انا وصالح ورنة الخلخال‎

[جامعية صغيرة]

صالح .. أخي الأصغر .. وهو احب إلي من عيني .. لكن ... لما يكون الموضوع .. مين احب واحد عند امي .. لازم أكون أنا .. مو لأجل تطبخ لي كبستها الشهيرة .. او الإدامات الخطيرة .. لا .. بل لسبب بسيط ومهم جدا

لجل أكون اكثر شخص تدعي له

دعاء الأم .. يعني الفلاح

الجنة تحت أقدام الأمهات

أمك .. ثم أمك .. ثم أمك



رغم انها تدعي للجميع في كل صلاة .. وتفرطنا مثل السبحة ورا بعض .. بس عندي احساس إنها تدعي لصالح أكثر

احنا ستة أخوان كلنا نحب رجولها رغم تمنعها


لو سافر احد فينا ... ما يبلغها لجل ما تقلق علينا من حوادث الطريق .. ونفس الشئ لو مرضنا

إلي يقنعها بأنها تخرج من البيت تتمشى أو إلي تروح معاه للعمره فهو الأفضل


تنافس شديد على رضى الأم


(ففيهما فجاهد )


بل لدرجة .. لو زرتها لمدة اسبوع ... كل وجباتي تكون من المطاعم واكذب واقول اني مشتهي المطعم الفلاني لجل ما أخليها توقف في المطبخ ولو دقيقه .. أو واحد فينا يتصل على الثاني ويقول البيت مليان وأمك تبغى تطبخ ...اتصل و اعزمنا كلنا على الغداء

لو حكيت كل شئ .. راح تقولوا يتفاخر بنفسه .. ولو سكت ... أخاف تتهموني بالتقصير .. والله حاله

رغم أن الشئ إلي يسويه صالح .. أنا أسوي اضعافه ... بس عندي احساس انه المفضل عندها .. لأنها دائما تسأل عنه .. وتثني عليه أكثر


ارجع واقول ... ماهي غيرة .. فهو احب انسان عندي من الرجال وأحب من نفسي .. لكن بر الوالدين أحب

دائما اقنع نفسي بأن السبب هو أنه الأصغر وآخر العنقود .. رغم انه متزوج وعنده أطفال .. إلا أنه يظل في عيني أخي الصغير .. فكيف في عين والدتي !!!



إلى أن عرفت السر



كنت ذات يوم عندها في البيت الكبير .. وكان الوقت آخر الليل وهي منتظره لجل تتسحر لأنها ناوية الصيام

دخلت الغرفة ... وقلت لها باقوم أصلي الوتر يا ميمتي

وأنا باصلي .. إلا وصالح وصل .. ودخل عندها

بعد الصلاة جلست ... إلا وأسمعه يقول لها

قلت أجيك ولو آخر الليل .. ما جاني نوم .. قلت اجي اطمن عليك وارتاح .. لجل انام .. خفت أتصل تكوني نايمة وتصحي على رنة التلفون

يا أمي يا حبيبتي يا روحي ... اسمعي كلامي ... سفري خدامتك .. وزوجتي تخدمك .. ولو خرجت من العمل .. اخدمك أنا لجل أكون مطمئن عليك

يا أمي ليه ما ودك تريحيني

صراحه .. قهرني ويش هالكلام !!! .. هو عارف ومتأكد انها ما راح توافق من محبتها له ولزوجته

وقال .. يا ريتني يا أمي خلخال في رجلك .. كلما بغيتيني .. ما تنادي علي وتتعبي نفسك .. بس حركي رجلك .. تسمعي صوتي

ولعت وانقهرت بقوة .. هذا يكلم خطيبته !!!

لو ما خوفي ان العيال يزعجوك .. كنت جيت سكنت معاك

جبت لك علبة عود .. لجل أطيب رجلك .. أي مكان تمشي فيه ... أقول أمي كانت هنا .. لجل أحب الأرض إلي تمشي عليها


بعدها .. تفكيري راح بعيد .. انا أحب أمي .. يمكن أكثر منه بكثير .. بس ليه ما أقول لها هذا الكلام .. ليه أكتفي بتحقيق طلباتها والخوف عليها والنظر في وجهها

الكل يحب يسمع أجمل كلام .. الزوج .. الزوجة .. الأبن .. الأبنة .. طيب ليه الأم لا .. ليه الأب نستحي منه

احيانا نعرف ان الأبن ولا البنت كذابين في كلمة .. وحشتني يا بابا .. ونعرف ان وراها طلب .. لكن نفرح بهالكلمة

هل يجب أن يموت الأب حتى نلتف حول الأم

هل يجب أن تمضي بنا السنين بعيدا .. حتى تكبر صورة أمهاتنا في قلوبنا .. ونبدأ بترجمة الحب لكلمات بدون خوف أو خجل

العمر أقصر من ذلك

الأجر أعظم من أن نضيعه

السعادة الحقيقة

تحتاج ... بعض الجرأة

قررت

أن لا أكون خجولا

قررت

أن اسعدها أكثر .. تستاهل أمي الفرح

قررت

أن أحصل على مزيدا من الأجر

قررت

أن أكون أكثر من خلخال في رجلها

ثم ذهبت إليها


قبلت راسها .. ثم يدها .. ثم قدمها .. ثم قلت

وحشتيني يا غالية .. ثم بدأت أهمز رجلها .. وقلت ... وكأنني سرحان وماني حاسس بمن حولي

يا ريتني رجلك يا أمي لجل اشيلك من الأرض شيل

إلا وصالح يقول .. ياهوه .. ارحمونا

قلت بتنهيدة مصطنعه وتبدو مقنعة ... خليها على الله

احيانا .. أتمنى يا ست الكل .. أن اكون رجولك .. لجل لو مريت على شوكة ولا إبرة .. تيجي في صدري .. ولا تيجي في رجلك

نظرت لي وقالت .. غريبة !! ... من متى هذا الكلام

قلت والله يا أمي إني احبك .. وأنت تعرفي .. بس يا أمي مشكلتي ... إني ما أعرف أتكلم مثل أخواني

أنا يا أمي وياك .. مثل الرجال وخطيبته .. يحظر لها كلام كثير .. بس أول ما يشوفها .. يضيع .. وأجلس بس اطالع فيك .. سامحيني يا أمي لأني دايما أختار أمتع عيني وأسمع كلامك

حينها دعت لي وبدأت بي قبل أخواني ... ثم تتالت الأسماء في دعائها

*

كل من يشعر فيكم أنه مقصر مع والديه
يا ريت يسجل خروج من المنتدى .. ويطفي الجهاز .. ويروح لوالديه

لا تنتظروا الأيام تعلمكم .. أو المواقف تهزكم .. أو أن تتحسروا على تفريطكم في محبتهم .. والله أنصحكم من قلبي........
(منقولة عن الشيخ ابراهيم المرواني)