InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الكليات الجامعية > منتدى كلية الآداب والعلوم الإنسانية > قسم اللغة العربية و آدابها > منتدى الملخصات والمواضيع المميزة (قسم اللغة العربية)
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


منتدى الملخصات والمواضيع المميزة (قسم اللغة العربية) قسم خاص يتم نقل المواضيع المميزة و الملخصات والملفات المهمه

الأسلوب وتحليل النصوص

منتدى الملخصات والمواضيع المميزة (قسم اللغة العربية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 15-04-2012, 12:58 AM
الصورة الرمزية عباس قرناس

عباس قرناس عباس قرناس غير متواجد حالياً

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
التخصص: اللغة العربية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 420
Skaau.com (10) الأسلوب وتحليل النصوص


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الدكتور / مطير المالكي
قال لنا بإن احدي الطالبات سوف تضع ملخص لمادة الأسلوب وتحليل النصوص في هذا المنتدي ، اتمني ان يكون ذلك في اسرع وقت .

 


توقيع عباس قرناس  


التخضع ذل والنار من راس الزناد * شبها وإن ماستوتلك لغيرك تستوى

 

رد مع اقتباس

 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 17-04-2012, 03:38 PM   #2

عباس قرناس

جامعي

الصورة الرمزية عباس قرناس

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
التخصص: اللغة العربية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 420
افتراضي رد: الأسلوب وتحليل النصوص

أسلوب القرآن الكريم

القر آن هو كلام الله تعالى المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم والمكتوب بين دفتي المصحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس ومجموعه 114 سورة ، وهو المنزل باللفظ والمعنى ، والمنقول إلينا بالتواتر .(2)
والقرآن ليس اللفظ فقط وليس المعنى فقط ، بل هو اللفظ والمعنى معا ، وهو رسالة الله إلى كل البشر ونزل بلسان عربي مبين ، ولذلك لا يصح أن يقال عن كتابة بعض معانيه بغير اللغة العربية أنها قرآن ، وأيضا تفاسير القرآن بألفاظ أخرى بالعربية لا تصح تسميتها قرآنا .
والقرآن الكريم هو المعجزة التي أيد الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وتحدى بها قرش أن يأتوا بمثله أو بخمس سور مثله أو أن يأتوا بآية من مثلهقال تعالى :" قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا "

والقرآن هوالدستور الذي وضعه الله لعباده ، فقضى به على الضلالة ، وبدد به ظلمات الجهالة :
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ {15} يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {16}المائدة .
ومن أظهر خصائص الأسلوب القرآني أنه معجز ، وللإعجاز في أسلوب القرآن مظاهر متعددة :
1- حسن تأليفه وتناسق كلماته .
2- اعتراف فصحاء العرب بالعجز عن معارضته .
3- تحقق وقوع ما وعد به .
4- إرضاؤه العامة والخاصة .
5- براعته في تصريف القول على أفانين الكلام .
6- قصد القرآن في اللفظ مع وفائه بالمعنى .
7- استعماله أسلوب الكناية ، والكناية نوع من التصوير .
8- اعتناؤه بذكر القصة لتثبيت الأخبار وتصوير الوقائع كقصة يوسف وقصة عيسى عليهما السلام وغيرهما .
9- اعتناؤه بالتصوير الفني للحوادث والأفكار .
10- ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة والأمم البائدة والشرائع الدائرة ، مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا الفذ من أحبار أهل الكتاب الذي قطع عمره في تعلم ذلك



1 – الأسلوب في التراث العربي :
هو في اللـغة : السطر من النخيل وكل طريق ممتد , و الأسلوب : الطريق و الوجه و المذهب , و الجمع أساليب (1) .
و قد عرّف عبد القاهر الجرجاني الأسلوب بأنه " الضرب من النظم و الطريقة فيه " (2) , أما عند حازم القرطاجني فإن مصطلح الأسلوب يُطلق على التناسب في التأليفات المعنوية , " فيمثل صورة الحركة الإيقاعية (3) للمعاني في كيفية تواليها و استمرارها, و ما في ذلك من " حسن الاطراد و التناسب و التلطف في الانتقال عن جهة إلى جهة , و الصيرورة من مقصد إلى مقصد " (4) " (5) .
و حازم يجعل الأسلوب منصبًّا على الأمور المعنوية ( التناسب فيها ) , و جعَله في مقابل النظم الذي هو منصب على التأليفات اللفظية , و هذا بخلاف نظرة عبد القاهر , حيث جعل النظم شاملاً لما يتعلق بالألفاظ و المعاني (6) , و عرّفه ابن خلدون بأنه " المنوال الذي ينسج فيه التراكيب أو القالب الذي تُفرغ فيه " (7) .
و مما يلفت الانتباه في تعريفات هؤلاء العلماء الثلاثة أن كلاًّ منهم نظر إلى الأسلوب من زاويةٍ معينة , فهو عند ابن خلدون مختص بصورة الألفاظ ( القالب ) , و عند حازم هو مختص بصورة المعاني , أما عند عبد القاهر فمفهوم الأسلوب ينسحب على الصورتين اللفظية و المعنوية – من غير انفصالٍ بينهما - , و هذه هي النظرة الأشمل للأسلوب .


2 – الأسلوب في النقد الحديث :
يرتبط التعريف الحديث للأســلوب " بنـظرية الإبـلاغ أو الإخبار " , حيث لا بد لأي عملية تخاطب من مخاطِب و مخاطَب و خطاب ( مرسل و مستقبل و رسالة ) (8) (9) ؛ و لذلك فالأسلوب لا يمكن دراسته أو بحثه دون أن يرتبط بعناصر الاتصال : المؤلف و القارئ و النص (10) ؛ مما جعل كتب علم الأســـلوب (11) تحفل بتعريفه حسب هذه العناصـر (12) , و مــهــمـا تعددت تعريفات الأسـلوب إلا أنه يمكن إرجاعها إلى الاعتبارات الثلاثة السابقة (13) .
أ – تعريف الأسلوب باعتبار المخاطِب :
يُعرَّف الأســــلوب على هذا الاعتــبار بأنه : التعبير الكاشــف لنمط التفكـــير عند صاحبه , إذ يعبّر تعبيرًا كاملاً عن شخصيته , و يعكس أفكاره و صفاته الإنسانية , و يبيّن كيفية نظره إلى الأشياء و تفسيره لها و طبيعة انفعالاته , و غير ذلك مما يؤكد الذاتية أساسًا للأسـلوب ,
حتى إن الأســلوبيين ما يزالـون يتناقـلون ما ذكره بيفــون من أن الأسلـوب هو الإنسان نفسه , أو أن : الأسلوب هو الرجل (14) .
و قد كان لتلك المقولة أثرها الواضح في كثيرٍ ممن جاؤوا بعده , مثل : شوبنهاور حينما عرّف الأسلوب بكونه ملامح الفكر , و ماكس جوب الذي بيّن أن " جوهر الإنسان كامن في لغته و حساسيته " (15) .
وهذه المقولة سبق إليها الفخر الرازي الذي ربط بين الأسلوب والمبدع حيث اعتبر الأسلوب خاصية تمثل منشئها .

و بعد هذه التعريفات يمكن تعريف الأسلوب باعتبار المخاطِب ( المرسل ) بأنه : البصمة المميّزة للمبدع , و التي تعكس فكره و شخصيته و مشاعره و صفاته ... , أو : هو الصورة التي يعكسها النص عن النواحي المختلفة للمبدع ...

ب – تعريف الأسلوب باعتبار المخاطَب ( المتلقي) :
- يرى قيرو أن الأسـلوب مجموعة ألوان يصـطبغ بها الخطاب ليصل عن طريقها إلى إقـناع القـارئ و إمتاعه و شد انتباهه و إثارة خيالـه ,
- دي لوفــر يلح على أن الأسلوب هو ســلطان العبارة إذ تجتذبنـا , و كـذلـك فعل كلٌّ من كولان (16)
- أحمد الشايب الذي يـرى أن الأسلوب يمكن أن يكون له معنى أوسع فيشمل" الفن الأدبي الذي يتخذه الأديب وسيلة للإقناع أو التأثير" (17).
و مهما تعددت تعريفات الأسلوب باعتبار المخاطَب إلا أنها تلتقي في أمرٍ مشترك , ألا و هو أثر الأسلوب على المتلقّي , فقد يكون هذا الأثر إمتاعًا أو إقناعًا , أو شد انتباه أو إثارة خيال ..., أو أي تأثيرٍ على المتلقّي أيًّا كان نوع هذا التأثير ...
و على هذا فإنه يمكن لي الخلوص بتعريفٍ للأسلوب باعتبار المخاطَب , فالأسلوب – بناءً على هذا - يعني : سمات النص التي تترك أثرها على المتلقي – أيًّا كان نوع هذا الأثر - .
و حينما نتكلّم عن مفهوم الأسلوب باعتبار المتلقّي , فإنه من المستحسن أن نشير إلى جهود ريفاتير , الذي راعى " جانب التلقي في الاتصال الأدبي " (18) , فحدد الأسلوب معتمداً على أثر الكلام في المخاطَب (19) , و أدخل القارئ في النظرية الأسلوبية (20) , وجعل المتلقي " امتدادًا مشاركًا في التحليل الأسلوبي " (21) .

و قد أشار ريفاتير إلى أن تحليل الأسلوب متركز في الصلات بين النص و ردّ فعل القارئ , فالقارئ يعدّ عنده " عنصرًا من من عناصر النظرية الأسلوبية , أو وسيلة مساعدة في التحليل الأسلوبي , أو هما معًا " (22) .
لـقـد تـميّزت نظـرات ريفاتيــــر الأسلوبية بإعطــاء المتلقّي بعــدًا ذا أهميةٍ كبيـــرة , في النظرية الأسلوبية عمومًا , و في التحليل الأسلوبي على وجه الخصوص (23).
ج – تعريف الأسلوب باعتبار الخطاب :
يستمد هذا المفهوم أساسياته " من مقومات الظاهرة اللغوية في خصائصها البارزة " (24) , و يعتمد على فكرة الثنائية اللغوية التي تقسم النظام اللغوي إلى مستويين (25) , هما : المستوى الإخباري ( العادي ) , و المستوى البلاغي ( الإبداعي ) - و سيأتي بيانهما - .
و يمكن أن يعرّف الأسلوب هنا بأنه " العلاقة المميزة لنوعية مظهر الكلام داخل حدود الخطاب , و تلك السمة إنما هي شبكة تقاطع الدوال بالمدلولات و مجموع علائق بعضها ببعض و من ذلك كله تتكون البنية النوعية للنص و هي ذاتها أسلوبه " (26) ,

و يقترب من هذا التصوّر ما يراه هيل من أن الأسلوب هو " الرسالة التي تحملها العلاقات الموجودة بين العناصر اللغوية لا في مستوى الجملة و إنما في مستوى إطار أوسع منها كالنص أو الكلام " (27) ثم أتى بـعـد ذلــك مـن وسـّع دلالــة الأســلوب و هو هيلمسيلف , حيث جعله شـاملاً الهيكل الكلي للنص (29).
و قد يُعرَّف الأسلوب هنا انطلاقًا مما يتوارى خلف الكلمات و الجمل من وظائف و إيحاءات
فجاكبســون يرى أن النـــص الأدبـــي خطــابٌ " تغلّبـت فيه الوظيفـــة الشـعـريـة (30) للكلام " (31) , كما يرى بعض النقاد أن الأسلوب هو " مجموع الطاقات الإيحائية في الخطاب الأدبي " (32) (33).
كما عُرّف الأسلوب هنا بأنه : " استعمالٌ خاصٌّ للغة يقوم على استخدام عدد من الإمكانات و الاحتمالات المتاحة , و التأكيد عليها في مقابل إمكانات و احتمالات أخرى " (34) , و يشير هذا التعريف إلى ما يتميز به الأسلوب الفني من العدول و الاختيار – و سيأتي بيانهما - .
كما عُرّف الأسلوب هنا كذلك بأنه " النسيج النصي الذي يبوِّئ الخطاب منزلته الأدبية " (35) , و هذا التعريف يشير إلى أن الأسلوب هو ما يتميز به النص من ظواهر فنية متمازجة ترتقي به إلى الدرجة الأدبية .
و تجتمع التعريفات السابقة المنطلقة من عنصر الخطاب في أنها تركز على الظواهر اللغوية المميزة في النص , مع الاهتمام بالعلاقات الجزئية و الكلية بينها , و ما يتصل بما سبق من الإيحاءات المختلفة و الدلالات المتعددة , و كل ما يكسب النص خصوصيته من الناحية الأسلوبية .
و يمكن أن أخلُص مما سبق إلى تحديد الأسلوب باعتبار منطلَق الخطاب في أنه : مجموع الظواهر اللغوية المختارة الموظّفة المشكِّلة عدولاً ,و ما يتصل بذلك كله من إيحاءات و دلالات , ممتزجًا كل ذلك بشبكة العلاقات داخل النص و خارجه .
و لكي نتحصّل على تعريفٍ أشمل و أدق للأسلوب فإنه يتوجّب علينا أن نؤلّف بين التعريفات بمنطلقاتها الثلاثة ( المبدع و النص و المتلقي ) , و أن نجمع بين المعطيات المختلفة (36) .
و إذا ما أردنا تعريفًا دقيقًا للأسلوب شاملاً لعناصر عملية الاتصال الثلاثة فإن الأسلوب يعني " جملة الصيغ اللغوية التي تعمل عملها في إثراء القول وتكثيف الخطاب , و ما يستتبع ذلك من بسط لذات المتكلم , و كشف عن سرائره , و بيان لتأثيره على السامع " (37) .
و إذا كنت فيما سبق قد تناولت معنى الأسلوب باعتبار كل عنصر من العناصر الاتصالية الثلاثة ؛ ثمّ عقّبت بتعريفٍ شاملٍ لكل هذه العناصر ؛ فإنني هنا أودّ أن أختم أخيرًا بتعريف الأسلوب عند شارل بالي - باعتباره مؤسس علم الأسلوب - , حيث يتمثّل عنده في مجموعةٍ " من العناصر الجمالية في اللغة يكون بمستطاعها إحداث تأثير نفسي عاطفي على المتلقي " (38) , و مما يمكن أن يُؤخذ على هذا التعريف أنه أغفل جانب المبدع .
و جوهر الأسلوب عند بالي يتمثل في " إنزال القيمة التأثيرية منزلةً خاصةً في سياق التعبير ,
أما علم الأسلوب فيتوجه إلى الكشف عن هذه القيمة التأثيرية ( من ناحيةٍ جمالية نفسية عاطفية ) " (39) .
و تعريفات الأسلوب التي تنطلق من الخطاب و تجعله أساسًا , تشترك في مفهومٍ يوحد بينها , و هو مفهوم الانزياح أو العدول (40) .

الانزياح أو العدول :
إن من أهم صفات الأسلوب الأدبي عمومًا و الشعري على وجه الخصوص أنه يتميز بنوع من العدول عما هو مألوف في اللغة , مما يكسر النسق الثابت و النظام الرتيب , و ذلك عن طريق استغلال إمكانات اللغة و طاقاتها الكامنة ... (41) .
فالأسلوبيون ينظرون إلى اللغة في مستويين :
الأول : النمط التعبيري المتعارف عليه , الذي يؤدي الوظيفة الإخبارية للكلام , و هذا المستوى هو ما يطلق عليه البلاغيون " أصل الكلام " .
الثاني : النمط الإبداعي , الذي يقوم على تجاوز المستوى الأول و العدول عنه إلى التعبير الفني , و إلى هذا المستوى تتجه عناية البلاغيين و الأسلوبيين (42) .

و يعرف الانزياح في تراثنا البلاغي باسم ( العدول ) , و أطلق عليه ابن جني ( الانحراف ) (43) , كما يقترب هذا المفهوم من قول البلاغيين : " خلاف مقتضى الظاهر" , أو : " تلقي المخاطَب بغير ما يترقب " (44) .
و من الملحوظات المبكرة في التراث العربي حول هذا المفهوم : ما ذهب إليه بعض النقاد (45) من أن الجاحظ قد أشار في ( البيان و التبيين ) إلى مستويي اللغة :
 المستوى العادي في الاستعمال , و المستوى الفني في الاستعمال الخاص , و يقترن المستوى الأول بطبقة العامة و غرضه إفهام الحاجة
 المستوى الثاني فغرضه البيان البليغ , و يتميز هذا المستوى بمبدأ اختيار اللفظ و ينفرد بالتجويد و انتقاء الألفاظ (46) .

وهنا يمكن القول بأن التحليل الأسلوبي يعني الكشف عن الاختيار الذي قام به الأديب من بين سائر صنوف الأداء اللغوي (51) , فالمبدع يقوم بعملية " الاستبدال " من بين مجموعة من الألفاظ المترادفة القائمة في الرصيد المعجمي له , تلك الألفاظ التي يقوم بينها ما يسمى بـالعلاقات الاستبدالية , و للمتكلم أن يأتي بأحد هذه الألفاظ في نقطةٍ معيّنة من نقاط سلسلة الكلام , و تقــــع عملية الاســتبدال ضمـن محــور الاختيار (52) , و قد عُرّف الأســـلوب هنا بأنه " اختيار أو انتقاء يقــوم به المنشئ لسمات لغـويـة بعـيـنـها من بـيـن قائمـة الاحتمالات المـتاحة في اللغة " (53) , و قد حفلت الكتب الأسلوبية بكلامٍ مفصَّلٍ حول مبحث الاختيار لأهميته (54) .

========================
الهوامش :
(1) انظر ( لسان العرب ) , ابن منظور , ج 7 , دار صادر , بيروت , ط1 , 2000م , مادة ( سلب ) , ص 225.
(2) ( دلائل الإعجاز ) , عبد القاهر الجرجاني , قراءة و تعليق : محمود شاكر , مكتبة الخانجي و مطبعة المدني , القاهرة , 1404 هـ , ص 469 .



شرح قصيدة المساء لخليل مطران

أفضل شرح لقصيدة المساء على هذا الرابط
http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=19807

تحليل لقصيدة المساء للشاعر خليل مطران
http://www.barka1.net/barka/showthread.php?t=1748

المقطع الأول :
داء ألــم فخلت فيــــــه شفــــائي من صـــــــــبوتي فتضاعفت برحــــــــــائي
يا للضـــــــــعيفين استبدا بي وما في الـــــظلم مثل تحــــــــــــكم الضعــــــفاء
قلب أذابـــــته الصبـــابة والجوى وغلالــــــــــــــــــة رثــــــــــــــة من الأدواء
والروح بيــــــنهما نســـــــيم تنهد في حالي التصــــــويب و الصعــــــــــــــداء
والعقــــل كالمصباح يغشى نوره كــــــــــــــدري ويضعفه نضوب دمائـــــــي

المقطع الثاني :
إني أقـــــمت على التعلة بالمنى في غربة قـــــــــــــــالو تكـــــــــــــون دوائي
إن يشف هذا الجسم طيب هوائها أيــــــــلطف النـــــــــــــــيران طيب هــــــواء
عبث طوافـــــــي في البلاد وعلة فـي عـــــــــــلة مــــــــــــــنفاي لاســــــتشفاء
متـــــفرد بصــــــــــبابتي, متفرد بكــــــــــــــــــآبتي , متفــــــــــــــرد بعنـــائي

المقطع الثالث :
شاك الى البحر اضطراب خواطري فيجـــــــــــــيبني برياحـــــــــــه الهوجاء
ثاو على صخر أصـــــــــم وليت لي قلــــــــــــبا كهــــــــذي الصخرة الصماء
ينتابها موج كموج مكـــــــــــــارهي ويفــــــــــــتها كالسقم في أعضـــــــــائي
والبحر خفاق الجوانـــــــــــب ضائق كمدا كصدري ساعة الإمســــــــــــــــــاء
تغـــشى البرية كـــــــــــــدرة وكأنها صــــــــــــــــــعدت الى عيني من أحشائي
والأفق معتكر قريح جفــــــــــــــــنه يغضي على الغمرات والأقـــــــــــــــــــذاء
يا للغروب وما به من عـــــــــــــبرة لــــلمستهام وعبرة للرائــــــــــــــــــــــــــي
أوليس نزعا للنهار وصرعــــــــــة للشـــــــــــــــــــــــــمس بين مآتم الأضواء
أوليس طـــــــــــــمسا لليقين ومبعثا للشك بين غلائل الظـــــــــــــــــــــــــــلماء ؟
أوليس محو للوجــــــــود الى مدى وإبـــادة لمعـــــــــــــــــــــــــــــالم الأشياء ؟
حتى يكون النور تجديدا لــــــــــها ويكون شبــــــــــــــــه البعث عود ذكـــــــــاء

المقطع الرابع :
ولقد ذكرتــــــــــــك والنهار مودع والقلــــــــــــــــــــــــــــب بين مهابة ورجاء
وخواطري تبدو تجاة نواظــــــــري كلمى كداميـــــــــــــــــــــــة السحاب إزائي
والدمع من جفني يسيل مشعشعـــــا بسنى الشعــــــــــــــــــــاع الغارب المترائي
والشمس في شـــــــفق يسيل نظاره فوق العقــــــــــــــــــــــيق على درى سوداء
مرت خلال غمامتين تحــــــــــــدرا وتقطرت كالدمعـــــــــــــــــــــــة الحـــمراء
فكأن آخر دمعــــــــــــــــة للكون قد مزجت بآخر أدمعـــــي لرثــــــــــــــــــــائي
وكأنني آنست يومــــــــــــــي زائلا فـــــــــــــــــــــرأيت في المرآة كيف مسائي



تحليل قصيدة المساء
.التعريف بالشاعر :
ولد خليل مطران سنة 1872 م في بعلبك من أسرة عربية أصيلة ينتهي نسبها إلى الغساسنة ، وكانت أمه فلسطينية تحب الأدب ، وتقرض الشعر وقد أجاد العربية والتركية والفرنسية . وتنقل بين بيروت وأنقرة وباريس ، ثم استقر في مصر سنة 1892 م ولذلك لقب بشاعر القطرين ، وقد عمل في جريدة الأهرام ، وفي ترجمة مسرحيات ( شكسبير ) ، توفي سنة 1949 م وهو رائد ( المدرسة الرومانسية ) في الشعر العربي المعاصر ، وله ديوان شعر مطبوع .
جـو النــــص :
مرض خليل مطران سنة 1902 م فنصحه الأصدقاء بالذهاب إلى الإسكندرية ليستشفي من مرضه بهواء البحر المنعش ، وسحر الطبيعة هناك . فأقام في ضاحية ( المكس ) غربي الإسكندرية . ولكنه شعر بألم الفراق لحبيبته التي تركها في القاهرة فاجتمع عليه الحب والمرض وما فيهما من ضعف الجسم وعذاب الروح والقلب فكتب هذه القصيدة يصور مشاعره وقد وقف على الشاطئ عند المساء .
الأفكار الأساسية :
أ- الألم الذي ألم بالشاعر من جراء بعده وغربته.
ب- عذاب الحب وآلام المرض .
ج- شكوى وضيق .
د?-خواطر حزينة .



المقطع الأول
)1- 5 ) الألم الذي ألم بالشاعر من جراء بعده وغربته.
1- دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيــــــــــهِ شِفَائي من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي
2- يَا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتَبَدَّا بي ، ومَا في الظُّلْـــــمِ مثــلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
3- قَلْـــبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالجَوَى ، وَغِلاَلَــــةٌ رثتْ مِــــــنَ الأَدْوَاءِ
4- وَالـرُّوحُ بَيْنَهُمَــا نَسِيـــمُ تَنَهُّــدٍ في حَالَيِ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ
5- وَالعَقْـلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ كَدَرِي ، وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائي
المفردات :
1- الصبوة : شدة الشوق والحب ، البرحاء : اشتداد المرض .
2- الضعيفان : الجسم والقلب .
3- الصبابة : الحب الشديد ، الجوى : حرق القلب ، الغلالة : الثوب الرقيق ، رث : بلي .
4- التصويب : الشهيق ، الصعداء : الزفير .
5- الكدر : ما يخالط النفس من حزن أو كآبة ، نضوب : جفاف .
الشرح :يتحدث الشاعر عن المرض الذي أصابه وحل به وظن أن الداء يشفيه من عذاب الحب ولكنه زاد عذابه وشقائه ، وأتعبني قلبي وجسدي ظلما رغم ضعفهما وأقسى الظلم ظلم الضعيف ، وأن الضعيفان بلي قلبي الذي ذاب حرقة وحبا وجسمي الذي أبلته الأسقام ، فلم يبق مما يشير إلى بقائي على قيد الحياة إلا روح ضعيفة تتردد بين القلب والجسد ، وأن الحزن الشديد أعمى قلبي وأضعفه جفاف دمي فلم يعد يرى الأمور بوضوح .
الخيـــال :تشيع في هذه الأبيات مجموعة من الصور منها : في البيت الثالث ( قلب أذابته الصبابة ) استعارة مكنية ، والعقل كالمصباح تشبيه ، ومن الأساليب الإنشائية ( يا للضعيفين ) أسلوب نداء غرضه التعجب والدهشة ، تضاعفت : كناية عن الشدة ونجده يصور ما بقي من حياته وروحه الضعيفة التي تتردد بين القلب والجسد كما في البيت الرابع .
اللغــــــــة :
- الألفاظ واضحة ، سهلة موحية بالآلام النفسية ، نجده يستعمل الكلمات التي أصابها المرض مثل ( العقل ، والقلب وغيرها من الألفاظ ) ، كما استعمل الشاعر الكلمات التي تدل على الشوق مثل ( الصبوة والصبابة والجوى ) ويستمر الجو النفسي الحزين وما أصابه من يأس رغم تفاؤله بالشفاء القريب لكن انعكست الصورة من تفاؤل وفرح إلى تشاؤم وحزن .
المقطع الثاني ( 6 – 7 )عذاب الحب وآلام المرض
6ـ إنــــــي أقمت على التعلة بالمنــى فـــــي غربة ـ قالوا ـ تكون دوائي
7ـ إن يشـف هذا الجسم طيب هوائها أيلـــطف النيران طيــــــــــب هواء ؟
8ـ عبــــث طوافي فـــــي البلاد وعلة في علـــــــة منفــــــاي لا ستشفاء
9ـ متفـــــــرد بصبابتـــــــي، متفـــــرد بكآبتـــــــي ، متفـــــــــــرد بعنائـى
المفــــــــــردات: (6) التعلة: التعلل. المنى: آلامال جمع منية.
(8) منفاى: نفي وغربتي . لا ستشفاء: طلبا للشفاء.
(9) صبابى: شدة شوقي . كآبتي: حزني . عنائى: ألمي أو تعبي .
الشـــرح : لقد عملت بنصيحة الأصدقاء . وأقمت غريبا في الإسكندرية متعللا بالأمل في الشفاء ـ ولو فرضنا أن طيب الهواء سينعش الجسم . ويخفف مرضه فهل يعقل أن الهواء يخمد نيران الحب في القلوب ؟ أو أنه يزيدها اشتعالا ـ؟ ولذلك أحس أن هذه الغربة طلبا للعلاج عبث فقد جمعت بين المرض والشوق فأضافت إلى علة الجسم علة الحب ، وعذاب القلب ـ فأنا أعانى شوقا وحزنا وآلاما فريدة لا نظير لها .
الخيــــــال :
في البيت السادس (( في غربة تكون دوائى )) تشبيه للغربة بالدواء وفيه تجسيم وإيحاء بالألم والنفور . وفي البيت السابع (( إن يشف هذا الجسم طيب هوائها )) استعارة مكنية تصوير الهواء الطيب دواء يشفي . وفيها توضيح للفكرة ، وإيحاء بنقاء الجو ، و(( النيران)) استعارة تصريحية فقد شبه الأشواق بالنيران وحذف المشبه ، وصرح بالمشبه به وفيها تجسيم وإيحاء بشدة الحب ، وفي البيت الثامن (( منفاي للاستشفاء علة في علة )) تشبيه فقد جعل النفي مرضا آخر يصيبه ، والبيت التاسع كناية عن كثرة همومه .
اللغــــــــة :
- الألفاظ واضحة ، سهلة موحية بالآلام النفسية . انظر إلى كلمة (( التعلة )) التي توحي بالآمال الكاذبة ، ثم إلى (( قالوا )) بعدها وهي جملة معترضة تؤدي معنى زعموا ، وتوحي بالشك في فائدة هذه الرحلة وتمهد لقوله (( إن )) الدالة على الشك في البيت السابع ، ثم يؤكد هذا الشك بالاستفهام المبنى على حقيقة علمية وهى أن الهواء يزيد النار اشتعالا فكيف يزعمون أنه يلطفها ؟ ثم يقرر بعد ذلك أن الرحلة عبث فيقول : (( عبث طوافي )) وهو أسلوب قصر حيث قدم الخبر النكرة على المبتدأ المعرفة ، وعرضه البلاغي التخصيص ، وقصر الطواف على العبث ولا شيء آخر ، وكذلك (( علة في علة منفاى)) فالنفي هو العلة المضاعفة بعينها . ثم انظر إلى حسن التقسيم في هذه الجمل المتناسقة في البيت التاسع (( متفرد بصباتي ، متفرد بكآبتي ، متفرد بعنائى )) لتجد الموسيقى واضحة ، وإضافة كل منها إلى ياء المتكلم للإيحاء بأنه ألم خاص به ، ثم تكرار لفظ متفرد لتوكيد هذا الشعور بالألم .
- من الأساليب الإنشائية (( أيلطف النيران طيب هواء )) ؟ استفهام غرضه البلاغي النفي وبقية الأساليب خبرية للتحسر .
من المحسنات البديعية الطباق بين (( أقمت ، غربة )) وبين (( علة ، استشفاء )) ، وحسن التقسيم في البيت التاسع وأثره إحداث موسيقى ظاهرة .






المقطع الثالث

( 10 – 20 ) شكوى وضيق



10ـ شاك إلى البحر اضطراب خواطري فيجيبنــــي برياحــــه الهوجــــاء
11ـ ثاو علـــى صخـــــر أصم وليت لي قلبا كهـــــذي الصخـــرة الصماء
12ـ ينتابهــا مــــوج كموج مكارهـــــي ويتفها كالسقــــــم فـــي أعضائي
13ـ والبحـــــر خفاق الجوانب ضائــــق كمـــــدا كصدري ساعة الإمســـاء
14ـ تغشـــــى البريــة كـــدرة وكأنهــــا صـعــدت إلى عينــــي من أحشائــي
15ـ والأفــــــق معتكــــــر قريح جفنه يغضى على الغمــــــرات والأقــذاء
16ـ يا للغـــــــــروب وما به من عبرة للمستهــام وعبــــــــــرة للرائي
17ـ أو ليــــــس نزعا للنهـار وصرعة للشمس بيـــن مآتـــــم الأضواء ؟
18- أَوَلَيْسَ طَمْسَــــاً لِلْيَقِينِ ، وَمَبْعَثَاً لِلشَّكِّ بَيْنَ غَلائـــــــــِلِ الظّلْمــــَاءِ ؟
19- أَوَلَيْسَ مَحْوَاً لِلوُجُودِ إلَــــى مَدَى وَإبـــــادَةً لِمَعَالِـــــــمِ الأَشْيــــــــَاءِ ؟
20- حَتَّى يَكُونَ النُّـــــورُ تَجْدِيدَاً لَهَا ، وَيَكُونَ شِبْهَ البَعْـــــــــثِ عَــوْدُ ذُكَاءِ

المفـــــــردات : (10) خواطري : أفكاري . جمع خاطر . الهوجاء : الشدة. وجمعها : هوج .
(11) ثاو : مقيم . صخر أصم : صلب مصمت .
(12) ينتابها : يصيبها ويتوالى عليها . مكارهي : جمع مكره ، وهو ما يكرهه الإنسان والمراد الشدائد التي تتوالى على قلبه . يفتها : يفتتها . السقم : المرض . والمعنى أن الموج يتوالى على الصخرة فيفتتها كما يضعف المرض الأعضاء .
(13) خفاق : مضطرب . كمدا : حزنا مكتوما .
(14) تغشى : تغطى. البرية : الكائنات . كدرة : ظلام . أحشائي : الأحشاء كل ما يدخل الجوف والمراد القلب .
(15) الأفق : منتهى ( مد البصر ) . متعكر : مظلم . قريح جفنه : جريح والمراد محمر بلون الشفق عند الغروب . يغضى : يغمض . الغمرات : الشدائد . الأقدار : جمع قذى وهو ما يقع في العين من تراب ونحوه ، ومعنى (( يغضى على الأقذاء )) يغمض جفنيه على الآلام والأقذاء .
(16) يا للغروب : أسلوب تعجب . عبرة بفتح العين دمعة ، وبكسرها عظة . المستهام : المشتاق . الرائي : المتأمل .
(17) نزعا : النزع خروج الروح واختصار المريض والمراد أن الغروب نهاية النهار. صرعه : موتا . مآتم : جمع مآتم وهو كل مجتمع في حزن أو فرح ، وغلب استعماله في الأحزان . وللبيت رواية أخرى فيها (( جنازة )) (( بدل )) (( مآتم )) .
( 18) طمس : محا .
( 20 ) البعث : الإحياء ، ذَكاء : اسم علم للشمس .
الشـــــــــرح :
يقول الشاعر : في هذه المساء وقفت على شاطىء البحر، وشكوت له حزني واضطراب نفسي وأفكاري . فأجابني بما يدل على اضطرابه هو أيضا فزاد حيرتي وألمي ـ وجلست على صخر من صخور الشاطئ متمنيا أن يكون قلبي قاسيا مثله ، لا يتأثر بعواطف الحب والشوق ولا يحس بالألم والعذاب ـ فوجدت الصخرة ضعيفة معذبة مثلي فالأمواج تتوالى عليها كما تتوالى المصائب على قلبي فتضعف . وتتناثر أجزاؤها كضعف أعضائي من السقم والمرض والبحر الواسع أصبح مضطرب الجوانب ضيقا كما يضيق صدري من الحزن في المساء ( وقد كرر الشاعر اضطراب البحر لتأكيد حزنه وضيق صدره ) والكون كله مغلف بالسواد كأن الأحزان السواد التي تملأ نفسي صعدت إلى عيني فجعلتني أرى كل شيء يغطيه السواد ، حتى الأفق الممتد مظلم يختلط سواده بحمرة الشفق ، فكأنه شخص مهموم مقرح الأجفان وتوالت عليه الشدائد فأصبح يغضى على الآلام والهوان ، عجبا للغروب وما يحمل من معادن مختلفة فهو يحرك الحزن في نفس العاشق فيبكي ، ويوحي للتأمل معاني وعظات بالغة ـ فهو نهاية للنهار ، وموت للشمس ، تبكي عليها الأضواء وهى تشيعها ـ وفي قلب هذا المشهد المؤلم حيث يرحل النهار ، يمحو المساء كل معالم الوجود الواضحة ، فيغالبك الشك في ما ترى لأنك لا تستطيع تبين المرئيات والمعنى الظاهر : إذا حل الغروب ساورتك الشكوك وامحى يقينك ، ما يزال الشاعر في إطار الصورة ذاتها : يمحو الظلام حدود الأشياء فلا تستبين بوضوح وقوله إلى مدى يقصد منه فترة الليل ، إذا عاد النور ظهرت معالم الأشياء فكأن الشمس بعثتها من العدم .
الخيــــال:
انعكست الحالة النفسية الحزينة للشاعر على الطبيعة حوله فرسم صورة كلية لموقفه على شاطئ البحر عند المساء وقد امتزجت فيها الأفكار بالمشاعر. فاكتملت أجزاؤها وعناصرها وهي (( الشاعر والبحر، والرياح والصخر، والأفق ، والظلام ، وحمرة الشفق )) وتتجلى فيها خطوط اللون ، والصوت ، والحركة . فاللون نراه في زرقة البحر ، وغبرة الصخر ، ورغوة الموج ، وكدرة المساء ، واعتكار الأفق ، وقروح الجفن . والصوت نسمعه في شكوى الشاعر، وإجابة الحر الهادر ، وعصف الرياح الهوجاء . والحركة نحسها في اضطراب الموج، وتفتت الصخر، وخفقان البحر . وفي خلال تلك الصورة الكلية جاءت صور جزئية ففي البيت العاشر : (( شاك إلى البحر )) استعارة مكنية تصور البحر صديقا يبثه الشاعر شكواه ، وفيها تشخيص وإيحاء بامتزاج نفس الشاعر بالطبيعة وكذالك (( يجيبني برياحه الهوجاء )) حيث تخيل البحر إنسانا مضطربا والرياح الشديدة تعبر عن شدة هياجه وانفعاله . فالتصوير هنا ممتد وفي البيت الحادي عشر (( قلبا كهذه الصخرة الصماء )) تشبيه يوضح أمنية الشاعر في عدم الإحساس . وهو يوحي بكثرة الآلام . وفي البيت الثاني عشر (( موج مكارهي )) تشبيه للمكاره في تتابعها بالموج ، و (( موج كموج مكارهي )) تشبيه لموج البحر في تتابعه على الصخور بالمكاره في تتابعها على النفس ، و (( يفتها كالسقم في أعضائي )) تشبيه لموج البحر حين يفتت الصخر بالمرض في إضعاف الأعضاء ، وفي البيت الثالث عشر (( البحر ضائق كمدا )) استعارة مكنيه تصور البحر على اتساعه إنسانا حزينا ضيق الصدر ، وفيها تشخيص وإيحاء بضيق نفس الشاعر . و (( البحر ضائق كمدا كصدري )) تشبيه يوحي بكثرة هموم الشاعر وقت المساء ، وفي البيت الرابع عشر (( كأنها صعدت إلى عيني من أحشائي )) كناية عن شدة حزن الشاعر ، وفي البيت الخامس عشر (( الأفق معتكر قريح جفنه )) استعارة مكنية تصور الأفق إنسانا معذبا تقرحت أجفانه . وفيها تشخيص وإيحاء بما في نفس الشاعر من قلق . و(( يغضي على الغمرات والأقذاء )) ترشيح لها يقويها ، ولعلك تلحظ من خلال تلك الصور الامتزاج القوي بين الشاعر والطبيعة فهو يدير معها الحوار ، ويبث فيها الحركة ، ويتخذ منها أصدقاء تنعكس عليهم مشاعره .
رسم الشاعر في هذه الأبيات صورة كلية أخرى حزينة للغروب وأثره في نفسه وأجزاؤها : ( عاشق بيكي، ومشاهد يتأمل ، ونهار يتحضر ، وشمس تموت ، وأضواء تشيع ) . وهي كما ترى أجزاء مؤتلفة تعكس آلام شاعر مريض عاشق يوحي إليه مساء الطبيعة بمعنى نهاية حياته ، ورسم أمام عينة صورة يرى فيها مصيره . وحركة تحسها في (( نزعا ، وصرعة ، ومآتم )) وهى امتداد للوحة الفنية التي رسمها في القطعة . وفي خلالها جاءت صور جزئية ففي البيت السابع عشر (( نزعا للنهار )) استعارة مكنية تصور النهار عند الغروب مريضا يحتضر ، ويلفظ أنفاسه الأخيرة . وفيها تشخيص وإيحاء بالانقباض النفسي و(( صرعه للشمس )) استعارة مكنية ، و(( مآتم الأضواء )) تشبيه للأضواء بجماعة تودع الشمس وفيها تشخيص وإيحاء باستمرار كآبة الشاعر .
- كما أن لفظ (( تغشي )) يوحي بالانتشار.
ومن الأساليب الإنشائية (( يا للغروب )) أسلوب تعجب يوحي بقوة الانفعال ، و(( أوليس نزعا للنهار ... ))؟ ، و(( أوليس طمسا لليقين ... )) ؟ ، (( أوليس محوا للوجود ... )) ؟ أساليب استفهامية غرضها البلاغي التقرير ، وبقية الأساليب خبرية لإظهار الأسى والألم .
ومن المحسنات البديعية الجناس الناقص بين (( عبرة ، عبرة )) وسر جمالة الموسيقي وتحريك الذهن .
اللغـــة :
الألفاظ منتقاة بدقة وعناية فهي فصيحة أصيلة . ولكنها سهلة واضحة ويغلب عليها طابع الحزن والاضطراب لتلائم ما في نفس الشاعر من آلام وأحزان . انظر إلى (( شاك )) و (( اضطراب خواطري)) و (( ثاو )) و (( ينتابها )) و (( مكارهي )) و (( السقم )) و (( ضائق )) و (( كمدا )) و(( كدرة )) و (( معتكر )) يطالعك جو نفسي كئيب يلف الشاعر من كل جانب كما أن تخصيص ضيق الصدر بساعة الإمساء طبيعة بشرية منذ القدم فالمساء ينذر بقدوم الليل الذي يهجم على القلوب بجيوش الهموم . وقد تردد ذلك في شعر امرئ القيس حيث يقول :
وليل كموج البحر أرخى سدوله علــــي بأنواع الهموم ليبتلى

المقطع الرابع
( 21 – 27 ) خواطر حزينة

21ـ ولقــــــــــــد ذكرتك والنهار مودع والقلــــب بيــــــن مهابة ورجاء
22ـ وخواطـــــــري تبدو تجاه نواظرى كلمــى كـــدامية السحاب إزائـى
23ـ والدمــع من جفني يسيل مشعشعا بسنـا الشعــــاع الغارب المترائي
24ـ والشمس فـــي شفق يسيل نضاره فــــــوق العقيق على ذرا سوداء
25ـ مــــرت خــلال غمامتين تحــــــدرا وتقطـــــرت كالدمعــــــة الحمراء
26ـ فكــــــأن آخر دمعـــــة للكون قـــد مزجــــت بآخــــر أدمـــعي لرثائي
27ـ وكأننــــي آنست يومــــي زائـــــلا فرأيــت فـــــي المرآة كيف مسائي
المفــــــــــردات:
(21) ذكرتك : الخطاب لحبيبته التي تركها في القاهرة . مودع : راحل ، مهابة : خوف .
(22) تجاه : أمام . نواظرى : عيوني . كلمى : جريحة . دامية : ملطخة بالدم والمراد حمراء . إزائي : أمامي .
(23) مشعشعا : ممزوجا . سنا : ضوء . الغارب : المنحدر إلى الغروب . المترائى : الظاهر .وهى مجلوبة للقافية لأنها لا تخدم المعنى .
(24) الشفق : أشعة حمراء تصبغ الأفق عند الغروب وتستمر بعده أكثر من ساعة . النضار : الذهب والمراد هنا لونه . العقيق : الياقوت وهو من الأحجار الكريمة لونه أحمر والمراد هنا السحاب الأحمر ، ذرا : جمع ذروة وهى أعلى الشيء .
(25) خلال : بين . غمامتين : سحابتين . تحدرا : وهى تنحدر إلى الغروب . تقطرت : سقطت .
(26) رثائي : البكاء على.
(27) آنست : أحسست . يومي : المراد عمري . مسائي : المراد نهايتي .
الشــــــــــرح:
ويقبل المساء فيختلط اليأس بالأمل والخوف بالرجاء ذكرتك أيتها الحبيبة وذلك تبدو أمام عيني كالسحاب الأحمر الذي أراه أمامي ودمعي يسيل من جفني ممزوجا بحمرة الأشعة الغاربة ـ والشمس غارقة في الشفق الذي يجمع بين صفرة الذهب وحمرة الياقوت ويترامى هناك بعيدا على قمم الروابي السوداء ـ ثم انحدرت الشمس بين غمامتين كأنها دمعة حمراء بين جفنين ـ فتخيلت الكون يذرف آخر دمعة له ليشاركني حزني ودموعي وكأنني أحسست قرب نهايتي في تلك الصورة الحزينة التي عرضها هذا المساء الكثيب .
الخيـــــــال: .
وفي البيت الحادي والعشرين (( والنهار مودع )) استعارة مكنية فيها تشخيص للنهار .وفي البيت الثاني والعشرين (( خواطري تبدو تجاه نواظري كلمى )) استعارة مكنية تصور الخواطر جسما جريحا وفيها تجسيم وإيحاء بالتمزق النفسي و(( دامية السحاب )) استعارة مكنية تصور السحاب الأحمر جسما يسيل منة الدم وفيها توضيح للفكرة برسم صورة لها و(( خواطري كدامية السحاب )) تشبيه يوحي بقوة امتزاجه بالطبيعة والخيال في البيت المركب ، وفي البيت الرابع والعشرين (( نضارة )) تشبيه للشفق بالذهب و(( العقيق )) استعارة تصريحية شبه السحاب الأحمر بالياقوت وحذف المشبه وصرح بالمشبه به وفيها توضيح للفكرة برسم صورة لها ولعلك تحس ما فيها من مخالفة الجو النفسي الحزين لأن الذهب والعقيق يوحيان بالفرح وفي البيت الخامس والعشرين تشبيه تمثيلي فقد شبه صورة الشمس وهي تمر بين سحابتين بصورة دمعة تسقط من بين جفنين وهو يوضح الفكرة ويوحي بحزن الشاعر . وفي البيت السادس والعشرين (( آخر دمعة للكون )) استعارة مكنية تصور الكون إنسانا يذرف آخر دمعة ، وفيها تشخيص وإيحاء بتجاوب الكون معه . وفي البيت الأخير (( يومي )) مجاز مرسل عن العمر علاقته الجزئية . و(( المرآة )) استعارة تصريحية تصور مشهد الغروب مرآة تعكس نهايته و(( مسائي )) استعارة تصريحية تصور نهايته مساء .
رسم الشاعر في هذه الأبيات صورة كلية أخرى حزينة للغروب وأثره في نفسه وأجزاؤها : ( وخواطر جريحة ، وسحاب أحمر ، ودمع يسيل ، وشفق ذهبي ،وحمرة وسواد ) . وهي كما ترى أجزاء مؤتلفة تعكس آلام شاعر مريض عاشق يوحي إليه مساء الطبيعة بمعنى نهاية حياته ، ورسم أمام عينة صورة يرى فيها مصيره .
وخطوطها الفنية لون تراه في حمرة الشمس والشفق وكلمي ودامية ، والنضار والعقيق ، والدمعة
الحمراء ، والذرا السوداء ، وصوت تسمعه في بكاء العاشق ، ووداع النهار ، وذكر الحبيبة ، وحركة تحسها في (( يسيل ، ومرت ، وتحدرا ، وتقطرت )) وهى امتداد للوحة الفنية التي رسمها في القطعة . وفي خلالها جاءت صور جزئية ، والطباق بين (( مهابة ، رجاء )) . الأساليب في هذا المقطع خبرية لإظهار الأسى والألم .
- اللغــــــة :
يستمر الجو النفسي الحزين مسيطرا على هذا الجزء من النص . كما سيطر على ما سبق . فجاءت الألفاظ موحية بالحزن مثل (( عبرة ، نزعا ، صرعة ، مآتم ، كلمى ، دامية ، دمعة ، رثائي )) وكلها تتعاون في التعبير عن لآلام الشاعر .
ـ الموسيقي :
في النص الوزن والقافية والجناس وحسن التقسيم وداخلية خفية نابعة من اختيار الألفاظ وحسن تنسيقها وترابط الأفكار ، وروعة الصور وقد اختار للوزن بحر الكامل ليتسع لمشاعره وعاطفته الفياضة ، كما اختار للقافية همزة مكسورة لتلائم انكسار نفسه ، والحزن الذي يملؤها ، واختار الشكل التقليدي للقصيدة العربية التي تقوم على عمودين متقابلين .
دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيــــــــــهِ شِفَائي من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي
دا ئن أ لم م ف خل ت في ه ش فا ئي من صب و تي ف ت ضا ع فت ب ر حا ئي
- - ب - ب ب - ب - ب ب - - - - ب - ب ب - ب - ب ب - -
متْــفاعلن متـَـفاعلــن فعلاتـــن متْــفاعلــــن متـَــفاعلـــــــن فعلاتـــــن
وقد حرص الشاعر على التصريع في مطلع قصيدته كما نجد ذلك من خلال تقطيع البيت الأول من القصيدة .
التعليـــــــــــــــــــــــــــــــــق حول القصيدة .
1ـ هذه القصيدة من الشعر الغنائي الذاتي غرضها الوصف الذي تطور في العصر الحديث ، فأصبح تعبيرا عما في النفس من مشاعر وانفعالات ، مع امتزاج بالطبيعة وتشخيص لها ، وبث الحياة والحركة فيها ، وجعل الإنسان عنصرا من عناصرها إيمانا بوحدة الوجود التي هي أساس (( المدرسة الرومانسية )) في الشعر . فالشاعر هنا جالس على الشاطئ وحوله مظاهر الطبيعة في وقت المساء . وفي نفسه آلام المرض ، وعذاب الحب ، وذلك ينعكس على نظرته للطبيعة فيصفها حزينة مثله . قلقة ، مضطربة كخواطره . ثم يندمج في هذا الوصف والتأمل الحزين حتى ينتهي إلى أن نهاية النهار تمثيل له نهاية حياته . فكأنه يرى في المرآة صورة لمساء عمرة . وهذا يوضح لنا سبب اختلاف الأساليب الأدبية باختلاف الجو النفسي للأديب ، فلو كان سعيدا لأحس لونا ورديا ، ولكن كل شيء في نظر الشاعر هنا حزين لأن هذا الحزن نابع من قلبه هو ، ولذلك يقول :
تغشى البرية كدرة وكأنها صعدت إلى عيني من أحشائي
2ـ الأفكار : واضحة ، مرتبة ، عميقة ، جديدة ، فالقصيدة مترابطة الأفكار والمعاني ، وكل فكرة تسلمك إلى ما بعدها في تسلسل رائع ، وإحكام قوى .
3ـ الصور : جمع فيها الشاعر بين التصوير الكلى القائم على الصوت واللون والحركة ، والخيال الجزئي من تشبيه واستعارة وكناية ومجاز ، ومعظمها صور جديدة تعتمد على التشخيص ، وبث الكائنات في الحياة الحامدة ، فالبحر إنسان حزين ، والنهار يحتضر ، والشمس تموت ، والأضواء تقيم لها مآتم ، والخواطر جريحة ، والكون يبكى ، وان كان بعضها قديما كتشبيه الشفق بالنضار ، وتشبيه القلب بالصخرة الصماء .
4ـ اللغة :
تمتاز الألفاظ بالسهولة والوضوح مع السلامة والفصاحة . فقد كان مطران من المجددين الأوائل الذين حافظوا على أصالة اللغة محافظة شديدة ، ولكن بعض الألفاظ جاءت للقافية فكان قلقا في موضعه كما في البيت الثالث والعشرين ، وبعضها لم يلائم الجو النفسي كما في البيت الرابع والعشرين . ولكنها مع ذلك هفوات هينة لا تخل بإحكام الصياغة ، ووضوح المعنى ، وروعة النص ، وقد استعان ببعض الأساليب الإنشائية التي تثير المشاعر . كما استعان بقليل من المحسنات البديعية غير المتكلفة .
5ـ مطران زعيم (( المدرسة الرومانسية )) في الشعر العربي المعاصر ، وهي المدرسة المتأثرة بالثقافة الغربية ولاسيما الفرنسية ، وتتميز بالعاطفة القوية ورفض الواقع ، والتحرر من التقليد ، والامتزاج بالطبيعة .
6- الخصائص الفنية لأسلوب مطران :
سهولة الألفاظ ووضوحها مع التمسك بالفصاحة والأصالة ، وإحكام الصياغة ، والزهد في المحسنات والتنويع بين الخبر والإنشاء ، وعمق المعاني والأفكار وترابطها والابتكار فيها ، ورسم الصورة الكلية ، وتشخيص الطبيعة وإجراء الحوار معها ، وصدق التجربة مع التزام وحدة الوزن والقافية .
7- ملامح شخصية الشاعر كما تبدو من خلال النص : رقيق الشعور ، مرهف الحس ، واسع الثقافة ، عميق الفكر ، رائع التعبير والتصوير .
9- المحافظة والتجديد :
أ- من ملامح المحافظة على القديم :
1- التزام الوزن ووحدة القافية .
2- أصالة اللغة ودقتها .
3- انتزاع بعض الصور من التراث القديم .
ب- من ملامح التجديد :
1- اختيار عنوان للقصيدة تدور حوله الأفكار .
2- رسم الصور الكلية .
3- الوحدة الفنية المتمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي .
4- التشخيص ومزج النفس بالطبيعة .

 

عباس قرناس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 17-04-2012, 03:39 PM   #3

عباس قرناس

جامعي

الصورة الرمزية عباس قرناس

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
التخصص: اللغة العربية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 420
افتراضي رد: الأسلوب وتحليل النصوص

مادة الأسلوب ( عرب345)
الفصل السادس
الأسلوب عند عباس محمود العقاد
لا شك في أن التحرك وراء تفكير العقاد لمتابعة المناطق الأسلوبية التي توقف فيها أو تعامل من خلالها مع النص الأدبي يقتضي نوعا من النظر الذي يمتد ليغطي مساحه واسعة من التفكير العربي القديم .

والواقع أن الدخول إلى عالم العقاد عملية تحتاج إلى مجاهدة خاصة إذ أن نتاجه ذو طبيعة موسوعية (صــ 129 )
ويجب أن تؤخذ في الاعتبار عناصر الاتصال الثلاثة ( المرسل – المستقبل – الرسالة ) ودورها في العملية الإبداعية حيث يميل الخطاب الإبداعي إلى جانب المبدع ويصبح بصمة له تكشف عن باطنه ، وقد يميل إلى جانب المتلقي باعتبار التلقي إبداعاً متجدداً يتجاوز حدود الزمان والمكان والأشخاص .
ومتابعة العقاد في أفكاره الأسلوبية تقتضي متابعته أولا في عقيدته النقدية التي سيطرت على حركته سيطرة كاملة ’ ونعني بذلك إيمانه بالتفسير << السيكولوجي >> الذي مثل له مرجعا أساسيا في تعامله مع الخطاب الإبداعي.

ولاشك أن العقاد قد واجه مجموعة من الخيارات التي طرحت نفسها أو التي طرحها هو منذ اعتنى بالنتاج الأدبي في مختلف عصوره وبيئاته ومع تعدد الخيارات كان لابد أن تأتي عملية المفاضلة التي صرح بها مباشرة في قوله : ” إنه إذا لم يكن بد من تفضيل مدرسة من مدارس النقد على سائر مدارسه الجامعه , فمدرسة النقد << السيكيلوجي >> أو النفساني أحقها جميعا بالتفضيل ؛ لأنها المدرسة التي يمكن الاستغناء بها عن غيرها دون أن نفقد شيئا من جوهر النقد ، ذلك أن هذا الاتجاه يعطينا كل شيء عندما يعطينا بواعث النفس المؤثرة في شعر الشاعر وكتابة الكاتب ’ ولابد أن تحيط هذه البواعث – إجمالا وتفصيلا – بالمؤثرات التي عايشها في مجتمعه وزمانه ”.
والواقع أن توجه العقاد هنا يعود أساسا إلى قراءته لناقدين غربيين همـا : سانت بيف وتين ’ وقد كرس الأول جهده في وضع مفهوم جديد للنقد يجعل منه نقدا ذا غاية موضوعية في استيعاب ودراسة كل ما يتصل بالعمل الأدبي ’ أما الآخر فقد ذهب مذهبا مغايرا بالرغم من إعتماده – كسابقه – على قوانين العلوم الطبيعية في بناء أفكاره النقدية
فقد كان معنيا بالبحث عن القوانين التي تتحكم في عملية الخلق الأدبي التي كانت – من وجهة نظره – تخضع لعوامل ثلاثة :
1- الجنس .
2- البيئة .
3- العصر .
وخلاصة نظريته أنه يرى في العمل الأدبي مركبا كليا يمكن عن طريق هذا المنهج الكشف عن عناصره وتحليلها والحكم عليها (صـــ 132ــ ) كل هذا مع الإفادة البالغة من كشوف (( فرويد )) في علم النفس .
وقد استطاع العقاد أن يمزج البعد << السيكيلوجي >> بالبعد البيئي ’ مع مابينهما من تباين يؤدي إلى نتائج قد تتوافق وقد تتخالف ’ والمهم – عندنا – أن استيعابه لكل ذلك قد قاده إلى تحري الخواص التعبيرية التي تصل الأسلوب بصاحبه أحيانا وبيئته أحيانا أخرى .
وقد كانت عناية العقاد بالبعد السيكولوجي أكثر نظراً لاعتماده ربط اللغة بأصحابها ، ولذا كان المبدع الحق في نظر العقاد هو الذي تتحقق لنا معرفته من خلال النظر فيما أبدعه ، حيث تتجلى دواخل الشخصية بكل وضوح ، فالمبدع يقدم لنا باطنه ( ما يدور في نفسه )بالنظر في تشكيلاته اللغوية التى تستوعب كل ما يدور حوله .

واللغة في نظر العقاد أولى أن يقال عنها ما يقال عن المبدع ؛ لأن اللغة هي قوام التعبير الناطق بين جميع المتكلمين بها .
ولا يرى العقاد مبالغة في وصف اللغة المعبره بأنها تمتلك معجما خاصا بها يعبر عنها(صـــ 133 ).
فالأفكار الأسلوبية عند العقاد تتحرك في دائرة اللغة بكل شمولها ؛ لأن اللغة مرآة تعكس طبيعة أصحابها .
ونتيجة لهذا الاعتقاد اللغوي يوحد العقاد بين حياة المبدع وفنه , بمعنى أن الطبيعة الفنية الحقيقية هي التي تجعل فنّ الشاعر جزءا من حياته , أيا كانت هذه الحياة من الكبر او الصغر , ومن الثروة أو الفقر , ومن الالفة او الشذوذ .

وهذا المدخل النظري يكاد يسيطر على حركه العقاد التطبيقيه دراسته لبعض الشعراء القدامى , وبخاصة أبو نواس , حيث تعامل مع هذه الشخصيه تعاملا نفسيا خالصا حاول فيه استكشاف أبعادها وتفسير مسلكها التعبيري برده الى المكبوتات المبكره . ( صـ 134)

ويتجاوز العقاد بهذا التفسير الخطاب الذاتي إلى الخطاب التناصي , الذي تعامل معه أبو نواس كثيرا . (صـ135)

وعلى هذا النحو يتابع العقاد بعض الشعراء القدامى , جاعلا من ابداعهم صورةً ؛ ففي الجاهليه نجد شخصيه طرفه بن العبد نموذجا لشخصية الشاب في مسلكها الفني , (صـ136)
ويخلص العقاد من هذا التحرك التطبيقي إلى أن طرفه _ في جملته _ نموذجاً للشاب النبيل الذي يرضي نفسه , ولايرضى عنها اذا تخلفت عن انداده ونظرائه في مقام الشجاعة والندى . (صـ137)

وهذه المداخل النفسيه هي التي تجعل للإبداع _ عند العقاد _ مكانة فنيه عالية وان يكون له جمهور من المتلقين يحفظونه ويرددونه ؛لأن مثل هذا الابداع هو الذي يرينا ما في الدنيا من الجمال وما يقع منه في نفس الانسان (المبدع) .(صـ138)
ويبدو ان هذا المنحى العقادي كان وليد ادراك معين (للجمال) والتمييز بين الجمال البسيط والزخرفة الصناعية الكاذبة , فالعقاد يرى أن النفوس مجبولة على ان تطلب الجمال وأنها لا تكتفي بالنافع بل تطلب الجمال في أرقى صوره .(صـ139)

يتحرك العقاد إلى المبدعين ليحاكمهم بقدر إعتمادهم على الصنعة في تشكيل قوالبهم التعبيرية , فيسمح لبعضهم بدخول دائرة ( الطبع ) , ولبعضهم بالانتظار في دائرة التكلف . (صـ141)
وربما كان مرجع هذه الملاحظ العقادية في ( اللفظ والمعنى ) , و( الطبع والصنعة ) هو نظرته إلى ثنائية العلاقة بين الدال والمدلول .
وبهذا يفسر العقاد اختلاف المعاني في أذهان الناس والشيء واحد ، ثم يختلف مدلول ذلك الشيء على حسب اختلاف المقاصد عند المتكلمين .

وقد تجاوز العقاد عن ربطه بين الأسلوب والتكوين الباطني (صـ146) للمبدع , كما تجاوز عن دور الكلمة والحرف في إنتاج الدلالة ؛ ليجعل الخطاب الأدبي _ عموماً_ انعكاساً للمجتمع . (صـ147)
وقد وجد العقاد أن المبدعين يختلفون في تعاملهم مع اللغة فهم لا يتكلمون و لا يبدعون بأسلوب واحد ؛ وهذا هو السبب الحقيقي الذي من أجله تعددت الأساليب .

يرى البعض أن للمتلقي حضوراً سلبياً في الإطار الإبداعي ، وهذا التصور مرفوض عند العقاد ؛ لأن القراءة عمل إيجابي يشترك فيه المتلقي بداية ونهاية ، فليس التلقي مجرد استسلام سلبي من القارئ لما يتلقى بل لا بد من مقابلة عمل المبدع بعمل المتلقي ، فالمتلقي بالنسبة للمبدع كالمرآة تعكس صورتنا بكل أبعادها .
وخلاصة الأمر أن المبدع لا يقل أهمية عن المتلقي والعكس كذلك .

 

عباس قرناس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 17-04-2012, 03:40 PM   #4

عباس قرناس

جامعي

الصورة الرمزية عباس قرناس

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
التخصص: اللغة العربية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 420
افتراضي رد: الأسلوب وتحليل النصوص

الأسلوب في التراث العربي :
هو في اللـغة : السطر من النخيل وكل طريق ممتد , و الأسلوب : الطريق و الوجه و المذهب , و الجمع أساليب (1) . و قد عرّف عبد القاهر الجرجاني الأسلوب بأنه " الضرب من النظم و الطريقة فيه " (2) .
أما عند حازم القرطاجني فإن مصطلح الأسلوب يُطلق على التناسب في التأليفات المعنوية , " فيمثل صورة الحركة الإيقاعية (3) للمعاني في كيفية تواليها و استمرارها, و ما في ذلك من " حسن الاطراد و التناسب و التلطف في الانتقال عن جهة إلى جهة , و الصيرورة من مقصد إلى مقصد .

 

عباس قرناس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 17-04-2012, 03:41 PM   #5

عباس قرناس

جامعي

الصورة الرمزية عباس قرناس

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
التخصص: اللغة العربية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 420
افتراضي رد: الأسلوب وتحليل النصوص

والفرق بين الجرجاني وابن خلدون والقرطاجني هو :

أن حازم القرطاجني يجعل الأسلوب منصبًّا على الأمور المعنوية ( التناسب فيها ) , و جعَله في مقابل النظم الذي هو منصب على التأليفات اللفظية ,
و هذا بخلاف نظرة عبد القاهر , حيث جعل النظم شاملاً لما يتعلق بالألفاظ و المعاني (6) .

أما ابن ابن خلدون فيعرف الأسلوب بأنه " المنوال الذي تنسج فيه التراكيب أو القالب الذي تُفرغ فيه " (7) .

ولابن خلدون كلام طويل في تعريف الأسلوب، أورده في فصل "صناعة الشعر وتعلمه" يقودنا إلى القول بأن الأسلوب صورة لفظية لمعنى ذهني، أى أن الأديب يتصور في ذهنه المعنى أولا، ثم يترجمه إلى الأسلوب (اللفظ)، دون النظر إلى علم البلاغة أو الإعراب أو الوزن .

 

عباس قرناس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 17-04-2012, 03:41 PM   #6

عباس قرناس

جامعي

الصورة الرمزية عباس قرناس

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
التخصص: اللغة العربية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 420
افتراضي رد: الأسلوب وتحليل النصوص

و مما يلفت الانتباه في تعريفات هؤلاء العلماء الثلاثة أن كلاًّ منهم نظر إلى الأسلوب من زاويةٍ معينة , فهو عند
ابن خلدون مختص بصورة الألفاظ ( القالب )
و عند حازم هو مختص بصورة المعاني ( التأليفات المعنوية )
أما عند عبد القاهر فمفهوم الأسلوب ينصحب على الصورتين اللفظية و المعنوية – من غير انفصالٍ بينهما - , و هذه هي النظرة الأشمل للأسلوب .

 

عباس قرناس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 17-04-2012, 03:42 PM   #7

عباس قرناس

جامعي

الصورة الرمزية عباس قرناس

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
التخصص: اللغة العربية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 420
افتراضي رد: الأسلوب وتحليل النصوص

الأسلوب في النقد الحديث :
يرتبط التعريف الحديث للأســلوب " بنـظرية الإبـلاغ أو الإخبار " , حيث لا بد لأي عملية تخاطب من مخاطِب و مخاطَب و خطاب ( مرسل و مستقبل و رسالة )؛ و لذلك فالأسلوب لا يمكن دراسته أو بحثه دون أن يرتبط بعناصر الاتصال : المؤلف و القارئ و النص (10) ؛ مما جعل كتب علم الأســـلوب (11) تحفل بتعريفه حسب هذه العناصـر (12) , و مــهــمـا تعددت تعريفات الأسـلوب إلا أنه يمكن إرجاعها إلى الاعتبارات الثلاثة السابقة (13) .

 

عباس قرناس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 17-04-2012, 03:45 PM   #8

عباس قرناس

جامعي

الصورة الرمزية عباس قرناس

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
التخصص: اللغة العربية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 420
افتراضي رد: الأسلوب وتحليل النصوص

تعريف الأسلوب باعتبار المخاطِب :
يُعرَّف الأســــلوب على هذا الاعتــبار بأنه : التعبير الكاشــف لنمط التفكـــير عند صاحبه , إذ يعبّر تعبيرًا كاملاً عن شخصيته , و يعكس أفكاره و صفاته الإنسانية , و يبيّن كيفية نظره إلى الأشياء و تفسيره لها و طبيعة انفعالاته , و غير ذلك مما يؤكد الذاتية أساسًا للأسـلوب . حتى إن الأســلوبيين ما يزالـون يتناقـلون ما ذكره بيفــون من أن الأسلـوب هو الإنسان نفسه , أو أن : الأسلوب هو الرجل (14) . و قد كان لتلك المقولة أثرها الواضح في كثيرٍ ممن جاؤوا بعده , مثل : شوبنهاور حينما عرّف الأسلوب بكونه ملامح الفكر , و ماكس جوب الذي بيّن أن " جوهر الإنسان كامن في لغته و حساسيته " (15) .
ويمكن أن نلخص ما سبق من مفهوم الأسلوب باعتبار المخاطِب ونقول إن الأسلوب هو: البصمة المميّزة للمبدع , و التي تعكس فكره و شخصيته و مشاعره و صفاته ...

 

عباس قرناس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 17-04-2012, 03:45 PM   #9

عباس قرناس

جامعي

الصورة الرمزية عباس قرناس

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
التخصص: اللغة العربية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 420
افتراضي رد: الأسلوب وتحليل النصوص

تعريف الأسلوب باعتبار المخاطَب :
يرى جيرو أن الأسـلوب مجموعة ألوان يصـطبغ بها الخطاب ليصل عن طريقها إلى إقـناع القـارئ و إمتاعه و شد انتباهه و إثارة خيالـه .
ويؤكد (دي لوفــر)على أن الأسلوب هو ســلطان العبارة إذ تجتذبنـا .
ويرى أحمد الشايب الذي أن الأسلوب يمكن أن يكون له معنى أوسع فيشمل" الفن الأدبي الذي يتخذه الأديب وسيلة للإقناع أو التأثير" (17). و مهما تعددت تعريفات الأسلوب باعتبار المخاطَب إلا أنها تلتقي في أمرٍ مشترك , ألا و هو أثر الأسلوب على المتلقّي , فقد يكون هذا الأثر إمتاعًا أو إقناعًا , أو شد انتباه أو إثارة خيال ..., أو أي تأثيرٍ على المتلقّي أيًّا كان نوع هذا التأثير ...
ومما سبق نخلص إلى أن الأسلوب باعتبار المخاطَب يعني : سمات النص التي تترك أثرها على المتلقي – أيًّا كان نوع هذا الأثر - . و حينما نتكلّم عن مفهوم الأسلوب باعتبار المتلقّي , فإنه من المستحسن أن نشير إلى جهود ريفاتير , الذي راعى " جانب التلقي في الاتصال الأدبي " (18) , فحدد الأسلوب معتمداً على أثر الكلام في المخاطَب (19) , و أدخل القارئ في النظرية الأسلوبية (20) , وجعل المتلقي " امتدادًا مشاركًا في التحليل الأسلوبي " (21) .
بل يذهب ريفاتير – إلى أن تحليل الأسلوب متركز على الصلات بين النص و ردّ فعل القارئ , فالقارئ يعدّ في نظره " عنصرًا من النظرية الأسلوبية , أو وسيلة مساعدة في التحليل الأسلوبي , أو هما معًا " (22) . ولـقـد تـميّزت نظـرات ريفاتيــــر الأسلوبية بإعطــاء المتلقّي بعــدًا ذا أهميةٍ كبيـــرة , في النظرية الأسلوبية عمومًا , و في التحليل الأسلوبي على وجه الخصوص (23).

 

عباس قرناس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 17-04-2012, 03:46 PM   #10

عباس قرناس

جامعي

الصورة الرمزية عباس قرناس

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
التخصص: اللغة العربية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 420
افتراضي رد: الأسلوب وتحليل النصوص

تعريف الأسلوب باعتبار الخطاب : يمكن أن يعرّف الأسلوب هنا بأنه " العلاقة المميزة لنوعية مظهر الكلام داخل حدود الخطاب , و تلك السمة إنما هي شبكة تقاطع الدوال بالمدلولات و مجموع علائق بعضها ببعض و من ذلك كله تتكون البنية النوعية للنص و هي ذاتها أسلوبه " (26) .
و يقترب من هذا التصوّر ما يراه هيل من أن الأسلوب هو " الرسالة التي تحملها العلاقات الموجودة بين العناصر اللغوية لا على مستوى الجملة و إنما على مستوى أوسع منها كالنص أو الكلام " (27) ؛ و قد يُعرَّف الأسلوب هنا انطلاقًا مما يتوارى خلف الكلمات و الجمل من وظائف و إيحاءات , فجاكبســون يرى أن النـــص الأدبـــي خطــابٌ " تغلّبـت فيه الوظيفـــة الشـعـريـة (30) للكلام " (31) , كما يرى بعض النقاد أن الأسلوب هو " مجموع الطاقات الإيحائية في الخطاب الأدبي " (32)
و تكاد تشترك التعريفات المنطلقة من عنصر الخطاب في التركيز على الظواهر اللغوية المميزة في النص , مع الاهتمام بالعلاقات الجزئية و الكلية بينها , و ما يتصل بما سبق من الإيحاءات المختلفة و الدلالات المتعددة , و كل ما يكسب النص خصوصيته من الناحية الأسلوبية .

 

عباس قرناس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 04:25 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2024