التسول في رمضان

[مشاعر حائره]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني / أخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




قبل ان اتكلم عن التسول في رمضان سأتطرق لموضوع مهم جداً وهو الكرم والجود في رمضان

هنا سنتكلم عن جود النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن لو تكلمت واخذت حريتي وابحرت في بحر جوده وكرمه سأحتل هذا المنتدى والمنتديات المجاوره ولن ينتهي حديثي عنه وسأكون مقصراً في حقه .. اللهم صلى وسلم عليه
كان جوده عليه الصلاة و السلام بجميع انواع الجود .. من بذل العلم والمال وبذل نفسه لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع إليهم بكل طريق من .. إطعام جائعهم وقضاء حوائجهم وتحمل أثقالهم
وفي صحيح مسلم عنه رضي الله عنه قال " ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئاً إلا أعطاه ، فجاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين فرجع إلى قومه ، فقال : ياقوم .. أسلموا .. فإن محمداً صلى الله عليه وسلم يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة "
وأخبر عنه جابر بن عبدالله رضي الله عنهما فقال " ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال : لا "
فكان جوده صلى الله عليه وسلم يتضاعف في شهر رمضان على غيره من الشهور .. كما ان جود ربه يتضاعف فيه أيضاً
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة وهو لنا قدوة .. وقد جاء في الحديث " من فطر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء " وتفطير الصائم جود وكرم
ومن الجود ايضاً التصدق على الفقراء فقد قال تعالى ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً ) المزمل 20
وقال سبحانه ( إن تقرضوا الله قرضاً حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكورٌ حليم ) التغابن 17

ولكن .. كيف نتصدق
ومن هنا ابدأ موضوعي



التسول في رمضان



كون رمضان شهراً للجود والإنفاق ليس معناه أن ينقلب موسماً للتسول وتجارة الذل وإيذاء الناس في المساجد والطرق والأسواق وفي كل مكان .. فتلك تجارة مذمومة .. وصاحبها إن لم يكن محتاجاً فهو يأكل سحتاً وناراً
وأكثر هؤلاء إنما يسألون الناس تكثراً وقد إمتهنوا تلك المهنة الرديئة ،، والمحتاجون حقا أكثرهم لا يسألون فقد أخبر الله تعالى عنهم وهو أعلم بحال الجميع قائلاً سبحانه ( للفقراء الذين أُحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا ) البقرة 273
هذا هو وصف المحتاجين حقا وليسوا أولئك الطوافين على الناس ،، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان .. ولكن المسكين الذي لا يجد غنىً يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس "
ولذا كان عكرمة مولى ابن عباس إذا رأى السائل يوم الجمعة سبه وكان يقول : كان ابن عباس يسبهم ويقول " لا تشهدون جمعة ولا عيداً إلا للمسألة والأذى ،، وإذا كانت رغبة الناس إلى الله كانت رغبتهم إلى الناس "

وقد أعان الموسرون على بروز تلك الظاهرة السيئة حينما يدفعون صدقاتهم وزكواتهم إلى أقرب سائل ولا يتحرون حاله .. فكانوا سبباً في زيادة جشع السائلين وحرموا منها محتاجين متعففين .. ظاهرهم الاستغناء والله اعلم بحالهم


فيا أيها المتصدقون ...
حتى تبرأ الذمة في دفع الزكاة وتقبل الصدقات لابد من التحري والبحث عن المحتاجين المتعففين الذين لا يسألون الناس فمن دفع زكاته إلى غني ولم يتحرى عنه لم تبرأ ذمته منها
فإستعينوا بأهل العلم والصلاح ليدلوكم عليهم
ثم إن من مقاصد الزكاة ان يخالط الأغنياء الناس ويطلعوا على أحوال الفقراء
لا ان يتخلصوا من الزكاة كيفما كان
ومن الخطأ ان تدفع الزكاة إلى محتاج مع العلم بوجود من هو أشد حاجة منه إلا القرابة فلهم حقهم
فتحرّوا في صدقاتكم حتى تحقق الغرض الذي شرعت من اجله وحتى تكون مقبولة عند الله تعالى




أسأل الله سبحانه وتعالى أن يستعملنا في طاعته
وأن يجعلنا من أهل ولايته ومحبته
وأن يقبلنا إنه سميع مجيب




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وجزا الله كاتبه بجنة الفردوس

[أميره]

امين اختي مشاعر وجميع المسلمين
وجزاكي خير على الموضوع الهادف وأتمنى لكل عضو ان يقراه

[مشاعر حائره]

شاكره لك


مرورك اخت اميره