InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامي
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


المنتدى الإسلامي المواضيع الدينية

منهج أهل الضلال في الاستدلال

المنتدى الإسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 27-07-2011, 06:57 PM

تلميذ منتسب تلميذ منتسب غير متواجد حالياً

تم إيقاف عضويته

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
التخصص: تنظيم وتطوير إداري
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الخامس
الجنس: ذكر
المشاركات: 3,545
افتراضي منهج أهل الضلال في الاستدلال


8

8

لعل من أخطر ما يستعمله العلمانيون والمنافقون، وأهل الأهواء وعباد الشهوات ، والطاعنون في الدين والمتدينين لأجل تكريس الباطل وتعميمه ، وإبطال الحق وتوهينه، وتطويع الدين وتمييعه، ليتفق مع أهوائهم الضالة، وشهواتهم الفاسدة: هو اتباع المتشابه، والتشكيك في الثوابت الشرعية، والمسلمات العقدية، وضرب كلام الله تعالى بعضه ببعض، فإذا أُنكر عليهم هذا الجهل والإثم، والقول على الله بلا علم، وتحريف كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وحمله على غير المراد منه، قالوا بكل صفاقة وخبث: نحن مسلمون من حقنا أن نتكلم عن الإسلام، ونبدي وجهة نظرنا في سائر الأحكام، وربما أكدوا ذلك بقولهم: لا كهنوتية في الإسلام، ولا عصمة لأحد بعد الأنبياء!! وهي كلمة حق يراد بها باطل، حيث يجعلون حمى الإسلام مباحاً لكل دعي ودخيل، ويجعلون لأنفسهم الحق في الكلام عن الحلال والحرام، وانتهاك حرمات الشريعة، وهم من أجهل الناس بالشريعة وأبخسهم بضاعة، مع ما هم عليه من انحرافات فكرية وسلوكية، فجمعوا بين الجهل والهوى، وهما جماع أسباب ضلال الخلق، وبعدهم عن الهدى ودين الحق.
وأخطر مسالكهم في تبرير فسادهم، والسعي لإفساد الخلق وإضلالهم هو اتباع المتشابه من نصوص الكتاب والسنة وأقوال الأئمة، حيث يكون لديهم مقررات سابقة، وأحكام مبيتة، يريدون تبريرها وإقناع الناس بها، فيأتون إلى نصوص الكتاب والسنة، وإلى أقوال الأئمة، لا ليتعرفوا على حكم الله تعالى من خلالها، ولكن ليحرفوها ويلووا أعناقها ويؤولوها على غير المراد بها، لتتفق مع ما في نفوسهم من أحكام وقناعات سابقة، فتجدهم يأخذون بالمتشابه من نصوص الوحيين، ومن أقوال الأئمة المعتبرين، ويتركون النصوص الصريحة المحكمة، التي تدحض باطلهم، وتبطل فهمهم، وهذا هو منهج أهل الزيغ والضلال الذي حذرنا الله تعالى منه في قوله: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَاب}[آل عمران/7]، فبين أن آيات الكتاب منها المحكم الواضح الدلالة، وهي أم الكتاب، أي: أكثره، وأساسه الذي يجب أن يرد المتشابه إليه ليعرف مراد الله منه، ومنها المتشابه الذي يحتمل أكثر من معنى، فيجب رد هذه المعاني المحتملة إلى المعاني الصحيحة التي دلت عليها الآيات المحكمة، وألا يضرب كتاب الله تعالى بعضه ببعض، أو أن يؤول كلامه إلى معنى فاسد وإن كان اللفظ يحتمله!! فليس في القرآن تناقض ولا اختلاف، ولا حجة فيه لضال ولا مبتدع، لأنه كما قال الله تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد}[فصلت: 42]، وقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}[النساء: 82]
وكم رأينا من أهل الأهواء والضلال من يؤول النصوص المتشابهة على غير مراد الشارع منها، بل قد يحتج بها على تحليل ما أجمع العلماء قاطبة على تحريمه، أو إسقاط ما أجمع العلماء قاطبة على وجوبه، ثم تجده يردد مشككاً في أحكام الله، وطاعناً في عقول العلماء الكبار وفهومهم: ليست المشكلة في النص القرآني أو النبوي، ولكن المشكلة في قراءة النص وفهم معناه!!
وهم يقصدون بذلك الطعن في العلماء والتشكيك في فهمهم لهذه النصوص الشرعية، ويجعلون ذلك ذريعة لتفسير نصوص الوحي بالهوى والتشهي، وأن يتصدى لتفسيرها كل من هب ودب من الجهلة والعوام، وأهل الأهواء وأرباب الضلال.
وقد يبالغ بعضهم في التلبيس والخداع فيقول: إنه ثبت عن جماعة من السلف كابن عباس وغيره أن القرآن حمال أوجه، أو ذو وجوه . ثم يضيفون: ونحن عرب مسلمون، ومن حقنا أن نبدي رأينا في معاني القرآن والسنة، ولسنا مرتهنين لرأي فلان أو فلان!!
وهكذا جعلوا كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم محلاً للتخرصات والتخبطات، وعرضة للتحريف والتشويه، ووسيلة للإفساد والتضليل، وحمى مباحاً لكل دعي ودخيل، فضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وطعنوا في مسلمات العقيدة ومحكمات الشريعة، مستدلين بالمشتبهات من نصوص الكتاب والسنة، وهما صراط الله المستقيم، ونوره المبين، والعاصمان من الضلال، والهاديان لأحسن الأخلاق والأعمال!! ثم إنهم أخذوا أول كلام ابن عباس وأهملوا آخره، حيث يقول رضي الله عنه: "فاحملوه على أحسن وجوهه"، فهم لا ينظرون في الأدلة الشرعية نظر المستبصر الباحث عن الحق، حتى يكون هواهم تبعاً لما يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، بل ينظرون إليها نظر من جعل إلهه هواه، ثم يأتي بالأدلة المشتبهة لتكون كالشاهد له على ضلاله!!
وبهذا المنهج الخبيث استدل بعض النصارى، على تعدد الآلهة وأن الله ثالث ثلاثة بقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون}[الحجر: 9]، حيث جاءت الآية بلفظ الجمع في قوله {إنا} مرتين، و{نحن}، و{نزلنا}، و{لحافظون}، ولو كان الله واحداً لقال: إني أنا نزلت الذكر وإني له لحافظ!! وهم يعلمون أن تكلم المفرد بصيغة الجمع مقصوده التعظيم والتفخيم، وهو أسلوب عربي قديم، ويستعمله كثيراً الزعماء والحكام وعلية القوم في خطاباتهم وقراراتهم، كأن يقول أحدهم: نحن رئيس الدولة أمرنا بكذا وكذا...
فهم أخذوا بالمتشابه من الآيات وتركوا الآيات المحكمات التي تدل دلالة قاطعة على أن الله تعالى واحد أحد، لا شريك له ولا نظير ولا ند، كما قال ربنا سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد}[الإخلاص: 1-4]، وقال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه}[محمد: 19]، وقال: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَال}[النحل: 74]، وغيرها كثير.
وإذا استدل هؤلاء الزائغون بالمشتبهات للطعن في أصل الدين، والتشكيك بعقيدة التوحيد، فليس بعيداً أن يستدل أحدهم على إباحة الزنا بمثل قوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَة}[النساء: 24]، فيحرف الآية ويقطعها عن سباقها ولحاقها، ويحملها على غير معناها، ويتجاهل الآيات والأحاديث المحكمة الصريحة التي تدل دلالة قطعية على تحريم الزنا ووصفه بأنه فاحشة وشر سبيل، كقوله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}[الإسراء: 32]، فلم ينه عن الزنا فقط، بل نهى عن كل وسيلة توصل إليه، وجفف منابع الفتنة التي تدعو إليه، فقال: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا}، وقال في آية أخرى: {وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}[الفرقان: 68 ، 69]، فنهى عن الزنا، والنهي يقتضي التحريم، ثم توعد فاعله بالعذاب والنكال الشديد.
وقد أجمع العلماء قاطبة على تحريم الزنا، وأطبقت على تحريمه جميع الشرائع السماوية، ثم يأتي هؤلاء الزائغون ويستدلون بالمتشابه على تحليل ما حرم الله، ويضربون كتاب الله بعضه ببعض، ويفسرونه على غير مراد الله منه!!
بل إن الآية التي استدلوا ببعضها على تقرير هذا المنكر العظيم تدل دلالة صريحة على تحريم الزنا، حيث جاء في أولها قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَة}[النساء: 24]
فقد دلت على تحريم الزنا من وجهين:
الوجه الأول: قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء} والمقصود به المتزوجات، فإنهن من المحرمات في النكاح، فلا يحل نكاحهن مادمن في عصمة أزواجهن, ولو كان الزنا جائزاً لما كانت هناك حاجة إلى الزواج، ولأصبح الناس كالبهائم والوحوش يتغلبون على الأعراض والفروج، وينزو بعضهم على بعض، ولكن الله تعالى بواسع رحمته، وعظيم حكمته، أباح النكاح وحرم السفاح.
الوجه الثاني: قوله تعالى: {أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِين} وهذه أصرح في تحريم الزنا من سابقتها، حيث اشترط لصحة النكاح العفة والإحصان في الناكح والمنكوح، فإن كانا زانيين مسافحين لم يتوبا من الزنا أو كان أحدهما كذلك فلا يصح النكاح، وهذا كقوله تعالى: {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِين}[النور: 3] فدلت الآية على تحريم نكاح الزانية وإنكاح الزاني، ما دام مصراً على الزنا لم يتب منه.
وثمة وجه ثالث ذكره بعض المفسرين، وهو أن المقصود بالآية نكاح المتعة، الذي كان مباحاً أول الإسلام، ثم حرمه الله تعالى إلى يوم القيامة، كما جاء في الصحيحين"من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي صحيح مسلم من حديث الربيع بن سبرة بن معبد الجهني وغيره رضي الله عنهم أجمعين.
كما أن الآية التي بعدها تدل صراحة على تحريم الزنا، حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم}[النساء: 25]
وقد دلت الآية على تحريم الزنا من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: أن الحر إذا خشي العنت، وهو الوقوع في الزنا لغلبة الشهوة عليه، وكان عاجزاً عن طول الحرة يجوز له في هذه الحال أن ينكح أمة، لأجل أن يعف نفسه عن الزنا.
الوجه الثاني: قوله تعالى: {فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَان} فأمر بإنكاح الأمة واشترط في نكاحها أن تؤتى مهرها، وسمى مهرها أجراًً كالآية التي قبلها، فدل هذا دلالة قاطعة على أن المراد بالأجر في الآيتين هو المهر، وهذا كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ}[الأحزاب:50]، فنص على أنهن أزواجه عليه الصلاة والسلام وسمى مهورهن أجوراً، ومثله قوله تعالى في المهاجرات إلى المدينة: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}[الممتحنة/10]، وهو كقوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَة}[النساء: 4]، فالمال الذي يدفع للمرأة مقابل نكاحها يسمى مهراً، ونحلة، وأجراً، وصداقاً، وصدقة، وفريضة، وعلائق، وعُقراً، وحباء. ثم أكد تحريم الزنا بقوله: {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَان} فاشترط لجواز نكاحها أن تكون عفيفة محصنة من الزنا غير مسافحة ولا متخذة لصديق يزني بها. فهل بعد هذا البيان من بيان؟!
الوجه الثالث: قوله تعالى: {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَاب}، فوصف الزنا بأنه فاحشة، وأوجب إقامة الحد على الأمة إذا زنت، وأن عليها من العذاب نصف ما على الحرائر من النساء.
ولو أن هؤلاء أرادوا الحق ومعرفة مراد الله تعالى من الآية وحملوا المتشابه على المحكم لعلموا أن معنى قوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَة}[النساء: 24] هو: وجوب المهر في النكاح، فالاستمتاع في الآية هو النكاح، فيكون المعنى: كما أنكم تستمتعون بالمنكوحات فأعطوهن مهورهن في مقابلة ذلك، وهذا كقوله تعالى في الآية التي بعد هذه الآية مباشرة: {فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَان}، فأمر بإنكاحهن وأن يؤتين أجورهن بالمعروف، محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخذان، وكقوله تعالى في سورة الممتحنة: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}، فالأجر المأمور بدفعه للزوجات في هذا الآيات وغيرها هو المهر، وقد شبهه الله بالأجرة للدلالة على لزومه ووجوبه كلزوم الأجرة ووجوبها، ولأن الصداق لما كان في مقابلة الاستمتاع بالزوجة كان له شبه قوي بأثمان المنافع، فسمي أجراً.
قال العلامة الشنقيطي: "وسياق الآية التي نحن بصددها يدل دلالة واضحة على أن الآية في عقد النكاح كما بينا، لا في نكاح المتعة، لأنه تعالى ذكر المحرمات التي لا يجوز نكاحها بقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ} الخ... ثم بين أن غير تلك المحرمات حلال بالنكاح بقوله: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ}، ثم بين أن من نكحتم منهن واستمتعتم بها يلزمكم أن تعطوها مهرها، مرتباً لذلك بالفاء على النكاح بقوله: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} الآية، كما بيناه واضحاً، والعلم عند الله تعالى"
وما ذكرت هذين المثالين الموغلين في الزيغ والضلال، والمصادمين لصريح الكتاب والسنة وإجماع الأمة إلا لأبين أن هؤلاء الزائغين إذا تجرؤوا على الاحتجاج بالمتشابهات لإبطال الأحكام القطعية المعلومة من الدين بالضرورة، بل تجرؤوا على التشكيك بعقيدة التوحيد، التي هي أساس الإسلام، والغاية التي ابتعث الله لها جميع الرسل الكرام، وأنزل من أجلها جميع الكتب السماوية، ولبسوا على الجهلة بمثل هذه الآيات المتشابهات، فالتجرؤ على التلبيس والتشكيك بما دونها من الأحكام أولى وأيسر.
وكم استدل بعض الجهلة والأدعياء، وأرباب الشهوات والأهواء بمثل هذه المشتبهات من نصوص الكتاب والسنة، فيزعمون أن الله أراد كذا، وأن رسوله صلى الله عليه وسلم أراد كذا، والله ورسوله منه بريئان!!، حتى وجدنا بكل أسف من بعض المنسوبين للعلم من يستدل بالمتشابهات لإباحة الشرك الأكبر والغلو في تعظيم أصحاب القبور وصرف أنواع العبادة لهم من دون الله، أو الجرأة على تكفير المسلمين، بل تكفير بعض الصحابة المشهود لهم بالجنة ولعنهم، أو إباحة دماء المعصومين من المسلمين والمعاهدين، أو إباحة صريح الربا، أو إباحة التبرج والسفور وكشف العورات، أو الخلوة بالمرأة الأجنبية والاستمتاع بها بما دون الزنا، أو سماع المعازف والأغاني الفاحشة الماجنة بأنواعها، أو إباحة المتعة بالنساء، أو إباحة القمار والميسر، أو المسكرات والمخدرات... إلخ
فإذا أُنكر على أحدهم هذا القول المنكر المجمع على تحريمه أجاب بأنه لم يقله من تلقاء نفسه، ولم يأت به من جيبه، وإنما دل عليه الآية الفلانية والحديث الفلاني!! وما هو والله إلا تلبيس وتدليس، وتحريف لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وترك لمحكمات النصوص واتباع للمتشابه منها، ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلها على غير مراد المتكلم بها.
وإذا صح لهم مثل هذا في نصوص الكتاب والسنة، فلا عجب أن يستعملوا هذا المنهج التشكيكي الإفسادي مع نصوص العلماء وأقوالهم، فيأخذوا بالمتشابه منها، ويتركوا المحكم الصريح، الذي يبين مرادهم ويكشف عن قناعاتهم، فينسبون لهم ما لم يقولوه، ويحملون كلامهم على ما لم يقصدوه!! وقد يبترون النص المنقول عن سياقه، ويفصلونه عن أسبابه ومبرراته، وقد يكون كلاماً في حادثة خاصة، أو ظرف معين، أو رخصة لضرورة أو حاجة ماسة، فيعممون الحكم، ويأخذونه على إطلاقه، ويجردونه من ضوابطه وشروطه... ويساعدهم في تحقيق ذلك أن العلماء مهما بلغوا من العلم والفهم فإنهم ليس عندهم من الاحتياط والدقة، والبلاغة والإحكام، ووضوح العبارة وقصرها على المقصود مثل ما جعله الله تعالى للوحي المعصوم من نصوص الكتاب والسنة!! فالله المستعان.
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء المحرفين للكتاب والسنة، والمتبعين للمتشابهات ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل كلام الله على غير مراده، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَت: "تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَاب} قَالَت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "فَإِذَا رَأَيْت الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، فَأُولَئِك الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ"
وقال عليه الصلاة والسلام: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين"

قال ابن القيم: "فأخبر أن الغالين يحرفون ما جاء به، والمبطلون ينتحلون بباطلهم غير ما كان عليه، والجاهلون يتأولونه على غير تأويله، وفساد الإسلام من هؤلاء الطوائف الثلاثة، فلولا أن الله تعالى يقيم لدينه من ينفي عنه ذلك لجرى عليه ما جرى على أديان الأنبياء قبله من هؤلاء"
وقد تكاثرت نصوص الكتاب والسنة في التحذير من الأئمة المضلين، والجهلة المتعالمين، والمتصدرين للفتوى وليسوا من أهلها، ولهذا أمرنا الله تعالى بسؤال أهل الذكر خاصة فقال: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون}[الأنبياء/7]، وأهل الذكر هم العلماء الراسخون، الذين شهدت لهم الأمة بالعلم والإمامة في الدين، أما أدعياء العلم، وأنصاف المتعلمين، والمتطفلون على موائد العلماء، فليسوا أهلاً لأن يستفتوا ويصدر عن رأيهم، وبخاصة في الأمور العامة التي تمس مصالح الأمة.
والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر من هؤلاء تحذيراً شديداً فيقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"
وهذا يتضمن التحذير من ترئيس الجهال، وتخلية الساحة لهم، بقعود العلماء الراسخين عما أوجبه الله عليهم من البلاغ والتبيين. وفيه التحذير من استفتاء أدعياء العلم وأنصاف المتعلمين، ومن يتصدرون للفتوى وهم في الحقيقة جهال أدعياء. وفيه التحذير الشديد لهؤلاء من القول على الله بلا علم، وإقحام أنفسهم فيما لا يحسنون، والخوض في بحر لا يجيدون السباحة فيه، فيَضلون ويُضلون، ويتحملون أوزارهم وأوزار من يضلونهم بغير علم.
وقد صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "يهدم الإسلام زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون" فإذا كانت زلة العالم تهدم الإسلام، وتضل الأنام، فكيف بفتاوى أئمة الضلالة وأرباب الجهالة والغواية!! فليس شيء أخطر على الأمة، ولا أضيع لدينها من جاهل دعي، أو منافق ذكي، يستعمل ذكاءه وعلمه وفصاحته في إضلال الخلق، وصدهم عن الهدى ودين الحق، فعن أبي عثمان النهدي قال: إني لجالس تحت منبر عمر رضي الله عنه وهو يخطب الناس فقال في خطبته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان"
فإذا كان المنافق عليمَ اللسان، قويَّ البيان، كان ذلك سبباً لفتنة الناس ولبس الحق بالباطل، ولهذا كان أخوف شيء يخافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته هم أئمة الضلالة هؤلاء، وذلك لشدة خطرهم، وعموم ضررهم، فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين"، وفي رواية: "أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون"
بل كان يخاف على أمته منهم أشد من خوفه عليهم من فتنة المسيح الدجال، الذي أُمرنا بالتعوذ من فتنته في كل صلاة، وما من نبي إلا وأنذر أمته الدجال ، وذلك لعظيم خطره، وشدة فتنته، ومع ذلك فأئمة الضلالة أشد ضرراً على الأمة من فتنته، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "كنت مخاصر النبي صلى الله عليه وسلم يوماً إلى منزله، فسمعته يقول: "غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال". فلما خشيت أن يدخل قلت: يا رسول الله، أي شيء أخوف على أمتك من الدجال؟ قال: "الأئمة المضلين"، وعن علي رضي الله عنه قال: "كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم، فذكرنا الدجال، فاستيقظ محمراً وجهه فقال: "غير الدجال أخوف عندي عليكم من الدجال: أئمة مضلون"
ويؤكد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين حذر من فتنة الخوارج، وأمر بقتلهم، بين أنهم إنما أُتوا من قبل جهلهم، وقلة فقههم، فجنوا على أنفسهم وعلى أمتهم، ولم يشفع لهم حسن نيتهم، وسلامة قصدهم، وكثرة عبادتهم، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيخرج في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة"
وكلما تقادم الزمان، وبعد الناس عن عهد النبوة، كثر جهلهم، وقلَّ فقههم، ورق دينهم، وتصدوا لما لا يعنيهم، وخاضوا فيما ليس من شأنهم، وتكلم الجهلة والغوغاء، والمنافقون وأهل الأهواء في مصالح الأمة وقضاياها العامة، فلبسوا الحق بالباطل، واستحلوا الحرمات، ووقعوا في المنكرات، واتبعوا الأهواء والشهوات، وتجرؤوا على حمى الشريعة، وحرماتها المنيعة، وهذا من أشراط الساعة، التي نبه عليها نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله: "إن بين يدي الساعة سنين خداعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة! قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة"، وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنى، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد".
وقد بين الإمام الشاطبي خطورة الاستدلال بالمتشابهات، وتأويلها على غير وجهها، وأن هذا من أكبر سمات المبتدعة وأهل الأهواء، وذكر لذلك أمثلة كثيرة، كما نبه على المنهج الشرعي في التعامل مع هذه المتشابهات فقال: "ومنها: انحرافهم عن الأصول الواضحة إلى اتباع المتشابهات التي للعقول فيها مواقف، وطلب الأخذ بها تأويلاً ـ كما أخبر الله تعالى في كتابه ـ إشارة إلى النصارى في قولهم بالثالوثي بقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}، وقد علم العلماء أن كل دليل فيه اشتباه وإشكال ليس بدليل في الحقيقة حتى يتبين معناه ويظهر المراد منه، ويشترط في ذلك أن لا يعارضه أصل قطعي، فإذا لم يظهر معناه لإجمال أو اشتراك، أو عارضه قطعي كظهور تشبيه فليس بدليل؛ لأن حقيقة الدليل أن يكون ظاهراً في نفسه ودالاً على غيره، وإلا احتيج إلى دليل، فإن دل الدليل على عدم صحته فأحرى أن لا يكون دليلا.
ولا يمكن أن تعارض الفروعُ الجزئيةُ الأصولَ الكلية، لأن الفروع الجزئية إن لم تقتض عملاً فهي في محل التوقف، وإن اقتضت عملاً فالرجوع إلى الأصول هو الصراط المستقيم... ومدار الغلط في هذا الفصل إنما هو على حرف واحد: وهو الجهل بمقاصد الشرع، وعدم ضم أطرافه بعضها لبعض، فإن مأخذ الأدلة عند الأئمة الراسخين إنما هو على أن تؤخذ الشريعة كالصورة الواحدة بحسب ما ثبت من كلياتها وجزئياتها المرتبة عليها، وعامها المرتب على خاصها، ومطلقها المحمول على مقيدها، ومجملها المفسر ببينها، إلى ما سوى ذلك من مناحيها، فإذا حصل للناظر من جملتها حكم من الأحكام فذلك الذي نظمت به حين استنبطت.
وما مثلها إلا مثل الإنسان الصحيح السوي، فكما أن الإنسان لا يكون إنساناً حتى
يستنطق، فلا ينطق باليد وحدها، ولا بالرجل وحدها، ولا بالرأس وحده، ولا باللسان وحده، بل بجملته التي سمي بها إنساناً، كذلك الشريعة لا يطلب منها الحكم على حقيقة الاستنباط إلا بجملتها، لا من دليل منها أي دليل كان...فشأن الراسخين تصور الشريعة صورة واحدة يخدم بعضها، كأعضاء الإنسان إذا صورت صورة مثمرة.وشأن متبعي المتشابهات أخذ دليل ما أي دليل كان، عفواً وأخذاً أولياً، وإن كان ثم ما يعارضه من كلي أو جزئي. فكان العضو الواحد لا يعطي في مفهوم أحكام الشريعة حكماً حقيقياً، فمتبعه متبع متشابه، ولا يتبعه إلا من في قلبه زيغ كما شهد الله به: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}[النساء: 122]



د/ عبدالعزيز الفوزان



رد مع اقتباس

 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 27-07-2011, 11:28 PM   #2

صوت الفجر

مشرفة مُتألقة سابقة

الصورة الرمزية صوت الفجر

 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
كلية: أخرى
التخصص: ضاع الحلمـ
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: معتذر
البلد: جــــدة
الجنس: أنثى
المشاركات: 10,132
افتراضي رد: منهج أهل الضلال في الاستدلال

آهلآ استاذ تلميذ ’’

موضوع رآآئع لي عودة عندما اقرائة بتمعن ~

’’

 

توقيع صوت الفجر  

 



قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه
"إن لأنفسكم أثمانًا فلا تبيعونها إلا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةبالجنــةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

صوت الفجر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 28-07-2011, 02:33 AM   #3

تلميذ منتسب

تم إيقاف عضويته

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
التخصص: تنظيم وتطوير إداري
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الخامس
الجنس: ذكر
المشاركات: 3,545
افتراضي رد: منهج أهل الضلال في الاستدلال

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صوت الفجر مشاهدة المشاركة
آهلآ استاذ تلميذ ’’

موضوع رآآئع لي عودة عندما اقرائة بتمعن ~

’’
8
اهلا اخت صوت الفجر

وروعة الموضوع في تواجدك الكريم به

وملخصا لما جاء في هذا الموضوع يكمن في الاقتباس التالي



قال عليه الصلاة والسلام: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين"

قال ابن القيم: "فأخبر أن الغالين يحرفون ما جاء به، والمبطلون ينتحلون بباطلهم غير ما كان عليه، والجاهلون يتأولونه على غير تأويله، وفساد الإسلام من هؤلاء الطوائف الثلاثة، فلولا أن الله تعالى يقيم لدينه من ينفي عنه ذلك لجرى عليه ما جرى على أديان الأنبياء قبله من هؤلاء"

وقد تكاثرت نصوص الكتاب والسنة في التحذير من الأئمة المضلين، والجهلة المتعالمين، والمتصدرين للفتوى وليسوا من أهلها، ولهذا أمرنا الله تعالى بسؤال أهل الذكر خاصة فقال: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون}[الأنبياء/7]، وأهل الذكر هم العلماء الراسخون، الذين شهدت لهم الأمة بالعلم والإمامة في الدين، أما أدعياء العلم، وأنصاف المتعلمين، والمتطفلون على موائد العلماء، فليسوا أهلاً لأن يستفتوا ويصدر عن رأيهم، وبخاصة في الأمور العامة التي تمس مصالح الأمة.
والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر من هؤلاء تحذيراً شديداً فيقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"
وهذا يتضمن التحذير من ترئيس الجهال، وتخلية الساحة لهم، بقعود العلماء الراسخين عما أوجبه الله عليهم من البلاغ والتبيين. وفيه التحذير من استفتاء أدعياء العلم وأنصاف المتعلمين، ومن يتصدرون للفتوى وهم في الحقيقة جهال أدعياء. وفيه التحذير الشديد لهؤلاء من القول على الله بلا علم، وإقحام أنفسهم فيما لا يحسنون، والخوض في بحر لا يجيدون السباحة فيه، فيَضلون ويُضلون، ويتحملون أوزارهم وأوزار من يضلونهم بغير علم.





لا انسى ان اهنئك رائتدنا الكريمة على الاشراف واعانك الله على المسؤولية


ونوصيك بالتزام الحياد مع جميع الاعضاء عند استخدام السلطة الممنوحة لك والبعد عن التحيز

 

تلميذ منتسب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 28-07-2011, 03:24 AM   #4

صوت الفجر

مشرفة مُتألقة سابقة

الصورة الرمزية صوت الفجر

 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
كلية: أخرى
التخصص: ضاع الحلمـ
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: معتذر
البلد: جــــدة
الجنس: أنثى
المشاركات: 10,132
افتراضي رد: منهج أهل الضلال في الاستدلال

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ منتسب مشاهدة المشاركة
8
اهلا اخت صوت الفجر

وروعة الموضوع في تواجدك الكريم به

وملخصا لما جاء في هذا الموضوع يكمن في الاقتباس التالي


نرجوآ من الله أن يبارك في عُلمائنا ويمد في علمهم ويهدي الله الضًالين ~


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ منتسب مشاهدة المشاركة
لا انسى ان اهنئك رائتدنا الكريمة على الاشراف واعانك الله على المسؤولية



ونوصيك بالتزام الحياد مع جميع الاعضاء عند استخدام السلطة الممنوحة لك والبعد عن التحيز

الله يسلمك اخي الكريم :)

ابشر طآل عمرك راح آكون جسر التواصل النافع بإذن الله ~:)

’’

 

صوت الفجر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 08:50 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2023