::] ارتِجَاجْ [::

[* تركي *]

/






- مَعبد لـِ الأسرارِ قام وَ لكن صنعه كان أَعظم الأسرار *. بـِ الرغمِ من أن ملمحه (إنسان) بـِ معنى أن لديه ما لدينا مِن فم ، عين وَ أذن وَهكذا. إلا أنه عتيق فِي نفسه وَ حوله تدور كل الأسرار.


،

- لَم يَكن ذنبه الوَحيد حينما أسمّاه والده تيمناً بـِ بائِع المثلجات ذو (الصبارة) الحَمراء ، لـِ يُصبح مستقره بعد ذلك بين سخريةِ هذا وَ هزلية هؤولاء. كَلا لَم يكن ذنب (كومال) أيضاً أن تهدّج صوتُه كلما أرادنا أَن نُبصِر الحَقيقة. لا نَصباً وَ لا تذمراً يخبرني كومال أَن الناس التي تَتذوق طَعم الأكاذيب بـِ لذة بَالغة هم أنفسهم الذين يُكبِروَن في قرارة أنفسهم هوان الفِكر وَ انقياد التبعية. " خُطوة صَالحة لـِ تكريم أحد الأدباء " صَمتَ ثم سرعان مَا استطرد قائلاً إلا أنّ فيها مِن غمطِ العقول الحرّة مَا فيها. تَحية عالية لـِ كتّابنا المفكرين وَ نشكر لـِ النبهاءِ منهم تغاضيهِم عَن القصور فِي رِفعة مجتمعنا وَ انتباههم الذكي لـِ ضالتنا الحَقيقة. كَما اسمحوا لِي أن أشكر أيضاً ذاكَ الناقد الكيِّس الذي يعوّمِد في جرائدنا يبين لنا مِن أغلاط ناتجة عَن انتهاكِ حقوقِ المرأة بـِ لهجة ليست عَلى السواء ناسياً أنه فِي الحَقيقة أولاً وَ آخراً يُحرر ابنته قبل كل شيء !. يضيف كومال أَن سميه بائع المثلجات أرقى منهم وَ أن النوادي الأدبية أصبحت لا تُطاق !.

،

- انحصَر الجَواب عَنه ساعة وَنيفاً ثم ما لبث حَتى أطلق ضحكة تَزلزلت لَها أركان المكان قائلاً (هووووهههههاااييههههاي تكفى يرحملي أمك ، اسمك بالله كومال !!). بريانكا لَم تكن أسعد حظاً من أخيها ، فـَ أتى إسمها تيمناً بـِ خياطة الحَارة. مربية أَجيال وَلكن (مقذوعة) بينِ الآكآم وَ التلال ، الجبال وَ الهضاب وَالوديان فِي إحدى مدارس قريةِ (القويبعة). أدرك كومال أن إدارة التَعليم لا تَعمل إلا وِفق نهجِ أولادِ العم أو امسك لي وَاقطعلك. حسناً وماذا بعد ذلك ؟! ، خاطبني قائلاً أمسكت سِرَا فـ سَرت بِنا ليالينا. حقاً تعِس الظالمون !

،

- لم تَحلم أبعد من أن تكون فقط طَبيبة لـِ تتفرد بـِ عناية والدها المصاب بـِ داء تجهله الوحدة الصحية في حيها. ليس هناك أجود من عطائها حينما بذلت وَ أنفقت سائر وقتها لـ تصب دموع الفرحة على أبواب فُتِحت لـ تخرجها بـ نسبة عالية وَ كأنها تعلن بـ ذلك قوة حضورها المتوهج بين المئات من أقرانها. هكذا كانت بريانكا متقدة بـ ذكاءها وَ مميزة بـ حيويتها. لم تكن تعلم أن تلك الدموع سـ تتحول إلى دموع قهر وظلم على أطلال حلم عاشرته عقد من الزمان ، ما أحقر الظالمين الآخذين بـِ وساطاتِ غيرهم. أدركت واقعها وَ أمسحت دموعها حينما قاطعتها إحدى الطالبات ، وَ هبّت إلى السبورة كما كانت تفعل بـ كل إخلاص وَ وفاء ، فـ هي بـ النهاية مربية أجيال !.

،

- أَعترف بـِ أني فِي حاجة إلى ممارسة بعض المجاهدة لـِ أتغلب عَلى نفسي من غوغاء الأسواق. هكذا اعترف لِي كومال فـَ لا طبع له سوى الإتزان وَ تتفيه السفيه مبعداً ناظريه عنهم. وَما حملك يـَ صديقي على ذلك ؟! ، إني يا تركي أخشى الله في صغار يلهون بـِ النظرات وَ القلوب غنجاً وَ طغياناً إنهم يا تركي يلعبون بـِ النار ! ، فـ إذا مَا وقفت عند ناصيةِ أحد المطاعم ، أنت تقرع سمعك قولهن بـِ الخضوع ، قد حولّن الطلب إلى مباهاة الحِس وَ ضحكات رنانة !. عندها يجد الشاب أن ما سمعه للتو منحدر نحو اضطراب قلبهِ المريض جالت فيهِ مرارة وَ أنّاتِ قد خفق لها القلب وبات مشتعلاً. وَصدقني يا تركي إن هذه الحالة لا تشعلها إلا صوتُ امرأة !.

،

- ثار حضرة سموه وَ غار على سمعة مكانته فـ أراد ألا تُقال الحَقيقة كما هي أصلُها وَ لا في فم من يبتغي بها الإصلاح. وَ هكذا كُمِمَت الأفواه وَ اختفى كومال. وَ علقوا أعذار اعتدنا أن نتقبلها بـ أنفٍ مُرغم وَهي ليست أكثر من مجرد وشاية لـِ حجمِ القصور الكبير فِي مجتمعنا المسكين. نحن الذين بـ يديهم خيرُ التشاريع بدأنا شيئاً فـَ شيئاً نميلُ إلى الوضعيات مهمشين المقدسات. ولكني رغم كل ذلك أحمل شعلة أملٍ صغيرة أوقدها يوماً صديقي كومال حينما قال لي : " لن يستطيع أحد أن يتعمد كَتم ما هو مستمر وَ جارٍ وَ سدل الستار على فسادِ وَ شقاء فئة كبرى. لأنه حينئذ عليه أن يكسر جميع الأقلام الحرة في غيرتها وَ أن يُسكِت زفرات القلوب المحترقة. لازال في قومنا أناس متلفعين بـِ الشجاعة الكافية لـِ يوطدوا دعامة المجتمع بـِ أفكارهم الصلبة السليمة. كل إنسان كَريم شَريف لا يقبل الأكاذيب عليهِ أن يُمزِق الطروس وَ يسل الألسنة مثبِتاً بذلك الواقع الصَريح. ".

،

- فـ لتأسفوا على بريانكا ، فـ قد استيقظت لـ تذهب إلى مدرستها ولكن مصائب تلك الطرق الملتوية كانت أقرب إليها من وجهتها. هكذا شاءت الأقدار !.






::

وَ هكذا كَان الارتجاج.

انتهى

......................................
* خليل مطران

[‘مـُـٍـُـٍرقآآآآب‘]

اهلأ بالاخ العزيز الغامض ..
طريقة لم أعتد على قراءة مثلها ..ولكن لربما وددت أني قد أتدارك مافآتني منها ..
آستمر ..فخيالك ذو شجون ..واسلوبُ يستلهمه العارفون ..ولربما دكُت به الحصون .."



_ أسر الحديد و الأغلال ..والخوف من وهن الرجال ..يسوق الأحرار إلى العتاقة..حتى إذا ود رهين حلم الكمال ..بأن يطفيء الأضواء ..حول عمر أفناه في إهمال .. لم يجد الا (مـلمح إنسان ).



- ماذنب (كومال) فيما حاز من تكالب الأبواق صغيرا ...وتهافت التناقضات كبيراُ ..! , , " تحية له ولعلك تخبره بأن يسترعي إهتمامه ..ماهو قادم من المقامات ..وجديد الرايات .., "لايسمع من تبوأ تبعية الكلمة نداءات الشريف..فليس هو الا من صنع الدناءة ..تتهافت على بعضها البعض ..تستلم الجوائز من كبار روادها..الذين توارثوها لصغارهم .. , " صوت يتردد من خلف الأسى إكبارا لمن لم تشرفه الدناءة ..لهو خيرله .. لتكفن شريفٍ تذكره الدعوات ..خير من تكفن دنيء حاز الشهادات .., " حتى يقضي الله أمره ..ليبْعٍد عن الدنيا اطرافه ..ويتبع في الحق أسلافه ..,
تناقضات ياعزيزي ابتسم ..حقوق المرأة تستدعي الحديث..وحرية الفكر تلقى الوعيد والتسويف.."

تحية إعجاب لبائع المثلجات ):"



- ظواهر تتابعت ..وانحسار في الرؤى يغرقنا ..," معاناة بريانكا ..تتابع لما تيمنت به في إسمها ..أما كان لها ان تكون ممن يقارع أطلاء حبيس الصخور ..حتى تسنى لهم توسط القصور .. أو حتى تسلك مسالك الفجور .!," لا يتم البحث عن كثرة الأشغال ..حتى يتم الوصول الى المنال ..ولا حتى يهمهم تربية الأجيال ..ادرك او تدارك لاتمكننا من الإنتفاع .,," يذكر أن اخوات ( القويبعة) كثيرات..ومرتاديها يتتابعون الاموات تلو الاموات .., "يتم النظر في ذلك ..دعهم يتكفنون وينتظرون ..,"



-أحزنتني مقطوعة الذكرى .. فكأني ارى العديد يعيشون تحت ظلالها ..ورغم ذلك يبقى الإخلاص ..هنيئا لنا الإخلاص ..," هل لو علم مرتادي السفارات ..ومقارعة الكؤوس في البارات ..وهم من أوكلوا عديدا من المهمات ..بقصة بريانكا ..هل ياترى يفهمون الاخلاص ..!," أولم يقال في الحقب الماضية ..من تعب ينال الثمر ..! "أين الثمر ..كيف يقطفه الرابضون .!ويهنأ به المتقاعسون ..! ," أتعب رجل واحد يكفي راحة ألف ..ويقضي على حلم ألف.! مالكم كيف تحكمون ..!,"



- الكاسيات ..العاريات ..أو حتى مرتبة الحانيات ..," استدرك صديقنا ..ولكن تقاذفتم كثيرا مم علقت عليهم الآمال.., مع تضاد المحرمات مع سبل الباقيات الصالحات ..صرنا نعاني عذابا طال جحيمه ..وزمنا قل فيه حليمه ..," اولا نساعد بعضنا الى النجاة ..بدلا من تلاقفنا الفتات ..!,"



- مآل محتوم ..وقرار محسوم ..," دعنا نتباكى على (كومال) واحد رفقائه ..سمي بمؤجج الفتن .ومؤرق البدن ..المتكيء على الشجن ..(كذبة إبريل ) الجديد .., "مراجعة السجلات توديك الى ان تعرف كل المسالك المشروعة المتبعة ..ولكن بغضا في الصراحة ..وحبا للبجاحة ..اصبحوا ضحايا ..,!" , قوامة الفكر’ صدق النوايا’ غزارة العلم ’فداء الأوطان ’ حرصا على تدارك الطغيان ’ صفات اغتيلت .., "دعي الفتن ’ مخالف الشرع ’دنيء اللسان ’محرض الفتيان ’ معدوم البيان ’ يتأرجح من بيننا ..! مالكم كيف تحكمون .!, " (ابو القاسم الشابي) ..في الرابعة والعشرون من عمره اوقد شعلة زادها ضياءا (كومال)..,"



-رحمها الله ومن سبقها ومن سيتبعها ..انظروهم كيف ماتريدون .,"



اسعدني ..ارتجاجُ.. امتلىء بالفكر ..والبعد المعرفي ..والهتاف الهاديء..والصرخات الموجوعة ..وكل ذلك في الليل ..!"

..أخي تركي ابداع لا ينحصر .."
جميل ماطرحت ..بل أنه امتعني حد الثمالة .."

شكرا"
شكرا"
شكرا "
شكرا"

[سملّق :)]

كلام جميل ..

قصور المجتمع .. هذه سنّة الله تعالى في الكون ، فقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان الساعة لا تقوم حتى يقع العجائب في هذه الأمة ، وكان الصحابة دائماً يستغربون من بعض الاحداث المستقبليّة التي يخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم !

هم يحسبون أنها تحدث فجأة بين يوم وليلة .!! لا .. هي تأتي بالتدريج

هؤلاء نحن ، مجرد خط عرضي صغير في خط التاريخ .. وسيكمل التاريخ مابدأه
وسيزداد هذا القصور الى ان يتحول الى ( إنحطاط ) وسيصبح الرجل يمر على الرجل يزني حرف الطريق
فيكون أكثر مايقوله له : لو شئت ذهبت بها الى عزلة !؟
وهذا بمنزلة أبوبكر وعمر عند الصحابة في ذلك الوقت !!!


نهايـة الكلام :

هذه سنّة الله في الخلـق .. اليس الله بأحكم الحاكمين ؟

[رحيل الذكرى]

تمنيت ان اعيش في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم
تمنيت ان لا ارى زمن ضاع فيه شبابنا من وراء التقليد الاعمى
كل شي تغير والانسان لايدرك الوضع الذي غيره لانه يتبع هواه ووازعه الديني يقل


اخي الفاضل


نحن الان نعيش في صراع مع الفكر
والدليل عند ظهور التكنولوجيا
لا يعرفون هل يواكبوا العصر الحديث وتطوره ويبحثون عن امور الدين والعلم بهذه الاجهزه؟؟؟
ام ينجرفون وراء التيار وهوى النفس ويبتعدوااااا اكثر عن الدين؟؟ ؟

سؤاااال حير الجميع ونرى جوابه يظهر امامنا لكن اقول لك لدينا شعلة امل تنير حولنا
والدليل وجود المشايخه الافاضل ووجود شباب امثالكم يبحثون عن امور الدين ويريدون رضا الخالق
الله ينور طريق المسلمين ويشرح قلوب شبابنا

سلمت يمناك اخي على طرحك الرائع
دائما متميز بمواضيعك القيمه
فكر رائع وابداع متميز

تقبل مروري

[* تركي *]

/



- حُييت أهلاً وَ أتيت سَهلاً يـَ عزيزي (مرقاب).

- لَيس هناك مَا أضيفه إلا أنك التقطت المغزى بـِ براعة. حَتى أنه لَم يكن تعقيباً بـِ قدر ما كان مُكملاً لـِ الطرح آتياً على نفسِ رقعة النسق. بل الشكر لك وَ لـ تواجد كان له مِن الإثراء ما كان حَتى يتكامل بـِ شكل مذهل. مُمتن وَ لك تقديري ;)

،

- حَياك وَ بياك (سملق).

- حَكيم هو ربي سبحانه وَ تعالى حينما جعل لـ القيامةِ أشراط يدركها التقي وَ يعيها الصالح وَ لكن ليس مِن الحكمة وَلا من المقصد أن نستسيغ الفساد بـ أي ثمنٍ كان في مجتمعٍ ما - فما بالنا بـ مجتمع مسلم - حيث يصبح فيه الذئب راعياً وَ الخصم الجائر قاضياً وَ السارق فيه سعيداً محظوظاً وَ الصالح محروماً شقياً وانتشار عادات فاسدة تستعجل الذل والهوان كـَ تعاطي الربا وَ استلاب الأموال وَ ضياع الحقوق وَ القسوة وَ الظلم. تقصيرنا أمر وَ سنن الله فِي قيام الساعة أمر آخر. ممتن لك ;).

،

- هلابك أختي (رحيل الذكرى).

- بـِ الفعل لا زالت الأمة بـِ خير وَ لازال المصلحون لا ينفكون حيناً إلا وَ يمسحون هنا وَ هناك مسحة من تعاليم الدين الحنيف لـِ نصل بـ النهاية إلى حياة إسلامية حقيقية نتلذذ معها وَ سـ يعود الحق سائداً من جديد بـ إذن الله. وَ لكن بين وعد الله الحق وَ أمانينا الدنيوية نظل نعايش تصرفات حمقاء تحز في نفوسنا وَ تكايد قلوبنا ، مثل هـ التصرفات أصبحت لا تطاق وَ موجودة بـِ شكل فظيع !. وَلكن نحاول التغيير ما استطعنا. شكراً لكِ وَ لـ إثرائك ;).






::