الاسم المستعار حقيقة وليس خيالاً

[فهد العنزان]

يشعر الإنسان العنكبوتي بنوع من الارتياح وهو يتجول بين خطوط الشبكة في خلوة مع النفس فيذهب حيث يحلو له المكان مطلعاً. بلا حدود سوى حدود العقلية البشرية يتعلم، ويستفيد، ويتكلم، ويختلط بثقافات الشعوب وحماقات القلوب ! صامتاً في اغلب الوقت لا يتحدث خائفاً من النور المنبعث من جهازه ، في وقت واحد يحزن ويفرح ويضحك ويستغرب ويغضب ! ويسرح في خيالات الكتابة والقراءة جامعاً كل المشاعر في مكان واحد وفي عقل واحد مستتر خلف الضمير وخلف الاسم المستعار .

أن تكتب بسمك الصريح فسوف تواجه استهجان هذا، واستخفاف ذاك، واحترام البعيد هناك . ليس لشي و إنما لفراغ يلقى به واحد من الأشخاص الثلاثة السابقين مجالاً للحديث . مع من هم حولك غير مستوعبين البعض منهم ما تقول سوى اسمك الذي يعرفون . حيث يستغل الفرصة الأولى عندما يلتقي بك ونظراته غير مفسره يقول لك ماذا قلت ؟ ولماذا لم تقل ؟ .

نحن مجتمع يمتلك من الخصوصية ما يميزه ، جميع النظريات في علم الاجتماع لا تنطبق علينا ، لنا من التعاملات أشكال غريبة ، قل ما تجدها في المجتمعات الأخرى . ويعزى ذلك لفقدان اللغة المشتركة في كافة أوجه الحياة بين الجميع والجميع وتفاوت المستويات الأدراكيه للعقلية العادية.

هي أن نعي ما نكتب ونفهم ما نقراء لا نجعل من الاسم المستعار آلة حادة تقوم بفصم الشخصية ومن ثم الهوية ومن ينتحلها أداة عبث غير محاسبه من الضمير المستتر سلفاً . بعض النظر عن الجهة المسؤولة تطبيق العقاب المخيف في حالة التجاوز فكل قوانين الأرض تقول أن المخالفة يعاقب عليها القانون . ولا اعتقد أن جميع أصحاب الأسماء المستعارة يخالفون القانون فلماذا الخوف من العقاب إذن ؟ أم أنه الخوف من العقاب الاجتماعي هو السبب قد يكون ذلك .

العقاب الذي من أشكاله كلمة "متفلسف " وما اجمل معنى هذه الكلمة الرقيق صاحبها أداله على أن الفلسفة في بسيط التعريف ( معرفة ما بعد الحقيقة ) . المتهافت العلماء عليها لا الجهلاء . الناطقين بها دون وعيها ، والوعي هنا هو الغاية المنشودة والحلقة المفقودة فشخص الذي لا يعي ما يدور حوله لا يمكن أن يعي حقوقه و لا يمكنه المطالبة بها بأي شكل من الأشكال سراً أو جهراً . فلحق الأول من حقوق الهوية الشخصية وجود اسمك الحقيقي عليها ! الدال عليك تعريفاً وليس وجود اسمك المستعار . الذي لا يمثلك شخصاً وإنما انفعالاً من الانفعالات الداخلية التي تؤثر في العقل والتفكير معاً على عكس الاسم الصريح الذي تحمله منذ ولادتك ، ويتكلم عنك ، وتتكلم من خلاله في جميع شؤون الحياة . يعرفونك به ، وينادوك له عليك أن تقوم بتمثيله خير تمثيل ، والارتقاء به إلى حيث ترضى أنت وترضي من حولك حتى لو كانت غايةً لا تدرك بالعمل الدؤوب وبإخلاص وتفاني لتحترم تفكيرك ، وتحترم تفكير الآخرين فالمكان المتواجدين فيه أشبه بنادي اجتماعي يجتمع فيه المهتمين ، ويحرصون على تجاذب أطراف الحديث في شؤونهم الخاصة والعامة والمحلية والإقليمية لا للحديث فقط كأشخاص الظهور على حساب الغير متنافسين متباغضين يتسابقون على من يكسب جولة الكلام وإنما للرقي بمدينتهم متحابين ، ومتجاوزين جميع العقبات ، وتذليلها في سبيل الوصول إلى أنسب الحلول من خلال هذا الموقع العزيز الذي يحمل اسم نعتز به ووادي نعيش على ضفافه .

ولا نعرف من هم أصحابه وما هي أسمائهم ومن هو مالك هذا الموقع الذي يجمعنا بحب ، ويبذل الجهد في ظلام الاسم المستعار لكي يسمع منا ونسمع منه فنحن لا نختلس أفكار الغير ، ولا نسرق ونصادر حريات الآخرين ، نحن نتعامل مع الحياة بشكل عصري من خلال التقنيات المتوفرة . وقنوات الاتصال المفتوحة ونتعاطى مع الأوضاع بشكل صحيح نحدد المشكلة ونضع الحلول المقترحة ونوجه النصيحة ونستحث القريحة لتجود بما يفيد وتبتعد عما يعيق الجهود الحقيقية في نشر الوعي المرجو والأهداف السامية المبنية على الأسس الصحيحة والقواعد الثابتة وذلك لأننا لا نتهجم على خصوصية الأوضاع الاجتماعية والجهات المعنية بدون سبب يستدعي ذلك .

وتوضيح هوية صاحبنا أمر مهم بحيث لا يصبح بالنسبة لنا ولزوارنا من خارج المنتدى شخص مجهول ، وهو المرحب في شروط الانتساب بالاسم الصريح وإنما شخص معروف للجميع لا يخشى من الأمر شيء أسوة بالمواقع الأخرى على الشبكة العنكبوتية ، وله منا كل الاحترام والتقدير على ما يبذل من جهود لا يريد سوى الثواب عند الله وأثابه الله خير مستحق من جزاه ، وأعان الجميع في هذا المكان المتطور على خدمة المنطقة والتعامل بتسامح العقيدة مع كل أطياف المجتمع الأم ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

ابو فيصل