سؤال برئ ؟؟؟

[شابردي]

حينما يتزوج العروسان ويذهبا شهر العسل تجد أن هناك حياء ً وطاعة وحسن أدب وذوق رفيع لم نشهد لها مثيل سوى في قصص العشاق والمغرمين ، وحينما يقول الزوج شيئا ً لزوجته تقول : حاضر وعلى عيني وراسي ، وحينما يشاورها في موضوع تقول : اللي تشوفه يا عيوني والشور شورك .

وفي المقابل ، حينما تقول الزوجة له شيئا مهما كانت بساطته فإنهً يبتسم ويقول : ما هذا العقل الذي ينير بلدا ً بحالها .

وحينما تطلب منه شيئا ً يقول لها : أنت تأمرين يا غالية ولو تطلبين الشمس والقمر لأحضرتها لك .

وحينما يأكل من يديها أكل لم تحسنه وتكون قد وضعت السكر بدلا ً من الملح فإنه يقول : ما شاء الله على هذا الأكل في غاية الروعة وعمري وحياتي ما أكلت مثله . . فتقول : ولكني نسيت ووضعت على الرز سكر ولم أضع الملح فيقول مباشرة : لا يهمك المهم أنه من يديك . . وبعدين سبحان الله توقعت السكر ملح !!!!.

وحينما تخطىء الزوجة وتبادر بالاعتذار يقول لها : لا تعتذري فمن أجل عين تكرم مدينة . .
وتجد كل واحد منهما يقول للآخر لماذا لا نذهب لأهلك فقد اشتقت لهم كم هم أناس طيبون ويكفي أنهم أهلك ؟

وحينما تريد الزوجة أن تركب السيارة يبادر الزوج بفتح باب السيارة لها . . حتى أن من يشاهدهم يقول : أكيد إنهم عرسان .

وحينما يأتي الرجل يريد الجلوس تقول له : تفضل فلن أجلس حتى تجلس قبلي
وحينما تتصل به يقول لها : كم أنا مشتاق إليك . . تخيلي تركتك من خمس دقائق ولكن الآن اشتقت لك . . .

وإذا جلسا على مائدة الطعام يبادر كل واحد منهم بوضع اللقمة في فم شريكه . . وذلك محاولة للاستزادة من لأجر المترتب على ذلك .

وحينما وحينما وحينما

*
وسؤالي البريء

لماذا بعد شهرين أو ثلاث ودعني أتفائل وأقول بعد سنة تصبح الأمور كالتالي :

حينما يقول الزوج لو سمحت أريد ماء تقول الزوجة : هل أنا خادمة عندك حتى تأمرني وتنهاني .

وحينما يشاورها في موضوع فإنه يأخذ بعكس رأيها امتثلا للمقولة ( شاوروهن وخالفوهن ) .

وحينما تطلب الزوجةمن زوجها شيئا ً يقول لها : والله إنك طفرتيني وفلستيني وكل يوم هات هات ما فيه يوم خذ ؟ ما تشبعين طلبات ؟

وحينما يأكل من يديها أكل لم تحسنه يبادر ويقول : أنت أهلك ما علموك كيف تطبخين وأنا دفعت فيك مهر وخسرت ديون لأجل هذا الأكل ؟ فتقول له : ولكنني في تلك المرة أيام شهر العسل وضعت السكر بدلا ً من الملح . . فيقول : نعم أول شيء والآن شيء آخر (وبدء يتصبصب العرق من جبينه لأنها أحرجته )

وحينما تخطىء الزوجة وتبادر بالاعتذار يقول لها : كل مرة تخطئين وتعتذرين وين نصرف هذا الاعتذار .

وتجد كل واحد منهما يقول للآخر : نذهب لأهلي أول وبعدها أفكر هل نذهب لأهلك . . ويكفي اني شفت الويل منهم ولكني أترفع .

وحينما تريد الزوجة أن تركب السيارة وتتأخر قليلا ً لعل وعسى أن يفتح لها باب السيارة يقول لها : وش فيك ما تركبين لا يكون تنتظرين افتح لك الباب . . اركبي بلا دلع .

وحينما تتصل به يقول لها : ترين أنت أزعجتيني وأشغلتيني في نفسي الآن طلعت من عندك . . يا بنت الحلال اعتقيني لوجه الله وهي تبادر بلطف قائلة : ما اتصلت منشانك أنت ووجهك . . اتصلت حتى أقول لك لا تنسى تجيب معك الشي الفلاني . . ويقوم كلا ً منهم مسرعا ً محاولا ً أن يغلق الهاتف قبل الآخر .

وإذا جلسا على مائدة الطعام يبادر كل منهما بأن يخرج من فمه أنواع السب والشتم والسخرية . . حتى يقول الآخر : خلاص أبترك لك الأكل اشبع فيه لوحدك . . سديت نفسي إلهي يوريني فيك يوم .

وحينما وحينما وحينما . . . .

وسؤالي البريء الآخر

لماذا هذا الاختلاف بين الأسلوب الراقي والأسلوب السيء في فترة وجيزة ؟

ولماذا لم نستطع الاستمرارية في المعاشرة بالمعروف ؟

وهل سنرتقي في تعاملاتنا مع بعض للأفضل ؟

لماذا أخلاقنا وتعاملنا مع زملائنا في العمل أو من نلتقيهم في الشارع هو نفس التعاملات التي كانت في شهر العسل ؟؟ ألا نستطيع الاستمرار في ذلك ؟

ولماذا يعامل بعض الزوجين الآخر بسوء بحجة أنه تغير وليس له إلا ما عليه ؟؟ أليس هناك شيء لله وأنني مهما عملت أو فعلت فإنني لن أعاملك بالمثل فإن ما عند الله خير وأبقى ؟

وهل سنتقي الله في بعضنا البعض .

سؤالي بريء . . أتمنى إجابته