InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامي
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


المنتدى الإسلامي المواضيع الدينية

الحلقة الثانية: المسلمون في بلغاريا ( من سلسلة معاناة المسلمين في أقطار العالم )

المنتدى الإسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 03-11-2003, 02:02 PM
الصورة الرمزية الريادة

الريادة الريادة غير متواجد حالياً

مشرف سابق

 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
التخصص: ادارة واقتصاد/ محاسبة
المشاركات: 225
افتراضي الحلقة الثانية: المسلمون في بلغاريا ( من سلسلة معاناة المسلمين في أقطار العالم )


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:

أشكر كل من قرأ هذه السلسلة في حلقتها الأولى، وقد وعدتكم بأن أصدر الحلقة الثانية من هذه السلسلة، آملا من الله أن تكون أعمالي كلها خالصة لوجهه الكريم. وهي كالتالي:


*الشاعر الشهيد رجب كوبجي وأحلام المسلمين في بلغاريا


{وضع المسلمون في بلغاريا مأساة. إنهم ليسوا أقلية صغيرة، وليسوا أيضا أقلية ثانوية، فعددهم فيها لا يقل أبدا عن مليون ونصف نسمة. أي إنهم حوالي 16ـ17 % من مجموع السكان، وعددهم يتزايد بنسبة أكبر من نسبة تزايد بقية السكان في البلاد. لكنهم الآن تحت اضطهاد كبير ومهلك للقضاء على شخصيتهم الإسلامية. والدولة تحاول تنصير أبنائهم ـ على الأقل، اسما ـ بتبديل أسمائهم الإسلامية بأسماء نصرانية. في بلغاريا رغم أنها دولة شيوعية إلا أنها لا تضطهد النصرانية بل تضطهد الإسلام على وجه خاص، ولا تضطهد الأتراك فقط بل تضطهد المسلمين كلهم بما في ذلك البلغار، والبوماق، والأتراك، فليست القضية قضية قومية أو مسألة نزاع مع تركيا، ولا هي مسألة ضد الأديان كلها؛ بل هي عداوة للإسلام ذاته}

بهذا لخص الدكتور علي الكتاني وضع المسلمين في بلغاريا، وكان ذلك في لقاء لي حول الأقليات الإسلامية عام 1977م، عقب صدور كتابه الموسوعي المفيد: (المسلمون في أوروبا وأمريكا).

لكن الدكتور علي الكتاني شد انتباهي بعبارة قالها وقتها، وهي: (ومع الأسف الشديد لم تظهر زعامة للمسلمين البلغار لا داخلية ولا خارجية تقاوم هذا الاعتداء على الشخصية الإسلامية). ولم يكن وقتها قد وصل إلى أسماع العالم بعد ما يدور في بلغاريا من اعتداءات على الهوية الإسلامية.

وفي مجال دراسة قمت بها حول أدب المقاومة الإسلامية بين الشعوب الناطقة بغير العربية، وجدت شخصيات قيادية في الفكر، وفي الحركة، وفي الأدب، تبلغ الذروة فكرا، وفنا، وحركة، أمثال: {نجيب فاضل} في تركيا و {جنكيز ضاغجي} في منطقة القرم ... وبعد دراسة للأداب الإسلامي في بلغاريا، إذا بي أجد نفسي أمام شخصية أدبية كبيرة أقلقت من يواجهها، وذلك لأن الكلمة الأدبية المسلمة تحولت في بلغاريا إلى حركة، وجدت نفسي أمام أدب الشاعر المسلم الشهيد (رجب كوبجي). قلنا إنه شاعر، لأنه نظم الشعر في ديوانين بلغته (التركية) ولغة عدوّه (البلغارية) وقلنا إنه شهيد، لأن قصائده بتأثيرها في المسلمين هناك أدت إلى إعدامه غيلة عام 1976م.

كان مولد شاعرنا الشهيد (رجب كوبجي) عام 1934م في قرية (كوكلان) التركية التابعة لمدينة (فيلية) في بلغاريا، لأب مسلم فقير يعمل بالفلاحة. درس رجب دراسته الابتدائية ثم المتوسطة في قريته، ثم سجل اسمه في المدرسة التركية الخاصة بإعداد معلمي المرحلة الابتدائية بمدينة (قيرجة علي) ببلغاريا.

وبدأ رجب كتابة الشعر وهو في المرحلة المتوسطة، وبدأ قراءته على إخوانه من المسلمين، وهو لا يزال بعد في المدرسة المعلمين هذه. وكان في هذه المرحلة المبكرة يقف بإيمان وقوة أمام دعايات المعلمين البلغار ضد الإسلام والثقافة الإسلامية. فاتّهم بالتعصب القومي، فنقلوه وهو طالب بعد إلى مدرسة إعداد المعلمين التركية في (راجراد)، إلا أن هذا ساعده على نشر أشعاره بدرجة أفضل. وتخرج (رجب كوبجي) في هذه المدرسة عام 1955م.



- بداية الكفاح


في العام الدراسي 1959-1960م صدر قرار الحكومة البلغارية – بناء على توجيهات الحزب الشيوعي البلغاري – بإلغاء المدارس التركية وأنظمتها التعليمية جميعها، ودمجها بالمدارس البلغارية. وتبع هذا بالضرورة تغييرات كان منها تعيين المدرسين المسلمين معلمين بالمدارس البلغارية، وصدرت إليهم الأوامر بأن يقوموا بتدريس اللغة البلغارية.

من هنا بدأ صدام (رجب كوبجي) رسميا بالسلطة الشيوعية في بلغاريا، لأنه خالف هذا القرار، وجاهر بصوت مرتفع – وهو في غرفة المعلمين، وقد أصبح مدرسا – قائلا: {أنا مسلم تركي أقوم بتدريس اللغة التركية للمسلمين الأتراك هنا، فكيف ـ تأمرونني بتدريس اللغة البلغارية وهي لغة الكفار.. إني أربأ بنفسي عن هذا}، وكانت مقولته هذه ذريعة رسمية اتخذتها السلطات البلغارية لمحاكمته، ثم استجواب الشرطة بما تبع هذا من تعذيب، وكتبوا في ملفه: (رجب كوبجي لا يصلح أن يكونا معلما). وعلى هذا ألغي قيده من سجل المعلمين، وصدر الحكم بأن يقضي مدة عقوبة قدرها سنتان ونصف عاملا لصبّ الحديد أمام أحد الأفران في مصنع الحديد والصلب مع مراقبته من قبل الشرطة لأنه قد يجهر بالشعر أمام المسلمين.

كتب (رجب كوبجي) في مدة هذه العقوبة الشعر باللغة البلغارية: ليثبت أن قضيته قضية مبدأ وليست ضعفا منه في اللغة البلغارية، وليوصل كلمته المسلمة إلى البلغار.

وبعد أن قضي مدة عقوبته عين في قسم اللغة التركية بجامعة (صوفيا)، إلاّ أنه طرد منها بعد عام واحد بسبب مناقشاته الحادة مع زملائه البلغار حول حماية اللغة التركية في بلغاريا، وبسبب نشره الفكرة الوطنية الإسلامية، فعيّن مراسلا لجريدة الضوء الجديد (يني إيشيق) في مدينة (بورغاز)، هي جريدة يصدرها الحزب الشيوعي في صوفيا موجهة إلى الأتراك في بلغاريا.



- أسباب تمرد الشاعر


بدأت أجهزة الأمن البلغارية بمختلف فروعها التضييق على الشاعر (رجب كوبجي) لرفضه مشروع الحكومة البلغارية الخاص بإذابة العنصر المسلم في الشخصية البلغارية، والتي كان منها هدم وإغلاق المساجد، وعدم السماح بقيام مدراس لتحفيظ القرآن الكريم، ومن الزواج وفق الأصول الإسلامية، ومنع المسلمين من دفن موتاهم إسلاميا، وإجبار نساء المسلمين على ترك الحجاب وإلزامهن بالتزيّ بزي البلغاريات السافرات، وتغيير أسمائهم إلى أسماء بلغارية نصرانية.

أعقب صدور هذا المشروع حركة تمرّد بين المسلمين في بلغاريا، فتدخلت الحكومة تدخلا سافرا لقمعها، وكان لا بد أن تبدأ الحكومة برصد حركات كبار رجال المسلمين في بلغاريا، ومنهم الشاعر ( رجب كوبجي) وفي 26 أبريل عام 1976م، انضم (رجب كوبجي) إلى ركب الشهداء المسلمين في بلغاريا الذين قتلتهم الحكومة الشيوعية البلغارية، نتيجة معارضتهم مشروع الحكومة بإذابة العنصر المسلم في المجتمع البلغاري الشيوعي، قبضوا عليه وهو يسير في أحد شوارع مدينة ( فارنا) ثم سحبوه إلى (حديقة البحر) حيث الأشجار الكثيفة وانهالوا عليه ضربا، وشجوا رأسه، وظلوا يضربونه حتى فارق الحياة، بعدها أذاعت الشرطة بيانا قالت فيه: إنها عثرت على جثة (رجب كوبجي) في أحد شوارع مدينة (فارنا) ثم أحضروا جثته إلى مدينة (بورغاز) حيث سلّموها إلى زوجته.

بعد ذلك قام الحزب الشيوعي البلغاري في (بورغاز) بالتعاون مع شرطة المدينة بتنظيم جنازة كبيرة لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير حيث دفن. وأصدرت السلطات بيانا مقتضبا حول سبب وفاته قالت فيه: (إنه مات نتيجة تسمّمه من أكلة فاسدة أكلها).



- رجب والشعر


كان (رجب كوبجي) ينشر أشعاره في الجرائد التركية في منطقته مثل جريدة (شباب الشعب). أما أول ديوان له فقد صدر عام 1962م في خمس وثمانين صفحة من القطع الصغير، فيه خمسون قصيدة وبالطبع فإن الرقيب الشيوعي قد حذف أغلب ما قدمه للطبع. وديوان شعره الثاني صدر عام 1967م بعنوان (ما بعد هذا ليس حلما).

وكان للتربية الإسلامية التي تلقاها (رجب) في بيته أثرها في تكوينه، كما أن قراءته لشعر الشعراء الإسلاميين والوطنيين الأتراك في تركيا قد أثرت كثيرا في نضجه، ومن هؤلاء الشعراء: شاعر الإسلام في تركيا (محمد عاكف) صاحب ديوان (صفحات) وصاحب نشيد الاستقلال التركي، وكذلك الشاعر (يحي كمال) كما أسهمت قراءات (رجب كوبجي) للشعراء الروس المتمردين مثل (ليرمنتوف وآسنين) في نظمه الشعر.

إن شعر (رجب كوبجي) يزخر بالإيماءات الخاصة بنقد النظام الشيوعي، ونقد الفكر الماركسي، ونقد عملاء النظام وأجهزة الأمن فيه، ونجد فيه أيضا تعبيرا غير مباشر لظلام الحكم الشيوعي والشكوى من الظلام، والغدر، وإخفاء الحقيقة كل الحقيقة عن الناس، وذلك بإسدال الستار الحديدي على كل شيء. كما نجد في أشعاره الأمل في مستقبل حر للمسلمين في بلغاريا، والشوق إلى الوطن المسلم.

وتظهر في أشعاره روح التحدي للنظام الشيوعي الخالي من الإنسانية، وكذلك نجد في أشعاره: (الإيمان) و(العزة) و(الكرامة) للمسلمين. وتبدو أيضا الصرخة الذكية لإيقاظ المسلمين حتى ينتبهوا إلى مأساة إخوانهم في بلغاريا.

إن الدعوة إلى التمرد وإدانة النظام الشيوعي بهدم المقدسات الإسلامية وحرمان المسلمين هناك من حقوقهم العقدية والإنسانية الطبيعة، وتشوقه لمواجهة الأعداء مواجهة مباشرة وإدانة النظام الشيوعي بالطعن في الظلام، من الخطوط العريضة في أشعار شاعرنا (رجب كوبجي).



- ترجمات نثريّة لمقتطفات من بعض قصائده


* من قصيدة (الإيمان الموجود في قلبي

لم أطلب من أحد منهم قط.
جرعة ماء للشرب.
قلبي كريم بالعزة،
مملوء كرامة
قلبي لم يعرف إحناء الرأس.


* من قصيدة (لنتحدث):

لست أشكو من أحد.
لا ينتابني الخوف من أعدائي.
لكني أريد ولو مرة؛
مواجهة الأعداء مباشرة.
الأعداء في أيامنا هذه طرقهم ماكرة.


* من قصيدة (الحرية كما أفكر فيها):

نعم! أيخدش جمال مدينتي (بورغاز) شيء؟
نعم! صحيح.. إن فيها نقصا ظاهرا.
كان فيها جامع بالقرب من الميناء،
لكنهم هدموه.


* من قصيدة (من سيحاكمني):

اعلم: أني بذرة في الأرض.
يهطل عليها المطر.. فترى البذرة
فوق الأرض خضراء جميلة تبتسم.


*من قصيدة (وسيأتي اليوم الموعود):

تتفتح الأزهار، فيحنو قلبك أن
تعطي الناس الفاكهة،
فتأتي الأيدي نفسها لتقطف كل الأزهار،
لكن ما دامت فاكهتك نقية،
فسيأتي اليوم الموعود.
لتقطّع تلك الأيدي.


* من قصيدة (حتى لو كانت الطرق حادّة الارتفاع)

رأيت المسافرين وقد استظلوا بالظلال
لم تكن لديهم النية للقيام،
لكن يا وردتي الجميلة.
حتى لو كانت الطرق حادة الارتفاع
فإن هناك من يصعدون إلى ذروة الجبل.

* من قصيدة (ما بعد هذا):

ركضت راجلا حافي القدمين على الطريق
احترقت قدماي واحترّ صدري
لا تحترقي يا قدماي
ذلك لأن الشوط بعيد
ولا أزال في أول الطريق.. في أول الطريق.


* من قصيدة (الخيلاء):

السفينة المحملة بالحب وبالأمل
تبحر إلى ديار الغربة،
ديار الغربة تحول الشوق إلى نيران،
فتجري على الألسنة أنشودة محترقة.


* من قصيدة (التألم):

لم أتمكن من أن أسمع الأناشيد الحلوة كلها
لم أجد وقتا لبكائي.
لم أتمكن من أن أسمع الأناشيد
الحلوة كلّها
لم أتمكن حتى من أن أعزف أناشيدي أنا.

--------------------------------------------------------------------------------------------------
* انتهت الحلقة الثانية من سلسلة معاناة المسلمين في أقطار العالم، إلى اللقاء في حلقة جديدة قريبا أن شاء الله، وأتمنى لكم التوفيق.

*المرجع: كتاب العثمانيون في التاريخ والحضارة، للدكتور محمد حرب، الناشر: دار القلم، الطبعة الثانية، سنة الإصدار 1999م.

*ملاحظة: من لم يقرأ هذه السلسلة في حلقتها الأولى فإنني أنصحه بقراءتها، وهذا هو الرابط:

http://www.skaau.com/vb/showthread.php?s=&threadid=110
---------------------------------------------------------------------------------------------------
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 


توقيع الريادة  

 

رد مع اقتباس

 

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 04:24 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2024