جنّــةُ النّور ؛

[د. هدّولا]

‘

[د. هدّولا]

‘


- فِي كُلّ صبَاح ..
أستحمُّ فِيه بماءِ الحمَاقَةِ ! , وأرتَدِي فيه صمتَاً وألفُ حِجابْ !
وأهيّئُ نفسِي للخِذلان .. وأتهيّأ أنا - كَالعَادَة - لأبرّر لَها خطاياي ..
أتنَاولُ قدَحاً مِن كَذبْ , وأستعجلُ لمواقِفِ الحافِلاتْ !
أنتظِر ..
وأنتَظِر ..

وألعَنُ ذلِك السّائِق - الغيرْ مُلتَزمْ -
وأزوّدُ نفسِي بالكثِير من الحقدْ على هذَا اليومْ البَائِس !

- آووه , وأخيراً ( شرّف )
أحملُ حقيبَتِي وأزاحمُ الرّكابْ لأنهالُ على مقعَدي بِقسوَة ..
أفتحُ كِتاباً كُنت قد شممتُ بداياتَه ليلة البَارِحة !


- أهمّ بقراءةِ أوّل سطر , الثّانِي وأبدأ بِفُقدانِ تركيزي ..
أوجّهُ بصرِي إلى النّافِذة , وأقرَأُ عارضَاتِ الدّكاكِين !
وأتأمّلُ النّاسْ .. وأفسّر تقاسِيم وجوهِهم ..

- شيخٌ كبير أنهكَهُ المَرض , شابٌ عاطِلْ , امرأةٌ مُطلّقة , أطْفالٌ فُقراءْ ..
وعَامِلُ نظافَةٍ , وعَاشِقيَنِ أحدُهم خائِنْ !




- وعِندَ الإشَارة القَابِعة عَلى مُفْترَقِ الطّرقِ الرّئيسي تتوقّفُ الحافِلة ,
وأسألُ نفسِي السّؤال نفسَه دائِماً ..

( مَتى يتوقّفْ ذلِك الضّجيجُ المُستمرّ داخِل أذهاننا ) !

[د. هدّولا]

- العَودَةُ للماضِي كالنّبشِ في قبورِ الأمواتْ ! , سُحقاً ليسَ الآن ياذَاكِرتي .. ليسَ الآن :(

[د. هدّولا]

‘



- تفكّري , لمَ سخّر اللهُ لكِ الطّب وأمدّكِ بالصّبر ! , بالرّغم من أنّه لم يكُن ضمنَ خياراتِك ..!
إنّها ليسَتْ صُدفَةً ياهَديل .. فـ اللهُ بِك رحيم :)

[د. هدّولا]

- عينٌ على الحَياة , وعينٌ على الجَرح ,
وأنَا لمْ أعُد أبصرُ حكَايا الأفقْ .. مُطلَقاً !

[د. هدّولا]

- ليتَني أعودُ لبدَائيّتي , لما قبلَ الفوضَى ..
لحيَاةِ سَاعي البَريدْ والبائِع المتجوّل ..
أعودُ لأُكمل فصلاً حزيناً لم يكتمِل , وأرتّلُ شيئَاً من مُصحفِ الجدّةِ العجُوز !
أعود فـ أعزِلَ ذلِك الصّخب عنّي .. لِأنام !

.. وِجهةٌ بَعيدَة , وحدسٌ مضْطرب !

[د. هدّولا]

- على الأقَل , لديّ البَقايا !


بقَايا مُضغَة ..

[د. هدّولا]

- لا شئ , سوى أنني غاضِبَة ولا أُريدُ أن أفقدَ اعصابِي ..
سأفرّغ شيئَاً هُنا ..!

[د. هدّولا]

- لمَاذا يحقُ للأشْيَاءِ الكبيرَة أن تسحَق ماهُو أصغَرُ منها !

[د. هدّولا]

- الكِبار لا يبْكُون ياهدِيل .. لا يبْكُون ! , إنّهم يتألّمون فقط !