InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامي
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


المنتدى الإسلامي المواضيع الدينية

المجاهد الشهيد سليمان الجوسقي .. الأعمى الذي تحدّى نابليون

المنتدى الإسلامي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 15-10-2003, 07:42 PM   #4

الريادة

مشرف سابق

الصورة الرمزية الريادة

 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
التخصص: ادارة واقتصاد/ محاسبة
المشاركات: 225
افتراضي

*(تكملة)


وعندما مَثَلَ الشيخ سليمان بين يَدَي نابليون، أُعجب به نابليون وبدهائه وبذكائه الخارق، فطمع به، وراح يُناوره ويحاوره ويعرض عليه عُروضاً مُغرية، لعلّه يستطيع كَسبَهُ إلى جانبه، فشيخٌ أعمى مثله يتمكن من تشكيل جيش ضخم من العميان في سائر البلاد المصرية، جديرٌ أن يكون كسباً كبيراً له فيما لو استطاع إغراءه بالمنصب والجاه والمال، ولكن خاب فأل نابليون في استمالة هذا الشيخ القائد الأعمى الذي وقف صامداً في وجهه كالطَّود الأشم، لا يُبالي بترغيب أو ترهيب، بعد أن خسر المئات من جنوده العميان الذين قتلهم نابليون، وبعد أن فقد أكثر أتباعه والمتعاونين معه ممّن قتل بعضهم نابليون وشرّد وطارد بعضاً آخر.

كان الشيخ سليمان يستمع إلى عروض نابليون بونابارت في شموخ واستعلاء، وكان يُعلّق على كلّ عرض ساخراً ومستهزئاً بالعرض وصاحبه، حتى نَفِدَ صبر نابليون الذي أحسّ بالهزيمة أمام هذا الأعمى، وهو الذي قهر جيوش أوروبا وملوكها، ولكنّه تماسك قليلاً وأراد أن يداعب أحلام الشيخ سليمان، فعرض عليه أن يكون سُلطاناً على مصر كلِّها، وزعم له أنه لم يجد في مصر من هو في مثل كفاءته وقوته وقُدرته على تسيير الأمور. وتظاهر الشيخ الأعمى بالقبول.

وأدار الأستاذ عينيه في تلاميذه، فرآهم مشدودين إليه، وعيونهم متعلّقة بلسانه وشفتيه، فتابع يقول:

- ومدّ الشيخ سليمان يده إلى نابليون، كأنه يريد أن يبايعه، ويعلن رغبته في التعاون معه، وابتسامة ساخرة ترتسم على شفتيه، ومدّ نابليون يده فرحاً، ظنّاً منه أنه تغلّب على هذا الشيخ الأعمى، وكسبه إلى جانبه، حتى إذا أمسك الجوسقي بيد نابليون بيده اليمنى، لطمه بيده اليسرى لطمةً صبّ فيها كل ما في نفسه من آلام وأحزان وثارات وأحقادٍ على المستعمرين الغزاة، فجُنّ جنون القائد المنهزم نابليون، قاهر الملوك والجيوش، وصاح في نزق وصراخ شبيه بالعويل: «اقتلوا هذا الشيخ الأعمى..» هجم حُرّاس نابليون على الجوسقي البطل، وقتلوه. فصاح نابليون من جديد: «ألقوا جُثّته مع جثث أصحابه في نهر النيل، لتكون طعاماً للأسماك».

فصاح أحمد:

- وهكذا انتهت حياة هذا البطل يا أستاذ؟.

أجاب الأستاذ:

- وهكذا - يا أبنائي - انتهت حياة الشيخ البطل سليمان الجوسقي في الجنة مع الأنبياء والشهداء والصالحين.. لقد كانت حياةً حافلةً بالجدّ والاجتهاد والعمل والجهاد في سبيل الله والوطن والشعب، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «من قُتِلَ دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد». والذي يقول: «سيّد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمامٍ «أي حاكم» جائرٍ فأمره ونهاه فقتله..».

توقّف الأستاذ خالد عن الكلام لحظات، وشاهد أثر كلامه في طلابه.. رأى انفعال بعضهم إلى حدّ البكاء.. رأى حماستهم الشديدة ضدّ الظلم والظالمين، وضدّ الغزاة المستعمرين.. ورأى تعاطفهم مع هذا البطل، فلم يملك نفسه من أن يشاركهم في مشاعرهم النبيلة هذه ثم قال في عزم وتصميم:

- سمعتم قصة هذا البطل.. فهلاّ سألتم أنفسكم وسألتموني: ما المطلوب منكم؟.

المطلوب منكم - يا أبنائي - أن تكونوا كأجدادكم جِدّاً وعملاً وجهاداً، فأرضكم تتعرّض للغزو من قبل اليهود الطامعين، وشعبكم يستصرخكم لتكونوا أمثال خالدٍ وسعدٍ والمثنّى والمعنّى وسليمان الحلبي والكواكبيّ وهنانو وسليمان الجوسقي، لتكونوا أبطالاً ميامين، تذودون عن أرضكم وتدافعون عن عقيدتكم وعروبتكم، وتصدّون هجمات المستعمرين الجدد، الذين تدفعهم مطامعهم وأحقادهم إلى غزو وطنكم، وإذلالكم، ونهب ثرواتكم وخيرات بلادكم، لتكونوا عبيداً لهم أو كالعبيد.

فصاح أنس في شدّة:

- خسئوا.. خسئوا..

وقال عدنان:

- إذا قتلوا سليمان الجوسقي، فقد جاء بعده سليمان الحلبي، وثأر للجوسقي ولمصر بقتل قائد الفرنسيين: كليبر.. ونحن لهم بعون الله وقدرته.

--------------------------------------------------------------------------------------------------------

*المراجع:
1- القرآن الكريم.
2- الإمام النووي: رياض الصالحين.
3- عبد الرحمن الجبرتي: عجائب الآثار في التراجم والأخبار.
4- عبد الرحمن الجبرتي: مظهر التقديس، بذهاب دولة الفرنسيس.
5- علي أحمد باكثير: الدودة والثعبان.
6- ياقوت الحموي: معجم البلدان.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
*المرجع : مجلة المنار ،العدد67 ، صفر 1424هـ.

 

الريادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 06:51 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2024