جدارك يابرلين فراق ، وتلك ثغرات لقاء ملغومة ! ~ من وحي قلمي..

[Aishah AL-farhah]

*

جدارك يابرلين فراق ، وتلك ... ثغرات لقاء ملغومة ..!

وافترقنا ، وبيننا نُصِب الجدار ، في البدء كان لا ثغرات لا تلاق لا أمل ، على الأقل في" كبريائي" ، جدار أصمّ طويل عريض ، وحوله مئات المطبات ، أسلاك شائكة ، أسلاك يسري فيها تيار ، ربما لو أجتمع بتيار إحساسي أحدث كارثة ، ..... لا ، نفسي أبدا لاتحدثني بالاقتراب ، أو ربما تحدثني ولكنها أبدا لن تستجيب ، وكبريائي الكاذب يبني العوائق ، وليت الكبرياء يدوم ولو كذبا ومحض افتراء ، وقلبي يردد حديثا أصدق : لو تصرخين ، فإن الريح ستنهي باقي المهمة وتحمل صوتك إلى من هو خلف الجدار ، ولو يصرخ ، فإن الريح معه ستصرخ وتنبئك أنه مازال هناك ، وشيطان العشق يوسوس ، وكبريائي يعوذ بتلك العوائق ، وينفي ويرجم كل الوساوس ، وطيف يراودني لأثني خطوتي وأعود صوب الجدار ، وصوت قلبي العاشق يصرخ ويزمجر ، لن تكون نهايتي بمقصلة كذب كبريائك ، ولكنني تابعت المسير ، وكل خطوة تغرز في صفحتي موت ، وبعث ، أكان الموت لحبي والبعث لكبريائي ، أم كان بعث لحبي وموت لكبريائي ، لست أجزم وأنّى لي الجزم ، إلى يومنا لست أجزم ما الذي مات؟! ، مات وبين أضلعي تمت مراسم الدفن وعلى روحه قرأت تراتيل الملمّات ، ولا أدري أيهم وقف على قبري ، وأيهم احتواه قبري ..... عفوا صدري ، ومن شرفتي أتنفس كل صباح رائحة حنين ، تتسلل إليّ من خلف الجدار ، وتغريني بالاقتراب ، والتفتيش خلسة عن ثغرات لقاء ، على كلٍ ثغرات اللقاء ملغومة ، لذا لن أقترب كثيرا ، ملغومة تلك الثغرات جذبا وشوقا وحبا وحنينا يكسرني يضعفني يسلبني مني ، كل يوم يقترب خط مسيري من الجدار ، ولكنني لا أسترق إليه النظر ، فربما تحين مني نظرة لثغرة لقاء قاتلة ، مرت سنين ولم أنظر إليه ، هل ياترى مازال أصم طويل عريض وحوله مئات المطبات ، لا نستطيع ثقبه أو اختلاس النظر فيما يقبع خلفه من أنصافنا ، فروحي انقسمت وقت نصب الجدار ، نصف هنا ونصف هناك ، وذات صباح أشأم صباح ، نظرت خلسة واستراق ، وجدت جدارا هزيلا متصدعا به مئات الثقوب ، فطول الزمان وسوط الفراق الذي ينهال عليه ليل نهار في غفلة مني ، نهشاه وأنهكاه ، وأصخيت سمعي فإذ به يحدو : أن هيت لك أيها القلب الجريح فاختر أي ثقب أي ثغرة قاتلة شئت ، وانظر علّك تجد ممن تحب خبر ، وإن لم تجده فاسأل جيران الجدار كيف حال الحبيب ؟ فهم حتما يحملون الجواب ، فقط اسأل ، علّك بمحض سؤال توقف نزف الجراح وتضمد تلك الجراح ، قلت وأيّ جراح!! ، قال الجدار الهزيل : أتدرين مالذي مات قبل سنين وأي شيء يحتويه ذاك القبر القديم إنه رفات الكبرياء ، وحبكِ مازال حيّ مازال يكبر حتى شاخ ، مازال يغريك كل حين بهدم الجدار ، حبكِ يكبر في تلك العلبة الصغيرة التي قمتِ بحشره فيها ، لتمنعي عنه الهواء والضوء والرواء فيموت ، لكنه كبر في تلك العلبة الصغيرة مشوها مهلهلا مكسور الجناح ، وفيه مئات الجراح ، أيقنت حينها أن أزيز الضلوع بصدري ، لأن جمر الحب مازال متقد منذ سنين ، وأنني لم أفلح في إخماد نيران التلهف والاشتياق ، والرغبة الثائرة لاختلاس النظر ، وربما للقفز من فوق الجدار ، وقد تتمادى وتراودني بهدم الجدار ، يا الله .... كل ذلك مازال حيّ ، وكبريائي هو ، هو من مات ، وفجأة وبعد انكشاف ماكنت استره وأتغاضى عنه عنوة ، بل وأتحايل عليه وأنفيه عبثا عبثا عبث ، انكسر قفل العلبة الصغيرة ليفوح منها في الأجواء شذى العشق القديم ، لكنه شذى يسوق معه رائحة انكساااااااار ، رائحة حبال وصل نسجتها بأناملي طالتها نيران الفقد فأحرقتها ، رائحة جراح نازفة ماحظيت بفرصة الاعتراف بها ، فكيف بفرصة مداواتها ، هناك تراخيت وأجبت نداءات صوت مبحوح في داخلي ، واتجهت إلى الجدار وما وجدت عناء في البحث عن ثغرة كما كنت أظن ، فكل الجدار ثقوب تنادي بي أن : هنا الحبيب ، اختلست النظر ، لا بل أمعنت النظر وأطلقت له العنان ، وفي لحظة مقتل رأيت الرفيق يحويه كوخ صغير ، وبيديه التي كان بالنسبة لي طبع قبلة على منحنياتها حلم جميل ، يمسك بإحداها طفل ارتسم بين ملامحه وجه أبيه ، وبالأخرى يمسك امرأة راقية ، وهنا وجدت نفسي أقف على أفتك لغم ، فتلك الثغرة ملغومة بالكثير ، فنظرة كانت كفيلة بأن تبعث روح فيما عنه قطعت الهواء ، فحبي تجدد وعاد فتيّ شباب ، وحزني تأكد وعاد أبيّ عنيد ، وذاك الجدار الذي كنت أختبيء في ظله من صقيع الشتاء وقيض الصيف أواري الجراح ، أصبح وهم ، بل لم يكن يوما حقيقة ، بل خيالات أوهمت نفسي الكسيرة بأنني أصون كبرياءها بذاك الجدار ، هباء ووهم كبرياء مات منذ سنين ، هناك سقطت وماعدت أقوى الوقوف ، هناك اعترفت بأنك مازلت نقطة ضعفي التي تشّكل إحساسي كيف تشاء سعادة أم شقاء ، هناك تساءلت : أكل ادعاءاتي بأنني نسيتك وأن حبك مات .... افتراء ؟! ، هناك رحت أكيل مئات اللعنات على كل جدار مليء بالثغرات الملغومة ، وكل فراق سرمديّ تخترقه وتنخره ثغرات لقاء ملغومة ، تتسلل منه إلى قلبونا تكسرها وتجزئها أجزاء شتى .


من نزف قلمي

[دارس1431]

ماشاء الله تبارك الله


مليون شكر ياخت سفيرة اللغة العربية على الأبداع مشاركة تستحق الشكر والتقييم بجدارة وبكل حيادية
متذوق لمثل هذا الفن لكن متابع بشكل قد يكون جيد ولدي بعض النقاط من رؤية خاصه وليست نقد فمثلي لا ينقد ^^
أولاً أتمنى منك الإيضاح في بداية النص (وبيننا نُصِب الجدار) الذي أعرفة أن النصب يكون للذكرى مثلاً وهو شي رمزي وانتي أكملتي عليه بهذا الجدار الشاهق المليئ بالعوائق أذاً هو لم يعد نصب ^^
لكن بداية من وجهة نظري كمتذوق بسيط فهي رائعة جداً ^^

أعجبني
( أكان الموت لحبي والبعث لكبريائي ، أم كان بعث لحبي وموت لكبريائي ،)
الله على الصورة الرائعة توقفت عندها كثيراً لأخمن الموت لمن والبعث لمن ^^
لكن الجميل أن وصفك للأثنين يجعلهم في كل الحالات أموات لأن البعث لا يأتي إلا بعد الموت
أهنيك على هذا الوصف الجميل

كلمة ( مطبات ) لا أعلم هل لها أصل في اللغة العربية ؟ ام هي حديثه وتعتبر من عوالق لهجتنا العامية ؟
عموماً تمنيت أنها لم توجد في هذا النص الرائع وكان بإمكانك أستبدالها بمفردات أخرى ^^

في الختام هناك ما أشكل علي فهمه أتمنى توضيحه مشكورة
( يمسك بإحداها طفل ارتسم بين ملامحه وجه أبيه ، وبالأخرى يمسك امرأة راقية ، )
حاولت أن أفهم من هو الطفل ومن هي المرأة من سياق النص لكن عجز تفكيري ^^
لكن الصورة رائعة جداً وتعتبر ضبابية بالنسبة لي وتحتمل تفاسيراً كثيرة


مليون شكر ياخت سفيرة اللغة العربية على هذا الأبداع وأن لم تخني الذائقة ان مشاركة وأد البنات كانت لك


تحيتي

[Aishah AL-farhah]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دارس1431 ماشاء الله تبارك الله مليون شكر ياخت سفيرة اللغة العربية على الأبداع مشاركة تستحق الشكر والتقييم بجدارة وبكل حيادية متذوق لمثل هذا الفن لكن متابع بشكل قد يكون جيد ولدي بعض النقاط من رؤية خاصه وليست نقد فمثلي لا ينقد ^^ ناقد حياديّ موضوعيّ مثلك ، ليس له أن ينفي عن نفسه امتلاكه لهذا الحس النقديّ ، فأهم مافي الناقد الحيادية والموضوعية والاحترام وكلها فيك يا أستاذ دارس أولاً أتمنى منك الإيضاح في بداية النص (وبيننا نُصِب الجدار) الذي أعرفة أن النصب يكون للذكرى مثلاً وهو شي رمزي وانتي أكملتي عليه بهذا الجدار الشاهق المليئ بالعوائق أذاً هو لم يعد نصب ^^ حسنا ملاحظة أعجبتني جدا ، لكني أستعرت صفة من النصب التذكاري ، وهي صفة البقاء والاستمرارية ، وأعطيتها لذلك الجدار ، الذي كنت أظن بداية أنه غير قابل للهدم ، ثم تدرجت في النص إلى حين اكتشاف حقيقة أنه قابل للهدم لكن بداية من وجهة نظري كمتذوق بسيط فهي رائعة جداً ^^ أعجبني ( أكان الموت لحبي والبعث لكبريائي ، أم كان بعث لحبي وموت لكبريائي ،) الله على الصورة الرائعة توقفت عندها كثيراً لأخمن الموت لمن والبعث لمن ^^ لكن الجميل أن وصفك للأثنين يجعلهم في كل الحالات أموات لأن البعث لا يأتي إلا بعد الموت أهنيك على هذا الوصف الجميل كلمة ( مطبات ) لا أعلم هل لها أصل في اللغة العربية ؟ ام هي حديثه وتعتبر من عوالق لهجتنا العامية ؟ عموماً تمنيت أنها لم توجد في هذا النص الرائع وكان بإمكانك أستبدالها بمفردات أخرى ^^ صحيح ، هذه من سقطاتي ولن أعدلها لحاجة في نفس يعقوب ، فقط سأعترف بوجود هذا العيب في النص ، وأعترف لك بفضل اكتشافه وتنبيهي إليه في الختام هناك ما أشكل علي فهمه أتمنى توضيحه مشكورة ( يمسك بإحداها طفل ارتسم بين ملامحه وجه أبيه ، وبالأخرى يمسك امرأة راقية ، ) حاولت أن أفهم من هو الطفل ومن هي المرأة من سياق النص لكن عجز تفكيري ^^ لكن الصورة رائعة جداً وتعتبر ضبابية بالنسبة لي وتحتمل تفاسيراً كثيرة رأيت الرفيق ممسكا بطفل وامرأة راقية (ابن وزوجة) ، ليس في الصورة أيّ ضبابيّة ربما لأنني من أنشأ القطعة مليون شكر ياخت سفيرة اللغة العربية على هذا الأبداع وأن لم تخني الذائقة ان مشاركة وأد البنات كانت لك هي كذلك ، قاريء جيّد تحيتي

شكرا أيها المتذوق البارع الناقد الحيادي القاريء الجيّد أستاذ دارس

يشرفني أن القطعة نالت استحسان ذائقتك الأدبيّة الراقية

[ابو غرام]

العرض الراائع أجبرني على القراءة والصور ملائمه جدا بما جاء في النص ,,,,



أوجعتني عيوني ,,,,,, ولكن إبداعك أجبرني على تحمل الألم ,,,




تحياتي لك .

[د. هدّولا]

يالله !

علّي لا أجدُ قوّةً أسندُ بِها ذاك الحُزن , الإنكسآر والكبرِيآء ..
علّي مِثلُ البقيّةِ ياسفِيرة يغرَقُ في لذّةِ الرّواية وينسى أن يطبطِب جراحها !

مُنذُ متى وأنا لم أرتوِ هكذا ..
مُنذُ متى وأنا معَكِتَفةٌ على الأحبارِ القديمة المتخثّرةِ في دمِي !
منذُ متى وأنا صآئِمةٌ عن جمآل الحرف ,


يالله , كأنني أقرأ لأوّل مرّة ..
نصّ عمييييق , وفآتن , ومُفعمٌ بالوَجع !



سفيرةَ الحرفْ واللغة !

مُدّينا ولاتَحرِمينا :)

تَبآرك من سخّر الحرفَ بين يديكِ ومن خلفِك ....


تقبّلِي عُبوري الضّئيل بينَ اعوجاجاتِ الحآئط :/

[موفقة يارب]

.. مـآآشا الله تبـآآرك الرحمن ..

.. إبدآآآع و تألق و تميز و تفرّد ..~

.. رآآآئعة جدا جدا كلمـآتك مآشا الله عليكِ

.. فقط لي نفس ملآحظة دآرس على كلمة ( مطبآت ) ..

.. بالرغمـ أني لآ أفهمـ كثيرا في الفُصحى

ولكنهـآ لفتت إنتبـآهي (=

و بالرغمـ من ذلك أيضًا فـ النص

قمـة في التميز

سلمتِ أنـآآآملك المبدعة يآ سفيرة

(=

[Aishah AL-farhah]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو غرام العرض الراائع أجبرني على القراءة والصور ملائمه جدا بما جاء في النص ,,,, أوجعتني عيوني ,,,,,, ولكن إبداعك أجبرني على تحمل الألم ,,, تحياتي لك .

كنت أتردد كالعادة بين مقياس 4 و 5 للخط ، وغالبا يغلبني 4 له نكهة خاصة

شكرا لك ولإطراءك القيّم يا أحد شعّار النبض

[صقر الشمال]

ماشاء الله خيتو سفيره اللغه العربيه
طرح اكثر من رائع
فعلاً موثر في النفس جميل جداً الصور معبره وتحكي الواقع نعم
خيتوو سفيره مواضيعك تشدني كثيراً وفي اسلوبك في الطرح وثقافتك ماشاء الله عليك باللغه العربيه الفصحي
اهئنك علي ذالك
تقبلي مروري المتواضع

[Aishah AL-farhah]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. هدّولا يالله ! علّي لا أجدُ قوّةً أسندُ بِها ذاك الحُزن , الإنكسآر والكبرِيآء .. علّي مِثلُ البقيّةِ ياسفِيرة يغرَقُ في لذّةِ الرّواية وينسى أن يطبطِب جراحها ! هاقد طبطبتِ جراحها مُنذُ متى وأنا لم أرتوِ هكذا .. مُنذُ متى وأنا معَكِتَفةٌ على الأحبارِ القديمة المتخثّرةِ في دمِي ! منذُ متى وأنا صآئِمةٌ عن جمآل الحرف , لاتفطري على حرفي المتواضع بجوار حرفك ، لأنك بذلك تفسدين صيامك يالله , كأنني أقرأ لأوّل مرّة .. نصّ عمييييق , وفآتن , ومُفعمٌ بالوَجع ! وماتكون النصوص جميلة إلا عندما تنفث فيها المواجع شيئا من روحها ، أو على الأقل هذه رؤيتي سفيرةَ الحرفْ واللغة ! مُدّينا ولاتَحرِمينا :) تَبآرك من سخّر الحرفَ بين يديكِ ومن خلفِك .... تقبّلِي عُبوري الضّئيل بينَ اعوجاجاتِ الحآئط :/

عبورك هنا ترك شيئا من خرزات عقد حروفك المتناثرة هنا وهناك
فزاد الصفحة بهاء وضياء ورونق

وأنت لن تحرمينا من نورك ، ياآنسة النور

[اللولو]

ليت الجدار بقي صلبا متماسكا دون ثغرات لنحافظ ع كبريائنا ونعيش بأمل مضى

سفيرة رائع ماخطه قلمك ..