إلى من يبحث عن النغمات

[ولـــ جدة ــــد]

أخواني و أخياتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ....

فحديثي معكم في هذه المشاركة عن النغمات وما أدراك ما لنغمات . ذلك المنكر الذي تساهل فيه وللأسف الكثير منا فأصبحت شغله الشاغل يبحث عن الجديد منها وينشر ما عرف عنها .. فبعد أن كسب إثمها لم يكتفي بذلك بل جلب لنفسه ذنوب غيره وغيرهم ممن تصل إليه هذه النغمة إلى يوم القيامة ... ويأتي الواحد منا بحسنات كالجبال وهو فرح بها ويرى على الجهة الأخرى فإذا بسيئات كالجبال بسبب ذنوب غيره فيطغى ميزان سيئاته على ميزان حسناته فيلقى في النار قد يقول البعض كل هذا بسبب النغمات نعم أحبابي فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في معنى الحديث مثل من يستهين بالذنوب الصغير كمثل قوم نزلوا بطن وادي فأتى هذا بعود وهذا بعود حتى جمعوا ما يشعلوا به نارهم نعم فالصغائر وإن تساهلنا بها تجتمع على الشخص حتى تهلكه ...
أحبابي والله ما جعلني اكتب هذه الكلمات إلا حبي لكم وحبي لكم ما أحبه لنفسي من رفعة في كل شيء والترفع عن ما ينقص الشخص في عين الله وعيون الناس .........

ترى أخواني ما هو موقفك وأنت جالس في أحد المجالس التي فيها الكبير والصغير ورنت نغمة جوالك الموسيقية بينهم ترى ما هو موقفك والكل ينظر إليك .........

والأعظم من ذلك كله عنــدما تكون واقفاً بين يدي العزيز الحكيم سبحانه وتعالى موقفاً ينبغي أن يكون فيه العبد ذليلاً خاشعاً يتدبر آيات الله ... مقوياً صلته به سبحانه فالصلاة صلة بين الله وعبده يدعوه ويرجوه ويسبحه ويحمده ......... وفجأة تظهر لك هذه النغمة الموسيقية ترى هل يسرك هذا الموقف ... هل تعلم أخي أن للمؤمن وقفتين بين يدي ربه فمن احسن وقفته بين يديه في الدنيا في صلاته احسن وقفته بين يديه يوم العرض الأكبر عليه سبحانه ...
هل تعلم انك تشوش على غيرك من المصلين خشوعهم في صلاتهم وربما دعا عليك بعض المصلين دعوة توبق دنياك وآخرتك ...

اخوتي أما آن لنا أن نرقى بفكرنا واهتماماتنا وتكون الجنة همنا ومقصدنا والعمل على رضى الله غاية مرادنا ... و لا بأس بالترفيه عن النفس والاستمتاع بما هو مباح لنا ... ولكن بحدود ما أحل لنا ولكن متى ما علمنا حرمة عمل نقوم به نقف ونحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ...

أخواني وأخواتي ألم تشتاقوا إلى الجنة وإلى رؤية وجه الرب سبحانه وتعالى .... لنفكر سوياً في حالنا مع الله وهل عملنا يؤهلنا لدخول جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .... نعم للمتقين جعلني الله وإياكم منهم آمين ....

الجنة .... هل تخيلت يوماً الجنة ... هل تخيلت ملكك فيها ... هل تخيلت سعادتك عندما تكون من أهل الجنة ..... وترى مقعدك من النار لو أنك عصيت الله ولكن منَ الله عليك ورحمك وأدخلك فسيح جناته ولكن ......

نعم اخوتي تخيلوا وقفتكم بين يدي الله سبحانه وهو يقول عبدي أتذكر ذنب كذا وكذا فتقول نعم ربي فيقول سترته عليك في الدنيا وسأستره عليك في الآخرة.... أخواني وأخواتي حاسبوا أنفسكم وابكي وإن لم تبكي فتباكي على ما ضيعت من عمرك مفرطاً و غافلاً عن الله ففي الوقت متسع والله لا يجمع لعبد خوفين ولا أمنين فمن خاف الله في دنياه أمنه في آخرته ومن أمنه في دنياه خافه في آخرته ... فلنخش الله ونرجوه ونتوسل إليه سبحانه عله يرحمنا ويعطف علينا فهو الغني عنا سبحانه ... والله يفرح بتوبة عبده .... نعم فسبحانه يفرح بتوبتنا قال صلى الله عليه وسلم ( والله، لله أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل كان في سفر، في فلاة من الأرض، فأوى إلى ظل شجرة فنام تحتها، واستيقظ فلم يجد راحلته، فأتى شرفاً فصعد عليه، فلم ير شيئاً، ثم أتى آخر، فأشرف فلم ير شيئاً، فقال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأكون فيه حتى أموت، فذهب، فإذا براحلته تجر خطامها، فالله أشد فرحاً بتوبة عبده من هذا براحلته ) حديث صح
وقوله صلى الله عليه وسلم ( يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب إلي شبراً، تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعاً، تقربت إليه باعاً، وإن أقبل إلي يمشي، أقبلت إليه أهرول ) حديث صحيح ..

عذراً على الإطالة ولكن هي كلمات احتسب بها وجه الله وأعلم اني لست بخيركم ولا أفضل منكم والله وحــده يعلم بالحال ، ولكن من باب التواصي على البر والتقوى ...