لنختلِف إذن !

[عاشق البرمجة]

في سيرنا في هذه الحياة ثمة أمور يجب أن تكون كما هي لا يستطيع أحدُ مِنّا أن يُغيّرها مهما كانت سطوته .!
هي هكذا إرتضت أن تكون بإختلاف كل البيئات البشرية وعلى مر الأزمان والقرون كانت حاضرة وبقوة متناهية . .
إنها السنن الكونية التي مهما حاولنا أن نقِف في واجهها فلن نستطيع لأننا حينها سنقف ضد الإرادة الالهيــة .
الإختلاف لا أحد يستطيع اليوم أن يُثبِت أنه نِقمة أو شر . . بل هو رحمة ولمُ صف و توسيع للدائرة التي تلُم شعث المسلمين .
حشدُ من الآيات القرآنية و مشاهدات حيّة من العصر النبوي الطاهِر تُثبِت أن الإختلاف حاصِلُ حاصِلْ .
أنا هنا لستُ مُنظِراً شرعياً لكي أسوق كميات من الأدلة والنصوص على ذلك بقدر ما هو إرادة أن آرمي حجراً في الماء الرآكِد .
ما يُزعجني كثيراً هذه الأيام أن إختلافنا إنقلب إلى عدوات وتناحرات بين أفراد الصف الإسلامي الواحِد .
فمبجرد أنك ترى رآياً غير الذي أراه/يراه أشياخي فإنك مُبتدِع/تغيرت/إنتكست/ضالُ مُضِل .
إننا نتحملُ تبِعات حجر الناس على رآي فقهيّ واحد وصوت سائِد كرّس بالسنين معنىً أنه هو الحق ولا حقّ غيره .
تربّينا على أمور كُثر على أنها مُحرمات لا تقبل المناقشة ومع الإنفتاح الفقهي الأخير ومع النظر في المذاهب الفقهية الأخرى وجدنا أن المسآلة تحتمل أكثر مما نتصور ووجدنا نصوصاً ثابِتة تقوي ذلك . .
يجِبُ أن يكون مُحصِلة إختلافنا و حوارتنا هي زيادة الألفة والمحبة لا الشِقاق والإفتراق لأننا بمثل هذا نضرِبُ عرض الحائِط بكل الآيات والأحاديث التي تحثُنا على الوِد وصلة القربى وجزاء التواصل والتواصي . .
إننا نُعلِنُ إفلاسنا وكل ما في جعبتنا حين نتهجرُ شخصاً لأنهُ أثار حفيظتنا وخالف ما نتصوره ونؤمن به .
إن مثل هذا لهو علامةُ الجهل ولو كان صاحِبه على قدر من العلم إلا أن علمه وعقله لم يشفعان له .
إننا نحتاج أن تناقش في كل شي يسعُه النِقاش بعيداً عن الثوابت الإسلامية التي لا نقبل المساس بها.
إنني أعتقِد أننا في حاجة ماسة لأن نسمع من الجميع ونحترم الكثير ونتجاوز نقاط إختلافنا إلى النقاط التي تجمعُنا ونتفقٌ عليها وإلى المشتركات الإنسانية التي بيننا فإنه بمثل هذا مهما كان إختلافنا فإنه يزيد من درجة الود والمحبة التي بيننا . .
قديماً قالو لنا : " الإختلاف لا يفسد للود قضية " كما تمنيت ان يُصدِّق واقعنا ذلك ! ! أتمنى أن يكون في القريب العاجِل
(ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين)
12 / 5 / 2010