رسالة مفتوحة إلى أساتذتي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة

[حسان الطيار]

رسالة مفتوحة إلى أساتذتي الذين لن أنساهم

إلى من يقال بحقهم بكل صدق ووفاء
(هؤلاء الذين إذا قالوا صدقوا، وإذا وعدوا كانوا أهل الوفاء)

الدكاترة الأكارم والأساتذة الأفاضل

محمد باعامر (كلية الآداب) - أحمد المزجاجي (كلية الاقتصاد والإدارة) - محمد الإدريسي (كلية الاقتصاد والإدارة) - عبد الله السالم (كلية الاقتصاد والإدارة) - أسامة فيلالي (كلية الاقتصاد والإدارة) - عبد العظيم شمسان (كلية الاقتصاد والإدارة) - صادق المالكي (كلية الاقتصاد والإدارة) - فهد الزيلعي (كلية الاقتصاد والإدارة) - محمد أسعد (كلية الاقتصاد والإدارة) - فهد الحركان (كلية الاقتصاد والإدارة)، وغيرهم الكثير ممن تفضل علي بعلمه ورعايته فسقطت أسماؤهم لا للإنقاص من قدرهم - حاشاهم - بل لفجوة في الذاكرة، ولهم أسفي وإعتذاري.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

لا أكتب كلماتي هذه من قبيل المجاملة ولا لطلب المكافأة، فقد أجلت كلماتي هذه إلى ما بعد تخرجي خشية أن يقال أني أجامل بكلماتي من لا يستحقها، طامعاً في أجر ومزيد من الدرجات. فتركت ذلك حتى أنهيت جميع مقرراتي الجامعية ولم يبق لي إلا استلام وثيقة تخرجي.

تعجز الكلمات عن وصف مقامكم في القلب، وإقرار جميل إحسانكم المحمول على الرؤوس، لما قدمتموه من جهود وأعمال كانت وستظل في قلب إهتمامنا وعرفاننا بالفضل والجميل. فقد قضينا معكم أسعد الأيام في هذه الجامعة العريقة، واستمتعنا بمحاضراتكم التي غذت الأرواح بعلومكم ورفعت ثقافة العقول بتعليمكم، فأرسيتم بها قواعد وأصول وعلوم الإدارة التي يمكن من خلالها الإنطلاق لعالم الخدمة المدنية بكل ثبات وعلى أفضل الأسس والركائز العلمية.

لقد لمسنا - أيها السادة الأفاضل - في جميع محاضراتكم، صدق العطاء، وكرم السخاء في نقل ما حباكم الله به من علم وعلوم لمن أراد أن يتتلمذ على أياديكم البيضاء، وكنتم - وستظلون - محط عين الوفاء في جميع الإختبارات التي قدمتموها لطلابكم، لم يكن القصد منها سوى قياس محصلة الطالب مما رسخ في عقله واستوعبته نفسه من تلك المحاضرات، وليس تعجيز الطالب وتحميله فوق ما يستطيع. فكانت جميع إختباراتكم - بفضل الله - لا تخرج قط عما تقدموه في محاضراتكم، ولا تحيد أبداً عما وعدتم به من تعاون مع الجميع.

تقف الكلمات عاجزة عن إقرار جميلكم، وعن وصف ما تكنه النفس لكم من محبة ووفاء، ولا نملك إلا أن نلتزم بما أوصى به الحبيب الهادي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (الحديث.. ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا الله له حتى تروا أن قد كافأتموه) رواه ابن حبان. وتالله إن هذا ليعجزنا أيضاً، ولكنا نسأل الله تعالى أن يكرمكم بكل حرف نطقت به أفواهكم الطاهرة في محاضراتكم بنخلة في الجنة، وبكل خطوة خطوتم بها إلى تلك المحاضرات، بقصر في الجنة، وأن يثقل بكل نفس تنفستموه فيها ميزانكم بقدر زنة جبل أحد، وأن يرفع قدركم ويعلي شأنكم ويكرم منزلتكم ويجعلكم ممن يرث الجنة بغير حساب برفقة الحبيب الهادي صلى الله عليه وسلم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

تفضلوا بقبول أسمى تحياتي وعظيم إجلالي وإحترامي.

تلميذكم الدائم حسان الطيار