رسائل وقوافل

[ثامر الحمدان]

بيني وبين الظاعنينَ رسائلُ
.................... من بينِ أحرفِها تسيرُ قوافلُ

شوقٌ ووجدٌ والحنينُ يهزُّني
.................... وخفوقُ قلبٍ والدموعُ سوائلُ

ما بالُ قلبي لم يزل مُتعلقاً
................... حتّامَ يبقى في هواهُ يُناضلُ

هل في الحياةِ مع الصبابةِ منهلٌ
.................... يروي الغليلَ وأينَ ذاكَ الساحلُ

يا أيّها الأحبابُ هل من صادقٍ
.................... في ودّهِ أم هل يجودُ الباخلُ

قد أوقعتني في شباكِ ودادِها
................... واستحكمَ الأمرُ وجـُنَّ العاقلُ

وغدوتُ أنشدُ خطةً في وصلها
................... يا ليتَ شعري هل معينٌ هاطلُ

أصبحتُ أرقبُ مطلعاً لشروقها
................... والشوقُ يقتلني وخابَ العاذلُ

إن أقبلت فالليلُ يكتسبُ الضيا
.................... ويصيرُ قساً بالفصاحةِ باقلُ

أو أدبرت عمَّ الظلامُ على الورى
.................... وأخو الفصاحةِ للفهاهةِ آملُ

حدّثتُ عنها الوحشَ في فلواتها
.................... أرجو الجوابَ مع الأسى وأسائلُ

إن تسألوا عنها فلن تتعجبوا
.................... شمسُ الشموسِ لها الضياءُ الكاملُ

غيداءُ قد بخلَ الزمانُ بمثلها
.................... هيفاءُ عيناها هدىً ومشاعلُ

رعبوبةٌ والشهدُ يقطرُ من فمٍ
.................... والجفنُ يسحرُ من يرى ويُجادلُ

رقراقةٌ ماءُ الحياةِ بوجهها
.................... ويضوعُ منها المسكُ بل هو سائلُ

خودٌ أصابت كلَّ حُسنِ باهرٍ
.................... والصدقُ في قولٍ لها وفضائلُ

لا أستطيعُ إحاطةً بمحاسنٍ
.................... فهي الحياةُ وما سواها زائلُ

دع عنكَ ذكرَ الفاتناتِ فلن تُرى
.................... إلا صريعاً في الهوى وتُقاتلُ

" تمت "

الصبابة : هي رقة الشوق وحرارته .
المرأة الرقراقة : هي التي كأن الماء في وجهها من نضرة النعمة .
الرُعبوبة : هي المرأة الغضة والبيضاء الناعمة .
الغيداء : هي المتثنية من اللين والنعمة .
الهيفاء : هي لطيفة البطن .
الخود : هي الشابة حسنة الخلق .
" فقه اللغة لأبي منصور الثعالبي " .
قالت العرب : أفصح من سحبان وأعيا من باقل .
قال المعري :
إذا عيّر الطائيَّ بالبخل مادرٌ
................... وعير قساً بالفهاهةِ باقلُ
وقس هو قس بن ساعدة كان من أفصح العرب يضرب به المثل وبسحبان في الفصاحة
وعلي العكس منهما يضرب المثل بباقل.
قال البستي :
سحبانُ من غير مالٍ باقلٌ حصرٌ
.................... وباقلٌ في ثراء المال سحبانُ
وقال المتنبي :
مَن لي بفهم أهيل عصرٍ يدّعي
................... أن يُحسبَ الهنديَّ فيهم باقلُ .
كان هذا توضيحاً ليتضح المعنى في بعض الأبيات .
نظم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان