السعادة بين الحقيقة والخيال

[شنبو]

بسم الله الرحمن الرحيم

السعادة حقيقه ام خيال

حينما نتكلم عن اسعادة فلا شك اننا نتكلم عن امر يبحث عنه الانسان مذ ان سكن هذه الارض فاصبح الانسان يبحث عن كل المسببات التي قد تجعله سعيدا وهنا يطرح سؤال ماهي الاسباب التي تجعل الانسان سعيدا وهل هناك سعادة اصلا مطلقه وبالمقابل بعض اناس لا يستطيعون ان يحصلوا عليها يكونوا بؤساء اشخاص ينجبون ابناء واشخاص لا ينجبون ناتج عقم او ماشابه اشخاص يولدون اغنياء واشخاص يولدون فقراء وهل القانون الرباني يظلم ويفرق بين الناس ؟؟
(تعالى الله عما يقولون)
ان الانسان منذ قديم الزمان وضع اسباب شكليه لسعادة وتداولوها الناس الى يومنا الحاضر وللاسف انها لاتمت لسعادة بصله حتى اني لا ابالغ حينما اقول ان الرسول والانبياء وضعوا لنا الاسباب وحاولوا ان يصححو مفاهيمنا لسعادة الحقيقيه وبالتاكيد كانت هذه احد رسائلهم الساميه وهنا لا اقصد فقط السعادة في الحياة الاخرى وانما السعادة في الحياة الدنيا
لنحاول اولا ان نفك لغز هذا الامر المحير ولنحاول ايضا ان تضع بعض مفاهيم الناس لسعاده
لاشك اننا حينما نتكلم عن السعادة فأول شي وضعه الانسان سبيل لسعادة هو المال والقوه ولهاذين السببين مات كثير من الناس وشردو وانقطع رزقهم وفرق بينهم بسبب الحروب احد اهم هذه الاسباب والسلب والنهب والسرقه والتسلط وووو إلخ
وهنا سؤال كبير هل السعادة تاتي على حساب الاخرين وبمعنى اوضح هل سعادتك انت تاتي على حساب شخص اخر اي كل سعيد يقابله شخص تعيس في هذه الدنيا لان من الاستحاله بمكان ان يكون الناس كلهم اغنياء او الناس كلهم اصحاء
ثم نطرح سؤال اخر مامعنى التعاسه مامعنى الشقاء اعلم عزيزي القارء التسائلات ستوضح بعد قليل ما نبحث عنه هنا
لناخذ مثل شخص لديه المال الوفير والسلطه المطلقه لكن هذا الشخص يعاني من مرض ما فهل نقول هنا انه سعيد ؟؟ ولنفرض جدلا ان في المقابل شخص لديه نفس الصفات مال وسلطه لكن يعاني من مرض اشد من الاول فهل هو اقل سعادة من الاول؟؟
بكل تاكيد المفهو الانساني الخاطأ في هذه الحالتين سوف يقول ان الاول سعيد بنسبة معينه والاخر سعيد بنسبة اقل اي ان السعادة نسبية هنا ولماذا هذا التفاوت هل بسبب المرض؟؟ وهل المرض نوع من انواع التعاسه او الشقاء اصلا!!!!! فكل ما ارتفع المرض وزاد زاد الشقاء وكل ماقل المرض قلت التعاسه
وماذا لو قلنا ان شخص سليم ومعافا لكن لا يجد المال ولا السلطه فهل هو سعيد ام غير ذلك؟؟
ام ان السعادة لها اوجه عده ويختلف مفهوم السعادة من شخص الى اخر فالوظيفه نوع من انواع السعادة لشخص ما بينما لا تشكل شي للاخر والزواج والسيارة والبيت والمال والاهل والبنون والصحبه وووووو
وهل التعاسه وهي نقيض السعادة هي فقر ومرض وجهل وعقم وتخلف وعوز وحاجه
في حقيقه الامر ان كل هذه الامور لاتسبب السعادة ولا تسبب التعاسه نعم هي كذلك
السعادة عزيزي القارئ هي الرضاء باختصار فالمال لا يشكل شي حينما لا يتبعه الرضاء وكذلك المرض لا يشكل اي عائق حينما يتبعه الرضا
خذ على سبيل المثال ملياردير يتبرع بثروته لجمعية خيريه !!!!!!(كأنك يابو زيد ما....) ملياردير يتبرع بربع ثروته لمشروع خيري لماذا لنقص حاد بالرضا الذاتي وهذه الافعال تسد ذلك النقص
كذلك هناك اناس يدفعون ثمن صحتهم بجلب المال ثم تجدهم في نهاية المطاف يدفعون تلك الاموال لسترداد صحتهم وقوتهم لماذا لان هناك اختلال كبير في مفهوم الرضاء لديهم
وايضا هناك اناس فقراء ومرضى وتجدهم اسعد الناس هو الرضاء عزيزي ليس إلا
وهذا قمت العدل الرباني لان هذه الصفه يستطيع كل انسان ان يمتلكها بسهوله وبيسر فلا تحتاج واسطه ولا شفاعه
يحكى انه هناك رجال ثري جدا جدا ذهب هذا الرجل لنهر فوجد شخص معه مركبه الصغير والمتهالك فستاذنه الرجل الثري هل يمكنني ان اركب معك فقال طبعا فركب ذلك الثري واثناء تجولهم بالنهر سأل الثري صاحب المركب ماذا تشتغل قال لا شي فقط اجمع السمك كل يوم ونأكل منه فستغرب الرجال قال أليس لك احلام الا تريد ان تكون غني ولديك مال فقال ذلك الفقير ثم ماذا قال ثم تشتري لك مركب جيد وبيت جيد قال ثم ماذا قال تسافر لكل مكان تلبس اجمل ملابس قال الفقير ثم ماذا فغضب الغني وقال تكون سعيدا مرتاح فاجاب ذلك الفقير افعل كل هذا حتى اكون سعيدا انا الان سعيدا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فلا تجعل حياتك لجلب المال والثراء او السلطه على حساب الرضاء اجعل الرضاء فقط هو اساسك وما اتى معها خير سواء اتى مال او مرض عوز او غنى فقط الرضاء والتمتع بما لديك وهنا استطيع ان اقول انك اسعد انسان في هذه المعمورة
وتذكر دائما قول الله تعالى في الحديث القدسي ((انا عن ظن عبدي بي فليظن بي مايشاء)) وهنا الظن لا ظن الشك والريبه ولكن المقصود بالظن هو اليقين فحينما تتيقن بان الله سيجعل امورك كلها خير فهذه قمت السعادة والرضا فان اتى المال كان خيرا لك وان اتى مرض وعلمت انه تكفير وتمحيص كان خيرا لك

هذا هو الرضا اذن هذه هي السعادة

[عبدالله بن سليمان]

السعادة يبحث عنها الإنسان دائما في كل نواحي الحياة

بعض الأحيان نفكر أن السعادة بأن يكون الإنسان غني أو صاحب منصب عالي

وبعض الأحيان نشوف إنسان فقير على قد حاله ونفكر أنه سعيد ومرتاح بالدنيا

السعادة بالدنيا ماتدوم تمر على الانسان يوم مثلا او ساعه وتروح

والدليل

قول الله سبحانه وتعالى:(خلق الإنسان في كبد)

الراحة والسعادة بالدار الآخرة

في جنة الخلد عند مليك مقتدر سبحانه وتعالى

اللهم أرزقنا رضاك والجنة يارب العالمين