InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامي
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


المنتدى الإسلامي المواضيع الدينية

سلسلة معاناة المسلمين في اقطار العالم ( الحلقة الأولى)

المنتدى الإسلامي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 15-10-2003, 01:15 AM   #2

الريادة

مشرف سابق

الصورة الرمزية الريادة

 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
التخصص: ادارة واقتصاد/ محاسبة
المشاركات: 225
افتراضي

*الجزء الثاني من الحلقة الأولى (2/2)

وفي عام 1962م، قام شباب القرم اليائس من السلطات السوفييتية بتكوين (اتحاد شباب أتراك القرم). وعلمت إدارة المخابرات السوفييتية بالمحاولة، وقبضت على جزء من قيادة هذه المحاولة ووجهت إليهم تهمة (القيام بدعاية مضادة للشيوعية، والقيام بتشكيل منظمة تعمل ضد الحكومة السوفييتية). وحكمت عليهم بأحكام مختلفة، ثم لم تقدم بقية مجموعة قيادة هذا الإتحاد إلى المحاكمة إطلاقا، بل أصدرت إدارة المخابرات السوفييتية أمرها بطرد هذه المجموعة الأخيرة من عملها وشن حرب تجويع ضدهم حتى يرضخون لمطالبها.

وكان على رأس هذا الفريق، مصطفى جميل القرمي ويسميه الأتراك مصطفى جميل أوغلو، ولد مصطفى جميل في بوزكوي في شبه جزيرة القرم عام 1943م وكان عمره ستة أشهر عندما نفى جوزيف ستالين، أتراك القرم في عربات نقل الحيوانات، من موطنهم إلى صحراء آسيا الوسطى، وفي مدرسة في صحراء أوزبكستان بأسيا الوسطى، كان دائما يسمع من معلمه الروسي السب واللعن في قومه القرميين، كان المدرس الروسي يقول للأطفال القرميين المسلمين في المدرسة أن القرميين شعب خائن تعاون في الحرب العالمية مع الجيوش الألمانية عندما هاجمت القوات الألمانية روسيا. وأيقظت هذه الدروس في نفس مصطفى جميل شغف البحث في تاريخ شعبه، فارتاد المكتبات وقرأ الكتب التي تتحدث عن شعبه، وبمرور الزمن أصبح مصطفى جميل معتزا بشعبه.

وفي شباب مصطفى جميل المبكر أسس جمعية شباب أتراك القرم، وكان عمره وقتها خمسة عشر عاما. وصادف هذا الوقت حركة وطنية بين شباب القرم المبعثر المضطهد، وتوالت الاجتماعات بين شباب القرم، وكان مصطفى جميل يشترك فيها، وعندما لاحظت الشرطة السوفييتية أنه يمتنع عن الاشتراك في التنظيمات قامت بالقبض عليه وضربه ضربا مبرحا أغمي عليه وكاد يموت، وكان ذلك عام 1956م.

وفي عام 1962م، قبضت عليه المخابرات السوفييتية ضمن من قبضت عليهم بتهمة ( القيام بدعاية مضادة للشيوعية، والقيام بتشكيل منظمة تعمل ضد الحكومة السوفييتية) كما ذكرنا. ولم تقدمه للمحاكمة، بل تركته نهب الجوع هو وأسرته، ولما طالت مدة بطالته، وكان يعمل من قبل في مصنع الطائرات بمدينة طشقند عاصمة أوزبكستان، تقدم إليه رجال المخابرات السوفييتية يعرضون عليه إعادته للعمل وضمان حياة جيدة لأسرته إذا هو تعاون معهم ضد حركة الشباب القرميين، ورفض بإباء بالغ، وألحوا عليه وهاجمهم. فتركوه ليتعقبوه.

التحق مصطفى جميل أثناء ذلك بمعهد هندسة الري فتدخلت المخابرات السوفييتية وشطبت اسمه من المعهد، وكان ذلك عام 1965م، فتوجه إلى موسكو وقدم شكوى إلى محكمة النقض، ولم يجد هذا شيئا بل الذي حدث هو أن المخابرات السوفييتية قبضت عليه عند خروجه من باب وزارة التعليم بعد أن كانت تتعقب مسألته، وأرسلته المخابرات السوفييتية في حراسة مسلحة في آسيا الوسطى في أوزبكستان مرة أخرى، واتهموه بتهمة التهرب من أداء الخدمة العسكرية، وحكموا عليه بالسجن عاما ونصف عاما وأرسل إلى قضائها بالمعسكرات.

أفاد مصطفى جميل أثناء وجوده في موسكو بالتعرف والاتصال بالشخصيات الروسية البارزة من المثقفين والعلماء الذين يعارضون الحكم الشيوعي وعلى رأسهم سارا خوف صاحب القنبلة الهيدروجينية السوفييتية، وكان سارا خوف رئيس جمعية حماية حقوق الإنسان. وكان لسارا خوف دور بارز في نقل مأساة مصطفى جميل إلى العالم الخارجي، عندما بدأت بعد ذلك المخابرات السوفييتية في تعذيب مصطفى جميل مع تكتم أنباء عذابه في السجن.

كان لمصطفى جميل دور كبير في الاحتجاج على التدخل السوفييتي في تشيكوسلوفاكيا، وكان احتجاج مصطفى على هذا التدخل بالاشتراك مع فريق من المثقفين الروس الكبار. وكان ذلك في سبتمبر عاما1969م.

كانت آلام القومية الوطنية لمصطفى جميل تنمو وتكبر خاصة عندما كانت تعرض أمامه مسألة اضطهاد السلطة السوفييتية للقوميات، في الوقت الذي كان القادة السوفيت يظهرون للعالم مدى تسامحهم في حل المشكلات القومية داخل روسيا والإتحاد السوفييتي.

في 24/12/1967م نشرت جريدة البرافدا السوفييتية ـ قبل مأساة تشيكوسلوفاكيا ـ ما قاله بريجنيف السكرتير الأول للاتحاد السوفييتي.. (ألم تقبل الدنيا بأسرها تجربتنا في الإتحاد السوفييتي في حل مشكلة القوميات بأسلوبنا الذاتي طوال مدة قيام الدولة السوفييتية خلال خمسين عاما).

وكانت التصريحات الخاصة بالمسألة القومية وهي تصريحات رسمية تؤلم مصطفى جميل كثيرا. ووجهت إليه تهمة التظاهر ضد السلطة ثم القبض على مصطفى جميل وعذبا عذابا شديدا عبر ثلاث سنوات. وفي عام 1972م أطلقوا سراحه ليقبض عليه مرة أخرى عام 1974م ويحكم عليه بالسجن سنة كاملة.

وكان المفروض أن هذه العقوبة تنتهي في 15 يونيو 1975م. لكن المخابرات السوفييتية أرادت استمرار حبسه وتعذيبه حتى تأمن شره وتحريضه لشباب القرم ضدها خاصة وأنه أصبح رمزا لتجمع القرميين في سبيل المناداة بحقهم المشروع في العودة إلى ديارهم. فاتهمته المخابرات السوفييتية وإدارة السجن بأنه: (يحتقر الدولة السوفييتية) ومن شأن هذه التهمة استمرار حبس واعتقال مصطفى جميل.

وكان لابد لإدارة السجن من شهود، والشهود لا بد أن يكونوا من المسجونين الذين هم مسجونين مع مصطفى جميل. فطن مصطفى جميل إلى هذا، وحاول الإفادة من قرار الإضراب عن الطعام والذي يقول: إن المضرب عن الطعام ينقل في زنزانة منفردة لا يكون معه أحد من المسجونين، وبذلك أيضا لا تكون لإدارة السجن فرصة استخدام شهود ضده. فأضرب عن الطعام. وكان أنيس مصطفى جميل في هذا السجن الانفرادي: الصلاة وتلاوة القران الكريم، وكانت الظروف الصحية في الزنزانة سيئة للغاية، وبين إضراب عن الطعام طويل وبين رائحة الزنزانة الرهيبة، وبين عذاب السجن الرهيب، ترك مصطفى جميل لمصيره، كان يريد أن يثبت حقا بإضرابه عن الطعام، أن يصل صوت شعب القرم المبعد عن أرضه ودياره إلى العالم حتى يستيقظ ضمير العالم إلى مأساة شعبه المسلم.

قام الغرب وقعد احتجاجا على مصير مصطفى جميل في السجون الإتحاد السوفييتي، واحتجت الجمعيات السياسية والدينية. وقامت تركيا وقعدت احتجاجا على مأساة مصطفى جميل ونظمت الاحتجاجات وعقدت الندوات وكتبت الصحافة. وقام أحد الشعراء الأتراك الشبان في تركيا يقول:

الصيحات تعلو .. تردد قائلة

موسكو، أيتها الفاجرة العاهرة الداعرة

يا هذه السلطة ذات السيف الملطخ بالدم الأحمر.

موسكو، أيتها الجلادة الحمراء .. رويدك.

لتفض يا طوفان الأتراك الهائل.

لتجر دماء السوفيت سيولا.

وسنرى هذا اليوم، أسرع أم أبطأ.

حقق يا رب هذا اليوم.

فليجتمع أتراك القرغيز والتركمان.

وليتعانق كل أخ مختلف مع أخيه.

ولتقم الجمعيات المناهضة.

لحكم السوفييت الأحمر.

* المصدر: كتاب العثمانيون في التاريخ والحضارة، للدكتور محمد حرب، الناشر :دار القلم دمشق،الطبعة الثانية،سنة الإصدار 1999م.

*انتهت الحلقة الأولى من سلسلة معاناة المسلمين في أقطار العالم، وقريبا إن شاء الله الحلقة الثانية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الريادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 06:27 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2024