جامعاتنا انشغلت بالمهم وتركت الأهم !

[عبدالله بن سليمان]

بقايا ضمير

جامعاتنا انشغلت بالمهم وتركت الأهم !







عالية الشلهوب
الهدوء الذي يسبق العاصفة.. هو ذلك الطوفان الإعلامي الذي وصل الى حد البهرجة الإعلامية في موضة التصنيفات العالمية للجامعات والتي بدأت في عام 2006م وما تلا ذلك من أعوام وفق الموقع العالمي الإسباني (ويبوماتريكس) عن الجامعات أو التصنيفات الأخرى ؛ حيث حققت جامعة الملك سعود المرتبة 197 عالمياً وجامعة الملك فهد 303 وجامعة الإمام 636 في عام 2009م ومثلها الجامعات السعودية الأخرى، وفي مؤشر آخر حصلت جامعة الملك سعود على المرتبة 247 من أفضل 300 جامعة في العالم ! حسب معايير جودة البحث ، وجامعة الملك فهد المرتبة 266 من أفضل 300 جامعة في نفس التصنيف..
واللافت أنه قبل وصول الجامعات السعودية لهذه المراكز المتقدمة، حيث وصلت إحداها الى المرتبة 164 ! كانت قبل ذلك في المركز الأخير!، وبقدرة قادر وخلال 4 سنوات حققت هذه القفزة الهائلة ! التي أرجعها الكثيرون الى وجود خلل في معايير التصنيف والتركيز على معايير محدودة مثل تجنيد العلماء على المواقع الإلكترونية كمنتسبين في مشاريع الأبحاث فقط لتحسين هذه المراكز، وعرض رواتب عالية وصلت الى 90 ألف دولار مقابل العمل بالجامعة لمدة أربعة أسابيع فقط!، الى درجة أن بعض الجامعات السعودية منحت 150 ألف ريال لأي عضو هيئة تدريس ينشر بحثاً واحداً ، حيث تجاوز عدد الأبحاث المنشورة لعضو هيئة تدريس
(30-40) بحثا في العام الواحد!!، وكأن التنافس أصبح في الأوراق وليس العقول!.، وقد حذر أحد خبراء التعليم الجامعي في إحدى الجامعات العالمية من مخاطر هذه التصنيفات التي تجعل هذه الجامعات تركز على الكم ومركز الجامعة وليس الكيف والخريج نفسه .
وبنظرة مبسطة هل تقدُّم جامعة أم القرى أو جامعة الملك سعود اللتان تقدمتا على جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في التصنيف يعني أن مخرجات جامعة الملك فهد أقل تأهيلا مع احترامي لكل الجامعات؟ أم أن هذه التصنيفات لا ترتبط بالجودة؟
لذلك وبكل صراحة فإن مدى تقدم الجامعة برأيي الشخصي يجب أن يقاس بمستوى جودة وتأهيل خريجيها واندماجهم وتنافسيتهم في سوق العمل ، وهو الأهم وبعدها تأتي التصنيفات العالمية ، ومن الضرورة أن تسخر ال 24% المخصصة في ميزانية الدولة في عام 2012 م للتعليم وبمبلغ 168 مليار ريال والتي جعلت المملكة السابعة عالمياً من 133 دولة في الانفاق على التعليم حسب مؤشرات البنك الدولي ، أن تسخر لتحسين جودة المخرجات وليس للصرف على أبحاث كحق يراد به باطل لرفع تصانيف الجامعات وخفض ثقة المجتمع في التعليم ، وكشاهد على ذلك فإن جامعاتنا حصلت على المراكز الأخيرة ضمن 500 جامعة عالمياً في مؤشرات براءات الاختراع في حقول الفيزياء والكيمياء والطب والرياضيات!
فالأهم ثم المهم يا جامعاتنا العزيزة..





المصدر

جريدة الرياض


http://www.alriyadh.com/2012/03/26/article721711.html