InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الملتقيات الجامعية > ملتقى السنة التحضيرية > ملتقى الإنتساب للسنة التحضيرية > منتدى الملخصات والمواضيع المميزة
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


محاضرات الثقافة الإسلاميه انتساب خطه (ب)

منتدى الملخصات والمواضيع المميزة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 03-03-2017, 03:16 PM

osama omar osama omar غير متواجد حالياً

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الكلية: كلية الآداب والعلوم الانسانية
التخصص: اللغات الأوروبية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الأول
البلد: جــــدة
الجنس: ذكر
المشاركات: 5
انتساب محاضرات الثقافة الإسلاميه انتساب خطه (ب)


محاضرات الثقافة الإسلاميه انتساب خطه (ب)
هنزلها في ردود 3 وحداتنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس

 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 03-03-2017, 03:17 PM   #2

osama omar

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
كلية: كلية الآداب والعلوم الانسانية
التخصص: اللغات الأوروبية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الأول
البلد: جــــدة
الجنس: ذكر
المشاركات: 5
افتراضي رد: محاضرات الثقافة الإسلاميه انتساب خطه (ب)

الثقافة الإسلاميه
الفصل الأول: الثقافة الإسلاميه
المحاضرة 1
مفهوم الثقافة الإسلاميه:
الأصل الثلاثي لكلمة ثقافة: (ثَقِفَ)، وهو عند العرب على أربعة معان واستعمالات وهي:
1- الحذق والفهم والفطنة .
2- سرعة التَعلمِ .
3- الضبط للأمور والقيام بها، يقال: رجلٌ ثَقْفٌ إذا كان ضابطاً لما يحويه قائماً به .
4- إدراك الشيء والظفر به، يقولون: ثَقِفَه في موضع كذا: أَخَذَهُ أو ظَفَرَ به أو أَدْرَكَهُ.
وهذه المعاني قريبة من بعضها البعض، فالحذق والفطنة طريق إلى سرعة التعلم، وبه يكون الضبط لما يتعلمه، والظفر به وإدراكه.
ومن جهة أخرى نرى معاجم اللغة تدلنا على نوعين من الاستعمال لهذه الكلمة:
الأول: الاستعمال المادي المحسوس، وأصله: الثِّقَاف: وهي حديده يُقَوَّم بها الشيء المعوج، ومنه قولهم: تثقيف الرماح: أي تسويتها وتقويم اعوجاجها.
الثاني: الاستعمال المعنوي غير المحسوس:ومن استعمالاته: التثقيف، بمعنى: التأديب والتهذيب، ويقال: هل تهذَّبتُ وتثقَّفتُ إلا على يديك؟، "وثَقَّفَ الإنسانَ: أدَّبه وهذَّبه وعلَّمه”.
تعريف المعجم الوسيط : الثقافة هي العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق فيها .
تعريف المعجم الفلسفي: الثقافة هي كل ما فيه استنارة للذهن، وتهذيب للذوق، وتنمية لملكة النقد والحكم لدى الأفراد أو في المجتمع، وتشتمل على المعارف والمعتقدات، والفن والأخلاق، وجميع القدرات التي يسهم فيها الفرد في مجتمعه.
تعريف منظمة اليونسكو:أنها جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعاً بعينه وهي تشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة والحقوق الأساسية للإنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات .
خلاصة مفهوم الثقافة :
الثقافة تصوغ شخصية الفرد، وتشكل هوية الأمة .
أساس الثقافة هو القيم والمبادئ المنبثقة عن العقيدة والفكر .
الثقافة تغذي في الفرد روح الانتماء، وتذكي في الأمة دافع العطاء .
الثقافة روح تفاعلية تنقل القيم والمبادئ من الفكر إلى العمل .
الثقافة إجمالاً تشتمل على الجوانب المعنوية ( المبادئ والأفكار والقيم ...) والمادية ( الفنون والآداب والمبتكرات ...).
الثقافة: هي جملة العقائد والتصورات، والأحكام والتشريعات، والقيم والمبادئ، والعوائد والأعراف، والفنون والآداب، والعلوم والمخترعات التي تشكل شخصية الفرد وهوية الأمة وفق أسس وضوابط الإسلام .
العلم والثقافة:
تعريف العلم لغة : العلم نقيض الجهل، وعَلِمَ بالشيء: شعر، يقال : ما علمت بخبر قدومه أي ما شعرت .
وعَلمَ الأمر وتعلّمه : أتقنه .
العلم اصطلاحاً: هو المسائل المضبوطة بجهة واحدة.
الفرق بين الثقافة والعلم :
الثقافة أشمل من العلم .
الثقافة خصوصية مميزة لأمة معينة، والعلم مشترك عام بين الأمم .


تعريف الحضارة :
الحضارة لغة: الإقامة في الحضر .
الحضارة اصطلاحاً : تعريف ابن خلدون: الحضارة هي تفنن في الترف وإحكام الصنائع المستعملة في وجوهه ومذاهبه من المطابخ والملابس والمباني والفرش والأبنية وسائر عوائد المنـزل وأحواله.
تعريف د. محمد محمد حسين: الحضارة هي كل ما ينشئه الإنسان في كل ما يتصل بمختلف جوانب نشاطه ونواحيه عقلاً وخُلُقاً، مادة وروحاً، دنيا وديناً
تعريف ول يورانت: الحضارة هي نظام اجتماعي يعين الإنسان على زيادة إنتاجه الثقافي بعناصر أربعة :
الموارد الاقتصادية (2) النظم السياسية (3) العقائد الخلقية (4) متابعة العلوم والفنون.
الاتجاه الأول: اتجاه التوافق والترادف .
الثقافة والحضارة بنفس المعنى ويمكن استخدام أحدهما مكان الآخر.
الثقافة جزء من الحضارة، وهي تمثل الجانب المعنوي ونظام القيم في الحضارة.
الثقافة مختصة بالمعنويات، والحضارة بالماديات .

الاتجاه الثاني : التغاير والتفريق :
الثقافة والحضارة مصطلحان مختلفان لكل منهما معنى مختلف عن الآخر أصل
كلمة الثقافة اللغوي مرتبط بالتهذيب والتأديب.
غلبة ارتباط مصطلح الثقافة بالفكر والسلوك، والحضارة بالإنتاج والعلوم والعمران.

نموذج التفريق بين الثقافة والحضارة عند الرئيس علي عزت :
الحضارة استمرار للتقدم التقني (المادي)، والثقافة استمرار للتقدم الإنساني .
الحضارة تقدم في الوسائل ، والثقافة تقدم مستمر للذات والاختيار .
العلم والتكنولوجيا والمدن والدول كلها تنتمي للحضارة .
الدين والقيم والفكر والأدب هي مكونات الثقافة.

المحاضرة 2
مصادر الثقافة الإسلاميه:
المصدر الأول : القرآن الكريم :
من خصائص القرآن الكريم :
1- الحفظ والكمال:
قال تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)
2- التوازن والانسجام :
قال تعالى: ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين).
المصدر الثاني : السنة النبوية :
أبرز سمات السنة النبوية المطهرة:
1- السنة في مجملها وحي إلهي :
قال تعالى [ وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ].
السنة تفسير للقرآن الكريم وشرح لمعانيه قال تعالى [ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم]
2-السنة تجسيد الإسلام في صورة عملية حية: [ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ].
المصدر الثالث : الفقه الإسلامي :
الفقه هو: العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية .
أبرز سمات الفقه الإسلامي :
1- إبراز محاسن الشريعة الإسلامية وصلاحيتها لكل زمان ومكان .
2- إبراز الثراء العلمي ومزية الجمع بين صفتي الثبات المانع من التميع، والاجتهاد المانع من الجمود والتخلف.
المصدر الرابع : التاريخ الإسلامي :
أبرز سمات التاريخ الإسلامي :
1- الحفظ والكمال:
1- التاريخ تجسيد لمسيرة الأمة وبيان لمدى ارتباطها بمنهجها .
2- التاريخ رصد للمنجزات الحضارية والمسيرة العلمية .
3-التاريخ تسجيل لتفاعل الأمة مع الأمم الأخرى وثقافاتها وحضاراتها .
4- التاريخ مجال خصب لمعرفة الدروس والعبر والإفادة منها في الحاضر والمستقبل.
المصدر الخامس : اللغة العربية وآدابها :
أبرز سمات اللغة العربية :
1- اللغة العربية لغة القرآن والسنة، وهي اللغة المشتركة بين الشعوب الإسلامية المختلفة .
2- ثبات أصول وقواعد اللغة العربية وآدابها من خلال حفظ القرآن الكريم .
3-استئثار اللغة العربية بالنصيب الأكبر من تدوين التاريخ والأدب والعلوم الإسلامية .

المحاضرة 3
أهمية الثقافة الإسلاميه:
1- التميز في الهوية والمقومات :
الدين جوهر الثقافة وهو صبغة الأمة وهويتها المميزة لها
[ صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ]
يقول الشاعر الفيلسوف إليوت :“ إن القوة الرئيسة في خلق ثقافة مشتركة بين شعوب لكل منها ثقافتها المتميزة هي الدين“.
الثقافة بمفهومها الشامل هي الإطار العام المحتوي لطبيعة الحياة الاجتماعية .
الثقافة بمفهومها الشامل هي القاعدة الأساسية لحركة الأمة الحضارية والحياتية .
2- العمق والارتباط التاريخي :
الثقافة الإسلامية تشكل أعظم عمق تاريخي للشعوب الإسلامية .
[ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ]
الثقافة الإسلامية عامل وحدة وتواصل بين الشعوب الإسلامية .
[وأن هذه أمتكم أمة واحدة ]
[إنما المؤمنون إخوة ] .

3- الاعتزاز والانتماء الحضاري :
رفعة المثل والقيم الحضارية، تميز العنصر المعنوي في مسيرة الحضارة الإسلامية.
ثراء الحضارة الإسلامية ومنجزاتها الكثيرة في مختلف العلوم الإنسانية والعلمية.
استفادة الحضارة المعاصرة من الحضارة الإسلامية في كثير من المجالات. وجود المقومات المنهجية والمعنوية في الحث على التفكير والعلم والتوافق بين التزام الدين وعمارة الدنيا لاستعادة الدور الريادي للحضارة الإسلامية. يقول المؤرخ (ولز): ( كل دين لا يسير مع المدنية في كل طور من أطوارها فاضرب به عرض الحائط ولا تبال به لأن الدين الذي لا يسير مع المدنية جنباً إلى جنب لهو شر مستطير على أصحابه يجرهم إلى الهلاك، وإن الديانة الحقة التي وجدتها تسير مع المدنية أنى سارت هي الديانة الإسلامية ).
وتقول المستشرقة زيغريد هونكه : ( أجل إن في لغتنا كلمات عربية عديدة وإننا لندين – والتاريخ يشهد على ذلك – في كثير من أسباب الحياة الحاضرة للعرب) .
4- القدرة على التفاعل الواقعي :
الأسس والقواعد المنهجية الثابتة للثقافة الإسلامية .
الرصيد المعنوي الهائل في نسيج الثقافة الإسلامية .
التجارب الحضارية الممتدة عبر قرون من الزمان والمنتشر في أنحاء شتى من البلدان.
وجود منهجية الإبداع والتجديد وضوابط الاجتهاد الذي يحقق المرونة من غير تميع، والاستيعاب من غير انبهار .
يقول الدكتور محمد بكار :“ تمثل الثقافة لأي مجتمع الفضاء الذي يتنفس فيه آمالها وتحدد به أهدافها، كما تمثل القلعة التي يلجأ إليها الناس عند الأزمات، والأسلحة التي يستخدمونها في التعامل مع كل جديد مُحَيّر أو صد عدوان مدمر، كما تمثل الخلفية الثرة التي تمدنا بكل أسباب استيعاب الواقع ونقده وتجاوزه .
يقول الإمام ابن تيمية : ” ولا ريب أن الألفاظ في المخاطبات تكون بحسب الحاجات: كالسلاح في المحاربات، إذا كان عدو المسلمين – في تحصنهم وتسلحهم – على صفة غير الصفة التي كانت عليها فارس والروم، كان جهادهم ما توجبه الشريعة التي مبناها على توخي ما هو لله أطوع وللعبد أنفع وهو الأصلح في الدنيا والآخرة .




المحاضرة 4
علاقة الثقافة الإسلاميه بالثقافات الأخرى:
صور من ضعف فعاليات الثقافة الإسلامية:
الجهل واضطراب المعرفة بالإسلام وضعف اليقين والعمل بالمنهج الإسلامي. وجود الاختلاف والفرقة بين الأمم والشعوب الإسلامية وغلبة العصبية والإقليمية على الإسلامية والوحدوية.
ضعف الأخذ بالأسباب المادية في مجالات العلوم الحياتية والتقنية الصناعية.

صور من هيمنة الثقافة الغربية:
التقدم العلمي والتقني وامتلاك أسبابه وأدواته، والهيمنة على معاهده ومؤسساته.
امتلاك وتسخير وسائل الإعلام والاتصال .
امتلاك أسباب الهيمنة الاقتصادية والعسكرية والسياسية .
المواقف من الحضارة الغربية :
التقسيم الصحيح يحصر أوصاف المحل الذي هو الموقف من الحضارة الغربية في أربعة أقسام لا خامس لها حصراً عقلياً لا شك فيه وهي :
ترك الحضارة المذكورة نافعها وضارها .
أخذها كلها ضارها ونافعها .
أخذ ضارها وترك نافعها .
أخذ نافعها وترك ضارها .
موقف الرفض والمقاطعة :
المراد به: الانغلاق على الثقافة الإسلامية والانكفاء على الداخل الإسلامي ورفض الثقافات الأخرى ومقاطعتها.
الدواعي والأسباب :
بطلان وفساد كل ثقافة غير إسلامية.
تأمين وسلامة الثقافة الإسلامية من دخيل الثقافات الأخرى.
النقد :
الموقف لا يتفق مع الأصول الإسلامية الداعية إلى أخذ الحكمة والمنفعة التي لا تعارض الدين من أي جهة أو أمة أو شخص.
الموقف يحول دون توضيح صورة الإسلام والتعريف به والدعوة إليه بل قد يكون سبباً في تقديم صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين .
الموقف لا يتفق مع الواقع التاريخي للأمة الإسلامية التي تعاملت مع كثير من ثقافات الأمم والشعوب وأثرت فيها واستفادت منها .
الموقف غير قابل للتطبيق في عصر الانفتاح والاتصالات .
موقف القبول والذوبان :
المراد به: الانفتاح الكامل على الثقافات الأخرى والثقافة الغربية خاصة وقبولها بكل ما فيها والذوبان في بحرها انبهاراً بها أو تقليداً لها .
الدواعي والأسباب :
الانبهار بما تملكه الحضارة الغربية من تقدم مادي ورقي علمي.
الافتتان بما في الثقافة والحياة الغربية من شهوات ومغريات.
التأثر بمناهج الدراسة والفكر والفلسفة على أسس الثقافة الغربية.
تحقيق المصالح الشخصية والانقياد للتوجهات الأجنبية.
النقد :
الموقف مخالف لأصول وثوابت الثقافة الإسلامية وعدوان عليها .
الموقف مسخ وتشويه لتاريخ وحضارة الأمة الإسلامية .
الموقف انحراف فكري وانحلال خلقي يضعف الأمة ولا يقويها ويهدم كيانها ولا يبنيها .
الموقف يتناقض مع عوامل اليقظة والنهضة الآخذة في النمو في الأمة الإسلامية.
الموقف غير قابل للتطبيق في عصر الانفتاح والاتصالات.
موقف التوفيق والتلفيق :
المراد به : العمل على التقريب بين الثقافة الإسلامية والثقافات المعاصرة وإظهار التطابق والتوافق بين مفاهيم ومضامين الثقافات المعاصرة والثقافة الإسلامية.الدواعي والأسباب :
الحاجة إلى مواجهة المستجدات والتكييف معها .
العمل على إثبات أن الإسلام دين عصري حضاري .
الجهل بالإسلام وعدم معرفة ثوابته وحقائقه.
الشعور بالضعف والهزيمة أمام الثقافات المعاصرة.
النقد :
الموقف فيه خلل ونقض لأصول وثوابت الثقافة الإسلامية وتحريفها وسوء فهمها .
الموقف فيه تصوير للثقافة الإسلامية بمظهر الضعف والنقص ويتعارض مع عظمة الإسلام وعز المسلمين .
الموقف يؤدي إلى التبعية للثقافات الأخرى ويجعل دور الثقافة الإسلامية التأكيد على صحة وفائدة الثقافات الأخرى .
موقف التميز والاستفادة
المراد به:الانطلاق من الوعي الكامل والقناعة التامة بالثقافة الإسلامية حفاظاً على أصولها وتميزاً بخصائصها والانفتاح على الثقافات الأخرى وإفادتها والتأثير فيها والاستفادة منها بما لا يعارض ثقافتنا.
الدواعي والأسباب :
الإيمان بصحة وثبات أصول الثقافة الإسلامية وتميز خصائصها .
الإيمان بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان .
الإيمان بأن الحكمة ضالة المؤمن فهو أحق الناس بها .
الاعتزاز بالثقافة الإسلامية ومعرفة تاريخها وإيجابيتها في الثبات والتأثير عبر مسيرتها التاريخية الطويلة .
النقد :
الموقف يبرز محاسن الإسلام ويظهر قوة واعتزاز المسلمين به . الموقف يقي من الآثار السلبية للانغلاق أو الذوبان في الثقافات الأخرى. الموقف يتجانس مع موقف الثقافة الإسلامية تاريخياً .
الموقف يظهر العقلية المنهجية الواعية التي تعتمد البحث والتمحيص والاختيار والانتقاء.
الغرب في ثقافته أخذ عن اليونان والرومان والإسلاميين، لقد أخذ الغرب عنا بعض العلوم والمناهج وترك الإسلام عقيدة وشريعة.
بالنسبة لنا ترجمنا علوم اليونان والفرس والهند وأخذنا منها بعضاً وتركنا البعض وعلى رأس ما تركناه الآداب لأنها كانت وثنية .
لم نأخذ الكل ولا تركنا الكل، اليابان في العصر الحديث أخذت النظم السياسية والاقتصادية الغربية لكنها احتفظت بنظامها الاجتماعي والتربوي والإداري،والشركات اليابانية تدار اليوم بطريقة خاصة بعيدة عما في الغرب.
أليس من حقنا أن نقتبس العلوم ونبتعد عن القيم والأفكار والمعتقدات التي لا تناسبنا ؟
يقول محمد الأمين الشنقيطي :
(الموقف الطبيعي للإسلام من الحضارة الغربية- هو أن يجتهدوا في تحصيل ما هو أنتجته من النواحي المادية، ويحذروا من مما جنته من التمرد على خالق الكون جل وعلا فتصلح لهم الدنيا والآخرة، ومن المؤسف أن أغلبهم يعكسون القضية فيأخذون منها الانحطاط الأخلاقي، والانسلاخ من الدين والتباعد من طاعة خالق الكون، ولا يحصلون على نتيجة مما فيها من النفع المادي فخسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين).
يقول ابن تيمية :
فإن ذكر ما لا يتعلق بالدين مثل مسائل الطب والحساب المحض التي يذكرون فيها ذلك الانتفاع بآثار الكفار والمنافقين في أمور الدنيا فهذا جائز.
فأخذ علم الطب من كتبهم مثلاً الاستدلال بالكافر على الطريق واستطبابه بل هذا أحسن لأن كتبهم لم يكتبوها لمعين من المسلمين حتى تدخل فيها الخيانة وليس هناك حاجة إلى أحد منهم الخيانة ، بل هو مجرد انتفاع بآثارهم كالملابس والمساكن والمزارع والسلاح ونحو ذلك .



خلاصة الثقافة الإسلامية

فهم مدلول الثقافة مدخل أساسي لمعرفة الثقافة وما يتصل بها من خصائص ومصادر وعلاقات
:- تعريف الثقافة
:استعملت المعاجم اللغوية كلمة الثقافة بنوعين من الاستعمال
الأول: ماديٌّ محسوس، وأصله الثِّقاف وهي حديدة يقوّم بها الشيء المعوجّ
الثاني: معنوي غير محسوس، وأصله يتصل بالحذق والتعلُّم، كقولهم: تثقيف العقول
أما في الاصطلاح فإن الثقافة مصطلح له تعاريف كثيرة
:والتعريف الاصطلاحي للثقافة الإسلامية هو
جملة العقائد والتصورات، والأحكام والتشريعات، والقيم والمبادئ، والعوائد، والأعراف والفنون والآداب، والعلوم والمخترعات، التي تشكل شخصية الفرد وهوية الأمة وفق أسس وضوابط الإسلام
:من المصطلحات القريبة من مصطلح الثقافة
أ- العلم: ويعرف اصطلاحًا بأنه: هو المسائل المضبوطة بجهة واحدة
ب- الحضارة: وتعرف اصطلاحًا بأنها: كل ما ينشئه الإنسان في كل ما يتصل بمختلف جوانب نشاطه ونواحيه، عقلا وخُلُقا، مادة وروحًا، دنيا ودينا
:- هناك اتجاهان في بيان الصلة بين الثقافة والحضارة
- الاتجاه الأول: يرى أن المصطلحين مترادفان، وأن كلاهما يعبر عن الآخر، وأنه لا إشكال في استخدام أحدهما للدلالة على معنى الآخر
الاتجاه الثاني: يرى أن المصطلحين متغايران ولكل منهما دلالته الخاصة، وهو اتجاه يلحظ أن أصل كلمة الثقافة اللغوي مرتبط بالتهذيب والتأديب، وأنها مختصة بالمعنويات دون الحسيات
خلاصة مصادر الثقافة الإسلامية
:- الثقافة من حيث البحث عن مصادرها لها أطر عامّة وأصول جامعة ترجع إليها وتستمد منها، وتتمثل مصادر الثقافة الإسلامية في خمسة مصادر هي
(القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، والفقه الإسلامي، والتاريخ الإسلامي، واللغة العربية وآدابها)
:من خصائص القرآن الكريم التي جعلته مصدرًا مهمًّا من مصادر الثقافة
أ‌) الحفظ والكمال قال تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"[الحجر:9]، وقال تعالى: "الْيَوْمَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً"[المائدة:3]
ب‌) التوازن والانسجام في خطابه بين خطاب العقل والعاطفة؛ قال تعالى: "قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ"[العنكبوت:20]
:- من خصائص السنة
أ‌) أنها وحي إلهيّ؛ قال تعالى:"وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى"[النجم:3]، والسنة مفسّرة للقرآن وشارحة لمعانيه؛ قال تعالى: "وَأَنـزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نـزلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"[النحل:44]
ب‌) أنها مجسِّدة للإسلام في صورة عمليه حية؛ قال تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ"[الأحزاب:21]
ت‌) تعتبر السنة بمادتها الحديثية مصدرًا عظيمًا من مصادر الثقافة الإسلامية بما تشتمل عليه من منهج صالح لتربية الفرد، وتنظيم المجتمع، وبناء الإنسان، وتشييد العمران
:من سمات الفقه الإسلامي
أ‌) إبرازه محاسن الشريعة الإسلامية وتأكيد صلاحيتها لكل زمان ومكان
ب‌) إبراز الثراء العلمي ومزية الجمع بين الثبات المانع من التميع، والاجتهاد المانع من الجمود والتخلف
ويعتبر الفقه الإسلامي من الروافد الأصيلة للثقافة الإسلامية بما يشتمل عليه من مادة علمية ضخمة، تتناول العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية وغيرها، إلى جانب ما يشتمل عليه من مذاهب الأئمة المجتهدين
:- يعتبر التاريخ الإسلامي مصدرًا من مصادر الثقافة من جوانب متنوعة منها
أ‌) أنه يجسِّد مسيرة الأمة ويبين مدى ارتباطها بمنهجها
ب‌) أنه مسجل وحافظ للمنجزات الحضارية والمسيرة العلمية، وفي صفحاته سير للعلماء وعطائهم العلمي في المجالات المختلفة
ت‌) أنه رصد لتفاعل الأمة مع الأمم الأخرى وثقافتها وحضارتها
ث‌) أنه مجال خصب لمعرفة الدروس والعبر والإفادة منها في الحاضر والمستقبل
:- من سمات اللغة العربية وآدابها
:من أبرز سمات اللغة العربية التي تكشف عن ثرائها كمصدر للثقافة الإسلامية
أ‌) أنها لغة القرآن والسنة، والتي دخلت بالإسلام بلادًا كثيرة، واستوعبت شعوبًا كبيرة
ب‌) أنها لغة ذات أصول وقواعد ثابتة، حيث هي لغة القرآن الكريم الذي تكفل الله تعالى بحفظه على مدى الزمان
ت‌) حيازتها النصيب الأكبر من تدوين التاريخ والأدب وغيرهما من العلوم
خلاصة أهمية الثقافة الإسلامية
- الثقافة هي هوية الشعوب وتراثها وأعظم مقوماتها
- يعتبر الدين هو العنصر الجوهري للثقافات، وهو المكوّن الأساسي لهويّة الشعوب
- تعتبر الثقافة بمفهومها الشامل الإطار لطبيعة الحياة الاجتماعية
- تشكل الثقافة الإسلامية العمق التاريخي للشعوب الإسلامية، وهو عمق يتجاوز بعثة النبي محمد صلى الله عليع وسلم إلى أبعد من لدن إبراهيم عليه السلام
- تتمثل فائدة الارتباط بالثقافة الإسلامية في أنها تقوِّي الثقة بالنفس وتعزز الشعور بالقوة والإيجابية
:- للثقافة الإسلامية في مسيرتها التاريخية تميز من وجوه عدة منها
أ‌) رفعة المثل والقيم الحضارية
ب‌) ثراء الحضارة الإسلامية في المنجزات العلمية والأدبية
ت‌) استفادة الحضارة المعاصرة من الحضارة الإسلامية
ث‌) وجود المقوِّمات المنهجية والمعنوية للنهضة الحضارية في الثقافة الإسلامية
:- للثقافة القدرة على بعث التفاعل الواقعي وذلك لأسباب تتمثل فيما يلي
أ‌) الأسس والقواعد المنهجية الثابتة للثقافة الإسلامية
ب‌) الرصيد المعنوي الهائل في نسيج الثقافة الإسلامية
ت‌) التجارب الحضارية الممتدة عبر القرون والمنتشرة في أنحاء شتىّ من البلدان
ث‌) وجود منهجية الإبداع والتجديد وضوابط الاجتهاد الذي يحقق المرونة
خلاصة علاقة الثقافة الإسلامية بالثقافات الأخرى
يمثل الدور الخارجي للثقافة الإسلامية وموقفها من الثقافات الأخرى أهمية خاصة عند البحث في جوانب الثقافة الإسلامية، إذ إننا نعيش عصر انفتاح الثقافات والتقائها ببعضها البعض، وذلك يفرض على كل أمة أن تكون لها رؤيتها الواضحة وأسسها السليمة في مواقفها وتعاملها مع الآخرين
- هناك صور تمثل ضعفًا في حضور الثقافة الإسلامية، وتلك الصور تتعلق بدور حَمَلَة الثقافة أفرادًا ودولاً ومجتمعات ولا تتعلق بذات الثقافة الإسلامية نفسها؛ فهي :قوية بأصالتها وخصائصها، وتتمثل صور ذلك الضعف فيما يلي
أ‌) الجهل وضعف اليقين عند كثير من المسلمين في المعرفة بالإسلام
ب‌) الاختلاف والفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية
ت‌) الضعف العلمي والتقني
:- عند الحديث عن الواقع المعاصر يبرز حضور الثقافة الغربية وثقلها الكبير وانتشارها الواسع وهيمنتها التي نتجت عن أسباب كثيرة منها
أ‌) التقدم العلمي والتقني وامتلاك أسبابه وأدواته
ب‌) القوة الإعلامية وقوة الاتصال وتسخيرهما بما يخدم أغراض الثقافة والحضارة الغربية
ت‌) القوة الاقتصادية والعسكرية وما لهما من دور كبير في فرض النموذج الثقافي
- إن استعراض مصادر قوة الدول الغربية وامتلاكها لأسباب فرض إرادتها ونموذجها ليس الهدف منه بث روح اليأس في النفوس، وإنما الهدف منه استنهاض الهمم للحاق بركب الأمم المتقدمة
:يتمثل موقف الثقافة الإسلامية من الثقافات الأخرى في مواقف أربعة كما يلي
:أولاً: موقف الرفض والمقاطعة بدعوى
أ- بطلان وفساد كل ما عدا ثقافة الإسلام
ب- تأمين الثقافة الإسلامية من دخيل الثقافات الأخرى
:- نقد الموقف السابق وذلك من عدة وجوه
أ‌) أنه موقف لا يتفق والأصول الإسلامية الداعية إلى أخذ الحكمة والمصلحة التي لا تعارض الدين
ب‌) أنه موقف يحول دون توضيح صورة الإسلام والتعريف به والدعوة إليه؛ بل قد يكون سببًا في تقديم صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين
ت‌) أنه موقف يتنافى وتاريخ الأمة التي تعاملت مع كثير من ثقافات الأمم والشعوب وأثرت فيها واستفادت منها
ث‌) أنه موقف غير قابل للتطبيق في عصر الانفتاح والاتصالات
:ثانيًا: موقف القبول والانفتاح الكامل والذوبان في بحر الثقافات الأخرى لدواع منها
أ‌) الانبهار بالحضارة الغربية وما فيها من رقيٍّ ماديّ
ب‌) الافتتان بما فيها من شهوات ومغريات
ت‌) التأثر بفكر وفلسفة الغرب
ث‌) الانقياد للتوجهات الأجنبية بهدف تحقيق المصالح الشخصية
:- نقد الموقف السابق
أ‌) أنه موقف مخالف لأصول وثوابت الثقافة الإسلامية
ب‌) أنه يؤدي إلى مسخ الأمة وتشويه حضارتها
ت‌) أنه يدعو إلى الانحراف الفكري والانحلال الخلقي بما يؤدي بدوره إلى ضعف الأمة وهدم كيانها
ث‌) أنه يتناقض والنهضة التي بدأت تدب في الأمة
:ثالثًا: موقف التقريب والتلفيق بين الثقافة الإسلامية والثقافات الأخرى
:- دواعي الموقف السابق وأسبابه
أ‌) الحاجة إلى مواجهة المستجدات والتكيف معها
ب‌) الرغبة في إثبات أن الإسلام دين عصري حضاري
ت‌) الجهل بالإسلام وعدم معرفة ثوابته وحقائقه
ث‌) الشعور بالضعف والهزيمة أمام الثقافات المعاصرة
:- نقد الموقف السابق
أ‌) موقف فيه خلل ونقض لأصول وثوابت الثقافة الإسلامية
ب‌) موقف يصوّر الثقافة الإسلامية بصورة الضعيف الناقص، وهو تصوير يتعارض وعظمة الإسلام وعزة المسلمين
ت‌) موقف يجعل من ثقافة الإسلام تابعًا للثقافات الأخرى
رابعًا: موقف التميز والاستفادة: وذلك بالحفاظ على أصول ثقافة الإسلام وتميزها والانفتاح على الثقافات الأخرى والإفادة منها والتأثير فيها
:- دواعي الموقف وأسبابه
أ‌) الإيمان بصحة وثبات أصول الثقافة الإسلامية
ب‌) الإيمان بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان
ت‌) الإيمان بأن الحكمة ضالّة المؤمن
ث‌) الاعتزاز بالثقافة الإسلامية ومعرفة تاريخها وإيجابياتها
:- نقد الموقف السابق
أ‌) موقف يبرز محاسن الإسلام ويظهر اعتزاز المسلمين به
ب‌) يقي من الآثار السلبية لظاهرتيْ الانغلاق على النفس والذوبان في الآخر
ت‌) أنه يتفق وتاريخ الأمة الذي يحكي تفاعلها مع الآخر وتأثيرها فيه وإفادتها منه
ث‌) يمثل العقلية الواعية التي تعتمد على البحث والتمحيص والاختيار والانتقاء
ج‌) يتطابق ومواقف الكثير من الثقافات التي تتفاعل مع غيرها فتؤثر وتتأثر

 

osama omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 03-03-2017, 03:21 PM   #3

osama omar

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
كلية: كلية الآداب والعلوم الانسانية
التخصص: اللغات الأوروبية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الأول
البلد: جــــدة
الجنس: ذكر
المشاركات: 5
افتراضي رد: محاضرات الثقافة الإسلاميه انتساب خطه (ب)

الثقافة الإسلاميه
الفصل الثاني : العقيدة الإسلاميه
المحاضرة 5
مفهوم العقيدة الإسلاميه والإيمان بالله
تعريف العقيدة :
1- تعريف العقيدة لغة : العقيدة فعيلة بمعنى مفعولة، أي معقودة، فهي مأخوذة من العَقْد، وهو الجمع بين أطراف الشيء على سبيل الربط والإبرام والإحكام والتوثيق، ويستعمل ذلك في الأجسام المادية، كعقد الحبل، ثم توسع في معنى العقد فاستعمل في الأمور المعنوية،كعقد البيع وعقد النكاح.
2- تعريف العقيدة اصطلاحاً : العقيدة هي الأمر التي تصدق بها النفس ، وتطمئن إليه القلب ، وتكون يقيناً عند صاحبه ، لا يمازجه شك، ولا يخالطه ريب .
3- تعريف العقيدة في الاصطلاح الإسلامي وحقيقتها: الإيمان الجازم بالله وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره وما أجمع عليه السلف الصالح والتسليم لله تعالى في الحكم والأمر والقدر والشرع ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالطاعة والتحكيم والاتباع .
أسماء علم العقيدة :
1- التوحيد
2- الإيمان
3- أصول الدين

تعريف التوحيد :
تعريف التوحيد لغة :
1- تدور مادة (وَحَدَ) حول انفراد الشيء بذاته أو صفاته أو أفعاله، وعدم وجود نظير له فيما هو واحد فيه.
2- والتوحيد مصدر وحَّدَه يُوحِِّده تَوْحِِيدًا، ومعناه: "إما جَعَلَهُ واحدًا، أو اعتَقَدَهُ واحدًا" .
تعريف التوحيد اصطلاحًا:
هو: "إفراد الله بالعبادة حسب ما شرع وأحب، مع الجزم بانفراده في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي ذاته، فلا نظير له ولا مثيل له في ذلك كله" .
تعريف الإيمان :
تعريف الإيمان لغةً : يدور معنى الإيمان في اللغة حول التصديق وما يقاربه من معانٍ. قال الأزهري: "وأما الإيمان: فهو مصدر آمن إيمانًا فهو مؤمن، واتفق أهل العلم من اللغويين على أن الإيمان معناه التصديق.."
ومن ذلك قوله تعـالى: ( وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا) [يوسف:17] أي مصدق لنا .
تعريف الإيمان اصطلاحاً: الإيمان هو: اعتقاد بالجنان وعمل بالأركان وقول باللسان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
أصول الدين لغة :
تعريف أصول الدين لغة :
الأصل : ما يبنى عليه غيره . الدين : الطاعة والانقياد والذل، يقال دان له: أي أطاعه وانقاد له أي: دخل تحت حكمه، ومنه قوله تعالى:
( مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ المَلِك )
أي : في طاعته أو حكمه، كما يطلق على الحساب والجزاء، ومنه قوله تعالى:مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ .تعريف أصول الدين اصطلاحاً:
هي القواعد والأسس العامة، وقيل هي الطاعة الدائمة اللازمة التى صارت عادة وخلقا. الدين في الاصطلاح الإسلامي :
هو عبادة الله وحده لا شريك له، وطاعته وطاعة رسوله
أركان الإيمان :
1- الإيمان بالله 2- الإيمان بالملائكة. 3- الإيمان بالكتب
4- الإيمان بالرسل 5- الإيمان باليوم الآخر 6- الإيمان بالقدر خيره وشره .
1- الإيمان بالله :[ توحيد الربوبية ]
1- الإيمان بالله 2- الإيمان بالملائكة. 3- الإيمان بالكتب
4- الإيمان بالرسل 5- الإيمان باليوم الآخر 6- الإيمان بالقدر خيره وشره .
1- الإيمان بالله :[ توحيد الألوهية ]
1- هو اعتقاد تفرُّده تعالى باستحقاق العبادة قولاً وفعلاً وقصدًا، والبراءة من كل معبود سواه ..
2- أهمية توحيد الألوهية ومنـزلته :
هو غاية خلق العالمين. هو دعوة الرسل أجمعين.
هو أول ما يخاطب به الناس من أمور الدين.
هو سبب العصمة في الدنيا، والنجاة في الآخرة.
شرط لصحة سائر العبادات.
1- الإيمان بالله :[ توحيد الأسماء والصفات ]

1- الاعتقاد الجازم بأن الله متصف بجميع صفات الكمال ومنزهة عن جميع صفات النقص.
2- وأنه متفرد عن جميع الكائنات في أسمائه وصفاته.
3- إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه سلم من الأسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه.
4- الاعتقاد الجازم بالعجز التام عن إدراك حقيقة ذات الله، وكيفية صفاته، وعدم الخوض في ذلك، وقطع كل سبيل إليه.

المحاضرة 6
تابع أركان الإيمان
- الإيمان بالملائكة :
- الاعتقاد الجازم بوجودهم إجمالاً، وبما ورد في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة من صفاتهم وأعمالهم تفصيلاً، والإيمان بمن ورد ذكر اسمه وعمله منهم على وجه الخصوص كجبريل أمين الوحي، من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف.
- إنكاره وجودهم كفر بإجماع المسلمين بل بنص القرآن قال تعالى { ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً } .
- وهم كثر لا يحصى عددهم إلا الله قال تعالى { وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر }
ولحديث أبي ذر : (أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله ) رواه الترمذي .
- يجب الإيمان تفصيلاً بمن وردت أسماؤهم من الملائكة في الكتاب أو السنة، مثل جبريل وميكائيل عليهما السلام.
3- الإيمان بالكتب :
- نؤمن بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله ،فنؤمن بما لم يسم إجمالاً ،ونؤمن بما سماه الله في القرآن تفصيلاً :{ إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور } - { وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور }{وآتينا داود زبوراً } - { إن هذا لفي الصحف الأولى ، صحف إبراهيم وموسى }.
- ونؤمن بتحريف الكتب السابقة على يد اليهود والنصارى قال تعالى :
{ أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون }.
- نؤمن بالقرآن العظيم آخر الكتب المنزلة ، وأنه خص بمزايا تتميز بها عن جميع ما تقدم :
1- تضمن خلاصة التعاليم الإلهية وجمع كل ما في الكتب السابقة من العلوم والفضائل وجاءمهيمناً ورقيباً يقر ما فيها من حق ويبين ما دخل عليها من تحريف :
{ وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه } .
2- تعهد الله بحفظه .
3- أنه أنزل للناس كافة .
4- الإيمان بالرسل :
-الإيمان بمن سمى الله تعالى في كتابه من رسله وأنبيائه ، والإيمان بأن الله أرسل رسلا سواهم وأنبياء لا يعلم عددهم وأسماءهم إلا الله الذي أرسلهم ،{ ولقد أرسلنا إليك رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك }( غافر 78 ).
- ومن أنكر نبوة أحد المذكورين في القرآن وهم خمس وعشرون كفر ويجب الإيمان بالباقي إجمالاً.
- ومن الإيمان بهم تصديقهم وعدم التفريق بينهم والاعتقاد أنهم أكمل الخلق علماً وعملاً وأصدقهم وأكملهم أخلاقاً، خصهم الله بفضائل لا يلحقهم فيها أحد، وأنهم منزهون عن الكذب والخيانة والكتمان وعن الكبائر كلها والصغائر وقد تقع منهم زلات وخطيئات لا يقرون عليها بل يوفقون للتوبة منها ،وأنهم بشر ذكور .
-الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم خاصة وأنه خاتم النبيين ومبعوث على كافة الخلق أجمعين ومؤيد بالمعجزات وعلى رأسها القرآن الكريم .
5- الإيمان باليوم الآخر :
-الإيمان بكل ما أخبر به الله عز وجل في كتابه وأخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم من فتنة القبر وعذابه ونعيمه والبعث والحشر والصحف والحساب والميزان والحوض والصراط والشفاعة والجنة والنار وما أعد الله تعالى لأهلهما .
- من صور اهتمام القرآن باليوم الآخر :
1- ربط الإيمان به بالإيمان بالله تعالى { ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر.. } .
2- إكثار القرآن من ذكر اليوم الآخر .
3- كثرة ما سماه الله من الأسماء ، { الحاقة ، القارعة ،الغاشية، يوم الحساب ،يوم الخلود ... } .
5- الإيمان باليوم الآخر :
حكمة اهتمام القرآن باليوم الآخر :
1- أن الإيمان باليوم الآخر له أثر عظيم في حياة الإنسان وتوجيهه وانضباطه والتزامه بالعمل الصالح وتقوى الله ويشير إلى هذه الحكمة أسلوب القرآن في الربط بين العمل الصالح واليوم الآخر .
2- كثرة نسيان العباد له وغفلتهم عنه بسبب تثاقلهم وحبهم لمتاع الدنيا .
3- وجود ذلك اليوم كان وما يزال يثير استغراب الكافرين وتعجبهم لما يرونه ببصيرتهم القاصرة :
{ فقال الكافرون هذا شيء عجيب ، أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً ذلك رجع بعيد } .
6- الإيمان بالقدر :
- القدر لغة : مبلغ الشيء كنهه ونهايته والقدر: مبلغ كل شيء ،يقال : قدره كذا أي مبلغه .
- المعنى الاصطلاحي والعلاقة بينهما :
- القدر : هو التقدير وما سبق به العلم وجرى به القلم حسب علم الله تعالى .
- القضاء : الخلق والإنفاذ بموجب التقدير السابق .
- القدر : علم الله تعالى بما تكون عليه المخلوقات في المستقبل .
- القضاء : إيجاد الله تعالى الأشياء حسب علمه وإرادته.
- القضاء والقدر : متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر، لأن أحدهما بمنـزلة الأساس والآخر بمنزلة البناء، والفصل بينهما يهدم البناء وينقضه .
- يجب على كل مسلم أن يؤمن بالقدر خيره وشره، حلوه ومره .
6- الإيمان بالقدر :
- يقصد به الإيمان بعلم الله القديم وبمشيئة الله، النافذة وقدرته الشاملة { إنا كل شيء خلقناه بقدر } .
- مراتب القدر أربع :
- الإيمان بعلم الله بأقدار الخلق والخلائق .
- كتابة العلم في اللوح المحفوظ .
- مشيئة الله النافذة .
- خلق الله للمخلوقات وأفعال المخلوقين .

المحاضرة 7
خصائص العقيدة الإسلاميه
عقيدة ثابتة :
عقيدة ثابتة لا تقبل الزيادة ولا النقصان ولا التحريف ولا التبديل.
لأنها عقيدة ربانية، تستمد أصولها من الكتاب والسنة.
- من دلائل ربانية العقيدة الإسلامية :
تواتر النصوص الدالة على المرجعية العليا الثابتة للكتاب والسنة .
ثبوت كمال الدين وتمام تبليغ الرسالة .
حرمة القول على الله بلا علم .
عقيدة فطرية :
- عقيدة ليست غريبة عن الفطرة ولا مناقضة لها ،بل متطابقة معها قال تعالى { فاقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
- قال صلى الله عليه وسلم : (( كل مولود يولد على الفطرة –أي على الإسلام – فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) متفق عليه .
دل على أن الإسلام هو فطرة الله فلا يحتاج إلى تأثير من الأبوين بخلاف باقي الأديان.
عقيدة مبرهنة :
- أنها لا يخالفها عقل صريح، ولا يناقضها برهان قاطع، بل هي عقيدة الدليل والبرهان والله تعالى يقول: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
- من مظاهر أهمية العقل والحجة في العقيدة الإسلامية:
- إقامة الحجج العقلية على المسائل العقدية :
{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}.
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ }.
عقيدة واضحة :
- العقيدة الإسلامية واضحة لا غموض فيها، سهلة لا عُسْر فيها.
- مظاهر الوضوح :
- فهي قائمة على التوحيد وهو أظهر وأسهل فالله واحد، والرسول الخاتم واحد والكتاب وهو القرآن الكريم واحد، فلا تعدد ولا تشتت، ولا لبس ولا اشتباه.
- العقل بطبيعته يهدف إلى الترابط والوحدة وراء التنوع والكثرة.
- تقرير السماحة واليسر وإنكار الغلو والعسر.
عقيدة وسطية:
- الوسطية تعني التوازن بين الأمور المتقابلة والتوسط بين الأطراف المتباعدة على ما تقتضيه النصوص الشرعية، وأمة الإسلام أمة الوسط، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًاً).

مظاهر الوسطية :
- الإسلام وسط في إثبات الألوهية بين المنكرين الجاحدين لوجوده، وبين الذين عددوا
- الوسطية في صفات الله بين التعطيل والتجسيم .
- الوسطية في الإيمان بالأنبياء .
- الوسطية في العلاقة بالعقائد الأخرى .
- الوسطية في الصلة بالدنيا والآخرة .
الإسلام وسط بين الملل، والسُنّة وسط بين الفرق .

المحاضرة 8
أهمية العقيدة الإسلاميه وأثارها- الأثار على الفرد
أولاً ـ هداية العقل:
أ ـ نجاة المؤمن من عذاب الحيرة والشك، لأن ما يتعلق بالديانة من العقائد لا دخل للعقل في كثير منه، لأنه من الأمور الغيبية التي تعرف بالوحي، لاختلاف مدارك العقول، وأن إدراك العقل فيهما إجمالي عام لا تفصيلي تام.
ب ـ جنّبنا الوقوع في الخرافات والأوهام التي وقع فيها من لا يؤمنون بالغيب ولا يتلقون معارفهم عن الوحي الإلهي .
قال الفخر الرازي بعد أن حصّل أفكار المتقدمين والمتأخرين وطاف بدائرة المعارف الفلسفية والكلامية لعصره:" لقد تأملت الكتب الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تروي غليلاً ولا تشفي عليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن ...ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي“ .
ثانياً ـ سكينة النفس:
* قال تعالى : { هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليماً حكيماً }
* مظاهر سكينة النفس بالإيمان :
الإيمان يزيل القلق على المستقبل .
الإيمان يحقق التوافق مع الفطرة البشرية .

ثالثاً- استقامة السلوك :
* الاعتقاد الصحيح يرتبط به العمل الصالح والسلوك المستقيم، ومن ثم تكرر في القرآن الربط بين الإيمان والعمل الصالح .
* ثمرة الإيمان الخالص هي العمل الصالح على مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك هو سبيل الله، قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} .
* الاستجابة للأمر، والاجتناب للنهي، والمبادرة للامتثال، من أبرز دلائل وآثار الإيمان.
* الارتباط وثيق بين أعمال القلوب وأعمال الجوارح .
رابعاً ـ تقوية الأمل ومواجهة الصعاب :
* الإيمان يمنع اليأس ويحيي الأمل قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}
* من ثمرات الإيمان بركة الرزق وطيب العيش .
بيان حياة المؤمن الطيبة في الدنيا من وجوه خمسة:
- إن المؤمن يعلم أن رزقه من تدبير ربه.
- إن المؤمن يعلم حقيقة الدنيا وسرعة تقلبها.
- المؤمن غايته إرضاء ربه، فهو يلهج بهذه الكلمة: "إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي".
- لذات الدنيا زائلة خسيسة.
- المؤمن لا يعانق الدنيا معانقة العاشق؛ لأنه يعلم زوالها، فيأخذ منها بقدر ما يتزود إلى الآخرة .
خامسا- الثبات في الشدائد :
* قال تعالى : {قل نزّله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين} -{ يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }
* روى مسلم في صحيحه عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"
* وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يصيب المؤمن هم ولا حزن ولا نصب ولا وصب ولا أذى إلا كفر عنه" رواه أحمد.
* قال عمر بن الخطاب :" وجدنا خير عيشنا بالصبر" . وقال الحسن :"الصبر كنـز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم ".

سادساً ـ بناء المسؤولية والرقابة الذاتية :
* الإيمان يغرس الشعور بالمسؤولية :
* قال تعالى:{ عالم الغيب لا يعزب عنه مثقل ذرة في السماوات ولا في الأرض}.
* الإيمان يؤكد شمول المسؤولية وخطورتها :
* قال تعالى :{ ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}، وقال تعالى : { وقفوهم إنهم مسئولون} .
سابعاً - الفوز في الآخرة :
* قال تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) .
* ودلالة الآية فيها بشارة وكرامة لأمة الإسلام فالداخلون هنا إلى الجنة عموم الموحدين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأصنافها الثلاثة المذكورة في الآية.
* قال صلى الله عليه وسلم:“مامن عبد قال لاإله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة“.
المحاضرة 9
أهمية العقيدة الإسلاميه وأثارها- الأثار على المجتمع
أولاً ـ تحقيق الأخوة الإيمانية والتعارف الإنساني :
* قال تعالى: {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} .
* قال تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا}.
* عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" ( متفق عليه ) .
*عن أنس رضي الله عنه عن النبي :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
* المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار نموذج إيماني :
* الإيمان يدعو إلى التعارف الإنساني :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً }.
ثانياً ـ الانضباط السلوكي والأمني:
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن" قال البخاري: تفسيره أن ينـزع منه الإيمان.
* وقال الحسن:" ينـزع منه الإيمان فيزول عنه فيقال له منافق وفاسق".
* قصة أصحاب الغار الثلاثة .
* أثر الإساءة إلى الآخرين في العقوبة الأخروية .
ثالثاً ـ التكافل والتعاون الاجتماعي :
* معناه التناصر بين أفراد المجتمع ليسد بعضهم حاجات بعض، ويسند الضعفاء من قبل الأقوياء.
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" متفق عليه.
* نموذج تطبيقي للتكافل في عصر النبوة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة ”.
رابعاً ـ العدالة في الحكم والقضاء :
* قال تعالى : { فإن جاءوك فأحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئاً وإن حكمت فأحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين}.
* وقال تعالى : { إن الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله كان سميعاً بصيراً} قال جعد بن هبيرة لعلي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين يأتيك الرجلان أنت أحب إلى أحدهما من أهله وماله والآخر لو يستطيع أن يذبحك لذبحك فتقضي لهذا على هذا!! قال: فلهزه علي وقال: إن هذا شيء لو كان لي لفعلت ولكن إنما ذاك شيء لله .
المحاضرة 10
من مسائل العقيدة الإسلاميه
* الجانب الأول: العقيدة في الرسالات الإلهية :
* أرسل الله الرسل جميعا برسالة واحدة هي رسالة التوحيد: قال تعالى: { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } .
* الرسل جميعا دعوا إلى توحيد الله، قال تعالى: { وما أرسلنا من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون }.
* قال تعالى :“..والأنبياء إخوة لعلات أماتهم شتى ودينهم واحد“ (البخاري ومسلم ).
* قال ابن حجر :“ ومعنى الحديث أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وإن اختلفت فروع الشرائع .
* الجانب الثاني العلاقة بين العقيدة والشريعة :
* العمل بدون عقيدة لا نفع فيه
* أحكام الإسلام مرتبطة بالإيمان بالله واليوم الآخر .
* الإيمان لا يقتصر على اعتقاد القلب بل يشمل القول والعمل.
* المعاصي والمخالفات الشرعية تضعف الإيمان وتنقصه.
* وسائل حماية حرية الاعتقاد في نصوص القرآن :
* منع الإكراه على الدين، قال تعالى ( لا إكراه في الدين ) .
* وجوب الهجرة حفاظا على العقيدة، قال تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) .
أسس حرية الاعتقاد في الإسلام :
* كرامة الانسان
* الاختلاف سنة كونية .
* العدل أساس التعامل .
* الواجب هو الدعوة وليس الاستجابة .
ضوابط حرية الاعتقاد :
* 1-الموازنة في الحرية بين الحقوق والواجبات .
* 2-الإلتزام في الحرية الشخصية بعدم تجاوز حدود العدل والانصاف .
* 3- الإلتزام في الحرية بعدم المساس بالأنظمة العامة والآداب المرعية في المجتمع .
* حرية الاعتقاد في تاريخ المسلمين :
* معاهدة الرسول عليه الصلاة والسلام لنصارى نجران .
* معاهدة الرسول عليه الصلاة والسلام ليهود المدينة .
* معاهدة عمر بن الخطاب وأمانه لأهل إيلياء (القدس) .
* مصالحة خالد بن الوليد لأهل الحيرة .
* مصالحة عمرو بن العاص لأقباط مصر .
تشريعات وشبهات :
• الجهاد وحرية الاعتقاد .
• حكم الردة وحرية الاعتقاد .

أسباب حكم قتل المرتد :
1- حماية حق وحرية التدين .
2- حماية الإسلام من الإساءة والعدوان .
3- حماية المسلمين من الزندقة والبلبلة .
4- حماية النظام العام في المجتمع المسلم .

المحاضرة 11
الكبائر وصلتها بالعقيدة
تعريف الكبيرة لغة واصطلاحًا:
الكبائر لغة :
قال ابن فارس: الكاف والباء والراء أصل صحيح يدل على خلاف الصغر، يقال: هو كبير، وكُبَار، وكُبَّار. قال تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً).
والكِبْر: العظمة. ويقال: أكبرت الشيء: استعظمته.
الكبائر اصطلاحاً :
هي كل ما يترتب عليه حد في الدنيا ، أو جاء فيه وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب أو تهديد أو لعن.
عدد الكبائر
جملة النصوص الواردة تدل على أن عدد الكبائر غير محصور بالسبع الموبقات ولا بغيره؛ فإن النصوص في مجموعها عدد أكبر ، وقد اجتهد الإمام الذهبي وصنف كتاباً في الكبائر جمع فيه كل كبيرة ينطبق عليها الوصف والتعريف المختار .
حكـم مرتكـب الكبيـرة
"ومذهب أهل السنة والجماعة أن أهل الكبائر من أمة محمد إذا ماتوا وهم موحدون لا يخلدون في النار، بل هم في مشيئته وحكمه إن شاء غفر لهم عفا عنهم بفضله، كما ذكر الله عز وجل في كتابه: )إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)(النساء:48)، وإن شاء عذبهم الله في النار بعدله ، ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته ، ثم يبعثهم إلى جنته .
المنحرفون في الحكم على أهل الكبائر
طائفة حكموا على مرتكب الكبيرة بأنه كافر مخلد في النار.
طائفة حكموا على مرتكب الكبيرة بأنه في منـزلة بين الكفر والإيمان، وأنه مخلد في النار .
طائفة حكموا أن مرتكب الكبيرة مؤمن بإطلاق، ولا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
الكبائر وصلتها بالعقيدة:
مذهب الحق والوسط في أهل الكبائر
أن مرتكب الكبيرة مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته؛ لانتقاص إيمانه بالمعصية وإن لم يقدح في أصل إيمانه.
أن مرتكب الكبيرة إن مات غير تائب عن كبيرته فهو في مشيئة الله،إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة بغير عذاب، وإن شاء عذّبه إلى حين ثم أخرجه من النار وأدخله الجنة.
أن النبي صلى الله علية وسلم يشفع في أهل الكبائر، وأنه لا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد.
تحكيم الشريعة :
أولاً: إثبات صلة تحكيم الشريعة بتوحيد الألوهية :
أ- الربط بين التحكيم للشرع وقبوله والتسليم به وبين الإيمان بالله تعالى :
قال تعالى:{ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيما}
ب- الربط بين الرجوع إلى الشرع عند النـزاع وبين الإيمان بالله تعالى :
قال تعالى:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}
ج- التأكيد على أن التشريع حق لله تعالى وهو من لوازم ألوهيته :
قال تعالى:{إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ}
د- وصف التحليل والتحريم من غير الله بأنه عبادة لغير الله :
قال تعالى:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} .
تحكيم الشريعة :
هـ- الحكم على من لم يحكم بما أنزل الله بالفسق والضلال والكفر :
قال سبحانه :{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}
قال سبحانه:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
قال سبحانه:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }.
و- وصف من أراد التحاكم إلى غير حكم الله بأنهم متحاكمون إلى الطاغوت:
قال تعالى:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً}.
:تحكيم الشريعة
:ثانياً: إثبات صلة تحكيم الشريعة بتوحيد الربوبية
لما كان الله ربَّ العالمين له الخلق والأمر كان إسناد الأمر إلى غيره شِرْكًا في الربوبية؛ قال تعالى:{أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
:ثالثاً: إثبات صلة تحكيم الشريعة بتوحيد الأسماء والصفات
من صفة الله تعالى أنه الحَكَم والحكيم، وذلك من أسمائه، وحكمه هو أحسن حكم، قال تعالى: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُون).
تحكيم الشريعة :
حكم من حَكَمَ بغير ما أنزل الله يمكن إيجازه في هاتين الحالتين :
الحالة الأولى: من حكم بغير ما أنزل الله، جاحداً لحكم الله، معتقداً أن الحكم والتشريع ليس حقاً لله، أو اعتقد أن حكم الله تعالى لا يصلح للناس ولا ينفعهم، وأن حكم غير الله أفضل من حكم الله أو مثله أو أنه يجوز له أن يحكم بغير ما أنزل الله، فمن اعتقد شيئاً من ذلك فهو كافر كفراً اعتقادياً أكبر مخرجاً له من ملة الإسلام والعياذ بالله.
الحالة الثانية : من حكم بغير ما أنزل الله مع اعتقاده أن الواجب هو تحكيم شرع الله، وأنه لا يجوز تحكيم شرع غير شرع الله، وإنما حمله على ذلك إتباع شهوته أو هواه، أو ممالأة غيره من الناس ومداهنتهم والخوف منهم، فهذا لا يحكم بكفره ويدخل في وصف الفسوق والظلم، وإن أطلق عليه الكفر فالمراد به الكفر الأصغر وهو الكفر العملي لا الاعتقادي، وهذا لا يخرج صاحبه من الملة.
تحكيم الشريعة :
تنبيه :
الحكم بالتكفير خطير ,ولا ينبغي التساهل فيه ولا الاجتراء عليه ، ولابد هنا على التنبيه على مايلي :
أن لايتعرض للبحث في مسائل التكفير والحكم فيها إلا المتقون من أهل العلم الراسخين فيه .
أن يُعلم أنه لايجوز الحكم بالتكفير على شخص بعينه لمجرد العمل بما يخالف حكم الله ، ولا يصح الحكم إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع ، فلا يحكم على من جهل جهلاً يُعذر به ، ولاعلى المتأوِّل الذي التبس عليه الفهم ، ولاعلى المكره الذي لااختيار له .
المحاضرة 12
الاستهزاء بالدين
معنى الاستهزاء بالدين :
الاستهزاء لغة :
مأخوذ من الهز ، أو الهزز ، هزئ به ومنه : أي استهزأ به ومعناه : سخر منه ، وأصل مادة الاستهزاء معناها : الاستخفاف والاستهانة
الاستهزاء اصطلاحاً :
هو الاستحقار والاستهانة والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه إما على سبيل الجد أو الهزل، وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل والقول ، وبالإشارة والإيماء .
* أنواع وصور الاستهزاء بالدين :
* 1-الاستهزاء بالذات الإلهية : وهذا أعظم أنواع الاستهزاء ، ويتضمن التعرض بالذم أو الانتقاص أو السخرية لله جل وعلا :
* قال تعالى:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} .
* 2-الاستهزاء بالقرآن الكريم: وذلك بالاستهزاء بما ورد في آيات القرآن من الوعد والوعيد وتكذيبها والسخرية منها وسب كتاب الله أو اهانة المصاحف:
* قال تعالى:{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }.
* أنواع وصور الاستهزاء بالدين :
3-الاستهزاء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :وذلك بالطعن في نبوته ، أو الانتقاص لقدره ، أو إلصاق التهم الباطلة به على سبيل الازدراء والاحتقار:
قال تعالى: { وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ)
4- الاستهزاء بالمؤمنين : والاستهزاء بالمؤمنين إنما هو استهزاء بما يؤمنون به ، وما يؤدونه من متطلبات إيمانهم من العبادات والأحكام :
قال تعالى:{ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ).
* حكم الاستهزاء بالدين :
قال تعالى : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } .
* قال القرطبي:" قال القاضي أبو بكر بن العربي: لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جداً أو هزلاً، وهو كيفما كان كفر، لا خلاف فيه بين الأمة فإن التحقيق أخو العلم والحق، والهزل أخو الباطل والجهل، ثم قال: قال علماؤنا:أنظر إلى قوله:{أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }
* مخاطر الاستهزاء بالدين :
1- تعرض فاعله للحكم العظيم بالخروج من الدين.
2- تهوين حرمة الدين والتقليل من عظمته في النفوس .
3- التزهيد في الالتزام بأحكام الدين وشرائعه .
4- أضعاف الأمة الإسلامية وتمكين الأعداء .

المحاضرة 13
الولاء والبراء
(6) الولاء والبراء :
* الولاء : لغة : الواو واللام والياء، أصل صحيح يدل على قرب، وذلك أن الولاء والتوالي أن يحصل شيئان فصاعداً حصولاً ليس بينهما ما ليس منهما، والولي ضد العدو ، وكل من يليك أو يقابلك فهو ولي .
والولاية : النصرة ، ووالى فلاناً : أحبه وتولاه واتخذه ولياً .
* المفهوم العام للولاء: يقوم على النصرة والتحالف والحب والطاعة وإلقاء مقاليد الأمور لمن يكون له الولاء .
* البراء:لغة : البعد عن الشيء والسلامة من السقم، قال تعالى : )إنني براء مما تعبدون)، قال الراغب :" أصل البرء والبراء والتبري: التفصّي مما يكره مجاورته".
* المفهوم العام للبراء : يقوم على البعد والبغض وعدم الود والامتناع عن النصرة والإعانة .
(6) الولاء والبراء :
* الولاء والبراء في النصوص الشرعية :
المحبة الشرعية هي موافقة ما أمر الله به أو أباحه، والبغض الشرعي وهو كراهة ما حرمه الله ونهى عنه .
* مفهوم الولاء الشرعي : القرب من المسلم ومحبته ونصرته وإعانته .
* مفهوم البراء الشرعي : البعد عن غير المسلم وبغض كفره وترك نصرته وإعانته .

(6) الولاء والبراء :
الأدلة القرآنية :
قال تعالى:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}.
قال تعالى:{لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}.
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
( 6 ) الولاء والبراء :
الأدلة النبوية :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله“.
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من أحب في الله وأبغض في الله ومنع لله فقد استكمل الإيمان".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار".
(6) الولاء والبراء :
* حكم موالاة الكافرين :
هناك مرتبتان في موالاة الكافرين لكل منها حكم على النحو التالي :
مرتبة الموالاة العامة: وهي الموالاة المرادفة للتولي، وتتضمن محبة الكفار والميل إليهم مع كفرهم المذموم والمبغوض شرعاً وكذا مناصرتهم بالمال والنفس والرأي، والدفاع عنهم، وإتباع نظمهم – التي تبيح ما حرم الله – عن رضى واستحسان، والقبول لكفرهم وشركهم، وهذا النوع من الموالاة يكفر فاعله والعياذ بالله، لأن فعله يتضمن مخالفة صريحة لصريح آيات القرآن الكريم، كما أن فيه مناقضة لمقتضيات إيمانية من المسلمات كتحكيم غير شرع الله ونحو ذلك .
مرتبة الموالاة الخاصة : وهي نوع من الموالاة يكون في ظرف محدد أو صورة معينة، مثل مداهنة الكفار ومصانعتهم لأجل مصلحة دنيوية، مع عدم إضمار الاعتقاد الفاسد في الموالاة العامة، وعدم الرضى بالكفر واعتقاده، وذلك مثاله ما وقع من حاطب بن أبي بلتعة عندما كتب إلى قريش يخبرهم بعزم النبي صلى الله عليه وسلم في المسير إلى مكة لفتحها.

(6) الولاء والبراء :
* صور من مقتضيات البراءة من الكافرين :
1-البراءة العقدية
2- عدم الركون إلى الكافرين
3- عدم إعانة الكافر على المسلم .
4- عدم اتخاذهم بطانة
5- ترك التشبه بهم
(6) الولاء والبراء :
صور ليست من مقتضيات البراءة من الكفار :
1- أسلوب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة : قال تعالى‏:{‏ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، وقال تعالى:{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ }.
2- الزواج من نساء أهل الكتاب وحل طعامهم : قال تعالى‏:{اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهم محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين }.
المحاضرة 14
الغلو في الدين
* تعريف الغلو في الدين :
الغلو : لغة : أصل الكلمة ( غَلَوَ ) يدل على ارتفاع ومجاورة قدر ، يقال غلا يغلو غلواً ، فهو غال ، وغلا في الأمر أي جاوز حده .
فالغلو : مجازوة الحد ، فإذا أضيف إلى الدين كان المعنى : غلا في الدين : أي تشدد وتصلب حتى جاوز الحد .
الغلو اصطلاحاً:المبالغة في الأمر والتشديد فيه بتجاوز الحد المشروع على سبيل التدين .
ومن خلال التعريف نستنبط أن الغلو في الدين يشتمل على ثلاثة أمور :
1- المبالغة والزيادة عن الحد .
2- الحد الذي هو مقياس للصواب هو الحد الوارد في الشرع .
3- تجاوز الحد المشروع بقصد التدين والتقرب إلى الله عزوجل ، وباعتقاد أنه خير وإحسان .
* أنواع الغلو: هناك نوعان أساسيان في الغلو :
الأول : الغلو الاعتقادي : وهو الغلو الواقع في كليات الشريعة وأمهات مسائلها فيما يتعلق بالعقائد .
مثل : الغلو في الصالحين أ وادعاء العصمة لهم ، أو تكفير المسلم العاصي ، ونحو ذلك.
الثاني : الغلو العملي : وهو الغلو الواقع في الجزئيات المتعلقة بالعمل والفروع دون الاعتقاد والأصول .
مثل : اعتزال النساء، قيام الليل كله، ونحو ذلك .
* تعريف الغلو في الدين :
الغلو : لغة : أصل الكلمة ( غَلَوَ ) يدل على ارتفاع ومجاورة قدر ، يقال غلا يغلو غلواً ، فهو غال ، وغلا في الأمر أي جاوز حده .
فالغلو : مجازوة الحد ، فإذا أضيف إلى الدين كان المعنى : غلا في الدين : أي تشدد وتصلب حتى جاوز الحد .
الغلو اصطلاحاً:المبالغة في الأمر والتشديد فيه بتجاوز الحد المشروع على سبيل التدين .
ومن خلال التعريف نستنبط أن الغلو في الدين يشتمل على ثلاثة أمور :
1- المبالغة والزيادة عن الحد .
2- الحد الذي هو مقياس للصواب هو الحد الوارد في الشرع .
3- تجاوز الحد المشروع بقصد التدين والتقرب إلى الله عزوجل ، وباعتقاد أنه خير وإحسان .
* أسباب الغلو:
1- الجهل: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" .
2- إتباع الهوى : قال تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ}، وقال تعالى :وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اِتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ}
3- التقليد والتعصب : قال تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ}.
4- المبالغة في الغيرة الإيمانية والحماسة الإسلامية : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، ووذلك أضعف الإيمان“.

* علاج الغلو في الإسلام :
الجانب الأول : جانب الوقاية والحماية
لقد قرر الإسلام العظيم النهج القويم المخالف للغلو والمجافاة وذلك من وجوه عدة :
الأول : الاعتدال والوسطية في الإسلام
الثاني : اليسر والسماحة في الإسلام
الثالث : الاستقامة :.
الجانب الثاني : جانب التحذير والتنفير :
أولاً: النهي عن الغلو عموماً: ورد النهي عن الغلو والتجاوز والدعوة إلى الإلتزام : قال تعالى:{ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون}.
ثانياً: النهي عن الغلو في الشرائع السابقة: ورد النهي من الغلو بالنص على النهي عنه في شرائع الأنبياء السابقين:قال تعالى:{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}.
ثالثاً: النهي عن الغلو في الأمور الصغيرة:ورد في صوره العامة كلها صغيرها وكبيرها: عن ابن عباس في حجة الوداع أن النبي أمره أن يلتقط له الحصى التي يرمي بها في منى، قال: فالتقطت له حصيات كالخذف أي صغيرة في حجمها كما هو معروف، فقال النبي :"نعم بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدين“.
رابعاً: بيان سوء عاقبة الغلو: من أبلغ أساليب التحذير والتنفير من الغلو ببيان سوء عاقبته: قال :“هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون“.
بعض صور الغلو ومخاطرها :
الصورة الأولى : التكفير : قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.
نصوص في التحذير من التكفير: قال الرسول r : (من دعا رجلاً بالكفر أو قال: عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه) .
وقال ابن تيمية: أما من في قلبه الإيمان بالله الإيمان بالرسول وما جاء به وقد غلط في بعض ما تأوله من البدع فهذا ليس بكافر أصلاً والخوارج من أظهر الناس بدعة وقتالاً للأمة وتكفيراً لها ولم يكن في الصحابة من كفرهم لا علي بن أبي طالب ولا غيره بل حكموا فيهم بحكمهم للمسلمين الظالمين المعتدين .
أخطار التكفير :
الأول: أنه يؤدي إلى استحلال الدماء والأعراض والأموال .
الثاني: الخروج على الأئمة ونقض الطاعة .
الثالث: إذهاب نعمة الأمن، ونشر الخوف وترويع الآمنين .
الصور الثانية : التشديد والمبالغة في العبادة بتجاوز الحد المشروع :
مخاطر التشديد والمبالغة :
1- الانقطاع عن العبادة والتقليل منها
2- التنفير من العبادة
الصور الثالثة : المبالغة في الزهد في الدنيا
مخاطر المبالغة في الزهد :
1- عدم القدرة على الاستمرار
2- تشويه صورة الإسلام والتنفير منه

المحاضرة 15
بين العقل والنقل
العقل لغة :
* مصدر عقل يعقل عقلاً، وأصل معنى العقل المنع، وهو مأخوذ من عقال البعير الذي يمنعه من الحركة، لأن العقل يمنع من العدول عن سواء السبيل .
* المراد العقل : الملكة التي يحصل بها الإدراك للأشياء والتمييز بينها وتحصيل المعرفة بها
* النقل في اللغة :
* النَّقْلُ: تـحويلُ الشيء من موضع إِلـى موضع، نَقَله يَنْقُله نَقْلاً فانتَقَل .
* النقل اصطلاحاً :
* ما صحت نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي الذي أخبر به عن الله تعالى، من القرآن والسنن الثابتة عنه.

منـزلة العقل في الإسلام :
1- خص الله أصحاب العقول بالمعرفة التامة لمقاصد العبادة:
قال تعالى: {واتقون يا أولي الألباب } .
2- قصر الله الانتفاع بالذكر والموعظة على أصحاب العقول:
قال تعالى:{ قد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} .
3- كرم الله العقل وجعله مناط التكليف:
قال تعالى :" رفع القلم عن ثلاثة ...".
4- ذم الله المقلدين لآبائهم:
قال تعالى:{ وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا، أولو كان آبائهم لايعقلون شيئاً ولا يهتدون }.
5- تحريم الاعتداء على العقل
6- رفض ما لا يستند إلى العقل إلى العقل من الخرافات والأوهام .
7- جعل الإسلام للعقل مجالاً واسعاً في تدبر آيات الكون، والسنن الكونية والبشرية وحِكَم التشريع .
منـزلة العقل في الإسلام :
* وقد اعتمد الإسلام في الوصول إلى المعرفة على طريقين اثنين :
(1) طريق الوحي : وهو الخبر الصادق عن الله
(2) طريق النظر والتفكر والتجربة :وهي تجمع بين الحس والعقل، وهنا تظهر وسطية الإسلام في الجمع بين النقل والعقل .
منـزلة العقل في الإسلام :
قال ابن تيمية :" العقل شرط في معرفة العلوم وكمال وصلاح الأعمال، وبه يكمل العلم والعمل، لكنه ليس مستقلاً بذلك لكنه غريزة في النفس، وقوة فيها بمنزلة قوة البصر التي في العين، فان اتصل به نور الإيمان والقرآن كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس والنار، وإذا انفرد بنفسه لم يبصر الأمور التي يعجز وحده عن دركها، وإن عزل بالكلية كانت الأقوال والأفعال مع عدمه أموراً حيوانية قد يكون فيها محبة ووجد وذوق كما يحصل للبهيمة فالأحوال الحاصلة مع عدم العقل ناقصة والأقوال المخالفة بالعقل باطلة " مجموع الفتاوى (3/338) .
النقل الصحيح لا يعاض العقل الصريح :
• نصوص الشريعة الصحيحة الصريحة لا يعارضها شيء من المعقولات الصريحة .
• مسائل الشريعة ليس فيها ما يرده العقل .
• العقول بينها تفاوت واختلاف .
• العقول تغير نظرتها وأحكامها بحسب المستجدات .



خلاصة العقيدة الإسلامية
تعريف العقيدة لغة واصطلاحًا:
العقيدة لغة: فعيلة -بمعنى مفعولة- أي معقودة فهى مأخوذة من العقد وهو الجمع بين أطراف الشيء على سبيل الربط والإبرام والإحكام والتوثيق.
والعقيدة الإسلامية اصطلاحًا: الإيمان الجازم بالله وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين.
أسماء علم العقيدة:
1- التوحيد:
وهو: إفراد الله بالعبادة حسب ما شرع وأحب، مع الجزم بانفراده في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي ذاته، فلا نظير له ولا مثيل له في ذلك كله.
2- الإيمان:
وهو: اعتقاد بالجنان، ونطق باللسان، وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
3- أصول الدين:
تعريف الدين في الاصطلاح الإسلامي: هو عبادة الله وحده لا شريك له وطاعته وطاعة رسوله.
أركان الإيمان:
1- الإيمان بالله:
ويتضمن الاعتقاد الجازم والتصديق الكامل بوجوده تعالى، وأنه واحد لا شريك له في ذاته، وأنه وحده المنفرد بصفات الربوبيه والألوهية، والمتّصف بصفات الجلال والكمال، والمنـزّه عن النقص بكل حال.
والإيمان بالله تعالى يشتمل على توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
أولاً: توحيد الربوبية:
هو الاعتقاد بأنه سبحانه وتعالى هو وحده رب كل شيء ومليكه، فربوبيته هي الاعتقاد بأنه وحده مالك الملك، وخالق الخلق، وواهب الرزق، ومدبر الأمر.
ولتوحيد الربوبية أهمية خاصة في تأسيس توحيد الألوهية على قاعدة راسخة صحيحة من الإيمان بربوبيته تعالى دون شريك.
وآيات القرآن تترى في الجمع بين الإيمان بالربوبية والألوهية فمن رسخ يقينه بانفراده تعالى بصفات الربوبية توجه إليه بالعبادة والدعاء، وقد أقام السياق القرآني الكريم من عجز الآلهة المزعومة عن الخلق والرزق والتدبير دليلاً على بطلان عبادتها من دون الله.
ثانيًا: توحيد الألوهية:
هو اعتقاد تفرُّده تعالى باستحقاق العبادة قولا وفعلاً وقصدًا والبراءة من كل معبود سواه.
ومما يجلي أهمية توحيد الألوهية ويظهر منـزلته العظيمة معرفة أنه:
1- غاية خلق العالمين.
2- دعوة الرسل أجمعين.
3- حق الله على خلقه أجمعين.
4- أول ما يخاطب به الناس من أمور الدين.
5- سبب العصمة في الدنيا.
6- سبب النجاة في الآخرة.
7- شرط لصحة وقبول سائر العبادات.
ثالثًا: توحيد أسماء الله الحسنى وصفاته العلا:
والإيمان بالأسماء الحسنى والصفات العلا يعني:
1- الاعتقاد الجازم بأنه تعالى متّصف بجميع صفات الكمال، ومنـزّه عن جميع صفات النقص.
2- الاعتقاد الجازم بتفرُّده سبحانه وتعالى عن جميع الكائنات والمخلوقات في أسمائه وصفاته.
3- إثبات ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له رسوله على ما يليق بجلاله وعظمته، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف.
4- الاعتقاد الجازم بالعجز التام عن إدراك حقيقة ذات الله وكيفيه صفاته، وعلى هذا اتفقت كلمه الأئمة وأعلام الأمة.
رابعاً : تميزت العقيدة الإسلامية بالإيمان بالله وتوحيده وإفراده بالعبادة وتنـزيهه عن الشركاء والأنداد، في مقابل الإلحاد وإنكار وجود الله وجحد الألوهية، والانحراف عن التوحيد إلى التثليث والتعددية .
2- الإيمان بالملائكة:
ويتضمن الاعتقاد الجازم بوجودهم إجمالا، وبما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة من صفاتهم وأعمالهم تفصيلاً، والإيمان بمن ورد ذكر اسمه وعمله منهم على وجه الخصوص كجبريل أمين الوحي، من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف.
حكم الإيمان بهم وحكم من أنكر وجودهم:
الإيمان بوجودهم وصفتهم وأعمالهم إجمالا ركن من أركان الإيمان، فمن أنكر وجودهم وكذب بهم فقد كذب بصريح القرآن، فإنكار خلقهم وجحْد وجودهم كفر بإجماع المسلمين.
ولهم صفات كثيرة منها:
1- أنهم أولو أجنحة وخلقة عظيمة. 3- أنهم أعداد كثيرة لا يحصيها إلا الله.
2- لهم قدرة على التشكل والتمثل بصورة البشر. 4- أنهم مفطورون على العبادة ومعصومون.
ولهم أعمال كثيرة، ومهمات محددة، ومن ذلك:
1- جبريل : وهو الموكل بالوحي. 4- ملك الموت : وهو الموكل بقبض الأرواح.
2- ميكائيل : وهو الموكل بالقطر. 5- خزنة الجنة: وهم القائمون عليها.
3- إسرافيل : وهو الموكل بالصُّور. 6- حملة العرش: وهم الحاملون للعرش.
3- الإيمان بالكتب:
ويتضمن الاعتقاد الجازم بأن الله أنـزل كتبًا متعددة إلى رسله،وقصّ خبر عدد منها في كتابه العزيز،وأن الله تعالى ذكر بعضها في القرآن الكريم تفصيلاً، وأن القرآن الكريم هو خاتمها والمهيمن عليها، وأن الكتب السماوية السابقة قد دخلها التحريف وأما القرآن فقد تكفل الله بحفظه.
حكم الإيمان بالكتب:
هو ركن من أركان الإيمان، لا يتم الإيمان إلا به، فالمنكر إجمالاً أو تفصيلاً لواحد من الكتب الخمسة المذكورة في كتاب الله تعالى مكذّبٌ بالقرآن وكافر بالرحمن.
4- الإيمان بالرسل:
ويتضمن الاعتقاد الجازم بأن لله تعالى عبادًا اختصهم بوحيه واصطفاهم برسالته، والإيمان بمن ورد ذكرهم وخبرهم في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة، والاعتقاد الجازم بنبوة محمد وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه مبعوث إلى الناس أجمعين، وبعثته إلى الإنس والجن، وأن الله فضّله على إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وقد ورد البشارة به وذكر صفته والدعوة إلى الإيمان بنبوته في الكتب السماوية السابقة.
حكم الإيمان بالرسل:
الإيمان بالرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان، فلا يعتبر المسلم مسلمًا حتى يؤمن بالرسل إجمالاً، وبمن سمى الله منهم تفصيلاً، ولا يفرق بين أحد منهم في الإيمان، ومن آمن ببعضهم وكفر ببعض فهو كافر بهم جميعًا.
5- الإيمان باليوم الآخر:
هو الاعتقاد الجازم بفناء الحياة الدنيا وزوالها، والاعتقاد الجازم بما ثبت في القرآن الكريم وصحيح السنة مما يقع بعد الموت، من القبر وفتنته، والبعث والحشر والحساب ثم الثواب والعقاب، والاعتقاد الجازم بالأخبار الغيبيّة.
حكم الإيمان باليوم الآخر:
الإيمان باليوم الآخر من أركان الإيمان، فمن كذب به كفر.
6- الإيمان بالقدر خيره وشره:
ويتضمن الاعتقاد الجازم الذي لا يخالطه شكٌّ أن الله تعالى علم علمًا محيطًا شاملاً لكل شيء، وأن مشيئته تعالى نافذة، وقدرته كاملة، وأنه تعالى خالق العباد وخالق أفعالهم.
ونستخلص مما سبق أن الإيمان بالقدر يشتمل على أربع مراتب هي:
الأول: الإيمان بعلم الله السابق.
الثاني: كتابة ذلك في اللوح المحفوظ.
الثالث: مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة.
الرابع: إيجاد الله لكل المخلوقات، وأنه الخالق وما سواه مخلوق.
حكم الإيمان بالقدر: الإيمان به واجب، والمكذّبُ به جملة كافر.
خلاصة خصائص العقيدة الإسلامية
من خصائص العقيدة ما يلي:
1- عقيدة ثابتة:
فلا تقبل الزيادة ولا النقصان، ولا التحريف ولا التبديل، محفوظةٌ بحفظ الله لها، وكل زيادة مردودةٌ على صاحبها ومرد ذلك أنها عقيدة ربانية لأن المرجع الأوثق والمصدر الأثبت للعقيدة والشريعة مشكاة الوحى قرآنًا وسنة، بفهم الصحابة المرضيين، والثقات الأثبات من علماء خير القرون.
2- عقيدة فطريه:
العقيدة الإسلامية عقيدة متفقة مع الفطرة السوية التي خلق الله تعالى الناس عليها، والفطرة السوية تهدي العبد إلى أصول التوحيد والإيمان، فالإيمان فطري لا يحتاج العبد في تحصيل أصله إلى استدلال أو برهان، والفطرة تدل على اتصاف الخالق بالصفات العلا والكمال المطلق.
3- عقيدة مبرهنة:
فلا يخالفها عقل صريح ولا يناقضها برهان قاطع، فالقرآن قرر حقائق العقيدة الكبرى بالحجج العقلية، ولقد عنيت العقيدة الإسلامية بإقامة الحجج العقلية على المسائل العقدية.
4- عقيدة واضحة:
إن العقيدة الإسلامية واضحة لا غموض فيها سهلة لا عسر فيها فهي قائمة على التوحيد فالله واحد والرسول الخاتم واحد والكتاب الكريم واحد فلا تعدد ولا تشتت ولا لبس ولا اشتباه.
وقضية النبوة والرسالة في عقل المسلم وشعوره واضحة تمامًا متميزة عن قضية الربوبية والألوهية، فالرسل ليسوا آلهة ولا أبناء آلهة.
ومن مظاهر الوضوح الوحدانية ونفي التعدد، وتقرير السماحة واليسر، وإنكار الغلو والعسر، وفطرية العقيدة.
5- عقيدة وسطيه:
الوسطية من أظهر خصائص العقيدة الإسلامية، والصور التي تأتي شاهدًا على ذلك تعز على الحصر، فإن كل ما في العقيدة الإسلامية ناطق بهذا التوازن الدقيق، فهي وسط في أصل التوحيد، وفي الإيمان بالأنبياء، وفي العلاقة مع العقائد الأخرى، وفي الصلة بالدنيا والآخرة.
خلاصة أهمية العقيدة وآثارها
أولاً: الآثار على الفرد:
1- هداية العقل: تقوم العقيدة الإسلامية على أساس من رعاية العقل وهدايته، وإقامة البرهان، فلا قهر ولا إكراه في قبول الهدى، ومن هداية الوحي للعقل الإجابة على الأسئلة الكبرى في الحياة عن الوجود وخالقه والإنسان.
2- سكينة النفس: إن انشراح الصدر وطمأنينة القلب ثمرة حصول المعرفة الصحيحة بالله، فنفس لا إيمان فيها مضطربة قلقة يتوالى عليها الهم والغم، أما النفس المؤمنة الموحدة فقد اتحد لديها مصدر ورودها وصدورها في كل أمر ونهي، فهى تتلقى من الله وعن الله، وهي تسير إلى الله.
3- استقامة السلوك: الاعتقاد الصحيح يرتبط به العمل الصالح والسلوك المستقيم، ومن ثم تكرر في القرآن الربط بين الإيمان والعمل الصالح، والحق أن ثمرة الإيمان الخالص هي العمل الصالح على مراد الله ومراد رسوله.
وإذا عمر الإخلاص قلب العبد انطلقت الجوارح ولابد في طاعة الله تعالى ولا يتخلف ذلك أبدًا.
4- تقوية الأمل ومواجهة الصعاب: الصعوبات في حياة الإنسان كثيرة، والابتلاءات عظيمة وذلك يواجه النفس البشرية بما يثبط عزيمتها، ويُسْلمها إلى يأسها، والإيمان وحده الذي يبعث أنوار الأمل في ظلمه اليأس، فتشرق النفس بالطمأنينة رضا بالقضاء والقدر.
5- الثبات في الشدائد: إن هذا التوحيد والإيمان الذي مصدره الوحي المعصوم عصمه للقلب في الشدائد، وكما أن عقيدة التوحيد والفطرة من شأنها أن تثبّت المؤمن في الشدائد، فإن الشدائد نفسها تجلو هذه العقيدة وتذهب صدأ القلوب الذي ينشأ عن الغفلة، وعقيدة الإيمان باليوم الآخر من شأنها أن تهوّن من وقع كل مصيبة حيث يحتسبها المؤمن ويطلب أجرها بالصبر عليها.
6- بناء المسئولية والرقابة الذاتية: إن الإيمان بالله يغرس في وعي المؤمن وفي أغوار وجدانه الإحساس بالمسئولية والاندفاع الذاتي نحوها، فالمؤمن يشعر بمراقبه الله تعالى، ويعمل وهو يعلم أن الله معه، يراه ويعلم به ويراقبه ولا يخفى عليه شيء من أمره.
7- الفوز في الآخرة: إن امتناع الخلود في النار لمن ظلم نفسه من الموحدين هو غاية المطالب ونهاية الرغائب لجميع المؤمنين، والجنة لا يدخلها إلا مؤمن موحد وإن ظلم نفسه بغير الشرك، ولا يخلد في النار إلا كافر أو منافق، فالمؤمن إما أن يعامله الله بفضله فيغفر له، وإما أن يعامله بعدله فيأخذه بذنبه فيطهره منه، ثم يؤول أمره إلى الجنة.
ثانيًا: الآثار على المجتمع:
1- تحقيق الأخوة الإيمانية والتعارف الإنساني: وقد جعل النبي تمام إيمان العبد وكماله معلقًا بمحبة المؤمنين ومحبة الخير لهم، كما في الحديث عن أنس قال: قال رسول الله : "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" كما أن الإيمان يتضمن المعاني الإنسانية التي يقوم عليها التعارف الإنساني مع غير المسلمين.
2- الانضباط السلوكي والأمني: إن للعقيدة الإسلامية أثرها الواضح في ضبط السلوك الإنساني وتقويم النـزعات البشرية؛ فالعقيدة تربط أفعال العبد بالإيمان، وأعمال الطاعات كلها إيمان وهي سبب في زيادة رصيد الإيمان، وقد ارتبطت الأحكام الأخروية بالجزاء الدنيوي، فإن ارتكب العبد جناية في حق المجتمع فأفلت من عقوبة الدنيا المقدرة؛ فإنه لن يفلت من عقوبة الآخرة.
3- التكافل والتعاون الاجتماعي: لم يغفل القرآن المكّي الذي كانت جُلّ موضوعاته تدور حول العقيدة وقضاياها أن يرعى حق الضعفة في المجتمع من اليتيم والمسكين؛ فيشير إليهم وينبه على الاهتمام بهم، ويجعل ذلك من مقتضيات الإيمان ودلائله.
4- العدالة في الحكم والقضاء: إن الإيمان يقيم في المجتمع ميزان العدل مع الأقارب والأباعد، والمؤمن الذي يعلم أن الله تعالى هو العدل وهو الحكيم يعمل على تحقيق العدل في جميع أمره، والعدل أساس الملك ونظامه، وصمام الأمان في المجتمعات، فبالعدل قامت السماوات والأرض.

 

osama omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 03-03-2017, 03:23 PM   #4

osama omar

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
كلية: كلية الآداب والعلوم الانسانية
التخصص: اللغات الأوروبية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الأول
البلد: جــــدة
الجنس: ذكر
المشاركات: 5
افتراضي رد: محاضرات الثقافة الإسلاميه انتساب خطه (ب)

الثقافة الإسلاميه
الفصل الثالث : العبادة في الإسلام
المحاضرة 16
مفهوم العبادة

العبادة لغة هي : الطاعة والخضوع والتذلل والاستكانة، (طريق معبد)أي مذلل مسلوك بكثرة الوطء والسير عليه،(العبد) لذله لمولاه.
العبادة اصطلاحاً هى: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
أمثلة الأقوال والأعمال الظاهرة من العبادة :
الصلاة ، الصيام ، صدق الحديث
بر الوالدين ، الوفاء بالعهود ، الجهاد للكفار والمنافقين
الدعاء ، والذكر ، قراءة القرآن الزكاة
الحج ، أداء الامانة ، صلة الأرحام
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
الإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين والبهائم.
أمثلة الأقوال والأعمال الباطنة من العبادة:
حب الله ورسوله ، إخلاص الدين له ، الشكر لنعمه
التوكل عليه ، الخوف من عذابه ، خشية الله والإنابة إليه
الصبر لحكمه ، الرضا بقضائه ، الرجاء لرحمته .
أركان العبادة :
الركن الأول : كمال المحبة وتمامها.
الركن الثاني : كمال الذل وتمامه.

من أسماء العبادة:
النسك.
الاستقامة .
الدِّين.
الطاعة .
لزوم الصراط المستقيم.
الأول : شمولية العبادة للدين كله :
العبادة في الإسلام تشمل جميع الأعمال والأقوال التي يحبها الله تعالى ويرتضيها
الفرائض والأركان التعبدية:الصلوات الخمس، والزكاة الواجبة، وصوم رمضان والحج.
السنن والمستحبات التعبدية:السنن المؤكدة والنفل المطلق من الصلوات، وصدقة التطوع.
الأخلاق القلبية : الصبر والرضا وحسن الظن.
آداب الأكل والنوم والحديث.
المعاملات الاجتماعية مع الغير:حسن المعاملة، والوفاء بالحقوق والوعود، وأداء الأمانات، والصدق في الحديث، وبر الوالدين، وصلة الرحم، والإحسان إلى اليتامى والمساكين والضعفاء.
المعاملات المالية : أداء الحقوق وحفظ الأمانة .
الثاني : شمولية العبادة للحياة كلها :
الحياة ميدان رحب للعبادة إذا قرن العمل بالنية الصالحة .
المدارس والجامعات التي يتلقى فيها العلم والمعرفة .
الأسواق التي تمارس فيها التجارة .
الشركات التي تضم العديد من الوظائف المختلفة .
الزيارات بين الأقارب والأصدقاء .
جميع النشاطات البشرية المباحة في أصلها .
قال الله تعالى (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ).
الثالث: شمولية العبادة لكيان الإنسان كله:
العباده تشمل كل كيان الإنسان وجميع أعضائه وجوارحه وهذه الأعضاء تنحصر في ثلاثة أقسام رئيسة وهي : القلب واللسان والجوارح
وعبادة كل عضو منها تنقسم إلى عبادة فعل أو عبادة ترك.

عبادة القلب:
عبادة القلب الفعلية :
الإيمان بالله تعالى وبصفاته .
حب الله وحب رسوله .
كالإخلاص في عبادته ، والتوكل عليه .
الصبر على قضائه والشكر على الآئه .
الرجاء لثوابه والخوف من عقابه .
كالنية في أول العبادات .
الخشوع في الصلاة وعند ذكر الله تعالى .
حب الفضائل ومكارم الأخلاق.
عبادة القلب التَركية:
البعد عن الشرك بالله و الإلحاد .
ترك النفاق والرياء والحسد .
بغضُ الرذائل وقبيح الفعال.
عبادة اللسان :
عبادة اللسان الفعلية:
النطق بالشهادتين .
ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تعليم الناس الحق ، وإرشادهم للخير
وتقديم النصح لهم
عبادة اللسان التَركية :
الكف عن النطق بالكلام المحرم .
الكفر بالله تعالى .
الكذب والغيبة والنميمة .
سباب الناس وشتمهم وإيذائهم بالقول الفاحش .
شهادة الزور والبهتان .
القذف.
عبادة السمع :
عبادة السمع الفعلية :
سماع ما أوجب الله معرفته وتعلمه سماع العلم النافع
والوعظ والإرشاد الذي تصلح به القلوب وتستقيم معه النفوس .

عبادة السمع التَركية :
ترك سماع الكلام المحرم.
سماع الكفر بالله تعالى .
ترك سماع الغيبة والنميمة وآلات اللهو المحرمة، وأصوات الغناء.
ترك التجسس على الناس وسماع كلامهم بغير إذن منهم.
عبادة البصر :
عبادة البصر الفعلية :
النظر في المصحف للتعلم والقراءة والتدبر .
النظر في كتب أهل العلم للدرس والاستفادة مما يزيد به الإيمان ويقوى.
التأمل في خلق الله تعالى وآياته المشهودة الدالة على معرفته وتوحيده.
عبادة البصر التَركية :
ترك النظر إلى العورات ، والنساء الأجنبيات غير المحارم .
ترك التجسس على المسلمين بالنظر .
ترك فضول النظر الذي لا مصلحة فيه ولا منفعة .
عبادة اليد الفعلية :
الكسب المباح للقيام بالنفقة الواجبة .
بذل الصدقة
إعانة المضطرين
قضاء حوائج المحتاجين
كتابة العلم
عبادة اليد التَركية :
ترك القتل ، والغصب والنهب.
ضرب من لا يحل ضربه .
ترك اللعب المحرم .
كتابة الزور .
عبادة الرِجل الفعلية :
المشي إلى المساجد لصلاة الجمعة أو الجماعة
المشي لأداء فريضة الحج أو العمرة
المشي في بر الوالدين أو صلة الرحم
المشي إلى مجالس العلم وحلق الذكر
عبادة الرِجل التَركية :
ترك المشي إلى مكان فيه معصية لله.
ترك المشي إلى مكانٍ فيه لهو محرم .
ترك المشي لظلم مسلم أو أكل حق له.
آثار الشمول في مفهوم العبادة
صبغ الحياة بالصبغة الربانية ، وجعلها مرتبطة بشرع الله تعالى .
التيسر على الأمة ، ورفع الحرج والمشقة عنها ، بتعدد ميادين العبادة .
عناصر العبادة:
التعلق القلبي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“ ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار“.
2- التدبر العقلي: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“ إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها ”.
3- الخضوع الجسدي: أن النبي صلى الله علية وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ”

المحاضرة 17
دوافع العبادة

دافع الشعور الفطري :
قال تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}.
قال تعالى:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.
دافع الرغبة والرهبة :
الرجاء والخوف والرغبة في ثواب الله تعالى والرهبة من العذاب والعقاب.
قال تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}.
وأثنى الله سبحانه وتعالى على قوم يذكرونه ويسألونه خير الآخرة ، ويتعوذون من عذاب النار، فقال جل شأنه : {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
دافع المحبة والتعظيم:
المحبة والتعظيم لكمال الذات ، وجليل الصفات قال الله تعالى :{فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
دافع الشكر والعرفان:
قال تعالى:{وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}
قال تعالى:{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}
قال تعالى:{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}
دافع الحاجة والافتقار :
قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ، إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ}.
قال تعالى:{وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ}
وفي الحديث القدسي :“يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاً ًيا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ،يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه“
دافع العادة والتقليد :
دافع اجتماعي وغير شرعي .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :“لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا“ .



المحاضرة 18
حكم العبادة وشروطها وخصائصها
حُكْم العبادة :
1- فرض العين : وهي العبادات المطلوبة من كل مسلم بعينه ، أو من بعض المسلمين بأعيانهم، ومثاله:الصلوات الخمس المكتوبات وصوم شهر رمضان، وأداء زكاة المال وحج بيت الله الحرام على من توفرت فيه شروط وجوبها.
2- فرض الكفاية: وهي العبادات المطلوبة من مجموع المسلمين لا جميعهم فإذا قام بها البعض وكفى سقطت عن الباقين ، وإذا تركها الجميع أثموا جميعاً ومثاله: صلاة العيدين، وصلاة الجنازة، غسل الميت ودفنه.
3- السنة المستحبة : وهي العبادات المطلوبة غير الواجبة التي إذا فعلها المسلم أثيب عليها ، وإذا تركها لم يأثم ومثاله:صلاة قيام الليل وصلاة التراويح والسنة الراتبة وصيام التطوع وصدقة التطوع وحج التطوع.
شروط العبادة في الإسلام
الشرط الأول : الإخلاص
الشرط الثاني : المتابعة والموافقة للشرع
قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (أَحْسَنُ عَمَلاً): أي أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه ؟ قال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً ، والخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : اللهم اجعل عملي كله صالحاً ، واجعله لوجهك خالصاً ، ولا تجعل لأحد فيه شيئاًه.
1-الربانية والتوقيف:
أي أنها ربانية المصدر، الأصل فيها المنع والتوقُّف، حتى يصدر التشريع الرباني بشرعيتها وجوباً أو استحباباً، فهي توقيفية .
ليس لأحد من المخلوقين الحق في تشريع أي عبادة سواء كانت قولاً أو فعلاً.
قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم:“وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة“.
قال صلى الله عليه وسلم:“ صلوا كما رأيتموني أصلي“.

2- التوازن والاعتدال :
فهي متوازنة بين المادة والروح ، بين الدنيا والدين وبين متطلبات الروح وبين حاجة الجسد ، بين مطالب الدنيا وبين حقوق الآخرة .
قال تعالى:{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا }
قال صلى الله علية وسلم :“ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ”
3-التنوّع والتعدد:
أنواع العبادة :
أولاً : العبادة البدنية والمالية:الذكر والصلاة والزكاة والحج.
ثانياً : العبادة القلبية والعملية: الخشية والإنابة والخشوع وغيرها.
ثالثاً : العبادة الفردية والجماعية:الذكر والصلاة والحج.
رابعاً: العبادة المؤقتة والغير مؤقتة:صوم رمضان وذكر الله وصدقة التطوع.
4- العموم والشمول :
شمول العبادة وعمومها لجميع الأديان السماوية ، ولدعوة جميع الرسل قال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ }.
شمول العبادة وعمومها لجميع الناس فرسالة النبي صلى الله وعلية وسلم عامة للناس كافة ، ولم يبعث لقوم دون قوم، قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً}.
شمول العبادة وعمومها لجميع مناحي الحياة ، ولكل الكيان الإنساني وجوارحه فلا تقتصر على الشعائر التعبدية فقط ، تشمل جميع الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى.
5-الاستمرار والدوام :
1- استمرار العبادة في حياة المسلم فالعبادات منها يومية مثل الصلوات الخمسة، ومنها أسبوعية مثل صلاة الجمعة، ومنها سنوية مثل صوم شهر رمضان، ومنها ما يؤدى في العمر مرة واحدة مثل الحج والعمرة .
2- استمرار العبادة ودوامها حتى انقضاء الحياة، قال تعالى:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}.
6-القصد والنية :
قال صلى الله وعليه وسلم:“إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه“.
مراتب النية :
تمييز العادة عن العبادة مثل:الوضوء والغسل والإمساك عن الطعام.
تمييز مراتب العبادة مثل صلاة ركعتين، إما أن تكون واجبة أو تكون سنة، وكذلك الصوم فقد يكون فرض أو نفل .
تمييز المقصود من العباد: تمييز الإخلاص من الرياء .
7- المباشرة وعدم الوسطاء:
قال تعالى :{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
8- اليسر ورفع الحرج :
التيسير ونفي الحرج في أصل التكليف:
قال تعالى:{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ }.
التكليف بقدر الطاقة :
(أ) عدم تكليف الصغير والمجنون:قالصلى الله وعلية وسلم :“رفع القلم عن ثلاثة:النائم حتى يستيقظ....الصبي حتى يكبر“.
(ب) عدم تكليف المرأة ببعض العبادات:قال صلى الله وعلية وسلم:“جهادكن الحج“.
التخفيف والرخصة:
(أ) من رخص السفر: قصر الصلاة الرباعية، الجمع بين الظهر والعصر وكذلك المغرب والعشاء، جواز الفطر من الصائم في نهار رمضان وغيرها.
(ب) من رخص المرض: الجمع بين صلاتي الظهر والعصر وكذلك المغرب والعشاء، ترك القيام أو الركوع أو السجود في الصلاة إذا شق عليه، جواز الفطر في نهار رمضان.

المحاضرة 19
حكم العبادة ومقاصدها

حِكم العبادة ومقاصدها
1- الامتثال لأمر الله تعالى وتطبيق شرعه:قال تعالى:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }.
2-تحقيق عقيدة الإيمان بالغيب من خلال الامتثال والتطبيق:قال تعالى:{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.
3-القيام بواجب الشكر لله تعالى وأداء حقه على عباده قال تعالى:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً}.
4- الابتلاء والامتحان بالتكليف بالعبادة والطاعة التي عليها مدار الثواب والعقاب قال تعالى:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}
أولاً : حِكم الصلاة ومقاصدها:
1- عبودية لله تعالى وذكر له.
2- زاد إيماني ، وتزكية للروح .
3- راحة وطمأنينة وسعادة وحلاوة.
4-تطهير من الذنوب والمعاصي .
5- صلاح للنفس وإصلاح.
6- طهارة وتجمل .
7- تربية على النظام وتعويد على الانضباط.
8- تنمية لروح الأخوة الإيمانية.

ثانياً : حِكم الزكاة ومقاصدها:
1- عبودية لله تعالى.
2- زيادة للأموال ونماء لها .
3- تطيهر وتزكية.
4- تعويد على البذل والعطاء .
5- وهي شكر لنعمة المال.
6- مواساة للفقراء والمساكين .
7- تآلف وتكافل.
8-حث غير مباشر على تنمية المال.

ثالثاً : حِكم الصوم ومقاصده:
1- عبودية لله تعالى.
2- تعويد على الصبر والتحمل.
3 والتخفيف من متاع الدنيا الزائل .
4- الشعور بحال للفقراء والمساكين .
5- استشعار نعم الله تعالى .
6- إدراك مدى ضعف العبد وفقره حاجته .
7- صحة للبدن وعافية للجسد.
رابعاً : حِكم الحج ومقاصده:
1- عبودية لله وذكر له ، وتحقيق التقوى .
2- التطهر من الذنوب من الآثام.
3- تعويد على الصبر والتحمل والتضحية .
4- تذكير بالدار الآخرة .
5- تجلي مظهر من مظاهر الوحدة الإسلامية.
6- تحقيق منافع دنيوية.

المحاضرة 20
حكم التوكل ومقاصده

سادساً : حِكم التوكل ومقاصده:
1- الثقة بالله تعالى ، والإعتماد عليه سبحانه .
2- علامة على عظيم الإيمان .
3- راحة نفسية وسعادة قلبية .
4- توفيق الله تعالى للعبد وقضاء حوائجه.
سابعاً : حِكم الخشية ومقاصدها:
1- دليل معرفة الله وعظمته .
2- تحول بين العبد وبين المعاصي والذنوب .
3- سبب تحصيل الأجر وكسب الثواب .
4- سبب للإقبال على التوبة.
ثامناً : حِكم التوبة ومقاصدها:
1- دليل معرفة العبد لربه .
2- دليل إقرار العبد بالذنب والخطأ .
3- شعور المسلم بافتقاره الدائم إلى الله تعالى .
4- التوبة هي سبب فلاح المسلم ونجاحه.
تاسعاً : حِكم الذكر ومقاصده:
1- الذكر من أعظم العبادات ، ومن أجله فرضت كثير من العبادات
2- هو جلاء للقلوب وصقل لها ، ودواء شاف لعللها ولأمراضها .
3- علامة محبة المسلم لربه واشتياقه إليه
4- سبب زيادة محبة العبد لربه ، وقربه منه وتعلقه به .
5- علاج الغفلة والنسيان والإغراق في اللهو.
عاشراً : حِكم الدعاء ومقاصده:
1- إظهار افتقار العبد إلى الله .
2- إدراك عظمة الله تبارك وتعالى وقدرته في تحقيق الأمور وحصولها .
3- إدراك عظيم كرم الله تعالى وجوده في تلبية حاجة عبيده.
مفاهيم وممارسات خاطئة في العبادة:
الأول : حصر مفهوم العبادة في الشعائر التعبدية .
الثاني : استبعاد معنى التعلق بالله من العبادة.
الثالث : تفريغ العبادة من جوهرها .
الرابع : البدع في العبادات.















خلاصة مفهوم العبادة

العبادة لغة: الطاعة والخضوع والتذلل والاستكانة، ومن ذلك طريق معبد أي مذلّل.
واصطلاحًا: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، والظاهرة كالصلاة والصيام والحج ... إلخ والباطنة كحب الله وحب رسوله والإخلاص والصبر... إلخ.
والعبادة لها ركنان أساسيان هما: كمال المحبة وتمامها، وكمال الذل وتمامه، فلا تتحقق العبادة إلا بغاية الحب مع غاية الذل.
وللعبادة أسماء متعددة تدور حول معنى واحد، ومنها: النسك، والطاعة، والاستقامة.
وللعبادة مفهوم شامل لا يقتصر على الفرائض والشعائر التعبدية المحضة كالصلاة والصيام، بل تشمل ما هو أعم من ذلك من الأمور التي يحبها الله تعالى.
فمفهوم العبادة يتسم بالعموم والشمول، ويمكن إجمال مظاهر شمولية العبادة فيما يلي:
أولاً: شمولية العبادة للدين كله، كسائر الشعائر والأعمال الباطنة.
ثانيًا: شمولية العبادة للحياة كلها، فبالنية الصالحة التعبدية تصبح أعمال الحياة جميعها عبادة.
ثالثًا: شمولية العبادة لكيان الإنسان كله، حيث تعم جميع أعضائه وجوارحه، كالقلب واللسان والفم والعينين.
فللقلب عبادته الفعلية والتَّرْكية وللسان عبادته الخاصة به وهي كذلك فعلية وتركية وكذا البصر والسمع واليد والرجل.
آثار الشمول في مفهوم العبادة:
1- .صبغ حياة المسلمين بالصبغة الربانية
2- رحمة الله بهذه الأمة والتيسير عليها ورفع الحرج والمشقة عنها.
عناصر العبادة:
1- التعلق القلبي وبه يسمو المسلم، ويرتفع عن متاع المادة الفانية ويخلق في سماء الطاعة.
2- التدبر العقلي، فلا يتصور كمال العبادة بدون تدبر العقل وإدراك الفكر؛ لذا فإن العبادة ممن لا يتدبرها عقله كالمجنون أو الصغير الذي لا يدركها لا تكون على الوجه المطلوب.
3- الخضوع الجسدي، فالعبادة ليست محصورة في المشاعر المعنوية أو الأحاسيس النفسية أو الأفكار العقلية؛ بل هي مع ذلك كله عمل جسدي وخضوع بدني من خلال عمل الجوارح.
خلاصة دوافع العبادة
إن إقبال الإنسان على عبادة الله تعالى له دوافعه ومن بين هذه الدوافع ما يلي:
1- دافع الشعور الفطري: فكل إنسان بداخله شعور فطري بالرغبة في عبادة الله تعالى؛ لأنه بداخل هذه الفطرة إيمانٌ بأن للإنسان ربًا أوجده من العدم ومنحه الحياة وأسبابها، فالعبودية لله مغروسة في الفطرة الإنسانية ومتأصلة في الطبيعة البشرية.
2- دافع الرغبة والرهبة: وهو من أعظم دوافع العبادة، ومن صفات المؤمنين الذين أنهم يخافون ربهم من فوقهم ويرجون رحمته سبحانه.
3- دافع المحبة والتعظيم: وتقدير المنعم سبحانه، فالله سبحانه أهل لأنه يعبد لذاته الجليلة، ومستحق لأن يطاع لصفاته العظيمة، محبة له وتعظيماً.
4- دافع الشكر والعرفان: فنعم الله تعالى جليلة، وآلاؤه جسيمة لا يحصيها أحد، وهي من أكبر الدوافع للعبادة عرفانًا بعطايا الله التي لا تعد ولا تحصى.
5- دافع الحاجة والافتقار: فحاجة العبد إلى مولاه وافتقاره إلى خالقه من أعظم دوافع العبادة، يقول تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ (يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ)فاطرنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-16
6- دافع العادة والتقليد: وهذا دافع اجتماعي لدى كثير من الناس، ومبتلى به كثير ممن يمارسون العبادة تقليدًا لما هو شائع في بيئته وهذا غير محمود، وينبغي أن تكون العبادة بقصد القربة والامتثال.
خلاصة حكم العبادة:
لا تخرج العبادة في الإسلام عن دائرة الطلب، ولكنها تتفاوت في درجة طلبها؛ فمنها ما هو فرض عين ومنها ما هو فرض كفاية ومنها ما هو مستحب.
فرض العين: وهو ما يتعين فعله على كل مسلم مكلف كالصلاة والصيام والحج... إلخ.
فرض الكفاية: وهى العبادات المطلوبة من مجموع المسلمين لا جميعهم، فإذا قام بها بعضهم سقطت عن الباقين، وإذا تركها الجميع أثموا جميعًا، ومن أمثلتها صلاة العيدين والجنازة وغيرها.
السنة المستحبة: وهي العبادات المطلوبة غير الواجبة، وإذا فعلها المسلم أثيب عليها وإذا تركها لم يأثم، فيثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.
شروط العبادة في الإسلام:
أولاً: الإخلاص: وهو صدق التوجه وإخلاص النية عن الشرك والرياء، قال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[البينة:5].
ثانيًا: المتابعة والموافقة للشرع: وذلك بأن تكون العبادة مأذونًا فيها شرعًا، وعلى الكيفية التي أرادها الله تعالى وارتضاها وبينها رسوله ، قال تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً[الكهف:110]، وقال النبي : "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".

خصائص العبادة: للعبادة في الإسلام خصائص تميزها عن عبادات الديانات الأخرى، ومن بين هذه الخصائص ما يمكن إجماله فيما يلى:
1- الربانية والتوقيف. 2- الاستمرار والدوام.
3- التوازن والاعتدال. 4- القصد والنية.
5- التنوع والتعدد. 6- المباشرة وعدم الوسطاء.
7- العموم والشمول. 8- اليسر ورفع الحرج.
خلاصة مقاصد العبادة
للعبادة في الإسلام غايات سامية وأهداف عظيمة وحكم جليلة يمكن إجمالها فيما يلي:
1- الامتثال لأمر الله تعالى وشرعه وتنفيذ حكمه.
2- تحقيق عقيدة الإيمان بالغيب من خلال هذا الامتثال والتطبيق.
3- القيام بواجب الشكر لله وأداء حقه على عباده.
4- الابتلاء والامتحان بالتكليف بالعبادة والطاعة.
ولتوضيح ذلك أكثر نعرض لحكم العبادات بصورة تفصيلية:
أولاً الصلاة: هي عمود الإسلام، وركن الدين المتين، وشعيرة من أعظم شعائره.
حكمها ومقاصدها:
1- عبودية لله تعالى وذكر له وطاعة وامتثال.
2- زاد إيماني وتزكية للروح وتطهير للنفس.
3- راحة وطمأنينة ولذة وجمال.
4- تطهير من الذنوب والمعاصي.
5- صلاح للنفس وتربية للسلوك.
6- طهارة وتجمُّل وزينة وجمال.
7- تربية على النظام وتعويد على الانضباط.
8- تنمية لروح الأخوة الإيمانية.
ثانيًا الزكاة: هي ركن من أركان الإسلام وهي عبادة سنوية لمن ملك نصابًا ولا تجب على الفقير الذي لا يملك النصاب.
حكمها ومقاصدها:
1- عبودية لله تعالى وعلامة على إيمان صاحبها.
2- زيادة للأموال ونماء لها. 3- تطهير وتزكية لصاحبها.
4- تعويد على البذل والعطاء، وتخليص للقلوب من التعلق بالدنيا.
5- شكر لنعمة المال. 6- مواساة للفقراء والمساكين.
7- تألف وتكافل وتعاون وتراحم. 8- حث غير مباشر على تنمية المال.
ثالثًا: الصوم: صوم رمضان ركن من أركان الإسلام وهو عبادة سنوية لازمة لمن قوي عليها واستطاعها، ولا يلزم المريض المزمن ولا الكبير العاجز عنه.
حكمه ومقاصده:
1- عبودية لله تعالى ودليل إخلاص ومراقبة لله.
2- تعويد على الصبر والتحمل وقوة الإرادة.
3- التخفيف من متاع الدنيا الزائد وكسر ثورة النفس وكبح جماحها.
4- الشعور بحال الفقراء والمساكين والمحرومين.
5- استشعار نعم الله تعالى الكثيرة.
6- إدراك مدى ضعف العبد وفقره وحاجته مما يحمله على التواضع واستصغار النفس.
7- صحة للبدن وعافية للجسد.
رابعًا: الحج: ركن عظيم من أركان الإسلام، واجب في العمر مرة واحد على المستطيع القادر ببدنه وماله.
حكمه ومقاصده:
1- عبودية لله وذكر له. 2- التطهير من الذنوب والآثام.
3- تعويد على الصبر والتحمل والتضحية.
4- تذكير بالدار الآخرة ورحلة ما بعد الموت.
5- تجلي مظاهر الوحدة الإسلامية.
6- تحقيق منافع دنيوية وتبادل الخبرات بين المسلمين.
خامساً: التوكل:هو الثقة بالله تعالى واليقين بنفاذ قضائه مع الأخذ بالأسباب دون الاعتماد عليها.
حكمه ومقاصده:
1- الثقة بالله تعالى والاعتماد عليه.
2- علامة على عظيم الإيمان ومعرفة الله تعالى.
3- راحة نفسية وسعادة قلبية في تعلق المسلم بربه.
4- توفيق الله للعبد وقضاء حوائجه كمكافأة على التوكل.
سادساً: الخشية: وهي الخوف من الله تعالى ودافع على الطاعة وحائل بين العبد وبين المعصية.
حكمها ومقاصدها:
1- دليل معرفة الله وجليل صفاته.
2- تَحُول بين العبد وبين المعصية وتعينه على القربات.
3- سبب تحصيل الأجر.
4- سبب للإقبال على التوبة.
سابعاً: التوبة: وهي الرجوع عن الذنب والإقلاع عنه والندم عليه والعزم على عدم العودة إليه، والتحلل من صاحبه إن كان متعلقًا بحق الغير.
حكمها ومقاصدها:
1- دليل معرفة العبد لربه وإدراك صفات الرحمة والمغفرة.
2- دليل إقرار العبد بالذنب.
3- شعور المسلم بافتقاره الدائم إلى الله تعالى.
4- سبب للفلاح والصلاح في الدنيا والآخرة.
ثامناً: الذكر: هو عبادة تؤدى بالقلب واللسان وهى من أعظم العبادات وأجلّها.
حكمه ومقاصده:
1- من أعظم العبادات، ومن أجْله فرضت الكثير من العبادات.
2- جلاء للقلوب وشفاء لعللها.
3- علامة محبة المسلم لربه وشوقه إليه.
4- سبب لزيادة المحبة والتعلق بالله.
5- علاج للغفلة والنسيان.
تاسعاً: الدعاء: عبادة من أعظم العبادات وأجل القربات، وهي توجه الضعيف إلى القوي وطلب الأدنى من الأعلى.
حكمه ومقاصده:
1- إظهار افتقار العبد إلى الله والتبرؤ من الحول والقوة.
2- إظهار عظمة الله وقدرته في تحقيق الأمور وحصولها.
3- إدراك عظيم كرم الله وجوده في تلبية حاجة عباده.

 

osama omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 16-06-2017, 05:25 AM   #5

ibtikar

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Jun 2017
كلية: مسار السنة التحضيرية علمي
التخصص: هندسة
نوع الدراسة: ثانوي
المستوى: الأول
البلد: منطقة مكة المكرمة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1
افتراضي رد: محاضرات الثقافة الإسلاميه انتساب خطه (ب)

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة osama omar مشاهدة المشاركة
الثقافة الإسلاميه
الفصل الثاني : العقيدة الإسلاميه
المحاضرة 5
مفهوم العقيدة الإسلاميه والإيمان بالله
تعريف العقيدة :
1- تعريف العقيدة لغة : العقيدة فعيلة بمعنى مفعولة، أي معقودة، فهي مأخوذة من العَقْد، وهو الجمع بين أطراف الشيء على سبيل الربط والإبرام والإحكام والتوثيق، ويستعمل ذلك في الأجسام المادية، كعقد الحبل، ثم توسع في معنى العقد فاستعمل في الأمور المعنوية،كعقد البيع وعقد النكاح.
2- تعريف العقيدة اصطلاحاً : العقيدة هي الأمر التي تصدق بها النفس ، وتطمئن إليه القلب ، وتكون يقيناً عند صاحبه ، لا يمازجه شك، ولا يخالطه ريب .
3- تعريف العقيدة في الاصطلاح الإسلامي وحقيقتها: الإيمان الجازم بالله وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره وما أجمع عليه السلف الصالح والتسليم لله تعالى في الحكم والأمر والقدر والشرع ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالطاعة والتحكيم والاتباع .
أسماء علم العقيدة :
1- التوحيد
2- الإيمان
3- أصول الدين

تعريف التوحيد :
تعريف التوحيد لغة :
1- تدور مادة (وَحَدَ) حول انفراد الشيء بذاته أو صفاته أو أفعاله، وعدم وجود نظير له فيما هو واحد فيه.
2- والتوحيد مصدر وحَّدَه يُوحِِّده تَوْحِِيدًا، ومعناه: "إما جَعَلَهُ واحدًا، أو اعتَقَدَهُ واحدًا" .
تعريف التوحيد اصطلاحًا:
هو: "إفراد الله بالعبادة حسب ما شرع وأحب، مع الجزم بانفراده في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي ذاته، فلا نظير له ولا مثيل له في ذلك كله" .
تعريف الإيمان :
تعريف الإيمان لغةً : يدور معنى الإيمان في اللغة حول التصديق وما يقاربه من معانٍ. قال الأزهري: "وأما الإيمان: فهو مصدر آمن إيمانًا فهو مؤمن، واتفق أهل العلم من اللغويين على أن الإيمان معناه التصديق.."
ومن ذلك قوله تعـالى: ( وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا) [يوسف:17] أي مصدق لنا .
تعريف الإيمان اصطلاحاً: الإيمان هو: اعتقاد بالجنان وعمل بالأركان وقول باللسان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
أصول الدين لغة :
تعريف أصول الدين لغة :
الأصل : ما يبنى عليه غيره . الدين : الطاعة والانقياد والذل، يقال دان له: أي أطاعه وانقاد له أي: دخل تحت حكمه، ومنه قوله تعالى:
( مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ المَلِك )
أي : في طاعته أو حكمه، كما يطلق على الحساب والجزاء، ومنه قوله تعالى:مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ .تعريف أصول الدين اصطلاحاً:
هي القواعد والأسس العامة، وقيل هي الطاعة الدائمة اللازمة التى صارت عادة وخلقا. الدين في الاصطلاح الإسلامي :
هو عبادة الله وحده لا شريك له، وطاعته وطاعة رسوله
أركان الإيمان :
1- الإيمان بالله 2- الإيمان بالملائكة. 3- الإيمان بالكتب
4- الإيمان بالرسل 5- الإيمان باليوم الآخر 6- الإيمان بالقدر خيره وشره .
1- الإيمان بالله :[ توحيد الربوبية ]
1- الإيمان بالله 2- الإيمان بالملائكة. 3- الإيمان بالكتب
4- الإيمان بالرسل 5- الإيمان باليوم الآخر 6- الإيمان بالقدر خيره وشره .
1- الإيمان بالله :[ توحيد الألوهية ]
1- هو اعتقاد تفرُّده تعالى باستحقاق العبادة قولاً وفعلاً وقصدًا، والبراءة من كل معبود سواه ..
2- أهمية توحيد الألوهية ومنـزلته :
هو غاية خلق العالمين. هو دعوة الرسل أجمعين.
هو أول ما يخاطب به الناس من أمور الدين.
هو سبب العصمة في الدنيا، والنجاة في الآخرة.
شرط لصحة سائر العبادات.
1- الإيمان بالله :[ توحيد الأسماء والصفات ]

1- الاعتقاد الجازم بأن الله متصف بجميع صفات الكمال ومنزهة عن جميع صفات النقص.
2- وأنه متفرد عن جميع الكائنات في أسمائه وصفاته.
3- إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه سلم من الأسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه.
4- الاعتقاد الجازم بالعجز التام عن إدراك حقيقة ذات الله، وكيفية صفاته، وعدم الخوض في ذلك، وقطع كل سبيل إليه.
مظلات
المحاضرة 6
تابع أركان الإيمان
- الإيمان بالملائكة :
- الاعتقاد الجازم بوجودهم إجمالاً، وبما ورد في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة من صفاتهم وأعمالهم تفصيلاً، والإيمان بمن ورد ذكر اسمه وعمله منهم على وجه الخصوص كجبريل أمين الوحي، من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف.
- إنكاره وجودهم كفر بإجماع المسلمين بل بنص القرآن قال تعالى { ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً } .
- وهم كثر لا يحصى عددهم إلا الله قال تعالى { وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر }
ولحديث أبي ذر : (أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله ) رواه الترمذي .
- يجب الإيمان تفصيلاً بمن وردت أسماؤهم من الملائكة في الكتاب أو السنة، مثل جبريل وميكائيل عليهما السلام.
3- الإيمان بالكتب :
- نؤمن بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله ،فنؤمن بما لم يسم إجمالاً ،ونؤمن بما سماه الله في القرآن تفصيلاً :{ إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور } - { وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور }{وآتينا داود زبوراً } - { إن هذا لفي الصحف الأولى ، صحف إبراهيم وموسى }.
- ونؤمن بتحريف الكتب السابقة على يد اليهود والنصارى قال تعالى :
{ أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون }.
- نؤمن بالقرآن العظيم آخر الكتب المنزلة ، وأنه خص بمزايا تتميز بها عن جميع ما تقدم :
1- تضمن خلاصة التعاليم الإلهية وجمع كل ما في الكتب السابقة من العلوم والفضائل وجاءمهيمناً ورقيباً يقر ما فيها من حق ويبين ما دخل عليها من تحريف :
{ وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه } .
2- تعهد الله بحفظه .
3- أنه أنزل للناس كافة .
4- الإيمان بالرسل :
-الإيمان بمن سمى الله تعالى في كتابه من رسله وأنبيائه ، والإيمان بأن الله أرسل رسلا سواهم وأنبياء لا يعلم عددهم وأسماءهم إلا الله الذي أرسلهم ،{ ولقد أرسلنا إليك رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك }( غافر 78 ).
- ومن أنكر نبوة أحد المذكورين في القرآن وهم خمس وعشرون كفر ويجب الإيمان بالباقي إجمالاً.
- ومن الإيمان بهم تصديقهم وعدم التفريق بينهم والاعتقاد أنهم أكمل الخلق علماً وعملاً وأصدقهم وأكملهم أخلاقاً، خصهم الله بفضائل لا يلحقهم فيها أحد، وأنهم منزهون عن الكذب والخيانة والكتمان وعن الكبائر كلها والصغائر وقد تقع منهم زلات وخطيئات لا يقرون عليها بل يوفقون للتوبة منها ،وأنهم بشر ذكور .
-الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم خاصة وأنه خاتم النبيين ومبعوث على كافة الخلق أجمعين ومؤيد بالمعجزات وعلى رأسها القرآن الكريم .
5- الإيمان باليوم الآخر :
-الإيمان بكل ما أخبر به الله عز وجل في كتابه وأخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم من فتنة القبر وعذابه ونعيمه والبعث والحشر والصحف والحساب والميزان والحوض والصراط والشفاعة والجنة والنار وما أعد الله تعالى لأهلهما .
- من صور اهتمام القرآن باليوم الآخر :
1- ربط الإيمان به بالإيمان بالله تعالى { ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر.. } .
2- إكثار القرآن من ذكر اليوم الآخر .
3- كثرة ما سماه الله من الأسماء ، { الحاقة ، القارعة ،الغاشية، يوم الحساب ،يوم الخلود ... } .
5- الإيمان باليوم الآخر :
حكمة اهتمام القرآن باليوم الآخر :
1- أن الإيمان باليوم الآخر له أثر عظيم في حياة الإنسان وتوجيهه وانضباطه والتزامه بالعمل الصالح وتقوى الله ويشير إلى هذه الحكمة أسلوب القرآن في الربط بين العمل الصالح واليوم الآخر .
2- كثرة نسيان العباد له وغفلتهم عنه بسبب تثاقلهم وحبهم لمتاع الدنيا .
3- وجود ذلك اليوم كان وما يزال يثير استغراب الكافرين وتعجبهم لما يرونه ببصيرتهم القاصرة :
{ فقال الكافرون هذا شيء عجيب ، أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً ذلك رجع بعيد } .
6- الإيمان بالقدر :
- القدر لغة : مبلغ الشيء كنهه ونهايته والقدر: مبلغ كل شيء ،يقال : قدره كذا أي مبلغه .
- المعنى الاصطلاحي والعلاقة بينهما :
- القدر : هو التقدير وما سبق به العلم وجرى به القلم حسب علم الله تعالى .
- القضاء : الخلق والإنفاذ بموجب التقدير السابق .
- القدر : علم الله تعالى بما تكون عليه المخلوقات في المستقبل .
- القضاء : إيجاد الله تعالى الأشياء حسب علمه وإرادته.
- القضاء والقدر : متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر، لأن أحدهما بمنـزلة الأساس والآخر بمنزلة البناء، والفصل بينهما يهدم البناء وينقضه .
- يجب على كل مسلم أن يؤمن بالقدر خيره وشره، حلوه ومره .
6- الإيمان بالقدر :
- يقصد به الإيمان بعلم الله القديم وبمشيئة الله، النافذة وقدرته الشاملة { إنا كل شيء خلقناه بقدر } .
- مراتب القدر أربع :
- الإيمان بعلم الله بأقدار الخلق والخلائق .
- كتابة العلم في اللوح المحفوظ .
- مشيئة الله النافذة .
- خلق الله للمخلوقات وأفعال المخلوقين .

المحاضرة 7
خصائص العقيدة الإسلاميه
عقيدة ثابتة :
عقيدة ثابتة لا تقبل الزيادة ولا النقصان ولا التحريف ولا التبديل.
لأنها عقيدة ربانية، تستمد أصولها من الكتاب والسنة.
- من دلائل ربانية العقيدة الإسلامية :
تواتر النصوص الدالة على المرجعية العليا الثابتة للكتاب والسنة .
ثبوت كمال الدين وتمام تبليغ الرسالة .
حرمة القول على الله بلا علم .
عقيدة فطرية :
- عقيدة ليست غريبة عن الفطرة ولا مناقضة لها ،بل متطابقة معها قال تعالى { فاقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
- قال صلى الله عليه وسلم : (( كل مولود يولد على الفطرة –أي على الإسلام – فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) متفق عليه .
دل على أن الإسلام هو فطرة الله فلا يحتاج إلى تأثير من الأبوين بخلاف باقي الأديان.
عقيدة مبرهنة :
- أنها لا يخالفها عقل صريح، ولا يناقضها برهان قاطع، بل هي عقيدة الدليل والبرهان والله تعالى يقول: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
- من مظاهر أهمية العقل والحجة في العقيدة الإسلامية:
- إقامة الحجج العقلية على المسائل العقدية :
{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}.
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ }.
عقيدة واضحة :
- العقيدة الإسلامية واضحة لا غموض فيها، سهلة لا عُسْر فيها.
- مظاهر الوضوح :
- فهي قائمة على التوحيد وهو أظهر وأسهل فالله واحد، والرسول الخاتم واحد والكتاب وهو القرآن الكريم واحد، فلا تعدد ولا تشتت، ولا لبس ولا اشتباه.
- العقل بطبيعته يهدف إلى الترابط والوحدة وراء التنوع والكثرة.
- تقرير السماحة واليسر وإنكار الغلو والعسر.
عقيدة وسطية:
- الوسطية تعني التوازن بين الأمور المتقابلة والتوسط بين الأطراف المتباعدة على ما تقتضيه النصوص الشرعية، وأمة الإسلام أمة الوسط، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًاً).

مظاهر الوسطية :
- الإسلام وسط في إثبات الألوهية بين المنكرين الجاحدين لوجوده، وبين الذين عددوا
- الوسطية في صفات الله بين التعطيل والتجسيم .
- الوسطية في الإيمان بالأنبياء .
- الوسطية في العلاقة بالعقائد الأخرى .
- الوسطية في الصلة بالدنيا والآخرة .
الإسلام وسط بين الملل، والسُنّة وسط بين الفرق .

المحاضرة 8
أهمية العقيدة الإسلاميه وأثارها- الأثار على الفرد
أولاً ـ هداية العقل:
أ ـ نجاة المؤمن من عذاب الحيرة والشك، لأن ما يتعلق بالديانة من العقائد لا دخل للعقل في كثير منه، لأنه من الأمور الغيبية التي تعرف بالوحي، لاختلاف مدارك العقول، وأن إدراك العقل فيهما إجمالي عام لا تفصيلي تام.
ب ـ جنّبنا الوقوع في الخرافات والأوهام التي وقع فيها من لا يؤمنون بالغيب ولا يتلقون معارفهم عن الوحي الإلهي .
قال الفخر الرازي بعد أن حصّل أفكار المتقدمين والمتأخرين وطاف بدائرة المعارف الفلسفية والكلامية لعصره:" لقد تأملت الكتب الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تروي غليلاً ولا تشفي عليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن ...ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي“ .
ثانياً ـ سكينة النفس:
* قال تعالى : { هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليماً حكيماً }
* مظاهر سكينة النفس بالإيمان :
الإيمان يزيل القلق على المستقبل .
الإيمان يحقق التوافق مع الفطرة البشرية .

ثالثاً- استقامة السلوك :
* الاعتقاد الصحيح يرتبط به العمل الصالح والسلوك المستقيم، ومن ثم تكرر في القرآن الربط بين الإيمان والعمل الصالح .
* ثمرة الإيمان الخالص هي العمل الصالح على مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك هو سبيل الله، قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} .
* الاستجابة للأمر، والاجتناب للنهي، والمبادرة للامتثال، من أبرز دلائل وآثار الإيمان.
* الارتباط وثيق بين أعمال القلوب وأعمال الجوارح .
رابعاً ـ تقوية الأمل ومواجهة الصعاب :
* الإيمان يمنع اليأس ويحيي الأمل قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}
* من ثمرات الإيمان بركة الرزق وطيب العيش .
بيان حياة المؤمن الطيبة في الدنيا من وجوه خمسة:
- إن المؤمن يعلم أن رزقه من تدبير ربه.
- إن المؤمن يعلم حقيقة الدنيا وسرعة تقلبها.
- المؤمن غايته إرضاء ربه، فهو يلهج بهذه الكلمة: "إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي".
- لذات الدنيا زائلة خسيسة.
- المؤمن لا يعانق الدنيا معانقة العاشق؛ لأنه يعلم زوالها، فيأخذ منها بقدر ما يتزود إلى الآخرة .
خامسا- الثبات في الشدائد :
* قال تعالى : {قل نزّله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين} -{ يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }
* روى مسلم في صحيحه عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"
* وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يصيب المؤمن هم ولا حزن ولا نصب ولا وصب ولا أذى إلا كفر عنه" رواه أحمد.
* قال عمر بن الخطاب :" وجدنا خير عيشنا بالصبر" . وقال الحسن :"الصبر كنـز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم ".

سادساً ـ بناء المسؤولية والرقابة الذاتية :
* الإيمان يغرس الشعور بالمسؤولية :
* قال تعالى:{ عالم الغيب لا يعزب عنه مثقل ذرة في السماوات ولا في الأرض}.
* الإيمان يؤكد شمول المسؤولية وخطورتها :
* قال تعالى :{ ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}، وقال تعالى : { وقفوهم إنهم مسئولون} .
سابعاً - الفوز في الآخرة :
* قال تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) .
* ودلالة الآية فيها بشارة وكرامة لأمة الإسلام فالداخلون هنا إلى الجنة عموم الموحدين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأصنافها الثلاثة المذكورة في الآية.
* قال صلى الله عليه وسلم:“مامن عبد قال لاإله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة“.
المحاضرة 9
أهمية العقيدة الإسلاميه وأثارها- الأثار على المجتمع
أولاً ـ تحقيق الأخوة الإيمانية والتعارف الإنساني :
* قال تعالى: {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} .
* قال تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا}.
* عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" ( متفق عليه ) .
*عن أنس رضي الله عنه عن النبي :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
* المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار نموذج إيماني :
* الإيمان يدعو إلى التعارف الإنساني :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً }.
ثانياً ـ الانضباط السلوكي والأمني:
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن" قال البخاري: تفسيره أن ينـزع منه الإيمان.
* وقال الحسن:" ينـزع منه الإيمان فيزول عنه فيقال له منافق وفاسق".
* قصة أصحاب الغار الثلاثة .
* أثر الإساءة إلى الآخرين في العقوبة الأخروية .
ثالثاً ـ التكافل والتعاون الاجتماعي :
* معناه التناصر بين أفراد المجتمع ليسد بعضهم حاجات بعض، ويسند الضعفاء من قبل الأقوياء.
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" متفق عليه.
* نموذج تطبيقي للتكافل في عصر النبوة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة ”.
رابعاً ـ العدالة في الحكم والقضاء :
* قال تعالى : { فإن جاءوك فأحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئاً وإن حكمت فأحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين}.
* وقال تعالى : { إن الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله كان سميعاً بصيراً} قال جعد بن هبيرة لعلي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين يأتيك الرجلان أنت أحب إلى أحدهما من أهله وماله والآخر لو يستطيع أن يذبحك لذبحك فتقضي لهذا على هذا!! قال: فلهزه علي وقال: إن هذا شيء لو كان لي لفعلت ولكن إنما ذاك شيء لله .
المحاضرة 10
من مسائل العقيدة الإسلاميه
* الجانب الأول: العقيدة في الرسالات الإلهية :
* أرسل الله الرسل جميعا برسالة واحدة هي رسالة التوحيد: قال تعالى: { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } .
* الرسل جميعا دعوا إلى توحيد الله، قال تعالى: { وما أرسلنا من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون }.
* قال تعالى :“..والأنبياء إخوة لعلات أماتهم شتى ودينهم واحد“ (البخاري ومسلم ).
* قال ابن حجر :“ ومعنى الحديث أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وإن اختلفت فروع الشرائع .
* الجانب الثاني العلاقة بين العقيدة والشريعة :
* العمل بدون عقيدة لا نفع فيه
* أحكام الإسلام مرتبطة بالإيمان بالله واليوم الآخر .
* الإيمان لا يقتصر على اعتقاد القلب بل يشمل القول والعمل.
* المعاصي والمخالفات الشرعية تضعف الإيمان وتنقصه.
* وسائل حماية حرية الاعتقاد في نصوص القرآن :
* منع الإكراه على الدين، قال تعالى ( لا إكراه في الدين ) .
* وجوب الهجرة حفاظا على العقيدة، قال تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) .
أسس حرية الاعتقاد في الإسلام :
* كرامة الانسان
* الاختلاف سنة كونية .
* العدل أساس التعامل .
* الواجب هو الدعوة وليس الاستجابة .
ضوابط حرية الاعتقاد :
* 1-الموازنة في الحرية بين الحقوق والواجبات .
* 2-الإلتزام في الحرية الشخصية بعدم تجاوز حدود العدل والانصاف .
* 3- الإلتزام في الحرية بعدم المساس بالأنظمة العامة والآداب المرعية في المجتمع .
* حرية الاعتقاد في تاريخ المسلمين :
* معاهدة الرسول عليه الصلاة والسلام لنصارى نجران .
* معاهدة الرسول عليه الصلاة والسلام ليهود المدينة .
* معاهدة عمر بن الخطاب وأمانه لأهل إيلياء (القدس) .
* مصالحة خالد بن الوليد لأهل الحيرة .
* مصالحة عمرو بن العاص لأقباط مصر .
تشريعات وشبهات :
• الجهاد وحرية الاعتقاد .
• حكم الردة وحرية الاعتقاد .

أسباب حكم قتل المرتد :
1- حماية حق وحرية التدين .
2- حماية الإسلام من الإساءة والعدوان .
3- حماية المسلمين من الزندقة والبلبلة .
4- حماية النظام العام في المجتمع المسلم .

المحاضرة 11
الكبائر وصلتها بالعقيدة
تعريف الكبيرة لغة واصطلاحًا:
الكبائر لغة :
قال ابن فارس: الكاف والباء والراء أصل صحيح يدل على خلاف الصغر، يقال: هو كبير، وكُبَار، وكُبَّار. قال تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً).
والكِبْر: العظمة. ويقال: أكبرت الشيء: استعظمته.
الكبائر اصطلاحاً :
هي كل ما يترتب عليه حد في الدنيا ، أو جاء فيه وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب أو تهديد أو لعن.
عدد الكبائر
جملة النصوص الواردة تدل على أن عدد الكبائر غير محصور بالسبع الموبقات ولا بغيره؛ فإن النصوص في مجموعها عدد أكبر ، وقد اجتهد الإمام الذهبي وصنف كتاباً في الكبائر جمع فيه كل كبيرة ينطبق عليها الوصف والتعريف المختار .
حكـم مرتكـب الكبيـرة
"ومذهب أهل السنة والجماعة أن أهل الكبائر من أمة محمد إذا ماتوا وهم موحدون لا يخلدون في النار، بل هم في مشيئته وحكمه إن شاء غفر لهم عفا عنهم بفضله، كما ذكر الله عز وجل في كتابه: )إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)(النساء:48)، وإن شاء عذبهم الله في النار بعدله ، ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته ، ثم يبعثهم إلى جنته .
المنحرفون في الحكم على أهل الكبائر
طائفة حكموا على مرتكب الكبيرة بأنه كافر مخلد في النار.
طائفة حكموا على مرتكب الكبيرة بأنه في منـزلة بين الكفر والإيمان، وأنه مخلد في النار .
طائفة حكموا أن مرتكب الكبيرة مؤمن بإطلاق، ولا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
الكبائر وصلتها بالعقيدة:
مذهب الحق والوسط في أهل الكبائر
أن مرتكب الكبيرة مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته؛ لانتقاص إيمانه بالمعصية وإن لم يقدح في أصل إيمانه.
أن مرتكب الكبيرة إن مات غير تائب عن كبيرته فهو في مشيئة الله،إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة بغير عذاب، وإن شاء عذّبه إلى حين ثم أخرجه من النار وأدخله الجنة.
أن النبي صلى الله علية وسلم يشفع في أهل الكبائر، وأنه لا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد.
تحكيم الشريعة :
أولاً: إثبات صلة تحكيم الشريعة بتوحيد الألوهية :
أ- الربط بين التحكيم للشرع وقبوله والتسليم به وبين الإيمان بالله تعالى :
قال تعالى:{ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيما}
ب- الربط بين الرجوع إلى الشرع عند النـزاع وبين الإيمان بالله تعالى :
قال تعالى:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}
ج- التأكيد على أن التشريع حق لله تعالى وهو من لوازم ألوهيته :
قال تعالى:{إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ}
د- وصف التحليل والتحريم من غير الله بأنه عبادة لغير الله :
قال تعالى:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} .
تحكيم الشريعة :
هـ- الحكم على من لم يحكم بما أنزل الله بالفسق والضلال والكفر :
قال سبحانه :{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}
قال سبحانه:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
قال سبحانه:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }.
و- وصف من أراد التحاكم إلى غير حكم الله بأنهم متحاكمون إلى الطاغوت:
قال تعالى:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً}.
:تحكيم الشريعة
:ثانياً: إثبات صلة تحكيم الشريعة بتوحيد الربوبية
لما كان الله ربَّ العالمين له الخلق والأمر كان إسناد الأمر إلى غيره شِرْكًا في الربوبية؛ قال تعالى:{أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
:ثالثاً: إثبات صلة تحكيم الشريعة بتوحيد الأسماء والصفات
من صفة الله تعالى أنه الحَكَم والحكيم، وذلك من أسمائه، وحكمه هو أحسن حكم، قال تعالى: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُون).
تحكيم الشريعة :
حكم من حَكَمَ بغير ما أنزل الله يمكن إيجازه في هاتين الحالتين :
الحالة الأولى: من حكم بغير ما أنزل الله، جاحداً لحكم الله، معتقداً أن الحكم والتشريع ليس حقاً لله، أو اعتقد أن حكم الله تعالى لا يصلح للناس ولا ينفعهم، وأن حكم غير الله أفضل من حكم الله أو مثله أو أنه يجوز له أن يحكم بغير ما أنزل الله، فمن اعتقد شيئاً من ذلك فهو كافر كفراً اعتقادياً أكبر مخرجاً له من ملة الإسلام والعياذ بالله.
الحالة الثانية : من حكم بغير ما أنزل الله مع اعتقاده أن الواجب هو تحكيم شرع الله، وأنه لا يجوز تحكيم شرع غير شرع الله، وإنما حمله على ذلك إتباع شهوته أو هواه، أو ممالأة غيره من الناس ومداهنتهم والخوف منهم، فهذا لا يحكم بكفره ويدخل في وصف الفسوق والظلم، وإن أطلق عليه الكفر فالمراد به الكفر الأصغر وهو الكفر العملي لا الاعتقادي، وهذا لا يخرج صاحبه من الملة.
تحكيم الشريعة :
تنبيه :
الحكم بالتكفير خطير ,ولا ينبغي التساهل فيه ولا الاجتراء عليه ، ولابد هنا على التنبيه على مايلي :
أن لايتعرض للبحث في مسائل التكفير والحكم فيها إلا المتقون من أهل العلم الراسخين فيه .
أن يُعلم أنه لايجوز الحكم بالتكفير على شخص بعينه لمجرد العمل بما يخالف حكم الله ، ولا يصح الحكم إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع ، فلا يحكم على من جهل جهلاً يُعذر به ، ولاعلى المتأوِّل الذي التبس عليه الفهم ، ولاعلى المكره الذي لااختيار له .
المحاضرة 12
الاستهزاء بالدين
معنى الاستهزاء بالدين :
الاستهزاء لغة :
مأخوذ من الهز ، أو الهزز ، هزئ به ومنه : أي استهزأ به ومعناه : سخر منه ، وأصل مادة الاستهزاء معناها : الاستخفاف والاستهانة
الاستهزاء اصطلاحاً :
هو الاستحقار والاستهانة والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه إما على سبيل الجد أو الهزل، وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل والقول ، وبالإشارة والإيماء .
* أنواع وصور الاستهزاء بالدين :
* 1-الاستهزاء بالذات الإلهية : وهذا أعظم أنواع الاستهزاء ، ويتضمن التعرض بالذم أو الانتقاص أو السخرية لله جل وعلا :
* قال تعالى:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} .
* 2-الاستهزاء بالقرآن الكريم: وذلك بالاستهزاء بما ورد في آيات القرآن من الوعد والوعيد وتكذيبها والسخرية منها وسب كتاب الله أو اهانة المصاحف:
* قال تعالى:{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }.
* أنواع وصور الاستهزاء بالدين :
3-الاستهزاء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :وذلك بالطعن في نبوته ، أو الانتقاص لقدره ، أو إلصاق التهم الباطلة به على سبيل الازدراء والاحتقار:
قال تعالى: { وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ)
4- الاستهزاء بالمؤمنين : والاستهزاء بالمؤمنين إنما هو استهزاء بما يؤمنون به ، وما يؤدونه من متطلبات إيمانهم من العبادات والأحكام :
قال تعالى:{ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ).
* حكم الاستهزاء بالدين :
قال تعالى : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } .
* قال القرطبي:" قال القاضي أبو بكر بن العربي: لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جداً أو هزلاً، وهو كيفما كان كفر، لا خلاف فيه بين الأمة فإن التحقيق أخو العلم والحق، والهزل أخو الباطل والجهل، ثم قال: قال علماؤنا:أنظر إلى قوله:{أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }
* مخاطر الاستهزاء بالدين :
1- تعرض فاعله للحكم العظيم بالخروج من الدين.
2- تهوين حرمة الدين والتقليل من عظمته في النفوس .
3- التزهيد في الالتزام بأحكام الدين وشرائعه .
4- أضعاف الأمة الإسلامية وتمكين الأعداء .

المحاضرة 13
الولاء والبراء
(6) الولاء والبراء :
* الولاء : لغة : الواو واللام والياء، أصل صحيح يدل على قرب، وذلك أن الولاء والتوالي أن يحصل شيئان فصاعداً حصولاً ليس بينهما ما ليس منهما، والولي ضد العدو ، وكل من يليك أو يقابلك فهو ولي .
والولاية : النصرة ، ووالى فلاناً : أحبه وتولاه واتخذه ولياً .
* المفهوم العام للولاء: يقوم على النصرة والتحالف والحب والطاعة وإلقاء مقاليد الأمور لمن يكون له الولاء .
* البراء:لغة : البعد عن الشيء والسلامة من السقم، قال تعالى : )إنني براء مما تعبدون)، قال الراغب :" أصل البرء والبراء والتبري: التفصّي مما يكره مجاورته".
* المفهوم العام للبراء : يقوم على البعد والبغض وعدم الود والامتناع عن النصرة والإعانة .
(6) الولاء والبراء :
* الولاء والبراء في النصوص الشرعية :
المحبة الشرعية هي موافقة ما أمر الله به أو أباحه، والبغض الشرعي وهو كراهة ما حرمه الله ونهى عنه .
* مفهوم الولاء الشرعي : القرب من المسلم ومحبته ونصرته وإعانته .
* مفهوم البراء الشرعي : البعد عن غير المسلم وبغض كفره وترك نصرته وإعانته .

(6) الولاء والبراء :
الأدلة القرآنية :
قال تعالى:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}.
قال تعالى:{لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}.
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
( 6 ) الولاء والبراء :
الأدلة النبوية :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله“.
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من أحب في الله وأبغض في الله ومنع لله فقد استكمل الإيمان".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار".
(6) الولاء والبراء :
* حكم موالاة الكافرين :
هناك مرتبتان في موالاة الكافرين لكل منها حكم على النحو التالي :
مرتبة الموالاة العامة: وهي الموالاة المرادفة للتولي، وتتضمن محبة الكفار والميل إليهم مع كفرهم المذموم والمبغوض شرعاً وكذا مناصرتهم بالمال والنفس والرأي، والدفاع عنهم، وإتباع نظمهم – التي تبيح ما حرم الله – عن رضى واستحسان، والقبول لكفرهم وشركهم، وهذا النوع من الموالاة يكفر فاعله والعياذ بالله، لأن فعله يتضمن مخالفة صريحة لصريح آيات القرآن الكريم، كما أن فيه مناقضة لمقتضيات إيمانية من المسلمات كتحكيم غير شرع الله ونحو ذلك .
مرتبة الموالاة الخاصة : وهي نوع من الموالاة يكون في ظرف محدد أو صورة معينة، مثل مداهنة الكفار ومصانعتهم لأجل مصلحة دنيوية، مع عدم إضمار الاعتقاد الفاسد في الموالاة العامة، وعدم الرضى بالكفر واعتقاده، وذلك مثاله ما وقع من حاطب بن أبي بلتعة عندما كتب إلى قريش يخبرهم بعزم النبي صلى الله عليه وسلم في المسير إلى مكة لفتحها.

(6) الولاء والبراء :
* صور من مقتضيات البراءة من الكافرين :
1-البراءة العقدية
2- عدم الركون إلى الكافرين
3- عدم إعانة الكافر على المسلم .
4- عدم اتخاذهم بطانة
5- ترك التشبه بهم
(6) الولاء والبراء :
صور ليست من مقتضيات البراءة من الكفار :
1- أسلوب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة : قال تعالى‏:{‏ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، وقال تعالى:{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ }.
2- الزواج من نساء أهل الكتاب وحل طعامهم : قال تعالى‏:{اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهم محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين }.
المحاضرة 14
الغلو في الدين
* تعريف الغلو في الدين :
الغلو : لغة : أصل الكلمة ( غَلَوَ ) يدل على ارتفاع ومجاورة قدر ، يقال غلا يغلو غلواً ، فهو غال ، وغلا في الأمر أي جاوز حده .
فالغلو : مجازوة الحد ، فإذا أضيف إلى الدين كان المعنى : غلا في الدين : أي تشدد وتصلب حتى جاوز الحد .
الغلو اصطلاحاً:المبالغة في الأمر والتشديد فيه بتجاوز الحد المشروع على سبيل التدين .
ومن خلال التعريف نستنبط أن الغلو في الدين يشتمل على ثلاثة أمور :
1- المبالغة والزيادة عن الحد .
2- الحد الذي هو مقياس للصواب هو الحد الوارد في الشرع .
3- تجاوز الحد المشروع بقصد التدين والتقرب إلى الله عزوجل ، وباعتقاد أنه خير وإحسان .
* أنواع الغلو: هناك نوعان أساسيان في الغلو :
الأول : الغلو الاعتقادي : وهو الغلو الواقع في كليات الشريعة وأمهات مسائلها فيما يتعلق بالعقائد .
مثل : الغلو في الصالحين أ وادعاء العصمة لهم ، أو تكفير المسلم العاصي ، ونحو ذلك.
الثاني : الغلو العملي : وهو الغلو الواقع في الجزئيات المتعلقة بالعمل والفروع دون الاعتقاد والأصول .
مثل : اعتزال النساء، قيام الليل كله، ونحو ذلك .
* تعريف الغلو في الدين :
الغلو : لغة : أصل الكلمة ( غَلَوَ ) يدل على ارتفاع ومجاورة قدر ، يقال غلا يغلو غلواً ، فهو غال ، وغلا في الأمر أي جاوز حده .
فالغلو : مجازوة الحد ، فإذا أضيف إلى الدين كان المعنى : غلا في الدين : أي تشدد وتصلب حتى جاوز الحد .
الغلو اصطلاحاً:المبالغة في الأمر والتشديد فيه بتجاوز الحد المشروع على سبيل التدين .
ومن خلال التعريف نستنبط أن الغلو في الدين يشتمل على ثلاثة أمور :
1- المبالغة والزيادة عن الحد .
2- الحد الذي هو مقياس للصواب هو الحد الوارد في الشرع .
3- تجاوز الحد المشروع بقصد التدين والتقرب إلى الله عزوجل ، وباعتقاد أنه خير وإحسان .
* أسباب الغلو:
1- الجهل: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" .
2- إتباع الهوى : قال تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ}، وقال تعالى :وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اِتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ}
3- التقليد والتعصب : قال تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ}.
4- المبالغة في الغيرة الإيمانية والحماسة الإسلامية : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، ووذلك أضعف الإيمان“.

* علاج الغلو في الإسلام :
الجانب الأول : جانب الوقاية والحماية
لقد قرر الإسلام العظيم النهج القويم المخالف للغلو والمجافاة وذلك من وجوه عدة :
الأول : الاعتدال والوسطية في الإسلام
الثاني : اليسر والسماحة في الإسلام
الثالث : الاستقامة :.
الجانب الثاني : جانب التحذير والتنفير :
أولاً: النهي عن الغلو عموماً: ورد النهي عن الغلو والتجاوز والدعوة إلى الإلتزام : قال تعالى:{ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون}.
ثانياً: النهي عن الغلو في الشرائع السابقة: ورد النهي من الغلو بالنص على النهي عنه في شرائع الأنبياء السابقين:قال تعالى:{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}.
ثالثاً: النهي عن الغلو في الأمور الصغيرة:ورد في صوره العامة كلها صغيرها وكبيرها: عن ابن عباس في حجة الوداع أن النبي أمره أن يلتقط له الحصى التي يرمي بها في منى، قال: فالتقطت له حصيات كالخذف أي صغيرة في حجمها كما هو معروف، فقال النبي :"نعم بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدين“.
رابعاً: بيان سوء عاقبة الغلو: من أبلغ أساليب التحذير والتنفير من الغلو ببيان سوء عاقبته: قال :“هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون“.
بعض صور الغلو ومخاطرها :
الصورة الأولى : التكفير : قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.
نصوص في التحذير من التكفير: قال الرسول r : (من دعا رجلاً بالكفر أو قال: عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه) .
وقال ابن تيمية: أما من في قلبه الإيمان بالله الإيمان بالرسول وما جاء به وقد غلط في بعض ما تأوله من البدع فهذا ليس بكافر أصلاً والخوارج من أظهر الناس بدعة وقتالاً للأمة وتكفيراً لها ولم يكن في الصحابة من كفرهم لا علي بن أبي طالب ولا غيره بل حكموا فيهم بحكمهم للمسلمين الظالمين المعتدين .
أخطار التكفير :
الأول: أنه يؤدي إلى استحلال الدماء والأعراض والأموال .
الثاني: الخروج على الأئمة ونقض الطاعة .
الثالث: إذهاب نعمة الأمن، ونشر الخوف وترويع الآمنين .
الصور الثانية : التشديد والمبالغة في العبادة بتجاوز الحد المشروع :
مخاطر التشديد والمبالغة :
1- الانقطاع عن العبادة والتقليل منها
2- التنفير من العبادة
الصور الثالثة : المبالغة في الزهد في الدنيا
مخاطر المبالغة في الزهد :
1- عدم القدرة على الاستمرار
2- تشويه صورة الإسلام والتنفير منه

المحاضرة 15
بين العقل والنقل
العقل لغة :
* مصدر عقل يعقل عقلاً، وأصل معنى العقل المنع، وهو مأخوذ من عقال البعير الذي يمنعه من الحركة، لأن العقل يمنع من العدول عن سواء السبيل .
* المراد العقل : الملكة التي يحصل بها الإدراك للأشياء والتمييز بينها وتحصيل المعرفة بها
* النقل في اللغة :
* النَّقْلُ: تـحويلُ الشيء من موضع إِلـى موضع، نَقَله يَنْقُله نَقْلاً فانتَقَل .
* النقل اصطلاحاً :
* ما صحت نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي الذي أخبر به عن الله تعالى، من القرآن والسنن الثابتة عنه.

منـزلة العقل في الإسلام :
1- خص الله أصحاب العقول بالمعرفة التامة لمقاصد العبادة:
قال تعالى: {واتقون يا أولي الألباب } .
2- قصر الله الانتفاع بالذكر والموعظة على أصحاب العقول:
قال تعالى:{ قد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} .
3- كرم الله العقل وجعله مناط التكليف:
قال تعالى :" رفع القلم عن ثلاثة ...".
4- ذم الله المقلدين لآبائهم:
قال تعالى:{ وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا، أولو كان آبائهم لايعقلون شيئاً ولا يهتدون }.
5- تحريم الاعتداء على العقل
6- رفض ما لا يستند إلى العقل إلى العقل من الخرافات والأوهام .
7- جعل الإسلام للعقل مجالاً واسعاً في تدبر آيات الكون، والسنن الكونية والبشرية وحِكَم التشريع .
منـزلة العقل في الإسلام :
* وقد اعتمد الإسلام في الوصول إلى المعرفة على طريقين اثنين :
(1) طريق الوحي : وهو الخبر الصادق عن الله
(2) طريق النظر والتفكر والتجربة :وهي تجمع بين الحس والعقل، وهنا تظهر وسطية الإسلام في الجمع بين النقل والعقل .
منـزلة العقل في الإسلام :
قال ابن تيمية :" العقل شرط في معرفة العلوم وكمال وصلاح الأعمال، وبه يكمل العلم والعمل، لكنه ليس مستقلاً بذلك لكنه غريزة في النفس، وقوة فيها بمنزلة قوة البصر التي في العين، فان اتصل به نور الإيمان والقرآن كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس والنار، وإذا انفرد بنفسه لم يبصر الأمور التي يعجز وحده عن دركها، وإن عزل بالكلية كانت الأقوال والأفعال مع عدمه أموراً حيوانية قد يكون فيها محبة ووجد وذوق كما يحصل للبهيمة فالأحوال الحاصلة مع عدم العقل ناقصة والأقوال المخالفة بالعقل باطلة " مجموع الفتاوى (3/338) .
النقل الصحيح لا يعاض العقل الصريح :
• نصوص الشريعة الصحيحة الصريحة لا يعارضها شيء من المعقولات الصريحة .
• مسائل الشريعة ليس فيها ما يرده العقل .
• العقول بينها تفاوت واختلاف .
• العقول تغير نظرتها وأحكامها بحسب المستجدات .



خلاصة العقيدة الإسلامية
تعريف العقيدة لغة واصطلاحًا:
العقيدة لغة: فعيلة -بمعنى مفعولة- أي معقودة فهى مأخوذة من العقد وهو الجمع بين أطراف الشيء على سبيل الربط والإبرام والإحكام والتوثيق.
والعقيدة الإسلامية اصطلاحًا: الإيمان الجازم بالله وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين.
أسماء علم العقيدة:
1- التوحيد:
وهو: إفراد الله بالعبادة حسب ما شرع وأحب، مع الجزم بانفراده في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي ذاته، فلا نظير له ولا مثيل له في ذلك كله.
2- الإيمان:
وهو: اعتقاد بالجنان، ونطق باللسان، وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
3- أصول الدين:
تعريف الدين في الاصطلاح الإسلامي: هو عبادة الله وحده لا شريك له وطاعته وطاعة رسوله.
أركان الإيمان:
1- الإيمان بالله:
ويتضمن الاعتقاد الجازم والتصديق الكامل بوجوده تعالى، وأنه واحد لا شريك له في ذاته، وأنه وحده المنفرد بصفات الربوبيه والألوهية، والمتّصف بصفات الجلال والكمال، والمنـزّه عن النقص بكل حال.
والإيمان بالله تعالى يشتمل على توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
أولاً: توحيد الربوبية:
هو الاعتقاد بأنه سبحانه وتعالى هو وحده رب كل شيء ومليكه، فربوبيته هي الاعتقاد بأنه وحده مالك الملك، وخالق الخلق، وواهب الرزق، ومدبر الأمر.
ولتوحيد الربوبية أهمية خاصة في تأسيس توحيد الألوهية على قاعدة راسخة صحيحة من الإيمان بربوبيته تعالى دون شريك.
وآيات القرآن تترى في الجمع بين الإيمان بالربوبية والألوهية فمن رسخ يقينه بانفراده تعالى بصفات الربوبية توجه إليه بالعبادة والدعاء، وقد أقام السياق القرآني الكريم من عجز الآلهة المزعومة عن الخلق والرزق والتدبير دليلاً على بطلان عبادتها من دون الله.
ثانيًا: توحيد الألوهية:
هو اعتقاد تفرُّده تعالى باستحقاق العبادة قولا وفعلاً وقصدًا والبراءة من كل معبود سواه.
ومما يجلي أهمية توحيد الألوهية ويظهر منـزلته العظيمة معرفة أنه:
1- غاية خلق العالمين.
2- دعوة الرسل أجمعين.
3- حق الله على خلقه أجمعين.
4- أول ما يخاطب به الناس من أمور الدين.
5- سبب العصمة في الدنيا.
6- سبب النجاة في الآخرة.
7- شرط لصحة وقبول سائر العبادات.
ثالثًا: توحيد أسماء الله الحسنى وصفاته العلا:
والإيمان بالأسماء الحسنى والصفات العلا يعني:
1- الاعتقاد الجازم بأنه تعالى متّصف بجميع صفات الكمال، ومنـزّه عن جميع صفات النقص.
2- الاعتقاد الجازم بتفرُّده سبحانه وتعالى عن جميع الكائنات والمخلوقات في أسمائه وصفاته.
3- إثبات ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له رسوله على ما يليق بجلاله وعظمته، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف.
4- الاعتقاد الجازم بالعجز التام عن إدراك حقيقة ذات الله وكيفيه صفاته، وعلى هذا اتفقت كلمه الأئمة وأعلام الأمة.
رابعاً : تميزت العقيدة الإسلامية بالإيمان بالله وتوحيده وإفراده بالعبادة وتنـزيهه عن الشركاء والأنداد، في مقابل الإلحاد وإنكار وجود الله وجحد الألوهية، والانحراف عن التوحيد إلى التثليث والتعددية .
2- الإيمان بالملائكة:
ويتضمن الاعتقاد الجازم بوجودهم إجمالا، وبما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة من صفاتهم وأعمالهم تفصيلاً، والإيمان بمن ورد ذكر اسمه وعمله منهم على وجه الخصوص كجبريل أمين الوحي، من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف.
حكم الإيمان بهم وحكم من أنكر وجودهم:
الإيمان بوجودهم وصفتهم وأعمالهم إجمالا ركن من أركان الإيمان، فمن أنكر وجودهم وكذب بهم فقد كذب بصريح القرآن، فإنكار خلقهم وجحْد وجودهم كفر بإجماع المسلمين.
ولهم صفات كثيرة منها:
1- أنهم أولو أجنحة وخلقة عظيمة. 3- أنهم أعداد كثيرة لا يحصيها إلا الله.
2- لهم قدرة على التشكل والتمثل بصورة البشر. 4- أنهم مفطورون على العبادة ومعصومون.
ولهم أعمال كثيرة، ومهمات محددة، ومن ذلك:
1- جبريل : وهو الموكل بالوحي. 4- ملك الموت : وهو الموكل بقبض الأرواح.
2- ميكائيل : وهو الموكل بالقطر. 5- خزنة الجنة: وهم القائمون عليها.
3- إسرافيل : وهو الموكل بالصُّور. 6- حملة العرش: وهم الحاملون للعرش.
3- الإيمان بالكتب:
ويتضمن الاعتقاد الجازم بأن الله أنـزل كتبًا متعددة إلى رسله،وقصّ خبر عدد منها في كتابه العزيز،وأن الله تعالى ذكر بعضها في القرآن الكريم تفصيلاً، وأن القرآن الكريم هو خاتمها والمهيمن عليها، وأن الكتب السماوية السابقة قد دخلها التحريف وأما القرآن فقد تكفل الله بحفظه.
حكم الإيمان بالكتب:
هو ركن من أركان الإيمان، لا يتم الإيمان إلا به، فالمنكر إجمالاً أو تفصيلاً لواحد من الكتب الخمسة المذكورة في كتاب الله تعالى مكذّبٌ بالقرآن وكافر بالرحمن.
4- الإيمان بالرسل:
ويتضمن الاعتقاد الجازم بأن لله تعالى عبادًا اختصهم بوحيه واصطفاهم برسالته، والإيمان بمن ورد ذكرهم وخبرهم في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة، والاعتقاد الجازم بنبوة محمد وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنه مبعوث إلى الناس أجمعين، وبعثته إلى الإنس والجن، وأن الله فضّله على إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وقد ورد البشارة به وذكر صفته والدعوة إلى الإيمان بنبوته في الكتب السماوية السابقة.
حكم الإيمان بالرسل:
الإيمان بالرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان، فلا يعتبر المسلم مسلمًا حتى يؤمن بالرسل إجمالاً، وبمن سمى الله منهم تفصيلاً، ولا يفرق بين أحد منهم في الإيمان، ومن آمن ببعضهم وكفر ببعض فهو كافر بهم جميعًا.
5- الإيمان باليوم الآخر:
هو الاعتقاد الجازم بفناء الحياة الدنيا وزوالها، والاعتقاد الجازم بما ثبت في القرآن الكريم وصحيح السنة مما يقع بعد الموت، من القبر وفتنته، والبعث والحشر والحساب ثم الثواب والعقاب، والاعتقاد الجازم بالأخبار الغيبيّة.
حكم الإيمان باليوم الآخر:
الإيمان باليوم الآخر من أركان الإيمان، فمن كذب به كفر.
6- الإيمان بالقدر خيره وشره:
ويتضمن الاعتقاد الجازم الذي لا يخالطه شكٌّ أن الله تعالى علم علمًا محيطًا شاملاً لكل شيء، وأن مشيئته تعالى نافذة، وقدرته كاملة، وأنه تعالى خالق العباد وخالق أفعالهم.
ونستخلص مما سبق أن الإيمان بالقدر يشتمل على أربع مراتب هي:
الأول: الإيمان بعلم الله السابق.
الثاني: كتابة ذلك في اللوح المحفوظ.
الثالث: مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة.
الرابع: إيجاد الله لكل المخلوقات، وأنه الخالق وما سواه مخلوق.
حكم الإيمان بالقدر: الإيمان به واجب، والمكذّبُ به جملة كافر.
خلاصة خصائص العقيدة الإسلامية
من خصائص العقيدة ما يلي:
1- عقيدة ثابتة:
فلا تقبل الزيادة ولا النقصان، ولا التحريف ولا التبديل، محفوظةٌ بحفظ الله لها، وكل زيادة مردودةٌ على صاحبها ومرد ذلك أنها عقيدة ربانية لأن المرجع الأوثق والمصدر الأثبت للعقيدة والشريعة مشكاة الوحى قرآنًا وسنة، بفهم الصحابة المرضيين، والثقات الأثبات من علماء خير القرون.
2- عقيدة فطريه:
العقيدة الإسلامية عقيدة متفقة مع الفطرة السوية التي خلق الله تعالى الناس عليها، والفطرة السوية تهدي العبد إلى أصول التوحيد والإيمان، فالإيمان فطري لا يحتاج العبد في تحصيل أصله إلى استدلال أو برهان، والفطرة تدل على اتصاف الخالق بالصفات العلا والكمال المطلق.
3- عقيدة مبرهنة:
فلا يخالفها عقل صريح ولا يناقضها برهان قاطع، فالقرآن قرر حقائق العقيدة الكبرى بالحجج العقلية، ولقد عنيت العقيدة الإسلامية بإقامة الحجج العقلية على المسائل العقدية.
4- عقيدة واضحة:
إن العقيدة الإسلامية واضحة لا غموض فيها سهلة لا عسر فيها فهي قائمة على التوحيد فالله واحد والرسول الخاتم واحد والكتاب الكريم واحد فلا تعدد ولا تشتت ولا لبس ولا اشتباه.
وقضية النبوة والرسالة في عقل المسلم وشعوره واضحة تمامًا متميزة عن قضية الربوبية والألوهية، فالرسل ليسوا آلهة ولا أبناء آلهة.
ومن مظاهر الوضوح الوحدانية ونفي التعدد، وتقرير السماحة واليسر، وإنكار الغلو والعسر، وفطرية العقيدة.
5- عقيدة وسطيه:
الوسطية من أظهر خصائص العقيدة الإسلامية، والصور التي تأتي شاهدًا على ذلك تعز على الحصر، فإن كل ما في العقيدة الإسلامية ناطق بهذا التوازن الدقيق، فهي وسط في أصل التوحيد، وفي الإيمان بالأنبياء، وفي العلاقة مع العقائد الأخرى، وفي الصلة بالدنيا والآخرة.
خلاصة أهمية العقيدة وآثارها
أولاً: الآثار على الفرد:
1- هداية العقل: تقوم العقيدة الإسلامية على أساس من رعاية العقل وهدايته، وإقامة البرهان، فلا قهر ولا إكراه في قبول الهدى، ومن هداية الوحي للعقل الإجابة على الأسئلة الكبرى في الحياة عن الوجود وخالقه والإنسان.
2- سكينة النفس: إن انشراح الصدر وطمأنينة القلب ثمرة حصول المعرفة الصحيحة بالله، فنفس لا إيمان فيها مضطربة قلقة يتوالى عليها الهم والغم، أما النفس المؤمنة الموحدة فقد اتحد لديها مصدر ورودها وصدورها في كل أمر ونهي، فهى تتلقى من الله وعن الله، وهي تسير إلى الله.
3- استقامة السلوك: الاعتقاد الصحيح يرتبط به العمل الصالح والسلوك المستقيم، ومن ثم تكرر في القرآن الربط بين الإيمان والعمل الصالح، والحق أن ثمرة الإيمان الخالص هي العمل الصالح على مراد الله ومراد رسوله.
وإذا عمر الإخلاص قلب العبد انطلقت الجوارح ولابد في طاعة الله تعالى ولا يتخلف ذلك أبدًا.
4- تقوية الأمل ومواجهة الصعاب: الصعوبات في حياة الإنسان كثيرة، والابتلاءات عظيمة وذلك يواجه النفس البشرية بما يثبط عزيمتها، ويُسْلمها إلى يأسها، والإيمان وحده الذي يبعث أنوار الأمل في ظلمه اليأس، فتشرق النفس بالطمأنينة رضا بالقضاء والقدر.
5- الثبات في الشدائد: إن هذا التوحيد والإيمان الذي مصدره الوحي المعصوم عصمه للقلب في الشدائد، وكما أن عقيدة التوحيد والفطرة من شأنها أن تثبّت المؤمن في الشدائد، فإن الشدائد نفسها تجلو هذه العقيدة وتذهب صدأ القلوب الذي ينشأ عن الغفلة، وعقيدة الإيمان باليوم الآخر من شأنها أن تهوّن من وقع كل مصيبة حيث يحتسبها المؤمن ويطلب أجرها بالصبر عليها.
6- بناء المسئولية والرقابة الذاتية: إن الإيمان بالله يغرس في وعي المؤمن وفي أغوار وجدانه الإحساس بالمسئولية والاندفاع الذاتي نحوها، فالمؤمن يشعر بمراقبه الله تعالى، ويعمل وهو يعلم أن الله معه، يراه ويعلم به ويراقبه ولا يخفى عليه شيء من أمره.
7- الفوز في الآخرة: إن امتناع الخلود في النار لمن ظلم نفسه من الموحدين هو غاية المطالب ونهاية الرغائب لجميع المؤمنين، والجنة لا يدخلها إلا مؤمن موحد وإن ظلم نفسه بغير الشرك، ولا يخلد في النار إلا كافر أو منافق، فالمؤمن إما أن يعامله الله بفضله فيغفر له، وإما أن يعامله بعدله فيأخذه بذنبه فيطهره منه، ثم يؤول أمره إلى الجنة.
ثانيًا: الآثار على المجتمع:
1- تحقيق الأخوة الإيمانية والتعارف الإنساني: وقد جعل النبي تمام إيمان العبد وكماله معلقًا بمحبة المؤمنين ومحبة الخير لهم، كما في الحديث عن أنس قال: قال رسول الله : "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" كما أن الإيمان يتضمن المعاني الإنسانية التي يقوم عليها التعارف الإنساني مع غير المسلمين.
2- الانضباط السلوكي والأمني: إن للعقيدة الإسلامية أثرها الواضح في ضبط السلوك الإنساني وتقويم النـزعات البشرية؛ فالعقيدة تربط أفعال العبد بالإيمان، وأعمال الطاعات كلها إيمان وهي سبب في زيادة رصيد الإيمان، وقد ارتبطت الأحكام الأخروية بالجزاء الدنيوي، فإن ارتكب العبد جناية في حق المجتمع فأفلت من عقوبة الدنيا المقدرة؛ فإنه لن يفلت من عقوبة الآخرة.
3- التكافل والتعاون الاجتماعي: لم يغفل القرآن المكّي الذي كانت جُلّ موضوعاته تدور حول العقيدة وقضاياها أن يرعى حق الضعفة في المجتمع من اليتيم والمسكين؛ فيشير إليهم وينبه على الاهتمام بهم، ويجعل ذلك من مقتضيات الإيمان ودلائله.
4- العدالة في الحكم والقضاء: إن الإيمان يقيم في المجتمع ميزان العدل مع الأقارب والأباعد، والمؤمن الذي يعلم أن الله تعالى هو العدل وهو الحكيم يعمل على تحقيق العدل في جميع أمره، والعدل أساس الملك ونظامه، وصمام الأمان في المجتمعات، فبالعدل قامت السماوات والأرض.
مشكور اخوي يعطيك الف عافيه

 

ibtikar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 09-09-2017, 04:56 PM   #6

بونبوناية

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Sep 2017
كلية: كلية الصيدلة
نوع الدراسة: ثانوي
المستوى: الأول
البلد: حفر الباطن
الجنس: ذكر
المشاركات: 1
افتراضي رد: محاضرات الثقافة الإسلاميه انتساب خطه (ب)

بارك الله فيك ولا تحرمنا من جديدك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة osama omar مشاهدة المشاركة
الثقافة الإسلاميه
الفصل الأول: الثقافة الإسلاميه
المحاضرة 1
مفهوم الثقافة الإسلاميه:
الأصل الثلاثي لكلمة ثقافة: (ثَقِفَ)، وهو عند العرب على أربعة معان واستعمالات وهي:
1- الحذق والفهم والفطنة .
2- سرعة التَعلمِ .
3- الضبط للأمور والقيام بها، يقال: رجلٌ ثَقْفٌ إذا كان ضابطاً لما يحويه قائماً به .
4- إدراك الشيء والظفر به، يقولون: ثَقِفَه في موضع كذا: أَخَذَهُ أو ظَفَرَ به أو أَدْرَكَهُ.
وهذه المعاني قريبة من بعضها البعض، فالحذق والفطنة طريق إلى سرعة التعلم، وبه يكون الضبط لما يتعلمه، والظفر به وإدراكه.
ومن جهة أخرى نرى معاجم اللغة تدلنا على نوعين من الاستعمال لهذه الكلمة:
الأول: الاستعمال المادي المحسوس، وأصله: الثِّقَاف: وهي حديده يُقَوَّم بها الشيء المعوج، ومنه قولهم: تثقيف الرماح: أي تسويتها وتقويم اعوجاجها.
الثاني: الاستعمال المعنوي غير المحسوس:ومن استعمالاته: التثقيف، بمعنى: التأديب والتهذيب، ويقال: هل تهذَّبتُ وتثقَّفتُ إلا على يديك؟، "وثَقَّفَ الإنسانَ: أدَّبه وهذَّبه وعلَّمه”.
تعريف المعجم الوسيط : الثقافة هي العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق فيها .
تعريف المعجم الفلسفي: الثقافة هي كل ما فيه استنارة للذهن، وتهذيب للذوق، وتنمية لملكة النقد والحكم لدى الأفراد أو في المجتمع، وتشتمل على المعارف والمعتقدات، والفن والأخلاق، وجميع القدرات التي يسهم فيها الفرد في مجتمعه.
تعريف منظمة اليونسكو:أنها جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعاً بعينه وهي تشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة والحقوق الأساسية للإنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات .
خلاصة مفهوم الثقافة :
الثقافة تصوغ شخصية الفرد، وتشكل هوية الأمة .
أساس الثقافة هو القيم والمبادئ المنبثقة عن العقيدة والفكر .
الثقافة تغذي في الفرد روح الانتماء، وتذكي في الأمة دافع العطاء .
الثقافة روح تفاعلية تنقل القيم والمبادئ من الفكر إلى العمل .
الثقافة إجمالاً تشتمل على الجوانب المعنوية ( المبادئ والأفكار والقيم ...) والمادية ( الفنون والآداب والمبتكرات ...).
الثقافة: هي جملة العقائد والتصورات، والأحكام والتشريعات، والقيم والمبادئ، والعوائد والأعراف، والفنون والآداب، والعلوم والمخترعات التي تشكل شخصية الفرد وهوية الأمة وفق أسس وضوابط الإسلام .
العلم والثقافة:
تعريف العلم لغة : العلم نقيض الجهل، وعَلِمَ بالشيء: شعر، يقال : ما علمت بخبر قدومه أي ما شعرت .
وعَلمَ الأمر وتعلّمه : أتقنه .
العلم اصطلاحاً: هو المسائل المضبوطة بجهة واحدة.
الفرق بين الثقافة والعلم :
الثقافة أشمل من العلم .
الثقافة خصوصية مميزة لأمة معينة، والعلم مشترك عام بين الأمم .


تعريف الحضارة :
الحضارة لغة: الإقامة في الحضر .
الحضارة اصطلاحاً : تعريف ابن خلدون: الحضارة هي تفنن في الترف وإحكام الصنائع المستعملة في وجوهه ومذاهبه من المطابخ والملابس والمباني والفرش والأبنية وسائر عوائد المنـزل وأحواله.
تعريف د. محمد محمد حسين: الحضارة هي كل ما ينشئه الإنسان في كل ما يتصل بمختلف جوانب نشاطه ونواحيه عقلاً وخُلُقاً، مادة وروحاً، دنيا وديناً
تعريف ول يورانت: الحضارة هي نظام اجتماعي يعين الإنسان على زيادة إنتاجه الثقافي بعناصر أربعة :
الموارد الاقتصادية (2) النظم السياسية (3) العقائد الخلقية (4) متابعة العلوم والفنون.
الاتجاه الأول: اتجاه التوافق والترادف .
الثقافة والحضارة بنفس المعنى ويمكن استخدام أحدهما مكان الآخر.
الثقافة جزء من الحضارة، وهي تمثل الجانب المعنوي ونظام القيم في الحضارة.
الثقافة مختصة بالمعنويات، والحضارة بالماديات .

الاتجاه الثاني : التغاير والتفريق :
الثقافة والحضارة مصطلحان مختلفان لكل منهما معنى مختلف عن الآخر أصل
كلمة الثقافة اللغوي مرتبط بالتهذيب والتأديب.
غلبة ارتباط مصطلح الثقافة بالفكر والسلوك، والحضارة بالإنتاج والعلوم والعمران.

نموذج التفريق بين الثقافة والحضارة عند الرئيس علي عزت :
الحضارة استمرار للتقدم التقني (المادي)، والثقافة استمرار للتقدم الإنساني .
الحضارة تقدم في الوسائل ، والثقافة تقدم مستمر للذات والاختيار .
العلم والتكنولوجيا والمدن والدول كلها تنتمي للحضارة .
الدين والقيم والفكر والأدب هي مكونات الثقافة.

المحاضرة 2
مصادر الثقافة الإسلاميه:
المصدر الأول : القرآن الكريم :
من خصائص القرآن الكريم :
1- الحفظ والكمال:
قال تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)
2- التوازن والانسجام :
قال تعالى: ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين).
المصدر الثاني : السنة النبوية :
أبرز سمات السنة النبوية المطهرة:
1- السنة في مجملها وحي إلهي :
قال تعالى [ وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ].
السنة تفسير للقرآن الكريم وشرح لمعانيه قال تعالى [ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم]
2-السنة تجسيد الإسلام في صورة عملية حية: [ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ].
المصدر الثالث : الفقه الإسلامي :
الفقه هو: العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية .
أبرز سمات الفقه الإسلامي :
1- إبراز محاسن الشريعة الإسلامية وصلاحيتها لكل زمان ومكان .
2- إبراز الثراء العلمي ومزية الجمع بين صفتي الثبات المانع من التميع، والاجتهاد المانع من الجمود والتخلف.
المصدر الرابع : التاريخ الإسلامي :
أبرز سمات التاريخ الإسلامي :
1- الحفظ والكمال:
1- التاريخ تجسيد لمسيرة الأمة وبيان لمدى ارتباطها بمنهجها .
2- التاريخ رصد للمنجزات الحضارية والمسيرة العلمية .
3-التاريخ تسجيل لتفاعل الأمة مع الأمم الأخرى وثقافاتها وحضاراتها .
4- التاريخ مجال خصب لمعرفة الدروس والعبر والإفادة منها في الحاضر والمستقبل.
المصدر الخامس : اللغة العربية وآدابها :
أبرز سمات اللغة العربية :
1- اللغة العربية لغة القرآن والسنة، وهي اللغة المشتركة بين الشعوب الإسلامية المختلفة .
2- ثبات أصول وقواعد اللغة العربية وآدابها من خلال حفظ القرآن الكريم .
3-استئثار اللغة العربية بالنصيب الأكبر من تدوين التاريخ والأدب والعلوم الإسلامية .

المحاضرة 3
أهمية الثقافة الإسلاميه:
1- التميز في الهوية والمقومات :
الدين جوهر الثقافة وهو صبغة الأمة وهويتها المميزة لها
[ صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ]
يقول الشاعر الفيلسوف إليوت :“ إن القوة الرئيسة في خلق ثقافة مشتركة بين شعوب لكل منها ثقافتها المتميزة هي الدين“.
الثقافة بمفهومها الشامل هي الإطار العام المحتوي لطبيعة الحياة الاجتماعية .
الثقافة بمفهومها الشامل هي القاعدة الأساسية لحركة الأمة الحضارية والحياتية .
2- العمق والارتباط التاريخي :
الثقافة الإسلامية تشكل أعظم عمق تاريخي للشعوب الإسلامية .
[ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ]
الثقافة الإسلامية عامل وحدة وتواصل بين الشعوب الإسلامية .
[وأن هذه أمتكم أمة واحدة ]
[إنما المؤمنون إخوة ] .

3- الاعتزاز والانتماء الحضاري :
رفعة المثل والقيم الحضارية، تميز العنصر المعنوي في مسيرة الحضارة الإسلامية.
ثراء الحضارة الإسلامية ومنجزاتها الكثيرة في مختلف العلوم الإنسانية والعلمية.
استفادة الحضارة المعاصرة من الحضارة الإسلامية في كثير من المجالات. وجود المقومات المنهجية والمعنوية في الحث على التفكير والعلم والتوافق بين التزام الدين وعمارة الدنيا لاستعادة الدور الريادي للحضارة الإسلامية. يقول المؤرخ (ولز): ( كل دين لا يسير مع المدنية في كل طور من أطوارها فاضرب به عرض الحائط ولا تبال به لأن الدين الذي لا يسير مع المدنية جنباً إلى جنب لهو شر مستطير على أصحابه يجرهم إلى الهلاك، وإن الديانة الحقة التي وجدتها تسير مع المدنية أنى سارت هي الديانة الإسلامية ).
وتقول المستشرقة زيغريد هونكه : ( أجل إن في لغتنا كلمات عربية عديدة وإننا لندين – والتاريخ يشهد على ذلك – في كثير من أسباب الحياة الحاضرة للعرب) .
4- القدرة على التفاعل الواقعي :
الأسس والقواعد المنهجية الثابتة للثقافة الإسلامية .
الرصيد المعنوي الهائل في نسيج الثقافة الإسلامية .
التجارب الحضارية الممتدة عبر قرون من الزمان والمنتشر في أنحاء شتى من البلدان.
وجود منهجية الإبداع والتجديد وضوابط الاجتهاد الذي يحقق المرونة من غير تميع، والاستيعاب من غير انبهار .
يقول الدكتور محمد بكار :“ تمثل الثقافة لأي مجتمع الفضاء الذي يتنفس فيه آمالها وتحدد به أهدافها، كما تمثل القلعة التي يلجأ إليها الناس عند الأزمات، والأسلحة التي يستخدمونها في التعامل مع كل جديد مُحَيّر أو صد عدوان مدمر، كما تمثل الخلفية الثرة التي تمدنا بكل أسباب استيعاب الواقع ونقده وتجاوزه .
يقول الإمام ابن تيمية : ” ولا ريب أن الألفاظ في المخاطبات تكون بحسب الحاجات: كالسلاح في المحاربات، إذا كان عدو المسلمين – في تحصنهم وتسلحهم – على صفة غير الصفة التي كانت عليها فارس والروم، كان جهادهم ما توجبه الشريعة التي مبناها على توخي ما هو لله أطوع وللعبد أنفع وهو الأصلح في الدنيا والآخرة .




المحاضرة 4
علاقة الثقافة الإسلاميه بالثقافات الأخرى:
صور من ضعف فعاليات الثقافة الإسلامية:
الجهل واضطراب المعرفة بالإسلام وضعف اليقين والعمل بالمنهج الإسلامي. وجود الاختلاف والفرقة بين الأمم والشعوب الإسلامية وغلبة العصبية والإقليمية على الإسلامية والوحدوية.
ضعف الأخذ بالأسباب المادية في مجالات العلوم الحياتية والتقنية الصناعية.

صور من هيمنة الثقافة الغربية:
التقدم العلمي والتقني وامتلاك أسبابه وأدواته، والهيمنة على معاهده ومؤسساته.
امتلاك وتسخير وسائل الإعلام والاتصال .
امتلاك أسباب الهيمنة الاقتصادية والعسكرية والسياسية .
المواقف من الحضارة الغربية :
التقسيم الصحيح يحصر أوصاف المحل الذي هو الموقف من الحضارة الغربية في أربعة أقسام لا خامس لها حصراً عقلياً لا شك فيه وهي :
ترك الحضارة المذكورة نافعها وضارها .
أخذها كلها ضارها ونافعها .
أخذ ضارها وترك نافعها .
أخذ نافعها وترك ضارها .
موقف الرفض والمقاطعة :
المراد به: الانغلاق على الثقافة الإسلامية والانكفاء على الداخل الإسلامي ورفض الثقافات الأخرى ومقاطعتها.
الدواعي والأسباب :
بطلان وفساد كل ثقافة غير إسلامية.
تأمين وسلامة الثقافة الإسلامية من دخيل الثقافات الأخرى.
النقد :
الموقف لا يتفق مع الأصول الإسلامية الداعية إلى أخذ الحكمة والمنفعة التي لا تعارض الدين من أي جهة أو أمة أو شخص.
الموقف يحول دون توضيح صورة الإسلام والتعريف به والدعوة إليه بل قد يكون سبباً في تقديم صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين .
الموقف لا يتفق مع الواقع التاريخي للأمة الإسلامية التي تعاملت مع كثير من ثقافات الأمم والشعوب وأثرت فيها واستفادت منها .
الموقف غير قابل للتطبيق في عصر الانفتاح والاتصالات .
موقف القبول والذوبان :
المراد به: الانفتاح الكامل على الثقافات الأخرى والثقافة الغربية خاصة وقبولها بكل ما فيها والذوبان في بحرها انبهاراً بها أو تقليداً لها .
الدواعي والأسباب :
الانبهار بما تملكه الحضارة الغربية من تقدم مادي ورقي علمي.
الافتتان بما في الثقافة والحياة الغربية من شهوات ومغريات.
التأثر بمناهج الدراسة والفكر والفلسفة على أسس الثقافة الغربية.
تحقيق المصالح الشخصية والانقياد للتوجهات الأجنبية.
النقد :
الموقف مخالف لأصول وثوابت الثقافة الإسلامية وعدوان عليها .
الموقف مسخ وتشويه لتاريخ وحضارة الأمة الإسلامية .
الموقف انحراف فكري وانحلال خلقي يضعف الأمة ولا يقويها ويهدم كيانها ولا يبنيها .
الموقف يتناقض مع عوامل اليقظة والنهضة الآخذة في النمو في الأمة الإسلامية.
الموقف غير قابل للتطبيق في عصر الانفتاح والاتصالات.
موقف التوفيق والتلفيق :
المراد به : العمل على التقريب بين الثقافة الإسلامية والثقافات المعاصرة وإظهار التطابق والتوافق بين مفاهيم ومضامين الثقافات المعاصرة والثقافة الإسلامية.الدواعي والأسباب :
الحاجة إلى مواجهة المستجدات والتكييف معها .
العمل على إثبات أن الإسلام دين عصري حضاري .
الجهل بالإسلام وعدم معرفة ثوابته وحقائقه.
الشعور بالضعف والهزيمة أمام الثقافات المعاصرة.
النقد :
الموقف فيه خلل ونقض لأصول وثوابت الثقافة الإسلامية وتحريفها وسوء فهمها .
الموقف فيه تصوير للثقافة الإسلامية بمظهر الضعف والنقص ويتعارض مع عظمة الإسلام وعز المسلمين .
الموقف يؤدي إلى التبعية للثقافات الأخرى ويجعل دور الثقافة الإسلامية التأكيد على صحة وفائدة الثقافات الأخرى .
موقف التميز والاستفادة
المراد به:الانطلاق من الوعي الكامل والقناعة التامة بالثقافة الإسلامية حفاظاً على أصولها وتميزاً بخصائصها والانفتاح على الثقافات الأخرى وإفادتها والتأثير فيها والاستفادة منها بما لا يعارض ثقافتنا.
الدواعي والأسباب :
الإيمان بصحة وثبات أصول الثقافة الإسلامية وتميز خصائصها .
الإيمان بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان .
الإيمان بأن الحكمة ضالة المؤمن فهو أحق الناس بها .
الاعتزاز بالثقافة الإسلامية ومعرفة تاريخها وإيجابيتها في الثبات والتأثير عبر مسيرتها التاريخية الطويلة .
النقد :
الموقف يبرز محاسن الإسلام ويظهر قوة واعتزاز المسلمين به . الموقف يقي من الآثار السلبية للانغلاق أو الذوبان في الثقافات الأخرى. الموقف يتجانس مع موقف الثقافة الإسلامية تاريخياً .
الموقف يظهر العقلية المنهجية الواعية التي تعتمد البحث والتمحيص والاختيار والانتقاء.
الغرب في ثقافته أخذ عن اليونان والرومان والإسلاميين، لقد أخذ الغرب عنا بعض العلوم والمناهج وترك الإسلام عقيدة وشريعة.
بالنسبة لنا ترجمنا علوم اليونان والفرس والهند وأخذنا منها بعضاً وتركنا البعض وعلى رأس ما تركناه الآداب لأنها كانت وثنية .
لم نأخذ الكل ولا تركنا الكل، اليابان في العصر الحديث أخذت النظم السياسية والاقتصادية الغربية لكنها احتفظت بنظامها الاجتماعي والتربوي والإداري،والشركات اليابانية تدار اليوم بطريقة خاصة بعيدة عما في الغرب.
أليس من حقنا أن نقتبس العلوم ونبتعد عن القيم والأفكار والمعتقدات التي لا تناسبنا ؟
يقول محمد الأمين الشنقيطي :
(الموقف الطبيعي للإسلام من الحضارة الغربية- هو أن يجتهدوا في تحصيل ما هو أنتجته من النواحي المادية، ويحذروا من مما جنته من التمرد على خالق الكون جل وعلا فتصلح لهم الدنيا والآخرة، ومن المؤسف أن أغلبهم يعكسون القضية فيأخذون منها الانحطاط الأخلاقي، والانسلاخ من الدين والتباعد من طاعة خالق الكون، ولا يحصلون على نتيجة مما فيها من النفع المادي فخسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين).
يقول ابن تيمية :
فإن ذكر ما لا يتعلق بالدين مثل مسائل الطب والحساب المحض التي يذكرون فيها ذلك الانتفاع بآثار الكفار والمنافقين في أمور الدنيا فهذا جائز.
فأخذ علم الطب من كتبهم مثلاً الاستدلال بالكافر على الطريق واستطبابه بل هذا أحسن لأن كتبهم لم يكتبوها لمعين من المسلمين حتى تدخل فيها الخيانة وليس هناك حاجة إلى أحد منهم الخيانة ، بل هو مجرد انتفاع بآثارهم كالملابس والمساكن والمزارع والسلاح ونحو ذلك .



خلاصة الثقافة الإسلامية

فهم مدلول الثقافة مدخل أساسي لمعرفة الثقافة وما يتصل بها من خصائص ومصادر وعلاقات
:- تعريف الثقافة
:استعملت المعاجم اللغوية كلمة الثقافة بنوعين من الاستعمال
الأول: ماديٌّ محسوس، وأصله الثِّقاف وهي حديدة يقوّم بها الشيء المعوجّ
الثاني: معنوي غير محسوس، وأصله يتصل بالحذق والتعلُّم، كقولهم: تثقيف العقول
أما في الاصطلاح فإن الثقافة مصطلح له تعاريف كثيرة
:والتعريف الاصطلاحي للثقافة الإسلامية هو
جملة العقائد والتصورات، والأحكام والتشريعات، والقيم والمبادئ، والعوائد، والأعراف والفنون والآداب، والعلوم والمخترعات، التي تشكل شخصية الفرد وهوية الأمة وفق أسس وضوابط الإسلام
:من المصطلحات القريبة من مصطلح الثقافة
أ- العلم: ويعرف اصطلاحًا بأنه: هو المسائل المضبوطة بجهة واحدة
ب- الحضارة: وتعرف اصطلاحًا بأنها: كل ما ينشئه الإنسان في كل ما يتصل بمختلف جوانب نشاطه ونواحيه، عقلا وخُلُقا، مادة وروحًا، دنيا ودينا
:- هناك اتجاهان في بيان الصلة بين الثقافة والحضارة
- الاتجاه الأول: يرى أن المصطلحين مترادفان، وأن كلاهما يعبر عن الآخر، وأنه لا إشكال في استخدام أحدهما للدلالة على معنى الآخر
الاتجاه الثاني: يرى أن المصطلحين متغايران ولكل منهما دلالته الخاصة، وهو اتجاه يلحظ أن أصل كلمة الثقافة اللغوي مرتبط بالتهذيب والتأديب، وأنها مختصة بالمعنويات دون الحسيات
خلاصة مصادر الثقافة الإسلامية
:- الثقافة من حيث البحث عن مصادرها لها أطر عامّة وأصول جامعة ترجع إليها وتستمد منها، وتتمثل مصادر الثقافة الإسلامية في خمسة مصادر هي
(القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، والفقه الإسلامي، والتاريخ الإسلامي، واللغة العربية وآدابها)
:من خصائص القرآن الكريم التي جعلته مصدرًا مهمًّا من مصادر الثقافة
أ‌) الحفظ والكمال قال تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"[الحجر:9]، وقال تعالى: "الْيَوْمَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً"[المائدة:3]
ب‌) التوازن والانسجام في خطابه بين خطاب العقل والعاطفة؛ قال تعالى: "قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ"[العنكبوت:20]
:- من خصائص السنة
أ‌) أنها وحي إلهيّ؛ قال تعالى:"وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى"[النجم:3]، والسنة مفسّرة للقرآن وشارحة لمعانيه؛ قال تعالى: "وَأَنـزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نـزلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"[النحل:44]
ب‌) أنها مجسِّدة للإسلام في صورة عمليه حية؛ قال تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ"[الأحزاب:21]
ت‌) تعتبر السنة بمادتها الحديثية مصدرًا عظيمًا من مصادر الثقافة الإسلامية بما تشتمل عليه من منهج صالح لتربية الفرد، وتنظيم المجتمع، وبناء الإنسان، وتشييد العمران
:من سمات الفقه الإسلامي
أ‌) إبرازه محاسن الشريعة الإسلامية وتأكيد صلاحيتها لكل زمان ومكان
ب‌) إبراز الثراء العلمي ومزية الجمع بين الثبات المانع من التميع، والاجتهاد المانع من الجمود والتخلف
ويعتبر الفقه الإسلامي من الروافد الأصيلة للثقافة الإسلامية بما يشتمل عليه من مادة علمية ضخمة، تتناول العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية وغيرها، إلى جانب ما يشتمل عليه من مذاهب الأئمة المجتهدين
:- يعتبر التاريخ الإسلامي مصدرًا من مصادر الثقافة من جوانب متنوعة منها
أ‌) أنه يجسِّد مسيرة الأمة ويبين مدى ارتباطها بمنهجها
ب‌) أنه مسجل وحافظ للمنجزات الحضارية والمسيرة العلمية، وفي صفحاته سير للعلماء وعطائهم العلمي في المجالات المختلفة
ت‌) أنه رصد لتفاعل الأمة مع الأمم الأخرى وثقافتها وحضارتها
ث‌) أنه مجال خصب لمعرفة الدروس والعبر والإفادة منها في الحاضر والمستقبل
:- من سمات اللغة العربية وآدابها
:من أبرز سمات اللغة العربية التي تكشف عن ثرائها كمصدر للثقافة الإسلامية
أ‌) أنها لغة القرآن والسنة، والتي دخلت بالإسلام بلادًا كثيرة، واستوعبت شعوبًا كبيرة
ب‌) أنها لغة ذات أصول وقواعد ثابتة، حيث هي لغة القرآن الكريم الذي تكفل الله تعالى بحفظه على مدى الزمان
ت‌) حيازتها النصيب الأكبر من تدوين التاريخ والأدب وغيرهما من العلوم
خلاصة أهمية الثقافة الإسلامية
- الثقافة هي هوية الشعوب وتراثها وأعظم مقوماتها
- يعتبر الدين هو العنصر الجوهري للثقافات، وهو المكوّن الأساسي لهويّة الشعوب
- تعتبر الثقافة بمفهومها الشامل الإطار لطبيعة الحياة الاجتماعية
- تشكل الثقافة الإسلامية العمق التاريخي للشعوب الإسلامية، وهو عمق يتجاوز بعثة النبي محمد صلى الله عليع وسلم إلى أبعد من لدن إبراهيم عليه السلام
- تتمثل فائدة الارتباط بالثقافة الإسلامية في أنها تقوِّي الثقة بالنفس وتعزز الشعور بالقوة والإيجابية
:- للثقافة الإسلامية في مسيرتها التاريخية تميز من وجوه عدة منها
أ‌) رفعة المثل والقيم الحضارية
ب‌) ثراء الحضارة الإسلامية في المنجزات العلمية والأدبية
ت‌) استفادة الحضارة المعاصرة من الحضارة الإسلامية
ث‌) وجود المقوِّمات المنهجية والمعنوية للنهضة الحضارية في الثقافة الإسلامية
:- للثقافة القدرة على بعث التفاعل الواقعي وذلك لأسباب تتمثل فيما يلي
أ‌) الأسس والقواعد المنهجية الثابتة للثقافة الإسلامية
ب‌) الرصيد المعنوي الهائل في نسيج الثقافة الإسلامية
ت‌) التجارب الحضارية الممتدة عبر القرون والمنتشرة في أنحاء شتىّ من البلدان
ث‌) وجود منهجية الإبداع والتجديد وضوابط الاجتهاد الذي يحقق المرونة
خلاصة علاقة الثقافة الإسلامية بالثقافات الأخرى
يمثل الدور الخارجي للثقافة الإسلامية وموقفها من الثقافات الأخرى أهمية خاصة عند البحث في جوانب الثقافة الإسلامية، إذ إننا نعيش عصر انفتاح الثقافات والتقائها ببعضها البعض، وذلك يفرض على كل أمة أن تكون لها رؤيتها الواضحة وأسسها السليمة في مواقفها وتعاملها مع الآخرين
- هناك صور تمثل ضعفًا في حضور الثقافة الإسلامية، وتلك الصور تتعلق بدور حَمَلَة الثقافة أفرادًا ودولاً ومجتمعات ولا تتعلق بذات الثقافة الإسلامية نفسها؛ فهي :قوية بأصالتها وخصائصها، وتتمثل صور ذلك الضعف فيما يلي
أ‌) الجهل وضعف اليقين عند كثير من المسلمين في المعرفة بالإسلام
ب‌) الاختلاف والفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية
ت‌) الضعف العلمي والتقني
:- عند الحديث عن الواقع المعاصر يبرز حضور الثقافة الغربية وثقلها الكبير وانتشارها الواسع وهيمنتها التي نتجت عن أسباب كثيرة منها
أ‌) التقدم العلمي والتقني وامتلاك أسبابه وأدواته
ب‌) القوة الإعلامية وقوة الاتصال وتسخيرهما بما يخدم أغراض الثقافة والحضارة الغربية
ت‌) القوة الاقتصادية والعسكرية وما لهما من دور كبير في فرض النموذج الثقافي
- إن استعراض مصادر قوة الدول الغربية وامتلاكها لأسباب فرض إرادتها ونموذجها ليس الهدف منه بث روح اليأس في النفوس، وإنما الهدف منه استنهاض الهمم للحاق بركب الأمم المتقدمة
:يتمثل موقف الثقافة الإسلامية من الثقافات الأخرى في مواقف أربعة كما يلي
:أولاً: موقف الرفض والمقاطعة بدعوى
أ- بطلان وفساد كل ما عدا ثقافة الإسلام
ب- تأمين الثقافة الإسلامية من دخيل الثقافات الأخرى
:- نقد الموقف السابق وذلك من عدة وجوه
أ‌) أنه موقف لا يتفق والأصول الإسلامية الداعية إلى أخذ الحكمة والمصلحة التي لا تعارض الدين
ب‌) أنه موقف يحول دون توضيح صورة الإسلام والتعريف به والدعوة إليه؛ بل قد يكون سببًا في تقديم صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين
ت‌) أنه موقف يتنافى وتاريخ الأمة التي تعاملت مع كثير من ثقافات الأمم والشعوب وأثرت فيها واستفادت منها
ث‌) أنه موقف غير قابل للتطبيق في عصر الانفتاح والاتصالات
:ثانيًا: موقف القبول والانفتاح الكامل والذوبان في بحر الثقافات الأخرى لدواع منها
أ‌) الانبهار بالحضارة الغربية وما فيها من رقيٍّ ماديّ
ب‌) الافتتان بما فيها من شهوات ومغريات
ت‌) التأثر بفكر وفلسفة الغرب
ث‌) الانقياد للتوجهات الأجنبية بهدف تحقيق المصالح الشخصية
:- نقد الموقف السابق
أ‌) أنه موقف مخالف لأصول وثوابت الثقافة الإسلامية
ب‌) أنه يؤدي إلى مسخ الأمة وتشويه حضارتها
ت‌) أنه يدعو إلى الانحراف الفكري والانحلال الخلقي بما يؤدي بدوره إلى ضعف الأمة وهدم كيانها
ث‌) أنه يتناقض والنهضة التي بدأت تدب في الأمة
:ثالثًا: موقف التقريب والتلفيق بين الثقافة الإسلامية والثقافات الأخرى
:- دواعي الموقف السابق وأسبابه
أ‌) الحاجة إلى مواجهة المستجدات والتكيف معها
ب‌) الرغبة في إثبات أن الإسلام دين عصري حضاري
ت‌) الجهل بالإسلام وعدم معرفة ثوابته وحقائقه
ث‌) الشعور بالضعف والهزيمة أمام الثقافات المعاصرة
:- نقد الموقف السابق
أ‌) موقف فيه خلل ونقض لأصول وثوابت الثقافة الإسلامية
ب‌) موقف يصوّر الثقافة الإسلامية بصورة الضعيف الناقص، وهو تصوير يتعارض وعظمة الإسلام وعزة المسلمين
ت‌) موقف يجعل من ثقافة الإسلام تابعًا للثقافات الأخرى
رابعًا: موقف التميز والاستفادة: وذلك بالحفاظ على أصول ثقافة الإسلام وتميزها والانفتاح على الثقافات الأخرى والإفادة منها والتأثير فيها
:- دواعي الموقف وأسبابه
أ‌) الإيمان بصحة وثبات أصول الثقافة الإسلامية
ب‌) الإيمان بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان
ت‌) الإيمان بأن الحكمة ضالّة المؤمن
ث‌) الاعتزاز بالثقافة الإسلامية ومعرفة تاريخها وإيجابياتها
:- نقد الموقف السابق
أ‌) موقف يبرز محاسن الإسلام ويظهر اعتزاز المسلمين به
ب‌) يقي من الآثار السلبية لظاهرتيْ الانغلاق على النفس والذوبان في الآخر
ت‌) أنه يتفق وتاريخ الأمة الذي افلام اون لاين يحكي تفاعلها مع الآخر وتأثيرها فيه وإفادتها منه
ث‌) يمثل العقلية الواعية التي تعتمد على البحث والتمحيص والاختيار والانتقاء
ج‌) يتطابق ومواقف الكثير من الثقافات التي تتفاعل مع غيرها فتؤثر وتتأثر

 

بونبوناية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 13-09-2017, 08:31 PM   #7

بنت ناس وقلبي ألماس

الصورة الرمزية بنت ناس وقلبي ألماس

 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
كلية: كلية الاقتصاد والادارة
التخصص: "~M.I.S~"
نوع الدراسة: عضو هيئة تدريس
المستوى: متخرج
البلد: جــــدة
الجنس: أنثى
المشاركات: 12,483
افتراضي رد: محاضرات الثقافة الإسلاميه انتساب خطه (ب)

الله يعطيك العافية

 

 

.......
"سبحان الله و بحمده, سبحان الله العظيم"

"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"
...
عندما نعيش لنسعد الآخرين،

يرزقنا الله بآخرين ليُسعدونا،

فابحث عن العطاء لا الأخذ !!!

فكلما أعطيت كلما أخذت دون أن تطلب




...
~ّ مواضيع قد تهمك ّ~











.......

 

بنت ناس وقلبي ألماس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 17-09-2017, 07:41 PM   #8

Dream_Big

جامعي

الصورة الرمزية Dream_Big

 
تاريخ التسجيل: Sep 2017
كلية: كلية الآداب والعلوم الانسانية
التخصص: English literature
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الأول
البلد: جــــدة
الجنس: أنثى
المشاركات: 12
افتراضي رد: محاضرات الثقافة الإسلاميه انتساب خطه (ب)

الله يعطيك العافيةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

Dream_Big غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 07:04 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2024