أستااااااذة جميلة عشقان إلى رحمة الله ...

[سدر المنتهى]

اعلم أن موضوعي قد جآء متأخراً .. ولكن ذكرى هذه الإنسانه العظيمة له مكانة في قلبي ..
ومن الواجب علي كطالبة وفية أن اكتب بعض هذه الأسطر في حق تلك الأستاذة ..

أستاذة جميلة عشقان (رحمها الله ) قمة في الزهد والتواضع .. طيبة الأخلاق ..

لينة وسهلة التعامل ... تحب أن توصل الخير للجميع وتحرص على ذلك ...

لا أنسى عندما قابلتها لأول وهلة في حياتي حينها كنت في الصف الثالث الإبتدائي تقريباً وذلك

حينما كنت ادرس مع والدتي حفظها الله في أحد دور التحافيظ كانت من معلمات تلك الدار فكنت

على صغر سني اتناقش معها بأسلوب طفولي في حكم شرعي فكانت تأخذني على ( قدر عقلي )

وتجيبني بابتسامة جميلة وضحكة أجمل بسبب أسلوبي الطفولي في النقاش معها ..

وبعد سنواااااااات من العمر نجحت من الثانوية والتحقت بكلية التربية قسم الدراسات الإسلامية

الذي كان حلمي منذ أن كنت طفلة ..

وما أن اسير في أروقة الكلية إذ أقابل تلك الإنسانة في البداية لم اعرفها ولكن شعرت بأني قد

رأيتها وأخبرت والدتي فأخبرتني بأنها تلك الأستاذة التي تناقشت معها في صغرك

فذهبت مروهلة في اليوم التالي لها وأخبرتها بتدريسها في تلك الدار فأجابت نعم ولكن للأسف لم

تتذكرني ولا ألومها فكم وجه مر عليها طيلة تلك السنوات .. ولكنني فرحت جداً بلقائها وذكرتني

بعمري الذي مضى ...

أستاذة جميلة كما تقول أحد الأستاذات مصحفها دآئما معها وإذا دخلت مكتبها تجد عيناها في تلك

المصحف كيف وقد سمت نفسها في كتابها المشهور( فتح المجيد في منهج التجويد )

بخادمة القرآن فكانت بحق كذلك .. كانت تشرح لنا مادة التجويد من أعماق قلبها تريد جميع

طالبات القاعة يفهمن منها حتى تحظى بالأجر والمثوبة ..

كانت زاهدة في المبلس قلما تجدها تلبس الفخم من الملابس تكتفي بالجميل النظيف ..

لها أعمال خيرية كثيرة كانت تخبرنا بأن من يوجد عندها أي كتب أو مصحف قديم تحضره لي

وهي تتولى توزيعها في البلد المناسب ..

رحمها الله كنت أدخل عليها المكتب واسمع صوت ضحكتها الجميلة مع أستاذات القسم وعندما

أدخل أشعر أني أخت لهم بسبب تواضعها وعدم تكلُفها وتصنُعها بأنها أستاذه .. وهذا حال كثير

من أستاذات كلية التربية خاااااااصة في قسم الدراسات الإسلامية فتشعر أنهم أخوات لك لا معلمات

وساذكر بإذن الله منهم في موضوع قادم ..

عندما تلقيت خبر وفاتها حقيقة كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي خاصة أنها عمرها لايعتبر كبيرا

جدا وصحتها كانت طيبة .. تلقيت خبر وفاتها عن طريق اتصال زميلتي بي وكانت وفاتها بعد

تخرجي من الكلية .. حزنت كثيراً وسقطت دمعاتي على تلك الأنسانة أنني لم أودعها ..

امسكت كتابها وضممته إلى صدري وبكيت وشعرت بأنها تقول لي : نحن ذهبنا أما أنتم فاأكملوا

مسيرتنا ...

دعوت لها كلما تذكرتها في سجودي بأن يرحمها ويسكنها الفردوس الأعلى من الجنة ..

رحمك الله ياأستاذة جميلة كنتي مثالأ بل مدرسة في الزهد والتواضع والحرص على نشر العلم ..

تعلمت منك التواضع حتى وإن كبر المنصِب ..


ذكراكِ تسير ونحن سوف نكمل المسير ..

طالبتك الوفية