::] يَآمَا فِي السجونِ مَظآليم ! [::

[* تركي *]

/



لآ تَظلمنّ إذآ مآ كنت مُقتدراً
فـ الظلم آخره يأتيك بـِ الندمِ
نآمت عيونك وَالمظلوم منتبه
يَدعو عليكَ وَعينُ الله لم تنم

،

- هي قصة مِن قصص الحَيآة القآسية. أَشبه مَآ تكون وآقعية لـ أني وَحتى اللحظة لآ أستطيع استيعابها. سـَ أحكي الجزء البسيط منها ، الجزء الذي أريد أن أتحدث عنه بـِ كل قهر وَ ألم.

،

- اتَصلت عَلي أختي وَ أنآ فِي عمقِ درآستي وَ قآلت : " تركي كَلم السوآق وَ أوصف لَه مَكآن مركز شرطة العَزيزية " ، تركت القلم وَ كأنّ قلبي سقط من هوة سحيقة وَ قلت لها بـ كل هدوء وانفعال معاً : " ليه وش صآير ؟! " ، قآلت : " أخلص علي يـ تركي ! " ، قلت لها : " طيب ". وَ قفلت.

- نَزلت تحت بـ بآلي أسبق السوآق على هناك. لكن المفآجآة حَصلت أختي بـ غرفتها جآلسة. لعلّ رؤيتي لها خفف عني الكثير وَ كأني لطمتُ بها شيطآن الوسوآس الخبيث. قلت لها : " انتِ هنا ! ، أجل وشو له رآح السوآق ؟! ".


البدآية

- لنآ في حآرتنآ جيرآن. الأب صَآر له حَآدث منذ زمن بعيد وَ تلف بذلك جزء من إدرآكه فـ أصبح لآيعي شيئاً رغم صحة حالته الجسدية ونشاطها. ، وهكذ عرفناه من مدة ، حَتى أني لآ أذكر متى آخر مرة هآوشنآ على لعب الكرة عند بآبه. الأم لآ أعرف عنها شيئاً سوى أنها كانت تحرجني دوماً عندمآ تسألني وَهي خآرجة من البقآلة : " كيف حآل صآلحة ؟ عسآهآ طيبة ؟ " وَ تنطق اسم أمي أمآم العيآل وَ أنا الطفل الي مسوي فيها غيور. الأولاد هم ثلآث ، أكبرهم كنت أخشى منه عندما ينفث دخآن سيجآرته علينآ و يحكي لنا حكآوي المهآيطين ، وَ أوسطهم لآ أعرف عنه شيئاً سوى بعضٌ من كلمات أوصاف أخي الكبير إذ أنه يصفه بـِ " غريب الأطوآر ". أمآ أصغرهم فـ هو طيب جداً ولكن بـ ضعف. أصغرهم عمره حوآلي 40 ، يعني هذول يفترض يكونوآ " آبآء " قبل لآ يكونوآ أي شيء آخر. لديهم أختين ، الأولى زميلة وَ صديقة أختي الكبيرة - وهي صآحبة القصة - واجعلوني أسميها منيرة ، وَ الثآنية لآ أعرف عنها شيئاً.

- حقيقة لآ أستطيع حصر البدآية في سطرين. فـ هي علاقات عآئلية قديمة وَ تطورآت وَ موآقف وَ مصآعب كلها أدت إلى النقطة التآلية وَ اجعلوني أسميها النهآية.

النهآية

- عندمآ رجع السوآق من الشرطة. أخيراً نطقت أختي بعدما كنت متسمراً أمامها لـ مدة سآعتين أو يزيدون. وَ قآلت : " رجعت منيرة حَصلت بآب عمآرتهم مقفل وَ أخوها - المخيس - لآ يريد أن يدخلها و قال لها ابحثي عن مكانٍ آخر. اتصلت علي منيرة وَ شجعتها تروح لـ الشرطة لـ تشتكي إذ أن هذا البيت بيت أبوها ولها كآمل الحق فيه. ذهبت منيرة إلى هناك وَ إذآ بـ الطآمة تحصل أخيها هناك ، بل وَ الطآمة الكبرى ليس أخيها فـ حسب ، بل أمها أيضاً !! ، بـ اختصآر ضربني وَ بكى سبقني واشتكى !. ادّعت أمها أن بنتها فيها وَ فيها وَ فيها وَ فيها. أدخلها الظآبط إلى التوقيف مباشرة ، لأن الدعوة دَعوة عقوق وَ أتت من أحد الوالدين.

- قلت لها : " لعنة الله عليهم ، بس في نقطة وحدة شلون الأم تسوي كذه بغض النظر عن مصداقية دعوتها وكلامها ، الأم تسوي كذه في بنتها !! ، يمكن حد من أولادها ضغط عليها ؟! " قآلت لي : " أبداً اهي بـ محض إرآدتهآ ! ".

- أختي قرصتها الحيآة جيداً لـ تعلمها كيفية التعامل مع الثقوب الموجودة في نظآمنآ القضآئي الذي يقآل عنه - اسلامي - وَ هو بكل صرآحة بعيد عنه. وَ لعلّ هذا هو الشيء الوحيد الذي أعلق آمآلي عليه. قلت لها : " طيب وَوش بـ تسوي منيرة هـ الحين ؟! " قآلت : " وَالله لآ أشمم أخوآنهآ الترآب " قلت لها : " تحسبين أبوي بـ يخليك تتدخلين في أمور غيرك وهو الحريص جداً على التحفظ ؟! ، تدرين أنآ معك معرّفك وَ محرمك ووين بـ تروحين رجلي ويآك طالما إن السآلفة فيها نصرة مظلوم "

- نظآمنآ القضآئي البآهت يقول ( إذآ أقآم أحد الوآلدين في مراكز الشرطة بـ ادعآء عام على أحد الأبنآء ، فـ يتم احالة المدعي عليه إلى التوقيف مبآشرة بدون سمآع أي أقوآل ، ثم يُحآل إلى هيئة التحقيق وَ الإدعآء العام الذي تقوم بدورها بـ نقل المدعي عليه إلى السجن العام ، وَ حتى يتم تحديد جلسة مع القآضي وَ إحضآر كآمل الأطرآف لـ التحقيق وَ إصدآر الحكم النهآئي ).

- في صَبآح اليوم التآلي ، ذهبنآ إلى هيئة التحقيق وَ الإدعآء العآم. قبل لآ تُنقل منيرة إلى هنآك وَ إلى السجن العآم. قلنآ لعلنآ نسبقهم بـ خطوة وَ نستفيد. دخلنا على الشيخ وَ لـ أول مرة من بين عشرآت الشيوخ الذين دخلت عليهم ، أرى هذا متعاون جداً فـ قلت بـ قلبي " لعلّ هذه إحدى بوآدر النصرة ". طبعاً أي طرف محآيد مآ يدخل عند القآضي أبد ، لذلك عرف على طول إن الي بـ تتحدث اهي أختي و انه أنآ مجرد مُعرِّف وَ محرم لها. المهم تحدثآ كثيراً إلى أن استطعنا إقنآع الشيخ بـ أن دعوتهم دعوة كيدية وَ من الضروري إطلاق سرآحهآ ، وَ لكن اشترط علينا بـ وجود كفيل ، يعني مآ رآح يخرجها إلآ لمآ يجي حد يكفلها من محآرمهآ. وَ لـ الأسف محدن لها إلآ أخوآنهآ !! وهم أصحآب اللعبة ذي كلها أسآساً !!.

- الآن تجلس منيرة بـ السجن العآم لـ يحين الموعد. وَ بين الآن وَ حتى آنذآك ، سـ تدعي منيرة كثيراً إذ أنّ دعوة المظلوم مستجآبة ، وَ لكن لها قلبٌ رقيق إذ تقول لـ أختي وَ هي تبكي " شلون أدعي علي أمي ؟!! "


توضيح

- ترآكمآت الموضوع القديمة ، اهو إن منيرة اهي الي شآيلة أمهآ وَ أبوهآ وَ تصرف عليهم وَ تحقق مشآربهم وَ طعآمهم. وَ أخيهآ الكبير لآ يزورهم إلآ بـ المنآسبآت ، وَ الأوسط سآكن معهم ولكن بـ تنكيد ، وَ الأصغر مبتعث خآرج المملكة. هنآك الكثير من التفآصيل والتي والله يشيب بها الرأس !.

بوآدر أمل

- كلمت أختي مكتب رئيس هيئة التحقيق وَ الإدعآء العام. وَ تم التعاون معنا ، لـ ننتظر يوم السبت.

،

- أود أن أنآقش معكم نقطتين :-


1- ليه القضآء يسجن المدعي عليه مباشرة بدون أخذ الأقوآل بـ مجرد إن المدعية الأم ؟! ليه هـ القآنون مبني على العقوق ، يعني مآفيه جحود ؟!! "


2- لمآذآ من الصعب جداً وَ من المعقد جداً هو التعامل مع المرأة دآخل أزقة أماكن القضآء ؟! لمآذآ لآ بد من معرّف وَ محرم وَ شآهد وَ مؤكد ومدري وشو ، كل هذا لـ أنّ المرأة شهادتها بـِ رجلين !! مآهوب هكذآ الدين يـ عآلم !!




::

وَ ظُلم ذَوي القُربى أشد مضآضةً
عَلى النفسِ من وقعِ الحسآمِ المُهندِ