أنتِ و أنا ..

[Aishah AL-farhah]

*

مُدّي بصرك قليلًا
تجاوزي العالم الحسيّ
وصُفّي أمام عينيك مشاهد ذكرى
تمضي بتسلل لطيف في دواخلك العميقة

انظري
هناك في بقعة التراب تلك لعبنا سويًا
وملأتِ عينيّ كما ملأتُ عينيك بالأتربة
وعدنا للمنزل وقد حملنا بين جدائلنا الكثير من الأتربة والحصيات
ومعًا تعرضنا للعتاب واللوم ، ومادمتِ الأكبر فإن لك النصيب الأكبر

انظري
هناك فوق تلك الصخور مددتِ لي يدك لألحق بك في تسلق الصخرة
وفي مشهد آخر ، مددتُ أنا لكِ يدي ، وسقطتِ وخُدِشت رُكبتك
ولم يبخل علينا الزمان بادخار ذكرى ، فجعلني في مشهد آخر أسقط
وتُخدش رُكبتي ، وتقومي بما قمتُ به ، فتنفخي الهواء الدافيء من فمك على جرحي

انظري
هناك بين أشجار التوت ، لم أنسَ نصيبك مما جمعت من تلك التوتة
ووخزات شوكه تركت بألمها اللذيذ نقشًا تذكاريًا لاتمحوه السنون
ولم تثنكِ تلك الوخزات من أن تجمعي لي من التوت مثل ماجمعتِ لكِ

انظري
هناك "العيد" قد وعدنا أهلنا بأنه سيزورنا قريبا ، فتهيأنا له بالملابس الجديدة
فرحنا وجُلنا أزقة القرية ، غير مدخرات أي مصدر يبعث السرور فينا
ونحن ننتظر "العيد" القادم الغريب ، انقضى العيد ولم يأتِ "العيد"

انظري
هناك في مدرسة القرية الابتدائية ، كنتُ ألجأ إليكِ فمازلتُ لم أتعود فراق أمي
وكنا في أيام البرد نحتال لنشعر ببعض دفء ، فتجلسيني في الزاوية
وتجلسين بجواري ملاصقة لي ، فيغمرنا الدفء النابع من قلبينا أولًا
وعندما يحلّ الضباب الكثيف ، تمسكين بيدي بإحكام إلى أن نصل لفناء المدرسة
ومن ثم إلى أن نصل فناء المنزل ، وقلبينا يتراقصان خوفا بمجرد سماع صوت ما
لانعلم ولانستطيع رؤية مصدره

انظري
هناك إنها زائرتنا الصباحيّة التي تؤدي واجب الزيارة كل يوم ، "القرود"
حينما نسمع صراختها ونحن متجهات للمدرسة نتسابق خوفًا وبعد أن نبتعد كثيرا
نتوقف لأخذ نفس ، ونتبادل الضحكات ومازال الخوف من أنهم تبعونا يغامر قلبينا

انظري
هناك الربيع وورود البنفسج ، والحلزونات ، والأرض الخضراء ، وبهجة الربيع
وسعادتنا الغامرة ، والعصافير المغردة ، محتفلةً بحلول هذا الربيع الأخضر الصافي
وقطرات الندى التي تكسو الورود والنباتات حُلّةً جمالية ساحرة آسرة

انظري
هناك مزرعتُنا الصغيرة ومياه البئر الباردة
والحشائش الطويلة التي كنا نلعب بينها لُعبة الـ"غُميضة"
والتفاحة ، وأشجار الرمان ، والليمونة ، والبرسيم
وجدتي التي تتخذ لها أحد الأحجار مقعدًا وتبدأ بإنشاد قصائد الأقدمين من شعراء القرية
وأنا وأنتِ نعتبر رحلة العمل اليومية تلك ، النزهة الأمثل
وكل الأعمال الموكلة إلينا ، المتعة الأقصى ، فنؤديها كل يوم كأنما هي المرة الأولى

انظري
هناك دُكان القرية الصغير ، المليء بالأمور العجيبة ، وتاجر القرية الرجل العجوز
الذي لم يرزق بذرية
فكنا أنا وأنتِ ، وكل صغار القرية أبناءه ، وكنا نرتاح لنظرة السرور التي تكسو ملامحه
حينما نبتهج ونطير فرحا إذا حصلنا على علبة بيبسي بعد صبر طويل

امعني النظر ، لعلكِ تجدين أننا قضينا معًا وقتا سعيدًا لا يُنسى
وسوف ندّخر ذكراه لأيام لاتشاركيني فيها تفاصيل حياتي

،،

أختي عندما علمت أنني قد أبتعد عنها ، بكت كثيرًا وأبكتني

[اللهم اعطهم مايتمنونه لي]

لقد أبدعتي عزيزتي وقفات رائعه وتسلسل احداث ممتع
من أول نظره بان لي أن هناك حُزن في أخر وقفه
أسأل الله عزوجل أن يجمع شملكم في القريب العاجل

ودي

> لاتنسي تطمنينا كيف كان إختبارك
إن شاء لله وفقتي فيه - دعواتي لكِ

[نــورهـ]

- دائمًا تبهرينا بدقة وصفك و قوة كلماتك -ماشاء الله- ،،

- رائعة أنتِ يا كاتبتنا عـــائشــة ،،

- (وسام قمة الإبداع + التثبيت + التقييم) قليل في حق من هم للابداع عنوان ،،

- أعادكِ الله إلى أحبابك سالمة سعيدة و حفظكِ و إياهم :) ،،

- خالص شكري و تحياتي لكِ أخــتــي عـــائشــة ،،

[Aishah AL-farhah]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللهم اعطهم مايتمنونه لي لقد أبدعتي عزيزتي وقفات رائعه وتسلسل احداث ممتع من أول نظره بان لي أن هناك حُزن في أخر وقفه أسأل الله عزوجل أن يجمع شملكم في القريب العاجل ودي > لاتنسي تطمنينا كيف كان إختبارك إن شاء لله وفقتي فيه - دعواتي لكِ

أهلًا بكِ يا أُخية
رغم أنكِ انضممت لآل سكاو في الاقسام العامة حديثًا
إلا أنكِ وفي مدة قصيرة تركتِ بصمة مميزة لكِ
بوركتِ

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.نورهـ - دائمًا تبهرينا بدقة وصفك و قوة كلماتك -ماشاء الله- ،، - رائعة أنتِ يا كاتبتنا عـــائشــة ،، - (وسام قمة الإبداع + التثبيت + التقييم) قليل في حق من هم للابداع عنوان ،، - أعادكِ الله إلى أحبابك سالمة سعيدة و حفظكِ و إياهم :) ،، - خالص شكري و تحياتي لكِ أخــتــي عـــائشــة ،،

د.نورة مجرد عبورك من هنا زاد الموضوع جمالًا وبهاءًا وحسنًا

"كاتبتنا"
حُلم بعيد يتراءى لي في الأُفق
أرجو أن أصل إليه يوما ما

شُكرًا لعطاء وجودك

[اللهم اعطهم مايتمنونه لي]

[الصقر 02]

مـآ شـآء الله تبـآرك الله

قرأت ما كتبتيــه أختي عــآئشة تقريبا 4 مرّات
ليس لجمـآل ما كتبتي فجمـآل ما كتبتيه هُنـآ يُعتبـر شيء مفروغ منـه
ولكـن لأني فعـلآ عشت هذه الأجـوآء وتحرّكـت في دآخلي الذكريـآت من خلال ما قرأته

- في كتـآبتك هذه أرى أنّك أعتمدتي الأسلوب السهل عكس بعض كتـآباتك التي يكون فيها بعض من الغمـوض
فـ هل لي بمعرفة السبب إن أردتي ذلك ؟

- اتّضح لي ان هذه الكتـآبه يمكن ان يكتبهـآ شخص يقطن تقريبا في المنطقة مـا بين الطـآئف و أبهـا < فلسـفه

{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ }
{ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }

ارضي أختي بـآرك الله فيك بما كتب الله لك وتوكلي عليه
و أسـأل الله لك التوفيق في الدآريـن

[Aishah AL-farhah]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصقر 02 مـآ شـآء الله تبـآرك الله قرأت ما كتبتيــه أختي عــآئشة تقريبا 4 مرّات ليس لجمـآل ما كتبتي فجمـآل ما كتبتيه هُنـآ يُعتبـر شيء مفروغ منـه ولكـن لأني فعـلآ عشت هذه الأجـوآء وتحرّكـت في دآخلي الذكريـآت من خلال ما قرأته - في كتـآبتك هذه أرى أنّك أعتمدتي الأسلوب السهل عكس بعض كتـآباتك التي يكون فيها بعض من الغمـوض فـ هل لي بمعرفة السبب إن أردتي ذلك ؟ - اتّضح لي ان هذه الكتـآبه يمكن ان يكتبهـآ شخص يقطن تقريبا في المنطقة مـا بين الطـآئف و أبهـا < فلسـفه { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } { فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } ارضي أختي بـآرك الله فيك بما كتب الله لك وتوكلي عليه و أسـأل الله لك التوفيق في الدآريـن

حيّك الله وبيّاك شاعرنا

هي الباحة ، وتحديدًا إحدى قرى بلجرشي ، مهد طفولتي

وعن أُسلوبي السهل فقد كان عفويًّا لم أتعمّده ، وربما لأني كنت أثناء الكتابة أمُر بحالة شعورية حزينة ، لذلك كان عقلي مُثخنًا بالحزن بما لايدع له مجالًا إلا أن يعبر تعبيرا بسيطًا مباشرًا بما يجول فيه ، وربما لأني لم أُنقح ماكتبت فقد كان وليد اللحظة

بوركتَ أستاذ

[Aowedh Alsolmi]

ماشاءالله تبارك الله ..

أبدعتي اختي , الف شكر لك ولقلمك ..

تحيتيـ ..

[سنفورة موت.]

كم أنتِ رائعة يآفتاة



آسعدك المولى

.

[* تركي *]

/




- الفتاة كبرت ، لديها رَغبة فِي قطفِ الورد. هو أيضاً كبر ، لديه رغبة في إنباتِ الورد. الذاكرة بـِ النسبة إلى الزمان كـَ النقطة بـِ النسبة إلى المكان ، لا امتداد لها وَلا مدة وَإنما هي حد مشترك بين مدتين متعاقبتين في الأسى. وَ هكذا كنا نكبر وَ نكبر بـِ أمنياتٍ معلقة حين ماضٍ يجمعُنا وَ حاضرٍ يفرقنا ، فـَ لا قطفنا الورد وَ لا أنبتناه !




::