خطابة ومغسلة اموات ...

[م.دافووور]

السبت, 15 أغسطس 2009

ريهام المستادي - جدة

أوضحت مُغسِّلة الأموات صباح عبد القادر محمد سلامة أن علامات حسن الخاتمة وسوئها يتضحان بجلاء في بعض الحالات، فكثير من المتوفيات تنضح وجوههن بالبشر وتكتسي بلون أبيض حتى وإن كن من ذوات البشرة السمراء، وبالمقابل هناك من تسود وجوههن والعياذ بالله وإن كن بيضاوات البشرة. وانتقدت صباح سلامة ما تقوم به بعض المغسلات الأخريات من إفشاء لأسرار الموتى من خلال امتداح أجسادهن أو التأفف من غسلهن، مشيرة إلى أن أهم ما ينبغي أن تتصف به من تعمل في هذه المهنة هو الأمانة وكتم الأسرار. مؤكدة أن علاقتها بعملها تنتهي بمجرد الانتهاء من غسل الميتة، وأنها لا تعاني من أي كوابيس مفزعة وذلك لاعتيادها على هذا العمل الذي تعمل فيه منذ أكثر من 25 عاماً. وذكرت أنها تعمل خاطبة أيضاً وقد وصفها البعض بأنها تساهم في إدخال المتزوجين لعش الزوجية وتساعد بعملها فى اخراج البعض من االحياه .. جاء ذلك فى حوارها مع المدينة ، فإلى تفاصيل الحوار:
خبرة كبيرة
متى توليت الغسيل وحدك بدون مساعدة وكيف تعلمت ذلك؟
عندما كان عمري 18عاماً، وكنت تعلمت من كتاب «الإجازة في تجهيز الجنازة» وكتاب «كيف نغسل موتانا» وأيضا كتاب «أحكام الجنائز» وكنت أستفسر من الشيخ سعيد بن وهف القحطاني عن كل ما أجهله وعن كل ما يستجد من حالات وكان يرشدني دائما جزاه الله خير.
كيف كان شعورك عند تغسيل أول جنازة تمر بك؟
لم أشعر بالخوف لأني متمرسة منذ الصغر ولم تخيفني أي جنازة مادام قلبي عامر بتقوى الله.
صفات ضرورية
هل يبقي مشهد المتوفاة أثر في نفسك بعد الانتهاء من التكفين، وهل ترين أحلاماً مفزعة في المنام؟
أبداً، كما سبق وقلت لم أخف من أي جنازة ولا أرى أي أحلام مفزعة ولله الحمد وبمجرد انتهائي من عملي أعود لحياتي الطبيعية كما كنت لأني نشأت في بيت معتاد على هذه الأعمال الخيرية من تغسيل الموتى وجمع التبرعات وتوزيعها لمستحقيها وكانت والدتي رحمها الله تجمع الملابس التي يستغني عنها الآخرون وترسلها إلى خارج المملكة وإنا الآن أقوم بجمع التبرعات والمساعدات وتوزيعها على بعض العائلات المحتاجة بالتعاون مع الجمعيات الخيرية.
هل هناك شروط يجب توافرها في مغسلة الموتى؟
أول صفة لا بد أن تتوفر في المغسلة هي الأمانة لا بد أن تكون امرأة أمينة وفاضلة تخاف الله بمعنى أنها لا تكشف ستر الميتة. ثانيا لا بد أن تكون ذات خلق ودين ولا مانع من ذكر بعض القصص للعظة والعبرة.
حسن الخاتمة وسوئها
هل لاحظت من خلال فترة عملك الطويلة أن الميت يتأثر بالمياه الحارة أو الباردة أثناء الغسيل؟
نعم وأشاهد ذلك على جلد الميت، لذلك لابد من استخدام الماء الدافئ أثناء الغسيل، كذلك لابد أن تكون الغرفة ذات جو معتدل ليست باردة أو حارة.
هل واجهت أثناء عملك الإنساني حالات غير عادية؟
نعم، غسلت امرأة شديدة البياض، ولكن أثناء الغسيل كان وجهها أسود مع رائحة كريهة في الفم ولسانها خارج من فمها، أما بقية جسدها فهو كما هو أبيض اللون وسواد الوجه من علامات سوء الخاتمة (والله تعالى أعلم). وهناك علامات لحسن الخاتمة منها أنني غسلت أختاً كانت سمراء جداً وأثناء الغسيل بدأ في وجهها بياض شديد من بعد جذور الشعر تقريبا وبدأ ينزل البياض تدريجيا حتى وصل إلى منتصف الصدر ، فأصبحت هذه المنطقة شديدة البياض. ورغم أنها كانت صغيرة السن (في الثلاثينيات) وكان أهلها متأثرين بموتها إلا أنهم كانوا فرحين من هذه الصورة الجميلة لها وعندما سألت عنها في حياتها قالوا لي إنها كانت تصلي فرضها وتقوم الليل وتصوم الأيام البيض وحنونة وبارة بأبويها.
إفشاء الأسرار
يتردد بين الناس أن من يغسل الأموات يصاب بقسوة القلب، ما مدى صحة هذا الكلام؟
غير صحيح إذا كانت المغسلة أو المغسل إنساناً صالحاً ويعمل هذا العمل لوجه الله تعالى بالعكس يرقّق القلب ويزيد الإيمان. ولكن الذين يصابون بقسوة القلب هم الذين يمارسون هذا العمل من أجل المال وقد مرّ بي أثناء تنقلاتي في مغاسل الموتى من المغسلات من يتحدثن عن جمال جسد الميتة وهناك من تتأفف منها كأن تقول (طفشتني هذه) وكنت أرى عند ذهابي لمكان عملي من تأتي في كامل زينتها وماكياجها من المغسلات، وذلك لأنهن يعملن من أجل المال والتكسب فقط . أيضا هناك من يقسو قلبه من أهل الميّت! ...فوجدت من تتحدث عن ما يجب تقديمه للضيوف في أيام العزاء أثناء قيامي بالغسل، فكنت أناصحهم وأقول لا ينبغي ذلك لأن هذا الموقف له هيبته وينبغي أثناء الغسل مراعاة حرمة الميت.
لا أتعامل مع المسيار وأطالب بجمعية لمحاربة دخلاء المهنة
أكدت صباح سلامة ان عملها الأصلي كمغسلة أموات لم يمنعها من العمل كـ خاطبة واضافت أن هناك تزايدا وإقبالا على الخاطبات في الفترة الأخيرة بسبب تسارع وتيرة الحياة وانتقال المجتمع من الحياة الاجتماعية البسيطة والتواصل بين أفراد المجتمع إلى الحياة المدنية المعقدة مع ضعف الروابط الاجتماعية. فالخاطبة لا تزال تتمتع بمكانتها بين الأسر. بالنسبة لي فقد زوجت فتيات ورجالا من أسر عريقة ومعروفة، لكن للأسف هناك دخيلات على المهنة لأن مسعاهن المكسب المادي فقط، لذا أكرر مطالبتي للمسئولين بتكوين جمعية معتمدة للخاطبات، وأن تصبح هيئة لحفظ حقوقهن وحقوق العائلات التي تريد زواج ابنتها أو ابنها وحمايتهم من الدخلاء الذين يستترون تحت مهنة الخاطبة لأغراض سيئة في أنفسهم.
وحذرت من الزيجات المستحدثة قائلة: الزواج العادي هو الأكثر طلباً وهو يعطي جميع الحقوق للزوج أو الزوجة، لكن تأتيني طلبات زواج المسيار وهناك زواج المسفار والسياحة وغيرها من المسميات الجديدة للزواج، لكنني أرفض التعامل بهذه الأنواع لأنها تحايل على الشرع، فكيف لرجل يطلب أن يتزوج فتاة لمدة أيام أو ساعات ثم يكون هذا الزواج شرعيا؟ فهو بذلك لا يراعي الله في بنات الناس فنحن لم نعرف سوى الزواج الشرعي المتعارف عليه. استغرب من سماسرة الزواج كيف يرضون على أنفسهم أن يسعوا في مثل هذه الزيجات، ألا يخشون الله؟ وفي ختام حديثها نصحت المتقدمين أو الراغبين في الزواج بأن يخافوا الله ويعطونا معلومات صحيحة، لأن الزواج يبنى على الاتفاق والصدق.

المصدر

بس عاد بارت تايم خطابة قوية شوي
بصراحة انا عجبتني دورة الحياة اللي بتمر عليها