InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > جـنـة الـحـرف > زوايا قلم
   
   


بجوَارِ المدفَــأة ..

زوايا قلم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 17-03-2012, 10:29 PM   #11

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي تعاتبني في الشتاء .. !!





في ليلة شتوية يلفّها السكون
والبدر فيها يرقب الكون الفسيح

أتتْ طارقة جدار فكري
طرقات خفيفة لها وقع خاص فأيقظت قلبي من غفلة
نسجتها خيوط الدفء والدَّعة والأمان والسلام

أتتْ طارقة تُذكِّرني بسطوة تتكرر عليهم كل عام
فحملتني بفكري لأرى وأسمع

فرأيتُ أرواحاً من رماد تلتحف العراء !
تتوسد الجليد !
تتستَّر بأسمال بالية تواجه بها سطوة الشتاء الموعودة !
وأدمعاً للأسى تعصرها فرائص مرتعدة ماكفَّت لحظةً !

بقايا أخشاب متكسرة مهترئة هي كل مسكنهم !

نار للدفء غارت في الجليد
فلم تحتمل أنفاس الشتاء الباردة !

فانهارت الروح وأطرق الرأس
وخلع القلب رداء الغفلة ..


فالأم هناك تتمتم تستجدي الرحمة
ذابلة الروح
غائرة العينين
تائهة النظرات
حائرة الأدمع
أتسكبها أم تمسكها على هون
فتُلهب صدرها ببركان للأسى والحزن
عجزت أكوام الجليد حولها عن إخماده !
محتضنة صغيرها
علَّ الدِّفء يسري من بقايا خرق بالية ترتديها
فتدفئ جسمه الصغير الذي عانى من تشققات وجروح حفرها برد الشتاء
فضاعت ملامحه !

وتلك هناك أدرتُ رأسي بحسرة نحوها
فأشاحت بوجهها عني تعاتبني !
بعدها عاودتْ النظر إلي بحنان ولون الأسى لونها :
أتمنى وأتمنى ولكن ...
سامحيني ..

هي فتاة ..
ولكنها حسرة تجرَّعتها !
ومصائب أفجعتها !

وصبية وفتيات صغيرات هناك تتوق للعب
ولكنها عاجزة!
جمَّد برد غارس أركانها
فكأنه يجلد أجسادها فلا تقوى على الحراك !


وذاك الأب المسكين هناك عند جذع الشجرة
تهزه رياح الشتاء الباردة
ويهزه الذل والحزن معها ..

يتأمل ويحكي صامتاً لها
فهي رفيق دائم حضوره في الشتاء ..

أسرة مزقتها يد العوز والقهر
يرسل للكون صرخات صامتة
لاتسمعها إلا أذن قلب رحيم
فترفع أكُفّاً للجليل
اللهم نصرك لإخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان


وهذا هنا وتلك هناك
نار ملتهبة قهراً
جرح مُتفتِّق
أنة مُوجَع
تباريح للعناء
بكاء للبكاء
ألم نابض ..


هم قلوب راضية ..
لكنها دعوة صادقة من قلب صادق
تتبعها معونة قادر
هي أقصى حلم لهم في الشتاء ..

فيارب فرِّج كربهم ..
وكن عونهم ..




بقلم : *عزي إيماني* نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة





 

توقيع حلمي سيتحقق  

 






أشلاءٌ متنآثره هنآ و هنآك ..
قلبٌ يكآبر شعور الودآع .. وحتى أخر لحظه يكف دموعه ،
رحيلٌ دون موعد ..




 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 17-03-2012, 10:40 PM   #12

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي رد: بجوَارِ المدفَــأة ..





شيء ما وخزني..
الأطراف ترتعد..الأعضاء ترتعش..
العيـن تختلـج..والدموع تفترش..


جلستُ القرفصاء..
اسندتُ رأسي على ركبتاي..
ويداي تحكم حلقة حول رجلاي..
تلتقي الاصابع فتعانق بعضها..
بفرقعـة خوف..
وأنين جوف..!


الرماد غطّى المكان..
الهدوء وازا الأركان..


الهيمنة جادت..
والأنّات زادت..


رفعتُ رأسي إلى السماء..
تنفست الصعداء..


نفثتُ بعمق على الرماد..
فتشتت ذراته بالهواء..

كثاقتـه جلببتني..
وذراته أقذت عيني..


حاولت ابعادها..
لكنها تتوغل بسهوله
إلى حيث النقـاء..!


وميض أمل يشع ببن الرماد..
وبسمة فاه ترتسم..


الخير كثير..
والحرف كبير..


أيقنـتُ أن :
الرماد للحرف جـواد..!
وكناية لعطاء المداد..!



بقلم : معنى الحياة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 19-03-2012, 07:40 AM   #13

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي " ضي "




مكتب سنديان عتيق ..
زجاجة حبر فارغة …
و باب نصف موصد ..
المطر في الخارج يضرب الأرض بعنف.
نمت حول جسدي خيوط العنكبوت ..
و يدي تمسك بشظايا جرح قديم ..

دقات الساعة الرتيبة ، تتسابق للثانية عشرة ..
بينما النوم يأخذ طريقه إلى كل شيء سواي ..

كحداء حزين .. عادت الذاكرة ، تستجدي الذكريات الألم ..
تلك الذاكرة التي ما فتئتُ أجرها لأزقة حي مطمور تحت تراب الزمن ..
حيث كان النزف الأول ..


* * *


كنت أغادر عامي الثالث عشر ، حينما سمعتُ صوت أمها صارخا، قبل أن يولد الفجر بساعات قليلة ..
علمت ُ صباحا ، أن جارتنا أم البنين العشرة، قد أنجبتْ أخيرا .. بنت .

عُرفا ، لم تكن سوى ابنة لجيراننا ، لكني أحسست بها شيئا آخرا .. شيء مختلف ، كنتُ أبرر لنفسي هذا الأمر كوني وحيدا بلا أخوة ، لكني اكتشفت (متأخرا) أن هذا السبب لم يكن سوى أرض هشة ، تهاوت على حين غفلة من تحتي .
سألت أمي أن أذهب معها ، ثم انتابني شعور أني سألتها أمرا منكرا ، فأردفت قائلا :
لم أر في حياتي مولودا يا أمي ..
ضحكت .. و سمحت لي بمرافقتها ..


* * *


قلت لأم سعد :
سموها (ضي) ..
حينما أخبرتني بأنهم لم يختاروا لها اسما بعد ، لم أسمع بهذا الاسم من قبل ، لكنه جاء على لساني في تلك اللحظة فقط .
وضعتها أمها بين يدي ، سافرت عيناي في خريطة وجهها المنمنم ، عيناها .. ما دلهما الضياء بعد ، خفضت رأسي و قبلت جبينها ثم أعدتها لأمها .
رغم أولاد جيراننا العشرة ، إلا أني لم أحس بجيرتهم إلا بعد (ضي) . أصبحت أتردد عليهم يوميا .. لا لسبب .. سواها .. حتى نهرتني أمي قائلة بأني أصبحت رجلا و ليس من اللائق أن أدخل بيت جيراننا .

ألف الناس رؤيتي مع (ضي) في السوق ، بعد أن أكملت عامها الثاني . ضحكتها التي تملؤني فرحا .. عيناها الواسعتان .. لونها النجدي .. الطيني ، كل هذه أصبحت أساسا في حياتي ..
آخذها عصرا معي للسوق حيث أقف في دكان أبي ، و أتركها تعبث بكل شيء ..و أكتفي أنا بالضحك !


* * *


قهقهتُ فرحا ذات مساء صيفي ، عندما قالت لي أمي و هي تناولني فنجان القهوة :
أم سعد تقول” أن (ضي) .. لا تكاد تعرف سوى (خالد) .. حتى أنا بالكاد تعرفني .. فكيف بوالدها و أخوتها”
علقتْ أمي :
قد يأتي يوم .. و بالكاد تعرفك ..
ثم أسفر المساء بابتسامة أبي ..


* * *


لم أشعر بالزمن إلا ذاك الصباح ، حينما طرقت الباب .. لتخرج إلي (ضي) و تخبرني بأن أمها رفضت أن تسمح لها بالخروج معي ، لأنها كما تقول أمها أصبحت كبيرة ، و من (العيب) أن تخرج مع الرجال.

(عمي) .. سأظل أشتري من دكانكم ..
كأنما تعزيني .. و ابتسمت ثم توارت خلف الباب الذي أوصد ببطء ..

” عمي “..
بقيت ترن في أذني .. تتفجر ..
لم أشعر يوما بالألم كشعوري به ذاك اليوم ..
استلقيت على فراشي ، لأكتشف أن الفلك قد دار عشر دورات كاملة منذ أن أشرقت (ضي) ذات ليلة .

كنتُ أشعر بالغيظ .. بالجرح .. بحزن دامٍ..
كيف تمنعني أم سعد من ضي و قد قبلتها صباح ما ، بين عينيها ؟ ..
كيف تمنعني و قد أضاءت حياتي لعشر سنوات ؟ ..
كيف يطيب لها أن تغمر باقي أيامي بالظلام دون سابق إنذار ؟ ..

ثم ألفيْتُ نفسي أبكي .. و قد ارتوت وسادتي دموعا ..

هبط الليل شيئا فشيئا على قلبي ، مر زمن دون أن أخرج من الغرفة ، حتى قهوة المساء لم أتناولها مع أهلي ، المرض بدأ يتسرب إلي ، و أخذت الحمى تسري في أوردتي .

طرقت أمي الباب أول الليل ثم دخلت ، راعها منظري ، وجه محتقن .. عرق نازف .. و جسد مشتعل، لم تنبس ببنت شفة ، أطالت النظر إلي ، ثم وضعت يدها على رأسي ، و أدنت فمها من أذني و همست :
و ما الذي يعنيك من أمر طفلة ؟!!!

أمي ، هي الشخص الوحيد الذي يكاد يفهمني في كل شيء ، كنتُ متأكدا من أنها تعلم عمق (ضي) في حياتي ، و أني ما زلت أعدها جزءً مني ، قلت لأمي :
هي طفلة .. لكنها طفلتي .. أم سعد قالت ذات زمن أنها متعلقة بي .. فكيف تقطع حبلا ظُـفِر بعشر سنين ؟!!
مسحت أمي وجهي بقماش مبلل ، في محاولة يائسة لإطفاء الحمى التي سرعان ما اتقدت في سائر جسمي ، ثم أويت لنوم متقطع حتى الفجر .


* * *


ككل الأشياء التي تبدأ كبيرة ثم تصغر … كانت (ضي) ، شعلة بدأت متوهجة ثم أخذت تخبو رويدا رويدا .

تمر بالدكان الذي آل إلي بعد وفاة والدي ، تبتسم لي .. فأرد ابتسامتها بابتسامة باهتة .. فقدت ألوانها منذ أن حال بيننا ذاك الباب في صباح عمره زمن جريح .
لا يؤلمني أمر أكثر من قولها : “عمي” ، رغم أنها غدت خارج أسواري ، لا زلت أكرهها منها ، كم مرة كادت أن تجمح جيادي لأقول لها : “خــــالـــد .. ” ، فألجمها قبل أن تنطلق ، و يبقى في قلبي طيف منها في طريق عودتي مساءً ، ثم أقتله حالما تبتلعني الدار .

اجتاح الركود حياتي ، إلا من بعض الأعمال التي يتطلبها الدكان ، ثم يعود الإيقاع الرتيب لساعاتي .
أمي .. السيدة التي تتربع على عرش قلبي ، تسللت إلى غرفتي حيث الشتاء قد أثقل وطأته تلك الليلة ، حاملة (الوجار) ، ثم جلست بجواري على الفراش :
- أتشعر بالبرد ؟
سألتني و هي تعرف الإجابة ..
أشعر بالملل ..
زفرتـُها .. حارة كئيبة ..
بلغت هذا العمر .. و لم تتزوج .. و لا تريد أن تشعر بالملل ؟!!!!
أيقظت فيّ هاجسا غافيــا ، حاولت أعيده إلى نومه :
الزواج ليس كل شيء ..
لكنه سيعيد الألوان إلى حياتك ..
أجبتها بصوت تخلله الجوى :
ما عاد في حياتي ألوان يا أمي ..

لم تكن تلك المرة الوحيدة التي حاولت بها أمي أن تطرق أبواب القلب المـُرتجة ..
شيء خفي كان يدفعني للرفض في كل مرة . كل مساء تأتي أمي و هي تحمل لي أسماءً لتعرضها عليّ ، و أبدو كمن يفتش عن ضائع ما .. و حينما لا أجده .. أرد بضاعتها إليها .
تبحث عنها .. أليس كذلك ؟..
لم أكن أنتظر سؤالا كهذا ، لا أدلّ دربا لإجابته .. فاكتفيتُ بالصمت ، و لاذتْ بالانسحاب .
نهش التفكير كل مساحات عقلي تلك الليلة :
- أحقا أنا أبحث عنها .. رغم كل مسافات البعد ..
ثم صرخ بي الفجر دون أن تهتدي مراكبي .


* * *


عشتُ مشوشا ، تأتي كل (عصر) إليّ لتشتري مني ، حضورها يبني مدنا من غموض ، لا أنتشي ، لا أحزن ، لا أفرح ، و لا أي شعور عادي آخر ، شعور مبهم .. يجعلني أرقب حضورها .. و حسب.
و يظل يقرعني سؤال : أتشعر بي ؟! .. و حينما يتسرب إلي صوتها بـ : (يا عمي) .. تنهار كل الأسئلة ، و أتقوقع كطير صغير مبلول ..
كنت أعنف نفسي : كيف تشرّع سفن شعورك نحوها .. و قد كانت ذات يوم طفلة بين يديك ، لم تفتح عينيها بعد ، ثم أذكر قبلتي على جبينها ، فيغرق داخلي بفيضان ماء مالح ..


* * *


مثل كل ليلة ، تأتي أمي إلى فراشي ، تتحدث معي قليلا ، ذكرتني بالذي لا أنساه :
خالد .. أحفادي ..
ضحكتُ بقلب مذبوح ..
رمت السهم الأخير في جعبتها :
أما زلت تريدها ؟ ..
ظللتُ أحدق بخشبات السقف دون أن أتكلم ..
رجل بعمرك .. بحاجة إلى زوجة .. لا إلى طفلة ..
التفتُ إليها ببطء :
لكنها لم تعد طفلة .. إني أعد أيامها يا أمي ..
صمتت طويلا ثم همت بالخروج ، أطياف كلمات كنتُ أراها تتعثر عند شفتيها ..
أمي ..
قلتها و هي توشك أن تغلق الباب ..
اصدقيني .. ما الذي كدت تقولينه ..؟
عادت إلي ، و عيناها تمور في بحر من الدمع مائج ..
خالد .. سامحني يا بني ..
ضي .. ما بها..؟!
خرج السؤال خائفا مبحوحا ..
جرّت حروفها بصعوبة :
خُطِبت .. و زواجها بات وشيكا ..
انقبض قلبي .. أحسست بزلزال يضرب أعماقي .. كل ما حولي غدا بلا ملامح .. كائنات هلامية تموج ..
أمنيتي .. أغنيتي .. ضحكتي .. و دمعتي .. تلاشت كما يحترق نجم السماء ..
و عاد صوتها : “عمي” يتأرجح داخلي ، فغاص الوجع عميقا .. عميقا ..


* * *

ضرب المرض جسد أمي المثقل بالسنين ، فأسرها فراشها ، و بقيت معها ، حتى سكنت أنفاسها في ليلة حالكة تماما ..
عدتُ من الصلاة عليها ، و في قلبي ألف حزن .. و حزن ..

البيت موحش ، كمعبد بوذي تسكنه الأشباح ، دخلت غرفتي و استلقيت على الفراش أرتقب مجيء أمي ككل ليلة .بدا الصباح ميتا ، لم أسمع صوت تحريك الأواني بالمطبخ ، و لم أشم رائحة (حمس) القهوة ،
في الفناء .. بقيتُ أنتظر أن تأتي أمي ، حتى أيقنتُ أنها رحلت لما خلف الأفق .

و على أنقاض حزني … نما حزن آخر و أينع ..
كنت قد أكملت الثلاثين (جرحا) ، و في الليل تسلل إلي صوت طبول من مكان قريب ، فضربت جذور الأسى في أعماق قلبي ، و تحول كل أمل .. لحلم ليلة صيف ..
أغلقت على نفسي حجرة أمي ، و بكيت طويلا ..
أحسستُ بحزن جامح .. ألم موجع :
متى يبكي الرجل ؟!!!
قمتُ ألملم بقاياي ، و خرجت متسربلا بالظلام ، و أنا أغلق الباب للمرة الأخيرة ، جُرِحت يدي جرحا ما زلت أنكأه كل ليلة .. كي لا أنسى ..

مررتُ بدار (ضي) .. و تلوت تراتيل الوداع الأخيرة ..

كان ثمة جدران طين عتيقة ..



بقلم : هديل الحضيف " رحمها الله " نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 19-03-2012, 08:00 AM   #14

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي مدن خرساء ..




لا تعُد ..
سمعها مع صرير الباب الذي أُغلق خلفه ..
لن أفعل ..
ثم مضى يثير أغبرة الأزقة .

لفظته القرية سريعا ، بعد أن ضاقت بخطاه المزعجة . لوهلة ، امتلأت روحه سعادة بهذا النفي المبكر ، لأن المكان لا يسمح لصعلكته بكثير من التسكع .. و الوجوه أكثر من أن يحتمل عبوسها ..
مشى عبر الشارع الوحيد الذي ينخر القرية المصابة بالصحراء ..
استقبل وجه الشمس ..
و شدّ رحاله الشحيح نحوها ..


* * *

النهار رماديّ السماء ..
يعبر الأوردة بذاكرة ناقصة ، و أنفس ما فارق طباعها النزق ..
مذ وعى على بلادة القرية ، و الأسئلة تموت على أعتاب علامة استفهام ، لم يجد إلا إجابات بمعالم خافتة ملقاة على حواف الدروب .
ما من بيت من البيوت التي خلّفها وراءه ، آواه يوما كاملا ؛ تفتح له أحدها بابها صباحا ، ليجد قدمه تلعق نواصي الطرق في الليل ..
و ترمي له بفتات غدائها .. لتحرمه العشاء ..

لا يعرف أي غياب أخفى والديه ..
سمعهم يتهامسون مرارا بأن وجهه (الأسود) ، تسبب في مقتل والده الذي كرّس العمر لانتظاره ..
أما أمه ..
فقد ساهم والد (محماس) في رجمها ، كما قال له محماس نفسه بعد عراك بينهما ، حينها .. لم يعبأ بالأمر كثيرا ، ابتسم ، و ترك له هالة زرقاء حول عينه الأخرى .

(أم سليّم) ، التي غالبا ما تخلط بينه و بين ابن أختها مسعود ، و أحيانا تظن أنه ابنها (عايد) الذي جرفته السيول في سنة (الغرق) ، فتحتضنه و هي تبكي ، ثم تنتبه إلى خطئها ، لتدفعه عنها بجفاء ، ثم تطرده خارج منزلها و هي تشتمه.. مرة ، حاول أن يسألها ، فأجابته :
لقد ولدتَ في نفس اليوم الذي ولد فيه (بن فالح) .

قبّل رأسها ، ثم تقيأ على عتبة دارها ..


* * *

ليلة قديمة ، تخيلتُ أن الشمس هي أم الأرض ، و أنها قد أقسمت أن تتبنى كل الأطفال التائهين ؛ لم أنم تلك الليلة ، انتظرت الشمس لأخبرها بأني عازم على الرجوع إليها .
كان صباحا مختلفا ، وجدتُ الكون مغمورا بنور هلامي لطيف ، لم يكن له مصدر واضح ، كل ما أراه : سيل من الوهج اللانهائي ، يومها .. أيقنتُ أن الشمس أمي ، و أنها بهذا النور تخبرني بقبولها بي ابنا لها .. البارحة فقط ، قررتُ السفر إليها .

يممت وجهي شطر الشمس قبل أن يستيقظ الفجر ، لم يكن قد ظهر سوى شعاعا باهتا ، ما حمل الضوء في ثناياه بعد . حملت على ظهري قليل من طعام ، و كثير من حلم .. و امتطيت صهوة أمل للرحيل .

مساحة من أبد ، تتهادى كالمستحيل.. و على خط بعيد ، تلتقي السماء بالأرض . أصوات مبعثرة لديكة و حمير تأتي من خلفي ، و صمت نديّ يمتد أمامي بلا مدى . أغمضتُ عينيّ ، و أسلمتُ خطاي لرائحة مطر عتيق .

رحتُ أركض نحو الشمس حين أطلت برأسها ، فيض من حبور داخَل روحي المترعة بالجروح الطرية ، و أخذ يملأها بنكهة الغيم و الشيح .. و تراب ما غادره البلل بعد ..
شعرتُ بحلمي يحلق بلا قيد ..
بيدين مشرعتين لاحتضاني ..
بأمي .. الشمس ، تخبئ أبي من خلفها .. ثم تعلنه لي كـهلال العيد ..
كل شيء كان يحمل فرح المرة الأولى ..
دهشة المرة الأولى ..
و ضحكة طفل امتلأ بالعالم فجأة !
حملتُ جسدي على قدميّ ، و مضيت أجري باتجاهها ..
كانت هناك ، حيث الخط الذي تتعانق فيه الأرض و السماء بمنأى عن أعين أهل القرية الثرثارين ، و في كل مرة ، كانت (أمي) توغل في البعد ، تاركة قدميّ نهبا للجروح الغائرة .. حتى سقطتُ خائر الحلم ..


* * *

لا صوت إلا صفير الكثبان البعيدة ، تعربد بها الريح ، و تدفن برمالها منابع الحياة.
طوفان من الضوء الصاخب يقتحم عينيّ ، ثم يرتد عنها تاركا بقع سوداء تسبح داخلها ، و خيال لماء بعيد .
عطش حارق يتسلق جدران حلقي ، و يزرع كتل لهيب في أرجائه ..
بحثتُ عن سلم يصعد بي إلى (أمي) التي ارتفعت في السماء ، و حين أعييتُ ، بكيتُ راجيا منها أن تسامحني ، و أن لا تتخلى عني ..
ساعات طويلة مضت ، و (أمي) تزداد غضبا ، و تزداد علواً ؛ كانت تسكب على رأسي حمما و جحيما ، دون أن تعير عطشي إرواءً ..


* * *

لم يلحظ أحد غيابه .. عبر حياتهم مجرد من الرائحة ، و غاص في النسيان سريعا .
ربما تخيله أحدهم ، كطيف لا يعرف كنهه ، و لا اسمه ، قابله يوما ما .. في زمن بعيد ، و مكان بلا ملامح ..
يراوده الحديث عن نفسه ، ثم يمضي و هو يلوك صمته ، و ينهر ذاكرته الخائنة ..


* * *

فقدت الأيام ترتيبها.. الأنهر و الليالي تتكرر على جسدي بذات المقدار ، لم أعد أعرف في أي جحيم أنا.. و لا تعويذة الخلاص ..
سكن الهواء تماما . صهير الأرض يموج من تحتي . غدا حساب الزمن غير ممكن ، و الموت يحوم فوقي دون أن يحط .
بلا وعي ، حملت يدي متلمسا بها وجهي الجاف . ثمة شعيرات أخذت تنفر من فوق فمي المتقرح ، و أقل منها بزغت في ذقني ، ربما صرختُ حينها .. أو لعلي رقصت ؛ لا أذكر ما الذي بدر مني .. لكني أذكر أني وليت الشمس ظهري ، بعد أن قلت لها :
شكرا .. لم أعد بحاجة إلى أم ، لقد أصبحت رجلا ..
أحسست بها تهبط .. تبرد .. ثم تربت على كتفي ، بعد أن ابتعدتُ عنها كثيراً ..


* * *

اقتحم خبر عودة القافلة كل البيوت . زمن غابر ذاك الذي أشاع خبر مقتل أفرادها ، و قليلون الذين يتذكرون تفاصيل ما حدث ، لكنهم تقاسموا جميعا دهشة عودتهم للحياة ..
نشطت الذاكرة الجماعية الخاملة ، و هم يحكون للعائدين من الموت كيف تلقوا نبأ نعيهم . بزغت في نتؤات الحديث : سراديب العزاء ، التجارة البائرة ، و الأموات الذين ما وجدوا من يبكي عليهم فمضوا لنهاياتهم مجردين من كل ذكرى ..
و التهم سهرهم الليل ..

إذن لم يمت أحد ؟!!
لا ! ابتلعتنا الصحراء ، حتى إذا ما لاكت أعمارنا .. بصقتنا .. فعدنا إليكم !

اجتاح القرية فرح غريب ، هي التي لم تتقن سوى الجفاف و الجدب على مدّ عمرها القديم ، حتى أولئك الذين لم يبك عليهم أحد يوم ماتوا ، وجدوا أنفسهم يرقصون ، و حناجرهم تضخ الغناءَ ببذخ . للمرة الأولى تضوع الأزقة كلها برائحة اللحم و العود .

من بين الصخب ، نزّت صرخة شقت الضوضاء :
رجل ميت .. رجل ميت !!
توقف الفرح فجأة .. و التفت الجميع لـ حمود ابن الخباز ، مذيع أنباء القرية ..
أقول لكم .. هناك رجل ميت على مشارف البلدة ..
من هو ؟
لا أعرفه !!
مشى الجميع نحو المكان ، يقودهم حمود بوجه لم يخلُ من نشوة سبق الاكتشاف ..
هل يعرفه أحد ؟ سأل العمدة ..
كل الرؤوس اهتزت بالنفي .. و بعضها أبدت عدم اكتراثها ، و عادت لاستئناف الفرح ..
ربما كان عبدا آبقا من إحدى القرى .. هكذا قرر العمدة ، و أمر بأن يدفن في مكانه .
..اعترضت ثلة من الموجودين ، مطالبة بأن يصلى عليه و يدفن في مقبرة القرية ؛ لكن العمدة استفتى إمام المسجد فأفتاه بأن العبد الآبق لا يصلى عليه و لا يدفن مع المسلمين ، لأنه خالف ولي أمره .
انتشى العمدة لموافقة حكمهُ حكمَ الشرع ، ثم أخذ يحث الموجودين على العودة لإكمال الحفل .


* * *

استيقظت القرية على شعور يشبه الندم . الحناجر التي صدحت بالغناء طوال الليل ، تآكلت صمتا . تدلت الرؤوس على الصدور بحياء كثيف ، و كل الأعين تحاشت بعضها . البهجة إثم ينبغي أن لا يتكرر في مكان كهذا ، و ما كان من اللازم أن يبالغوا بالفرح لعودة قافلة !

أخذ الصمت يتكور ، يمتلئ بلزوجة الخطأ ، و الأنفس اللوامة . الدكاكين فتحت أبوابها دون كثير من الإزعاج لـ قلة ارتادوها قبل أن يغادروا على عجل . اكتفت الحيوانات بشيء من ثغاء و نباح و مواء ، و أصوات أخرى تتعثر بالصمت ..

صوت وحيد ، أخذ يتسلق جدران السكون ، يطرق الأبواب المغلقة على عارها .بدأ خافتا مبحوحا ، مكدسا بالرجاء و آثار نشيج طويل ، ،و انتهى بصياح فتح مصاريع النوافذ المظلمة . من خلف العتمة ، ومَضت الأعين مستنكرة ، و تركت في الدروب رائحة شرر قبل أن توصد النوافذ مرة أخرى .

ليال طويلة ، و الصوت لا يعبأ به أحد ، لكنه ما عاد يعبر الأزقة وحيدا ، صوت آخر مشبّع بالبكاء انضم إليه ، و أصبحا يوقظان الصبح مبكرا ؛ ينثران الدمع على عتبات البيوت ، و يستجديان إجابات لأسئلتهما .


* * *

ضائع في الغياب ..
غائب في الضياع ..
و مجنونان يبحثان عن ولد لهما ابتلعه ثقب حالك !



بقلم : هديل الحضيف " رحمها الله " نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 22-03-2012, 08:17 AM   #15

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي كِلآهُمآ يَصِلُ " الضِفة " !




تَحتَ الجِبآلَ ., و قُربَ النَهرِ بـ التَحدِيدّ
ذَلِكَ " الكُوخُ " المُحآطُ بـ العُشبِ الأخَضرِ البَهيجِ
يَبدوآ مُنفَرِداً وَحيداً ., فَقيراً لآ يَكآدُ يُغطِيهِ شَيء !يَومَ دَخلتُهُ صُدفةً وأنآ " عَطشاً " هَلّكآً ., أبحَثُ عَن رَشفةٍ مِن مآء



فَتحَتُ البآبَ ., وأخَذتُ اُنآدِي عَلّي أن أجِدَ أحداً يُسقِينّي !
فـ التَفتُ إلى " اليَمينِ " وأنآ مآ زِلتُ أبحَث !
وَجدتُ ذَلِكَ الشيخَ ألكَبيرَ ., والشَيبُ كـ النُورِ يملأُ لُحيَّتَهُ
سألتُهُ هَل أجِدُ عِندَهُ رَشفآتِ مِن مآءٍ تُعينُني على إكمآلِ المُضي !
فـ ذَهبَ وهُوَ لآ يَزآلُ صآمِتاً ,. ولَم أسمع صَوتَهُ !
فَتحَ ذَلِكَ " الإبريقَ " الذي يَبدوآ أنَ طُولَ الَزمَنِ بَعثَ أثآرَهُ فِيهِ ؟ وسقآنِيّ مِنهُ ؟


دَآعَبنيّ الفُضولُ فـ سألتَهُ : يآ شَيخَ ., لِم تَسكُن بـ هذآ الكُوخِ المُهترئ أ .. قآطَعني وقآل :
إنَ بَيتي يَحفُهُ ألرِضآ *
تَرددت مَقولَتُهُ عَلى مسآمِعي وصَوتُهُ القَويُ الشآئب !


لآ أعلَمُ مآ الذي جَعلني أتَوقَفُ بُرهتاً ., كأني أشعَرُ بأنَ هَذآ ليسَ إلآ حُلماً !


فـ سألَني : أيُ طَريقٍ قَطعَتِ ؟
قٌلتُ : الطَريقُ الطَويلّ !
: ولِمآذآ !
. . . احتَرتُ بِمآ اُجيبُ : لأنَ الأقصَرَ دآئماً مآ يَحفُهُ " الخُبثُ " !
إبتسَمَ بـ استِهزآء : كِلآمُهمُآ يَصِلُ إلى الضِفة ., والمسآفَةُ أولى بـ التَفكيرِ بِهآ !
: وشُعُوري حِينَ أمضيّ ., هذآ أولى بـ نآظِري !
: إن قَطعتِ الأقصَرَ فـ لَن يَطُولَ ذآكَ الشُعُورُ !
: لآ يَهُمُنيّ كَم يَدومُ ., يَهُمني كَيفَ سـ" يُعآشُ " ؟
: ونَشوةُ الوُصولِ !
: مآ دُمتُ اوآصِلُ ألمَسيرَ ., حِينَ أصِلُ سـ تأتيني !
: مآذآ عَنِ الأسرعِ ؟


طُولَ حَديثنآ لَم يُبعِدّ نآظِريهِ عَن الكِتآبِ في يَدِهِ


أبعَدتُ " كُوبَ ألمآءِ " عَني بـ غَضب ونَضرتِ يَملأهآ التعَجُبُ : ولِمَ هَذآ " التعجيز " !
: لأنَهُ تَعجيز !
دآعَبنيّ حَديثٌ مِن نَفسيّ يَقولٌ لِيَ حَسَناٌ إذاً : وأنتَ تَقرأ هَذآ الكِتآب أ اكتَرثتَ بطوُلِهِ أم إفآدَتِهِ !


رَفعَ نآظَريه ., والصَدمَةُ أذهَلتَني . . . كآنَ بلآ مَلآمِح وصِفآتٍ
هُوَ فَقطّ يَمِلكُ شَفتآنِ ., ويَتحَدثّ !
بدأت نَبضآتُ قَلّبي تَزدآد . . . الخَوفُ عَمَ ألجَوُ


عآدَ بـ نَظرهِ لـ ألكِتآبَ ., الحُروفُ أبت أن تَخرُجَ مِنيّ ., !
تمآلَكُتُ قُوآيَ وقُلتُ : أ أ أينَ ملآمِحُكَ ؟
: أنآ هكذآ ., إختَرتُ أن أكونَ بلآ مَلّآمحٍ ., إختَرتُ أن لآ اُعرَف
لآ أبكي ., لآ اُرهَقُ ., لآ أندَم ., لآ أظلِمُ ! وإن ظُلِمتُ فـ " لَن أشعُرُ " !
والذُهولُ يَملأُني : ومَن أنتّ !


أغلَقَ آخِر صَفحة مِن كِتآبِهِ ., : أنآ مَن تتمَنَوهُ دآئماً ! ............. وأختَفى !تنآسَيتُ صَدمَتِي واسرَعتُ أفتَحُ ذَلِكَ الكِتآب ., والكِتآبُ . . . غَيرَ مُعنونٍ ؟
فتَحتُ الصَفحَة وقرأت


.
.


[ عِندمآ يَضيقُ الإنسآنَ ويبحَثُ فَقط عَنِ الأسرعِ ., رُغمَ أنَ الأسرعَ قد يمتَلِأ ألمَاً وحُزناً
سـ ينتهي وآصِلاً لـ الضِفآفِ ., لَكِن هآلِك ؟
سـ تأبى حَتَىَ ألمشآعِرُ و " الملآمِحُ " أن تَسكُنهُ !
لو سَآبقَ بالأطَولِ ألذي تَحفُهُ الحَيآةُ الهآنِئة ., لَن يَشعُرَ حَتى " بطولِهِ "
أنآ تِلكَ ألحَيآةُ بـ طُولِهآ ., عَلى قَلبِ المؤمِنِ الرآضي " قَصيرة " !


تأمل نَفسَك ., رُبمآ تَكُونُ " أنآ " ]



بقلم : عَبرة حَنينّ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 22-03-2012, 08:32 AM   #16

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي تَــوَجّع , وإنِكســـار |





تجلسُ على قارعةِ الطّريّق / بثيابٍ باليَّة قد عَلَت عليّها غَبراتٌ من الرّمل
وجسدٌ مُتهالِكٌ من ضوء الشّمس التي نسجت خيّوطها المحرقه عليّه !
لـ تترُكَ جسدّها إكتسى وشاحَ الإسمرار "


نظراتُها المُنْكَسره الحزينَه تَرمُق كفّ مُحسن
تمتد إليّها لـ تَضع نقوداً بكفيّها المُتصدّعه من هَبوب السّموم
أو قطّعةُ خبز تُخففُ عنّها جوعاً طويل الأمد~
أطفالُها حولَها قد علَى صُراخهم ألماً وجوعاً "
شوقاً للقمَة طيّبَة / وشَربةَ ماء !



لا تعلَم ما تَفعل تلتفتُ يمنَة ويسرة
بصرها يرمُق الفرَج
تيممّ بوجهها نَحوَ السّماء
وترفعُ يديّها رغبةً ورجاء
[ ربَّاه / إرزقني قطعَة خُبز أتمالَكُ بها يومي ]




تنهض تاركةً صغارها يصطرخون جوعاً
لربٍّ رحيماً جودُه لا يُقصر ..
لـ تولّي وجهها شَطر حاويَّة النُفايّات فتُخرج منها :
فتات خُبز , لُفافات سُفرة عالقَة بها بعضُ حبَّات الأرز ,
عِظام قد علِق بها بعضُ اللّحم ,
فواكِة قد سَبق قضمها وبقي منها القليل ~

جَمعتها بفَرّح يتخلَلُه عبراتٌ قد أعلَنتِ السّقوط
ووضعتها بخِمارِها وولّت عائِدة لـ صغارها ..



تملّكتهم الحرّقة / تغشتّهم أدّخِنَةُ الحُزن حتى إنعدمت لديّهم
رؤيَة الحيّاه الجَميلة ~
حينما رأوا أمّهم قادِمة تقافزوا إليَّها بشغب الطفولة
كلُّ واحدٍ ينادي
الحِصَّةُ الكُبرى لي - لم يعلموا أنَّهُ لن يسدُّ الرّمق -


افترشت على الأرض خمارها وأخرجت ما حملت بداخله
بَدت سِماتُ الألم على عيون صغارِها ومعالمُ المرارة على ثغورهم
لـ يعاودوا الصّراخ من جديد وينشدوا البُّكاء والعويل وليتَهُ يجدي
تجلسُ مكسورةَ الجناح تتجرعُ غصص - الفقر - وحدها ..



افترشت الأرض / وتوسَدتِ الحَصَى / والتَحَفت ظِلَّ الشَّجَر ..


صِغار :


حُطّمت أمالُهُم , بشوّق للحلوى , لِلُعب تملأ الدّار , وضِحكةٌ تغمُر الكوّن .

أمّ :

تنفستِ الموّت , تجرّعت مرارة الألم , تشرَدّت من الدّار
لـ تعيش بلا إستقرار على الأرصفَة !





فَهلّ لـ كفِّ مُحسنٍّ أن تَمتدُ إليَّها ؟
فَهلّ لـ كفِّ مُحسنٍّ أن تَمتدُ إليَّها ؟
فَهلّ لـ كفِّ مُحسنٍّ أن تَمتدُ إليَّها ؟




بقلم : تَراتيلُ السَّحَرْ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 24-03-2012, 09:00 PM   #17

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي قَهوَتِيَّ .. بَلَّ سأسّكُبُكِ مُرةً على الطَاوِلَة !



. . / عفوًا !


أيُها النَادِلَّ : أُسكُبْ لِيَّ قهوةً !

مُرةً كـَ مريرَّ وِحدَتِيَّ
سُوداء كَـ سَوادِ المُقلَّ المُتعبة
كَثيفةً كـَ كثافةِ وجُودِهِم المُبتَعِدَّ


إنتَظِرَّ . .
وَلا تَنسى !
أن تَضع قليلًا مِن الحَلُوى بجانبِ الكأس .. !!
عسى أن .. أستَلِذَّ قَليلًا بحَلوَى اعتِزَالِيَّ !
ضَع الكأس ه هُنا فِيّ المُنتصف ..
كَلا بل ميلاً قليلًا إلى ِالجانبِ الأيسرِ !
عسى إن أُسكِبتْ فيَّ لأُسقِطت في قلبيَّ
لِتهزمَ مرارتهَا مرارةً فَقدَّ ..!


أما الحلُوى .. فَدُسها أسفل الطاوِلَة
/ كيّ أُوازِنَّ :
بين رَغبتي بِهَا مَع َعدم إرادَةِ أكلها
وَبين محبتيَّ لهُم مَع اعتزالِيَّ لهُم !


،


هـَه ..
قهوَتِيَّ .. فَـ لتَقتَرِبِيَّ ..
وَ َلتُسكبيَّ على الطاوِلَة .. !

فلن تكُن مرارتكِ كـ مرارةِ فَقدِهِم !
وَإن أبغيتُ أنا ذلِك.


حَلوَايَّ .. إليكِ عني ..
فَـ حلوَى وجُودِهِمْ لذيذةً وَلا تُقارَنْ ..





وَ أنا !
لَستُ إلا مُدمنةً حلوى وجُودِهِم المَرِيَّرْ !
فَكيفَ السَبيلُ إلى فَقدِهِم بِوجُودِهم ؟!





وَ إلى مَتى ..
سَـ أبقَى .. وَالذِكرَى تخُونهُم مَعيَّ !
مُرغمةً على ‘ إعتِزَالكُم ..
. . . . . . . / وَإن أبيتُم !


بِقلم : [ صُمُوُدَّ ] نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



...

 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 27-03-2012, 12:03 PM   #18

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي عندما تتحول الدجاجة إلى عنب ..!!




كثير من سمع قصص يتداولها الآباء والأجداد
عن شاب مسلم يقع في غرام فتاة نصرانيه .. ويبلغ
عشقه لها إلا أن يغير دينه إلى النصرانية لأجل عيونا
حتى يتزوجها ..


سمعنا هذه القصة بأشكال وألوان متعدد .. وتكررت
كثيراَ في كتب الوعظ كقصة حزينة مؤسفة ..
ولكن ؟! .. ليست كل القصص كذلك ..

فهذه القصة ..بطلها شاب مسلم.. وفتاة نصرانية ..
قصة قامت على الحب والعشق والغرام .. ولكنها
ليست الأولى ..
بل ... !

لندع الأحداث تتكلم ..


حدثت هذه القصة منذ سنوات طويلة في ربوع
الشام .. حيث نجد هناكَ الكثير من القرى والأرياف
التي تقطنها عوائل مسلمة ونصرانية جانباً إلى
جنب في حياة طبيعية .. فكلهم أهل قريةٍ واحدة ..
وحدث أن صعد شاب مسلم إلى سطح داره لأمر ما ..
وكان بالجوار بيت نصراني .. فلمح بنتاً
كالقمر في باحة ذلك البيت ..
وخفق قلبه بها ..

وعلى الفور أسرع وخرج إلى ذلك البيت .. وطرق
الباب .. فتفتح تلك الفتاة باب الدار قليلاً لترى ماذا
يريد .. فيخبرها عن عشقه وهيامه بها .. وأنه يحبها
ويريد أن يتزوجها فترد عليه بأنها لا تتزوج مسلماً
لأنها نصرانية .. وأنه إن كل جاداً في حبه لها فعليه
أن ينتصر ثم يتقدم إليها .. وعندها ستقبل به زوجاً
واحتار الشاب ..

أيغير دينه لأجلها ؟! ..
ولكن .. يبدو أن العشق والجنون .. حيث حسم الشاب
على أمره في النهاية وعاد إلى الفتاة وأخبرها أنه موافق
أن يغير دينه إلى النصرانية لكي يتزوجها .. فتفرح
الفتاة لذلك .. وتذهب وإياه إلى (الخوري) في كنيسة
القرية .. و(الخوري)اسم دارج في بعض المناطق
لرجل الدين النصراني ..
دخل الشاب والفتاة إلى الكنيسة .. واستقبلهما
(الخوري)بكل ترحاب مستفسر عن مجيء الشاب
لعلمه بأنه غير نصراني .. فتخبره الفتاة بأنه يريد
أن يتزوجها وليس لديه مانع في أن يغير دينه
لأجل ذلك ..
رحب (الخوري) بالشاب مثنياً على شجاعته في
(إتباع الحق) .. ثم أخذه إلى حوض به ماء يعرف
عن النصارى بأنه (ماء التعميد) .. أمسك الخوري
برأس الشاب من شعره .. وقام بتغطيس رأسه في
ماء التعميد ثلاث مرات وهو يقول في كل مرة:
"ادخل مسلم .. اطلع نصراني .. ادخل مسلم ..
اطلع نصراني "
ثم أطلقه وقال له " اذهب الآن .. لقد أصبحت
نصرانياً " ..
تعجب الشاب من هذه الطريقة في تغيير الديانة..
ولكنه لم يتعب نفسه في التفكير .. فقد أصبح الآن
بإمكانه أن يتزوج الفتاة التي أحب..
وفعلا ً.. تقدم لها .. ووافقت ووافق أهلها .. وتم الزواج ..
" وعاشوا في سبات ونبات .. وخلفوا صبيان وبنات "

مهلا ً.. القصة لم تنته بعد ! ..

مرت الأيام .. وأتت فترت الصوم عند النصارى
وهذه الفترة ليست كشهر رمضان عند المسلمين .. بل
هي صوم عن اللحوم والأجبان ومنتجات الحيوانات
فقط وتستمر لأربعين يوماً ..

وبينما الزوجة جالسة في بيتها إذ فوجئت بزوجها
يدخل الدار ومعه دجاجة مشوية .. وجلس وأكلها بكل
تلذذ .. وبرود! ..

صدمت الفتاة لهذا (المنكر العظيم) الذي اقترفه
زوجها .. غضبت بشدة .. ورفعت صوتها على زوجها ..
ثم خرجت وهي تتوعده بأنها ستخبر (الخوري) عن
إثمه العظيم ..
وغضب الخوري لما فعل الشاب..واستدعاه على
الفور.. وقال له : " كيف تخالف تعاليم ديننا وتأكل
دجاجة في فترة الصوم؟! "..
وفوجئت الفتاة من رد الشاب بكل برود قائلاً :
"لكنني لم آكل دجاجة ؟! "..
هتفت الفتاة: "أوتكذب أيضاً؟!"..
ولكن الشاب لم يغيره موقفه.." أبداً .. لم أكل أي
دجاجة .. ولم اقترف أي ذنب " ..

أخذت الفتاة تصرخ وتقسم بأنها رأته بعينيها
وهو يأكل الدجاجة ..

وأصر هو على إنكاره لم حصل ..
وأخيراً .. قام الخوري بتهدئة الوضع .. وخاطب الشاب
بكل هدوء:" يابني .. زوجتك تقسم بالرب أنها رأتك
تأكل الدجاجة .. وأنت تنكر .. كيف ذلك ؟ "..
فقال الشاب بكل برود: " أنا لم أكل أي دجاجة ..
أنا أكلت عنباً "..
فرد عليه الخوري:" ولكنها تقسم أنك أكلت
دجاجة ! " ..
فقال الشاب: " لقد كانت دجاجة .. ولكنني أحضرتها
وغطستها في الماء ثلاثاً وأنا أقول لها : أدخلي
دجاجة .. اخرجي عنباً .. ادخلي دجاجة .. اخرجي
عنباً وهكذا صات الدجاجة عنباً .. وأكلتها عنبا ً"..
دهش الخوري من هذا الكلام الذي لا منطق له .. وقال
في استنكار ساخراً :" أيها الأحمق .. أتتحول الدجاجة
إلى عنب بمجرد غطسها بالماء ؟! "..
فقال الشاب بكل سخريه . : " وتضن أني سأترك الإسلام
وأصبح نصرانياً بمجرد أن قمت بتغطيس رأسي بماء
الكنيسة ؟! "..
وانهارت الفتاة .. !


بقلم : نورة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 29-03-2012, 01:05 PM   #19

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي نتن الانسلاخ ..





ليس سواها يجيد مسامرة تلك الزاوية ..
في كل صباح تجلس هنا ..
تفترش الحنين .. وترتشف من قهوة الشوق ألف فنجان وفنجان ..,
..../ بنكهة وجع لاذعة ..
تقابل في جلستها صفحة الباب المنفرج .. ولا ترى سوى تقاسيم شخص واحد رغم تعدد الأوجه التي تلج منه .. واختلاف أرواحها ..
هنا وقف يميزه طول قامته الفارع وعرض منكبيه .. في حضور واثق .. بوجه طلق .. ذو أنف أشم..ونظرة ثاقبة في حنو .. من عينين لامعتين تنضحان ذكاء وفطنة .. له بسمة ثغر آسرة .. ورجولة كانت ولا تزال مضرب مثل ..
ذاك طيف ابنها الوحيد .. الذي غدا بين طيات التراب .. مبقيا خلفه شبيها يقف في وجه من ابتغى لملامحه نسيانا .. فيغرقه بالذكريات ..
"سيكون كأبيه .. رجل مواقف لا يشق له غبار.. سيرفع رؤوسنا بين الناس بإذن الله .. إياكم أن تتعرضوا لمهجة قلبي بشيء" .. هكذا صرخت فخرا بحفيدها ذات حلم ..


..{ لَيْتَهَاْ تُدْرِكُ حَجْمَ عُمْقِ أَلَمِ الْمُهَجِ..



هي الآن تجد السير في سراديب الذكريات .. وكاها معتمة لا وضوح لصورها مطلقا ..
إلا سردابه .. مشع هو كالشمس وضاء ..
لا تزال تلمس دفأه .. تتحدى به خرفا حكمت به السنون ..
وحده من تتذكر .., من بين ذويها ..


..{ لَيْتَهَاْ تَعْلَمُ أَيُّ حَنِيْنٍ حَاْرِقٍ تَنْتَظِرُ لَهُ ارْتِوَاْءً..


هي لا تعلم لغيابه سببا ..
فكيف تعي أن موعدا للقاء قد حان ..؟
هاهو مهجة القلب يدخل ذات المكان من ذات المدخل ..,
وَ... بذات الثقة ..
الطول هو .. والعرض هو .. البسمة ذاتها .. والنظرة لم تتزعزع ..
غير أن شم الأنف .., انكسر ..
ومثل الرجولة يترنح بين سكك النكات ..
قد لُفَّ حول العنق السلاسل .. وقيدت المعصم الأساور .. واشتكت الأذن ثقب الأقراط ..
والشعر يبتغي من وحله المسبل فكاكا ..
لتنتهي بالجسد الملتصق بلبسه حد الاختناق ..
تتسلل رائحة التغرب إلى أنف الذكرى ..
فتزكمها ..


..{ لَيْتَهَاْ كَاْنَتْ تَسْطِيْعُ حَبْسَ الْأَنْفَاْسِ..



وتتشبع بنتن الانسلاخ ..,
لتعطس ..
مطلقة آخر ما تختزنه الذاكرة من أثر ..
مع جزيئات البخار ..



بقلم : أعماق نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 05-04-2012, 07:32 AM   #20

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي قارب الميدوز ..





صوت أخير :


هنا التاريخ يتكوّن من جديد ..
يرسم للبدايات .. نهاياتٍ غائمة ..
و يبعثر الأحلام في جيوب الزمن ..
الطرق لم تعد تفضي إلى روما ..
و هدير الجماهير هجر المدرّج الكبير ، تاركا له الصمت ، و ريحا تعوي في أروقته ..

في عمق هذا (الأطلسي) ، تستقر أوديسة محفوظة بالملح و الظلمة ، لا أحد غير هذا الماء .. و الشمس التي تشتعل على وجهه ، يذكر الحكاية ..
و أنا المدجج بتفاصيل لم تبرح أماكنها الأمامية في مقاعد الذاكرة ..

منذ ستين عاما ، و البواخر لا تعبر هذا الشاطئ ..
تطلّ بأشرعتها من الأفق البعيد ، ثم تغيب في ضباب كثيف ..
و منذ ستين سنة ، و أنا أنتظر الرجوع ..
و (جَنَوى) .. لا تعود ..
تحاصرني برائحة بحرها ، بمينائها القذر .. بصناديق تستقر على ظهور مراكبها و تغادر إلى أراض بعيدة .. و بلدان تصنع الموت ..

(كرستيان) يغني بصوته الأجش ، و ما حولي سوى مساحة زرقاء كالمستحيل ، تتكسر على أقدام الصخر ..
يصرخ بي القبطان لأن أربط الأمتعة و أحملها إلى السفن ، رغم غرقها ..
و نسوة كثيرات يلوّحن بمناديلهن ، و المسافرون ليسوا إلا نوارس تملأ الفضاء بالصخب ..

ما من أحد هنا سواي يا (مانويلا) .. في الأرض الموعودة .. أرض الأحلام .. أنتِ التي أوصلتِني ، ثم تركتِني نهبا للشوارع الخلفية الحقيرة ، و للغربة ..

كل الذين تبقوا ، تلقفتهم الحياة .. مبقية لي فتاتهم لأقتات عليه ..
بالأمس ذهبتُ إلى (فيلبو) ، صديقنا الذي أعطيتِه كسرة الخبز خاصتك ، رغم الجوع و الموت اللذيْن كانا يتربصان بكِ .. - بالمناسبة ، أصبح اسمه (فيلب) بعد أن امتلك نصيبا كبيرا من أسهم شركة لتأجير اليخوت - كان لطيفا معي ، لكن يبدو أني ساهمت في تعطيل بعض مصالحه ، فآثرتُ أن أخرج أثناء مخابرة كان يجريها بواسطة هاتفه الذي لم يهدأ ..

سمعتُ أيضا أن (ماسيمو غوستيني) قد قام ببطولة فيلم جديد ، و دور السينما ما فتئت تعرض فيلمه السابق باستمرار ؛ مازال يحتفظ بوسامته .. و يكتبون كثيرا عن قفشاته ، رغم ذلك تبدو لي باهتة ليست كالتي كان يقولها و نحن في بحر الظلمات ..

لا أذكر أسماء الثلاثة الباقين .. و ما أظنكِ تأبهين ..



* * *


 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 12:04 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2023