تناهيد قلم

[نور دربي]

وبعد!

فقد استيقظْ جسدي من بينِ ركامِ الموت ...
رائحة تراب الماضي أعمتني لأن أبصِرُ حياةً أتنفّسُ أريجها من جديد ..

بصدري حريق واسعٌ مداهُ ..
كإتساعِ الغاباتِ المُظلمة ..
أعدمتني تلك الذكريات التي علِقت حبالها بعُنقي على أشجارها العاريّة ...
أعدمتني أنت .. كثيراً ..
وانا ارتدي ثوباً ابيضاً جميلاً ..
كرهتُ كل الضمائر التي تخاطب رجلاً ..
كرهتُ أن أرتدِي خاتماً يتلألأُ حزناً بين إصبعيّ ..
وكرهت انّ اغرق في بحار الاقدار القاسيّة بمفردي من جديد ..
وفي نهاية المطاف أجدك سدّاً منيعاً لا تغادرني خباثةُ إبتسامتُك الصفرّاء ..

فحضنت يديّ ملامِحي ..حتى تسيل الدموع خوفاً من ظلمك ..

وفتشتُ بحرقه بين سماء حياتي التي تسود طرفاً منها غموضك القاتم ..
عن "من انت" ؟
و ماذا تريد مني ؟!

غرقتُ بين بحارك التي لا تهدأُ شرّ رياحها ..
فيكفي .. أن ترحل الى جحيم لا يرحم جسدك ..
إلى عالمٍ مظلمٍ يليقُ بأن تعيش فيه ..

إلى اخر مدى تغوصُ فيه بُعداً ..

والى اخر مدى مُشرق أجِدُ فيه أمي و أبي .

ليستقر بينهما فؤادي أخيراً .