعا التعايش معها و تعلما لغتها و تأقلما مع حياتها ..
و لكننا نُصدم في النهاية أنهما رغم قدرتهما على التعامل مع بني جنسهم من البشر إلا أنهم يظلون يفضلون حياة الحيوان البعيدة عن شرور الإنسان و أحقاده،
و لكننا ربما نتساءل ما المغزى من مثل هذه القصص ؟
و ما سبب انبثاق مثل هذه الأفكار في رؤوس مؤلفيها بكل غرابتها و بعدها عن المنطق العقلي البشري !

إلا أننا بإطلاعنا على التراث العربي القديم نتعجب من وجود مثل هذه الأفكار و لكن ليس بالطريقة التي شاهدناها بل بطريقة أكثر عمقاً و فهماً لطبيعة النفس البشرية و الإقرار بواحدنية الله.

"حيّ بن يقظان" لفيلسوف مسلم عربي يدعى ابن الطفيل تدور حول قصة تشبه تماماً قصة ماوكلي و طرزان
و قد اختار ابن طفيل اسم "حيّ" من كون بطل القصة على قيد الحياة و "يقظان" كناية عن اسم الإنسان ذو العقل المتيقظ للمعرفة و الحقيقة ..
و الفرق بين قصص الغربيين و قصة هذا الفيلسوف المسلم أنها لم تكن بالسطحية أو السهلة
كان ابتكار هذه الشخصية رسالة سامية نبيلة أعمق من اسم الفلسفة ذاتها، و لم تكن لمجرد الكتابة أو بالصدفة !

مازال هناك بقية

[Aishah AL-farhah]

قصة حي بن يقظان ..
القسم الأول
شمل المقدمات و يتعرض فيه ابن طفيل إلى آراء الفلاسفة المسلمين من أمثال ابن سينا، و الفارابي، و الغزالي.
و هو يناقش رأي كل واحد منهم، ثم ينتهي بعرض رأيه هو من خلال قصة رمزية.

القسم الثاني
هو محتوى القصة ..
1) قصة الخلق من خلال تواجد حي بن يقظان في جزيرة خالية من البشر، و يقدم آراء جغرافية خاصة بالخلق أحدها التولد الذاتي لحي،
و الآخر بالولادة الطبيعية.
2) الاكتشافات الأولية للإنسان، و تبدأ بالمعرفة الأولى التي اكتسبها حي عن طريق الملاحظة الحسية و التجربة.
ظهور قوى النفس تدريجياً من تذكر و قوة الملاحظة و المقارنة، الحكمة من دفن الجثة بتقليد الطير، التميز بين الجسم و ما يحرك الجسم، اكتشاف النار و استخداماتها.
3) معرفة المادة عن طريق الحواس، و يستنتج أن جميع الكائنات تشترك في شيء واحد و هو المادة و الاختلاف يكون في الصور.
4) النظر في السماء و العالم.
5) يتكلم فيه عن النفس، و يبين أن الإنسان له روحانية متميزة عن الجسم.
6) الكواكب الثابتة و الكواكب السيارة.

القسم الثالث
لخص ابن طفيل كل ما تطرق إليه من مبادئ الخلق و أوليات المعرفة للتوصل إلى أهمية الشريعة، فيضيف شخصيتين رمزيتين هما آسال الذي يمثل من يبحث عن باطن الشرع، و سلامان الذي يرمز إلى من يأخذ الشرع على ظاهره، فيأتي آسال إلى جزيرة حيّ ، و يتصل به ثم يتضح له أن حيّ قد أدرك بواسطة مجهوده العقلي الحقائق الأساسية من معرفة العلة الأولى للعالم ، و وجود النفس و روحانيتها و خلودها و سعادتها مما يتفق و باطن الشرع، ثم يحاول حي أن يقنع سكان الجزيرة التي أتى منها آسال حتى يبحثوا عن باطن الشرع ، و لكن عبثاً يحاول إذ أن فطرتهم لا تساعدهم على ذلك و أدرك حي أن ظاهر الشرع هو لمثل هؤلاء القوم و هم السواد الأعظم ، أما الباطن فهو للأقلية النادرة التي إذا ما أدركت هذا الباطن عن طريق التفكير و التأمل وجدته متفقاً و الحقائق الفلسفية الأساسية التي يدركها الفيلسوف عن طريق التفكير المنطقي و التأمل

و ينتهي ابن طفيل إلى القول أن العقل المجتهد ينتهي حتماً إليها و أن هذه الحكمة متفقة و باطن الشرع
و أن ظاهر الشرع لا بد منه للناس الذين ليسوا أصحاب فطر فائقة و أذهان ثاقبة و نفوس حازمة.

بالأسفل خاتمة

[Aishah AL-farhah]

لنا أسبقية العلم .. و لهم أسبقية الأداء ...
نحن نحسن إيجاد العلم و ابتكاره لكننا نفتقر لإيصاله للعالم في صورة مبسطة كما يغزونا الغرب بأفكارهم التي جمعت من كل حدب و صوب،
و ها نحن نقلب كتب التراث لنجد أن دانتي حين يكتب روايته "الكوميديا الإلهية خاصة قسم (الجحيم)" التي تتحدث عن الآخرة و بهر بها الغرب هي في أساسها مقتبسة من "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري، و رواية روبنسون كروز و هي المعروفة لدينا كرتونياً باسم "فلونا" ما هي إلا بذرة فكرة "حي بن يقظان"
و ليس عيباً في الثقافة الغريبة، بل تقصير منا و تميز منهم .



قصة حيّ بن يقظان ~ هنا

[فاقدة أبوها]

لنا أسبقية العلم .. و لهم أسبقية الأداء ...

تقصير منا و تميز منهم .

صحيح,

ذلك لتأثيرهم البالغ على العالم ككلّ وسرعة انتشار ثقافاتهم نظراً لتقدمهم الإعلامي والتّقني أمّا نحن فلم يعلم عنّا العالم إلا الإرهاب والقتل وهو- أيضاً- ماروّجوه هم عنّا!

ذكرتيني بمقولة للشيخ الفاضل علي الطنطاوي رحمه الله حين قال -بمعنى الكلام- أن تاريخنا هو أعظم تاريخ وثقافتنا هي أعظم ثقافة وأدبنا هو أرقى أدب لكن المشكلة تكمن في الأبناء حين انشغلوا عنه بما هو أقلّ منه شأنا.

لا أنفي قرائتي للكثير من أدب الشرق و الغرب وإعجابي ببعضه ,لكنّه قطعاً لاينافس أدبنا العربي بأي حال من الأحوال.

دمتِ بحفظ المولى.

[bint aboha]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

ماشاء الله تبارك الله للمره الثانيه تأتي بشخصيه متميزه

من شخصياتنا العربيه التي نفخر بها عند معرفتنا بهم

ونحاول بشتى الطرق محو الفكر الغربي عن امخاخ ابنائنا

فالبعض أصبح يقدس تفكيرهم ويظن بأنها صحيحه ولايبحث عن

الأفكار العربيه للأنه يؤمن بأن لاوجود لها وبأنها ليست محل اهتمام

وفخر هدى الله الجميع شخصيه أحببتها منذ فتره طويله رغم

عدم علمي التام بها لكن احاول ان أتزود من متاعها حتى أخبر

غيري عنها روايته طويله وربما سأقراها لاحقا دمتي ف حفظ المولى

تقبلي مروري

[Aishah AL-farhah]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاقدة أبوها صحيح, ذلك لتأثيرهم البالغ على العالم ككلّ وسرعة انتشار ثقافاتهم نظراً لتقدمهم الإعلامي والتّقني أمّا نحن فلم يعلم عنّا العالم إلا الإرهاب والقتل وهو- أيضاً- ماروّجوه هم عنّا! ذكرتيني بمقولة للشيخ الفاضل علي الطنطاوي رحمه الله حين قال -بمعنى الكلام- أن تاريخنا هو أعظم تاريخ وثقافتنا هي أعظم ثقافة وأدبنا هو أرقى أدب لكن المشكلة تكمن في الأبناء حين انشغلوا عنه بما هو أقلّ منه شأنا. لا أنفي قرائتي للكثير من أدب الشرق و الغرب وإعجابي ببعضه ,لكنّه قطعاً لاينافس أدبنا العربي بأي حال من الأحوال. دمتِ بحفظ المولى.

بالفعل انشغلنا بسفاسف الأمور

انشغلنا بالتفاخر بالجيل المنقرض ونسينا أننا نتأخر ونتأخر

ليس الفتى من قال كان أبي = إن الفتى من قال هأنا ذا

بوركت مرور عطر

[Aishah AL-farhah]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bint aboha السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ماشاء الله تبارك الله للمره الثانيه تأتي بشخصيه متميزه من شخصياتنا العربيه التي نفخر بها عند معرفتنا بهم ونحاول بشتى الطرق محو الفكر الغربي عن امخاخ ابنائنا فالبعض أصبح يقدس تفكيرهم ويظن بأنها صحيحه ولايبحث عن الأفكار العربيه للأنه يؤمن بأن لاوجود لها وبأنها ليست محل اهتمام وفخر هدى الله الجميع شخصيه أحببتها منذ فتره طويله رغم عدم علمي التام بها لكن احاول ان أتزود من متاعها حتى أخبر غيري عنها روايته طويله وربما سأقراها لاحقا دمتي ف حفظ المولى تقبلي مروري

جميل يبدو أنك مطّلعة على الأدب ، تعرفينها منذ فترة طويلة

هذا ماتوقعته منك أخيّة

الشخصية رغم أنها صاحبة فكرة ادبية عبقرية إلا أنها وللأسف مغمورة جدا

وعلنا بهذا الطرح نحيي شيئا من ذكراها ، ومن ذكرى إنتاجها الأدبي الفذ

وأرجو من كل قلبي أن تجدي وقت لقراءة الرواية ففيها إعجاااااز أدبي نفسي فلسفي غير متوقع


أشكرك غاليتي

[* تركي *]

/


- ابن الطفيل كَآن ذو فكر بارع لَكنه قليلاً مآ يُعطينا من فلسفته لـِ أن أغلب الجمهور حينئذ كآن ميالاً لـِ التدين ، بينما كانت الفلسفة حبيسة البلاط الملكي لآ تخرج عن المكتبات وَ الباحثين. أهم مآ يُميز حكاية " حي بن يقظان " وَ الذي ربما لا يعرفه الكثيرون ، هو أن ابن الطفيل عرض فيها نقداً جميلاً لـِ أفكار معظم الفلآسفة المسلمين آنذآك أمثال ان باجة وَ الفارابي وَ الغزالي وَ ان سينا. فـَ أخذ عن ابن باجة مأخذ إعتكافه على أمور الدنيا وَ عدم تخطيطه لـِ المعرفة النَظرية. وَ أخذ عن الفارابي مأخذين خطيرين ، الأول سوء اعتقاده بـ أمر النفس ما بعد الموت وَ الثاني سوء ظنه بـ حقيقة النبوه. وَ أما الغزالي فـ أخذ عليهِ مأخذ تذبذبه في العقيدة الدينية وَ تردده بين التحليل وَ التحريم. وَ أخيراً ابن سينا ، فـ أخذ عليهِ وضعه لـِ الكتب على مذهب المَشّائين.
،
- كثير مِن الأسماء المسلمة كانت بـِ طبيعة الحآل ميالة إلى الفلسفة وَ أكاد أقسم أنهم أبدعوا فيها إبداعاً عظيماً تخطى ابداعاتِ الإغريق وَ اليونان وَ هذا ابن الطفيل تَحدّى في إحدى كتبه نظام بطليموس ، وَ قصته الفلسفية " حي بن يقظان " تُرجمت إلى العبرية وَ الإنجليزية وَ اللآتينية وَ الهولندية وَ الألمانية وَ الأسبانية وَ الفرنسية.



::

موضوع أعجبني
دُمتِ

[Aishah AL-farhah]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة * تركي * / ابن الطفيل عرض فيها نقداً جميلاً لـِ أفكار معظم الفلآسفة المسلمين آنذآك أمثال ان باجة وَ الفارابي وَ الغزالي وَ ان سينا. فـَ أخذ عن ابن باجة مأخذ إعتكافه على أمور الدنيا وَ عدم تخطيطه لـِ المعرفة النَظرية. وَ أخذ عن الفارابي مأخذين خطيرين ، الأول سوء اعتقاده بـ أمر النفس ما بعد الموت وَ الثاني سوء ظنه بـ حقيقة النبوه. وَ أما الغزالي فـ أخذ عليهِ مأخذ تذبذبه في العقيدة الدينية وَ تردده بين التحليل وَ التحريم. وَ أخيراً ابن سينا ، فـ أخذ عليهِ وضعه لـِ الكتب على مذهب المَشّائين. ، - كثير مِن الأسماء المسلمة كانت بـِ طبيعة الحآل ميالة إلى الفلسفة وَ أكاد أقسم أنهم أبدعوا فيها إبداعاً عظيماً تخطى ابداعاتِ الإغريق وَ اليونان وَ هذا ابن الطفيل تَحدّى في إحدى كتبه نظام بطليموس ، وَ قصته الفلسفية " حي بن يقظان " تُرجمت إلى العبرية وَ الإنجليزية وَ اللآتينية وَ الهولندية وَ الألمانية وَ الأسبانية وَ الفرنسية. :: موضوع أعجبني دُمتِ

إثراء ، ووضع للنقط على بعض الحروف لا نستغني عنه

شكرا