::] مَآذآ تَعرِف عَن بِلآد فَآرِس [::

[* تركي *]

/

ثَآرت ثَآئرتي وَ استشطت غضباً عندمآ قرأت بعض التصريحآت الإيرآنية التِي تَصف العَرب بـِ هَمج الصَحرآء بِلآ حضآرة تآريخية عريقة وَ ألآ يوجد هنآك مآ يربط العَرب بـِ الفرس ! ، وَ عَ قولهم أنزلت حَرتي بـِ عبدالله الآدمي المسكين يـَ الي صَآدف انه كآن بجآنبي حينهآ هههههه .. وَ بـِ امتيآز كآمل استطآع أن يمتص غَضبي بـِ الإنصآت وَ أنآ أَسرد عليهِ أصآلة التآريخ العَربي فضلاً عن الإسلآمي. الجَميع هنآ عآرف تآريخنآ وَ جذوره الممتدة ، لذلك سـَ أتحدث عن حضآرة الفرس ، وهي حضآرة عريقة جداً ، وَ بـِ الرغم مِن عرآقتهآ وَ سطوتهآ إلآ أننآ أنزلنآ بهم الهزآئِم النكرآء على مد التآريخ. وَ إن كآن هنآك رآبط مآ يربطنآ بهم ، فـَ هي المعآرك الضَآرية وَ الفكر العربي الإسلآمي الحَكيم الذِي استطآع أن يُطيح بـِ أعظم إمبرآطورية عرفهآ التآريخ ،’

- ملآحظة معظم التوآريخ سـَ تكون قبل الميلآد ، وَ سـَ يتم ذكر الأحدآث تنآزلياً ، يعني الحدث الذي صآر في عآم 2 قبل الميلآد ، هو قبل الحدث الذي صآر في عآم 1 قبل الميلآد ،’

،

الإمبرآطورية الفآرسية
( 559 قبل الميلآد - 635 بعد الميلآد)
1194 سنة مآبين سقوط ونهوض

،

الهَضبآت الممتدة بين الحَضآرآت القَديمة قِي العرآق وَ البنجآب هِي مآ يُطلق عليهآ المرتفعآت الإيرآنية. ولم يكن الفرس أول من استوطنوآ هذه المرتفعآت بَل سبقهم إليهآ الميديون.

ظهر الميديون فِي المنطقة الإيرآنية خلآل حكم الملك الآشوري ( شلمآ نصّر الثآلث ) وَ الذي فرض عليهم الجزية. وَ لكن بعد أن أخذت السيآسة الآشورية فِي الانهيآر ، تَمكن الميديون من جمع شَتآتهم وَ تكوين أمة وآحدة تحت قيآدة ملك وآحد ، وَ أخضعوآ القبآئِل الفآرسية تحت حكمهم وَ سيطرتهم وَ بمسآعدة الدولة البآبلية، دَخل الميديون العآصمة العرآقية نينوى ودمروها وبذلك انتهى الحكم الآشوري في عآم 612 قبل الميلآد ، آذناً بـِ بدء سلآلة الحكم الميدينية. أخذت بآبل جنوب العرآق وَ اكتفت الدولة الجديدة الميدينية بـِ شمآل العرآق. وهكذآ بقت العلآقة ودية بينهم.

طبعاً بتسألوآ ، ليه القبآئل الفآرسية مآ ثآرت على الحكم الآشوري والذي كآن يذلهم و يبطش بهم ، ذلك لأن الفرس لم يكن لهآ قوة ضآربة بـِ الرغم من ثقلهآ السيآسي آنذآك في المنطقة.

قبل الحكم الميدي ، ظَهرت سلآلة جديدة بين القبآئِل الفآرسية عُرِفَت بـِ اسم ( الأخمينيين ). وَ ظلت هذه السلآلة تنمو وَ تكبر وَ تتشكل. وَ بعد مآ قآمت الدولة الميدينية ، اعترف الأخمينيين بـ سيآدة هـَ الدولة وَ بقوآ خآضعين تحت النفوذ الميدي.

عآم 559 قبل الميلآد ، بدأت ملآمح أولى المنآوشآت بين الأخمينيين وَ الميدينيين ، واستمرت حتى عام 551 قبل الميلآد ، حيث انتصر الملك الأخمينيي (قورش ) وَ أسقط آخر ملوك الدولة الميدينية. وَ أَصبحت بذلك بلآد فآرس وَ بلآد ميديآ ، دولة اتحآدية وآحدة تحت الحكم الأخميني بل أن العآدآت والتقآليد انصهرت في بوتقة وآحدة ، ومن هنآ بدأت الحضآرة الفآرسية.


الملك الأخميني قورش ، كآن دآهياً مآكراً. حَيث استطآع أن يجعل من دولته الموحدة قوة سيآسية عآلمية ، بدءً من استحدآث أسآليب قتآلية جديدة وَ انتهآءً بـِ إرسآء أولى قوآعد الحضآرة الفآرسية. بعد ذلك هآجم قورش الدولة البآبلية وَ تمكن من دخولها فآتحاً منتصراً عآم 539. وَ أصبحت بذلك فآرس الدولة العظمى في الشرق القديم.

مآت قورش ، وَ اعتلى عرش فآرس الملك الأخميني قمبيز الثآني واستمر حكمه 5 سنوآت. استطآع من خلآلهآ أن يوسع الحدود الإيرآنية فـَ وصلت إلى شوآطئ البحر المتوسط وَ شمآلي أفريقية ، بَل أنه دخل مصر فآتحاً عآم 525 قبل الميلآد.

سرعآن مآ مآت قمبيز الثآني ، حيث أتى مكآنه دآريوس الأول الذي لم يكن ينتمي إلى الأسرة الأخمينية وَ لكنه بالرغم من ذلك اعتلى الحكم الإيرآني. وَ دآم هذآ الحكم مآ يقآرب الـ 36 سنة. استطآع من خلآلهآ أن يخمد الثورة التي تبعت موت الملك قمبيز ، واستطآع أيضاً أن يبسط النفوذ الإيرآني بقوة حول المنطقة.


بـِ الرغم مِن قوة فآرس الضآربة ، إلآ أنهآ كآنت تفتقد إلى إيدولوجية دينية سيآسية وآضحة ، ولم تبنى على أسس متينة ، فـَ هنآك الكثير من الخيآنآت التي حدثت لـِ الإستيلآء على العرش. سَقطت فآرس على يد الأسكندر الكبير المقدوني. وَ تلآشت بذلك السلآلة الأخمينية.


أدت فتوحآت الإسكندر الكبير والتي شملت بلآد فآرس ، إلى ظهور دولة جديدة وَ حضآرة جديدة يُطلق عليهآ الحضآرة الهلنستية ، وهي مزيج بين مقدون و يونآن. كآن الإسكندر الكبير قآئد جبآر أطلق على نفسه لقب شآه ، و طآلب بأن يكون الوريث الشرعي لـِ الأخمينيين بل ارتدى اللبآس الملكي الفآرسي. المهم ، بَعد مآ طآحت بلآد فآرس ، وبعد تأمين السيطرة على المنطقة ، تقآسم قوآد الإسكندر الكبير البلآد فيمآ بينهم على النحو الآتي :-

1- السلوقيون ، الغرب ،’
2- البطآلمة ، أخذوآ مصر وفلسطين.

خلآل حكم الإسكندر ، كآنت القبآئِل الفآرسية مشتتة ، إلآ انهآ استطآعت أن تجبر شعوب الاسكندر على اتخآذ المصآلح المشتركة بينهم. فـَ بعد موت الإسكندر الكبير ، تبدلت الأمور تماماً ، حيث تزوج شعوب الاسكندر من أميرآت فآرس و امتزجت الطبقآت في ظهور طبقة أسيآد جديدة. مآت الإسكندر عآم 323 قبل الميلآد. وابتدت من بعده حقبة اضطرآبآت جديدة ، لآ تهمنآ الآن ، ولكن من بآب العلم ، خلفت هـ الاضطرآبآت ظهور دول عديدة أبرزهآ دولة اليونآن كقوة عظمى ، من ازدهآر الحركة الثقآفية فيهآ أمثآل اقليدس وغيره.

خلآل مدة الإضطرآبآت هذه ، كآنت الفرس تصور شعوب الإسكندر على أنهم وحوش وعفآريت لآ يرحمون. وانتقل هـَ الشعور إلى ثورآت مسلحة قآمت بهآ القبآئِل الفآرسية ضد الحكم السلوقي. وفي عآم 189 قبل الميلآد. كتب التآريخ مجدداً رجوع بلآد فآرس كـَ دولة ذآت سيآدة مستقلة.

كآنت بلآد فآرس آنذآك تتمثل فِي شعوب من شمآل إيرآن يطلق عليهم البآرثيون. وهم من استطآعوآ أن يعيدوآ لـِ فآرس هيبتهآ وقوتهآ ، حيث استعآدت فآرس كآمل سيطرتهآ على المنطقة بل امتدت بشكل فظيع ، حتى أنهآ احتلت آسيآ الصغرى من آخر ملوك السلوقيين عآم 129 قبل الميلآد. وبذلك أصبحت الخصم اللدود لـِ الإمبرآطورية الرومآنية.

آخر شيء هُزِم البآرثيون على يد الشعوب السآسآنية ، ولكن لآزآلت دولة فآرس قآئِمة. ظلوآ السآسآنيون يحكمون إمبرآطورية قوية جداً وهي فآرس. حتى اسقطت و دُحرِت على يد الجيوش الإسلآمية.

بعد ذلك ، ابتدت المنطقة الإيرآنية الفآرسية حقبة جديدة تحت الحكم الإسلآمي وَ عصر الخلفآء الرآشدين. وَ لآ يخفى عليكم وَ لـِ الأسف الشديد رجعت فآرس مرة أخرة بـِ النهوض كمآ كآنت تفعل دوماً خلآل حضآرتهآ القديمة ولكن بفرق وآحد ، وهو أنهآ لآزآلت دولة إسلآمية.

ولآزلنآ ننتظر سقوطهآ مرة أخرى. فـَ هل يـَ ترى سـَ تسقط ؟!

،
فـَ لنقآرن الآن أي الحضآرتينِ أقوى ؟!

مَن أرآد أن يستزيد أنآ ذكرت المرآجع



::



تَحيتي

المرآجع :-
1- المكتبة الشَرقية ، أطلس تآريخ العآلم
2- دآر الشرق العربي ، أطلس التآريخ القديم
3- دآر الشرق العربي ، أطلس العَصر النَبوي