المبادىء الأساسية في الزرع الفوري

[d.ahmad]

المبادىء الأساسية في الزرع الفوري



هناك العديد من العوامل والإجراءت التي يجب أخذها في عين الاعتبار قبل إجراء الزرع السني الفوري من أجل تجنب الفشل و تحقيق الاستفادة الكبيرة من مزايا الزرع الفوري ومن أهمها :

إمكانية تحقيق الثبات الأولي The achievement of primary stability

يعتمد نجاح الزرع الفوري بشكل كبير على كمية الدعم التي يؤمنها العظم السنخي للزرعة، أي تأمين ثبات أولي كافي يمنع حركة الزرعة خلال فترة الشفاء ، وتلعب كمية ونوعية العظم والتقنية المستخدمة دورا مهما ً في تحقيقه وفي حال عدم القدرة على تأمين الثبات الأولي يجب تأجيل عملية الزرع حتى الشفاء الكامل للنسج العظمية .
يجب تقييم عدد الجدران العظمية المتبقية بعد القلع، حيث أكدت الدراسات على أن وجود ثلاث أو أربع جدر عظمية أمر ضروري لتحقيق النجاح في الزرع الفوري ، وأن وجود جدار واحد أو اثنين غير كافٍ لإجراء عملية الزرع الفوري حيث نضطر عندها إلى القيام بإجراءات أخرى مثل الطعوم العظمية و الأغشية الموجهة كمرحلة أولى وبعد ذلك إجراء الزرع بعد الشفاء العظمي الكامل

الشكل التشريحي لمكان القلع extraction site morphology

يعتبر شكل السنخ بعد عملية القلع من الأمور الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار في الزرع الفوري ، فمن الضروري وجود تلاؤم بين شكل الزرعة وشكل السنخ بعد القلع لتأمين الاندخال الجيد مع العظم وسد الفراغات بين العظم والزرعة، لذلك تجنب البعض الزرع الفوري في مكان الارحاء بسبب التعقيد في الشكل التشريحي لها .
ومن الجدير بالذكر أن هناك دراسات أظهرت عدم الحاجة إلى استخدام الطعوم أو الأغشيه البيولوجية في حال وجود فراغ بين الزرعة والعظم السنخي بمقدار أقل من 2 ملم horizontal defect dimension (HDD) أو تخرب عظمي عمودي vertical defect dimension (VDD) أقل من 2 ملم .

اختيار الزرعة المناسبة implant selection

إن احتمال وجود فراغات بين سطح الزرعة والعظم في الزرع الفوري بسبب عدم التوافق التام بين شكل الزرعة وشكل السنخ بعد القلع يحتم على الممارس اختيار الزرعة التي تحقق اندماج عظمي جيد، حيث وجد ان الزرعات المحلزنة screw type تحقق نسب نجاح أفضل من الزرعات الملساء في الزرع الفوري ، كما وأبدت الزرعات المخرشة بالحمض أو بالترميل تفوقا ً على غيرها من حيث تحسين الاندماج العظمي، لذلك اقترح استخدامها في المناطق ذات الكثافة العظمية الضعيفة وحالات الزرع الفوري [56]، كما اقترحت دراسات أخرى استخدام زرعات ذات قطر أكبر من 4 ملم في الزرع الفوري . ويجري الحديث أيضا ًعن زرعات يتم تصنيعها مباشرة ً بعد القلع بمساعدة أجهزة الكترونية بحيث تلائم مكان القلع

وجود الإنتان في منطقة القلع presence of infection

اعتبرت بعض الدراسات أن الزرع الفوري في مناطق الإنتان أمراً خاضعاً للجدل ، بل ذهب آخرون إلى أن وجود الإنتان في منطقة القلع من مضادات استطباب الزرع الفوري غير أن بعض الدراسات السريرية والدراسات النسيجية أثبتت إمكانية الزرع الفوري في مناطق الانتان وبنسب نجاح ٍ عالية ٍ تقارب نسب النجاح عند الزرع في المناطق السليمة مع اتباع بعض التوصيات مثل التجريف الجيد لمنطقة الآفة لإزالة النسج الحبيبية وإعطاء الصادات الحيوية وقائيا ً قبل العمل الجراحي وبعد العمل الجراحي ، وأكثر من ذلك فقد ذهب بعض الباحثين إلى القول بميزات الزرع في مناطق الإنتان المزمن على اعتبار أن وجوده يكون مترافقا ً مع زيادة في التوعية الدموية و النشاط الخلوي الأمر الذي يدعم عملية التشكل العظمي وحدوث الاندماج العظمي. بيمنا لايزال الزرع الفوري في مناطق الإنتان ما حول السني وما حول الذروي الحاد أمرا ًغير منصوح ٍ به .

التقنية الجراحية المستخدمة The surgical technique

يجب أن تتم عملية القلع بصورة ٍغير راضة للعظم السنخي وذلك بتجنب استخدام الروافع و عدم تحريك السن بشكل كبير بالاتجاه الدهليزي اللساني والاستخدام الحذر للسنابل في حال وجود التصاق عظمي ankylosis للمحافظة على الصفيحة الدهليزية يتبعها تجريف جيد للسنخ لازالة النسج الحبيبية المتبقية و ينصح البعض بإزالة بشرة الجدران اللثوية عند فوهة السنخ وبشكل لطيف لتحريض تشكل الأوعية الدموية
ينصح البعض بإجراء غسيل للمنطقة بمحلول الميترونيدازول5% المعد للحقن الوريدي بالإضافة إلى المصل الفيزيولوجي أو استخدام rifamycin بينما رأت بعض الدراسات أن استخدام الليزر في مكان القلع قبل الزرع الفوري يؤدي إلى إنقاص العوامل الممرضة بشكل كبير
من الضروري تجاوز الذروة بمقدار 3-5 ملم أثناء عملية تحضير مهد الزرعة لتأمين الثبات الأولي الجيد كما ينصح بتوجيه السنبلة أثناء التحضير نحو الحنكي قليلا ً لتخفيف الضغط عن الصفيحة الدهليزية و حمايتها من الانثقاب في المنطقة الأمامية للفك العلوي. يجب أن يتم إدخال الزرعة بعزم لايقل عن 25 نيوتن/ سم لتأمين الثبات الأولي ويجب أن تزال الزرعة في حال وجود حركة بعد إدخالها والانتظار حتى الشفاء العظمي الكامل
ينصح البعض بوضع الزرعة 2 ملم أسفل قمة العظم السنخي بسبب حدوث الامتصاص بينما لم ير آخرون أي تأثير لمستوى الزرعة إذا كان على قمة السنخ أو أسفل منه على التغيرات الحاصلة على النسج الصلبة والرخوة ، وتشير الدراسات على أن الغمر الزائد للزرعة يزيد من طول التاج التشريحي وبالتالي عدم الوصول إلى نتائج جمالية مرضية
إن انكشاف بعض الحلزنات لا يعتبر مشكلة في حال تم تأمين الثبات الاولي الجيد ، كما أن وجود فراغ بين الزرعة والعظم أقل من 2 ملم لايستدعي أي إجراء إضافي، أما في حال وجود تخرب كبير في القشرة الدهليزية أو وجود فراغ أفقي كبير أكثر من 2 ملم بين سطح الزرعة والعظم فيمكن الاستعانة هنا باستخدام الطعوم العظمية المختلفة لملىْ الفراغات بين الزرعة والعظم كما يمكن استخدام الأغشية الموجهة للعظم Guided Bone regeneration مع أو بدون استخدام الطعوم لتغطية مكان الطعوم ومنع هجرة النسج البشرية باتجاه الطعم .
يمكن استخدام العديد من التقنيات على النسج الرخوة لإغلاق مكان الزرع وخاصة في حال وجود خلل عظمي أو عند استخدام طعم عظمي من أجل حماية منطقة التطعيم، مثل الشريحة المزاحة جانبيا ً، أو الشريحة المزاحة تاجياً، واللتان تتطلبان وجود لثة ملتصقة كافية كما استخدم البعض الطعوم الضامة أو المزاحة من قبة الحنك أو استخدام السمحاق Periosteum في تغطية مكان الزرعة .