::] الـــجَـــمَـــالْ [::

[* تركي *]

/








- سـَ أبدأ الموضوع بـِ سالفة قَصيرة. كنت بـِ السيارة مَع بنت أخوي الصغيرة (جنى) ، وكانت تشرب حليب (شوكولا ماهر) و بـ الإيد الثانية تآكل (بطآطس ليز أصفر) ، وتقول " عَمو ترى الكوريين حلوين حلووووووين مرة " ، انكسر كبرياء تالة الصغيرة الي كانت راكبة بـ الخلف و نطت معصبة لتعيد غرورها وهيبتها " وَ أنا بعد حلوووووووة مرة " ، ومع النطة المفاجآة ذي دقت جنى وانسكب من الحليب نقاط ع المقعدة ، خاصمتها أنا و رجعت مكانها ورا مكسورة مجروحة. ردت جنى تكمل " هم ليه حلوين عمو ؟ " ، قلت لها وين شفتيهم وَ غرفتك مابها إلا نيكوليديا و كم قناة كرتون. قالت " عند بنت خالتي شهد " ، قلت زين ، هم حلووين لأنهم نظيفين و يتسبحون كل يوم و يبدلون ملابسهم كل يوم ودايم يضحكون وما يزعلون كثير. قالت " لالالا ، هم هم حلوووين يعني شعرهم ناعم و بيض وكذا " قلت ببالي هـ النشبة ، رجعت قلت لها طيب حتى انتِ حلوة وانا حلو ، هم خشمهم (مفطوس) و عيونهم (مسحوبة) احنا خشمنا طووويل و عيوننا كبيرة ، قاطعتني " بس هم هم حلوووين ". بدون شعور عصبت وقلت لها انتِ وش معايير الجمال عندك ؟ ، الادمية ظلت ثواني كذه تناظر فيني ساكتة هههههههه بأي لغة يهرج ذا !!. نسيت انها طفلة ، وقلت ببساطة أكثر ، قلت لها متى تقولين ذا حلو وذا موب حلو. صعقتني بالجواب الساحق المسكت وقالت (مادري) ، ورجعت تاكل بطاطس وكأن شيئاً لم يحدث !

،

- سؤالي لكم ، شلون تشوفون الجمال انتم ؟ ، أقصد جمال الأشخاص ، ما أقصد جمال اللوحات الفنية ولا جمال الطبيعة.

- بـِ النسبة لـِ نفسي فلسفتي في الجمال مثل فلسفة (بوليكليتوس) النحات اليوناني الذي يرى الجمال في (التناظر). بل أني تأثرت كثيراً وغيرت كثير من قناعاتي بعد قراءتي لـِ كتابه (كانون). التناظر بكل بساطة يعني ، مجموعة أشياء متناظرة حول محور. المكعب شيء متناظر وهو من أجمل الأشكال الهندسية. فلو أغمضت عينك وقلبته بين يديك ثم عدت لترى ، ستجد انه لم يتغير ، محافظ لجمال أجزاءه وتناظر أركانه.

- أنا لما أشوف مذيعة ولا ممثلة ولا فنانة ، يشدني جداً شكلها ومظهرها الخارجي ، تسريحتها ، لبسها تناسق الألوان والى اخره من الأمور الظاهرة. لكن فـ نفس الوقت انا ما أقيس الجمال على الظاهر بل لا أتوقف هنا ولا تكتمل نظرتي أبداً. فـ دائما إذا صادفني موقف كذه أقول (مرتبة ، جذابة ، أنيقة) لكن ما أقول حلوة وجميلة. أنا بشكل عام أنظر لـ الجمال بـ التناظر. على سبيل المثال امرأة قدامي ولنفرض اني أعرفها أي اني مطلع على صفاتها طبائعها أخلاقها مرحها جديتها طيبتها قسوتها ....الخ. راح اشوفها جميلة إذا تناظرت هـ الأشياء حول محور شخصيتها. فلو كنت سـ أتقدم لـ أحداهن فـ إني أسأل شكلها لونها جسمها شلون ؟ مقبول ، طيب روحها أخلاقها اسلوبها طيبتها ثقافتها ذكاءها إطلاعها تفهم الحياة ؟ ايه ، انا كذا اشوفها جميلة. طيب لو الصفات الروحية الثانية ماهب ذاك الزود رغم رشاقة جسدها و انهدار شعرها و لمعان لونها ، فـ والله لا أتمم ، لا أتمم ، لا أتمم. فـ هذا مقياسي للجمال حتى على أصدقائي و من حولي. أجمع جميع الصفات واشوف شلون اهي متناظرة ، وقتها أحكم. أما شيء عن شيء فليس هنا جمال أصلاً.

أخبرونا أنتم وماذا عنكم ؟ وهل الصفات الروحية كـ الأخلاق والطيبة والتسامح والمرح والوناسة والحركة والحيوية و الحنان والتعاطف والإحترام ، تعتبر صفات يصعب اكتشافها لمن يريد الزواج ؟ فبالتالي صعب الواحد يطبق فلسفة التناظر ؟

::

- النوتة أعلاه مقطوعة موسيقية لـِ موزارات. نجد أنها تبدأ بـِ نمط معين. وتنتهي بـِ نمط معاكس. يعني النهاية انعكاس لـ البداية. فـ موزارات أيضاً كان يرى (الإنعكاس والتناظر) حقيقة الجمال. وموسيقاه العظيمة المنسابة تشهد فعلاً بـ ذلك.