منِ الذي قتلَ عُمرْ؟؟

[عاشق البرمجة]

ماذا عساي أن آكتب؟ أيُ عبارةِ تلك التي تنقذني؟ أيُ قلبِ ذلك الذي يخولك بالمسير نحو النهاية؟

كل يوم نستيقظ لنجِد كرامة إنسانِ مُهدرة وجُرحُ جديدُ يُنكئ وسرادقُ للعزاء تُنصب ~

كثيراً ما كُنتُ أتحاشى أخبار الأخطاء الطبية أو إن شئت فقُل الإهمال الطبي ،،

أكرهُ هذه المهنة وأكرهُ كل ما يمسُ لها بِصلة لا لشيء سوى لحساسية التعامل الذي يجب أن يكون بها ،،

بيد أنا وجدنا في الآونة الأخيرة أطباء ليس لهثم من الطب إلا آسمه ...قلوبهم كالحِجارة أو أشد قسوة ~

تعاملهم جاف وبسمتهم غائبة وهندامهم كئيب وتصرفاتهم سامجة وكُل ذلِك لا يُهم حين يقدمون خدمة جيدة لكن لا هذه ولا تِلك موجودة !!

عمر بن محمد المالكي ..الطفل الملاك ذو العشر سنوات -ومعها أحلام طفولة وبسمة برائة وآمال أبِ وأُم ،،



تميزُه الدراسي وأخلاقه التي نهلها من مدرسة أبيه وأمه وحفظه للقرآن وأدبه الجام رسمت منهُ صورةً بديعة ..أُطفِئت في يوم مشؤوم !!

تدخلُ أسرتُه به في ليل كئيب وهو يعاني من إستفراغ - حالة موسمية أصابت أسرته- وأخبرهم والده بأنه يعاني من حساسية تجاه عقاقير المضاداات الحيوية !

لم يعبئ بكلامه - او هكذا شعر والده- وتم إعطائه محلولاً لم يكن الفارق بين إعطائه هذا المحلول ودخول عمر غيبوية لم يفِق منها سوى ساعتين أو أقل ،

الحالة حرجة وأكثر من ذلِك ولا يوجد طاقم طبي مختص ولم تستجديهم تلك القلوب المنكسرة على إبنهم من تعجيل الفريق حيثُ لم يصل حضرته سوى في الثامنة والنصف صباحاً،

أشعة وتخطيط وساعات عصيبة ونتيجتها نزيف حاد في المخ والفريق لا يستطيع عمل شيء ..حضر أخصائي من مستشفى الملك فهد وطلب تدخل جراحي عاجل لأن حالتهُ لا تحتمل ،،

حالته حرجة ولا تحتمل ومع هذا كله لم يدخل غرفة العمليات إلا الساعة الواحدة والحجة أن غرفة عمليات مستشفى الملك فهد تحتاج لتهئية ....ولسان حالهم : يجب على المريض أن يقدر اننا نتعب في راحته فنحن نجهز له الغرفة لمدة أربع ساعات ...تالله ما أرحمنا وسحقاً لتأوهات مرضاكم التي لا تُقدِر ،،

لا جديد فبعد العملية أخبر الدتور بان الحال ميؤوس منها وننتظر وبعد 48 ساعة سيقدم تقرير عن حالته وإنتهت ال48 ساعة فلا الطفل تحسن ولا التقرير وصل ولا الدكتور يرُد،،

ولم يتوقف هذا الموال إلا حين أخذ الله أمانتِه وآختار عُمر أن يرحل مبكِراً من دُنيا لا تستحق أن تعيش بها لأنها لم ترحم طفلوته ولم تعتني ببرائته،،

آتتني الرسالة على الجوال لتخبرني بوفاة عُمر وقبلها رسالة بتدهور صحته ..لا إله إلا الله ~

حتى براءة الطفولة لم يرحموها ..بآي ذنبِ قُتِل عُمر ؟؟

هل لأن أباه ليس مستشاراً في الديوان الملكي وليس له علاقة بعضو في مجلس الشورى وليس من جيرانه إبن أحد الأكابِر...هل لأجل هذا يحصُل لإبنه ما حصل؟؟

قالوا لنا: بلدُ لا نحميه ..لا نستحق العيش فيه !!! والبلد الذي يقتُل فلذات أكبادِنا...هل .....أأحتاج أن أُكمل ؟

أليس من حقِ " عُمر" أن يعيش كباقي أبناء طفولته ؟ أليس من حقهِ أن يذهب لفصله ويتعلم ؟؟ أليس من حقِه ان يكمل في حلقة القرآن تلك التي تميز فيها؟

أليس من حق والدته أن ترقُب خروجه من مدرسته حامِلاً حقيبته وهو يجُر حقيبته ليطبع قبلة على جبينها عربون محبة و وفاء ويخبرها بثناء معلمه عليه ؟

أليس من حق إخوته أن يتسامروا معه /أن يتضاحكوا سوية/أن يفرحوا لفرحه/أن يفاخروا بنجاحاته ،،؟؟

أليس من حقِ زملائه ان يلعبوا سوية/أن يتعلموا سوية ؟

بربكم ...ماذا سيجيب ذلك المعلم حين يسئله طالبه عن عُمر ولمَ مقعده اصح خالياً والحُزن قد حل بدلاً عنه ،،

عُمر ..زهرة قُطِفت قبل أن نتمتع بجميل عبيرها وأريجها ~

عُمر..مشروعُ نجاح وتميز رُحِّل قبل بدئه~

عُمر..أنشودة فرح قُطِع صداها ورحل جمالها~

عُمر..طِفلُ يقول: بآي ذنبِ قُتِلت؟؟؟؟

عليك سلام الله يا عُمر يوم تموتُ ويوم تبعثُ حياً ~

عبدالكريم الذي إنكسر خاطِرُهُ ..

أسعد بتعليقك وزيارتِكَ هُنا http://abomusab.ej.am/blog/?p=386

26 / 1 / 1431