InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > منتدى بقلمي
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


منتدى بقلمي المقالات والموضوعات بـ أقلام الأعضاء فقط .

إلى أبي الطيب ورفاقِه،مع التحية.

منتدى بقلمي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 21-09-2009, 08:36 PM
الصورة الرمزية حسين العبدلي

حسين العبدلي حسين العبدلي غير متواجد حالياً

كن كما أنت.

 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
التخصص: ..
نوع الدراسة: ثانوي
المستوى: الأول
الجنس: ذكر
المشاركات: 587
افتراضي إلى أبي الطيب ورفاقِه،مع التحية.


ومضى زينةُ الشهور وزهرتُها، مضى شهر رمضان وكأن لم يكن، وكأنه لم ينقض فيه من عمرنا تسعةٌ وعشرون يومًا،. ما أعجب النفس البشرية، فحين يكون السرورُ مالئًا قلبَها نجدُ الزمن لديها يمرُ كطيفٍ مر أمام ناظرها، أو قد يداخلُها الشكُ في مروره من عدمه! ومن منا لا يذكرُ امرأ القيس ووقوفًه واسيقافه ،وبكاءه واستبكائه، يوم بكى فعشنا لحظتَه تلك تلبيةً لنداءٍ وصلَ القلب وإن لم يطلب منَّا ذلك..لقد شاركناه حزنَه وبؤسَه ،وشاركناه شكواه طولَ الليل، مع يقيننا أنه لم يزد ثانيةً واحدةً ، وإنما لأنه لأنَه محزون أن فارقَه خلانه ومن استوطنوا قلبَه.

والنفس البشرية هكذا دأبُها ترى السنةَ شهرا حين تُسر، والشهرَ سنةً حين تحزن ، وهو ما نقولُه ونمارسه يوم أن انقضى شهرُ رمضان..حزنَّا على فراق ليالٍ سعدنا فيها وتنعمنا . ولكننا- ومع ذلك- مقبلون على العيد، عيدِ الفرح والأنسِ والسرور، هو عيدُ فرحٍ وسرور لدي ولديك، ولكن منا من يراه التعاسة في أوضح صورِها، وربي أعلم ما يكون حالُهم.

إذن سنفرح، لكن سنفرح ومنَّا من لا( يتذكرُ) أن بجوارِه من يتجرعُ الأسى، ويشرب قراحً البؤس والحرمان، سنفرح ومنا من يفرح وهو قاطعٌ لرحمِه ، سنفرح ومنا من يكتوي بنارِ الفقر والحاجة، سنفرحُ ومنا من بينه وبين أحبتِه جبالٌ ومفاوز، سنفرح ومنا من أقعده المرض عن أن يتمتع بالعيد ، فهل تنبهنا لذلك حقيقةً أم أنه التنظير الذي لا نكفُ عن ترداده، حتى غدا بعضنا كالحرباء يحاضر ويتحدث عن البائسين وهو أكبر مجرمٍ على وجه الثرى..هل حقا التفتنا إلى البائسين والمحرومين و ما يقاسونَه، ولو بلحظةِ تدبر وتفكر بحالهم، حتى وإن لم تنتشلهم لحظةُ التفكرِ تلك مما هم فيه من الأسى، ولكنه أقل القليل وحيلةُ من لا قدرةَ له على نقلهم من نارِ البؤس إلى نعيم الحياة

إذن، لنعش عيشة البائسين ولو خيالًا لا يمسُ الواقع بمقدار شعرة. هو خيرٌ من أن نضنَّ يخيالنا عليهم..

لستُ أكذبُ عليكم حين أقول أن الروايات والقصص التي تتحدث عن البائسين تستهويني أكثر من أي نوعٍ آخر ، سواء أكانت بوليسية أم رومانسية وإن كانت-تلك الروايات- غير سعودية حتى! . حتى أنني أتفاعل بشكلٍ قد يعده البعض نوعًا من "الغباء القرائي" إن صحَّت التسمية. وإن نسيتُ قصةَ بائس فلا أنسى قصةَ البائسَين"ماجدولين وستيفن" في رواية"تحت ظلال الزيزفون" للكاتب الفرنسي:الفونس كار، والتي تُرجمها رائدُ النثر العربي الاستاذ الجليل/مصطفى لطفي المنفلوطي..فزادت جمالا إلى جمال..وقصتي مع هذه القصة! أنني ذات يومٍ نمتُ مبكرًا جدا، فاستيقضتُ في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، فلم أجد ما يشغلُ وقتي غير القراءة..فوقع في يدي كتابٌ لطالما سمعتُ عنه ، فشرعتُ في قراءته في أفضلِ وقت-وهو الرواية آنفة الذكر-، وفي حالة نفسية كأجمل ما تكون، فلا شيء يشغل بالي وقتذاك. قرأتُها وإذا بي أخرج من دنياي التي أنا فيها إلى عالمٍ هو القمة في حسنه وبهاءه، وذلكم أني أقرأ عن بائس! ثم أن حسن سبكِ الحروف وتدبيجها ورصفها يخلب لبك بروعته، فلا ترى شيئا –في نظري قطعا- محتاجا لتعديل مطلقا..قرأتُها وبكيتُ من بدايتها، وأما النهاية فالقاضية..قرأتُها ولم أنته من ذلك سوى الساعة العاشرة والنصف صباحَ يومِ الجمعة، لم يقطعني عن إكمالها سوى أن صليتُ الفجرَ فعدتُ مباشرةً.

وفي يومي ذلك، قابلتُ صديقًا فسألني مازحًا: هل مات قريبٌ أو حبيب؟! ، ثم أخبرتُه أن لاشيء من ذلك وإنما سبب كل هذا قصةً قرأتُها لبائسَين..فكأنه عجب من ذلك!

وإن نسيتُ-كذلك- فلا أنسى إمام البائسين"الغير معيدين" أبا الطيب المتنبي وعيديتَه ذائعة الصيت، وكأني بكلِ محزونٍ "غير معيد" لا يمرُ عليه عيدٌ إلا ورددها حزنا على حاله..وما أكثر من يبكي فراقَ"خولاه" ويشتكي جورَ"يومه" ..ولكأني بأبي الطيب يزفرُ زفرةً تكاد تزلزل صدرَه وهو يقول:"عيدٌ بأيةِ حالٍ عدتَ يا عيدُ"، لقد اعتاد أبو الطيب أن ينغصَ العيدُ عليه عيدَه! ولكنه يسأله جديدَه الذي يخالف فيه ما سبقه من أعياد؟! فيقول"بما مضى أم لأمرٍ فيكَ تجديدُ". ويقول: أما أحبتي فبيني وبينهم مهالك! تقطعني عن السيرِ إليهم، فما أسعد من هو مجتمع بحبيبِه يوم عيدِه، وما أبأس من يعيش البؤسَ يوم العيد، أكان ذلك فراق حبيب أو غيره.

لك التحية يا أبا الطيب ، ولكلِ بائسٍ محروم، ولا أملكُ أن أقولَ لكل بائس سوى:إني أحبك وأشاركك بؤسك وإن كنتَ لا تعرف من أنا ومن أكون!

 


توقيع حسين العبدلي  

أحنُّ إلى خبزِ أُمِّي .

 

رد مع اقتباس

 

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 08:56 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2024