طالبات جامعة الملك عبدالعزيز يشكين سوء تعامل عضوات هيئة التدريس

[محمد]

ابدى عدد من طالبات جامعة الملك عبدالعزيز بجدة استياءهن من تصرفات بعض أستاذات الجامعة في أسلوب التعامل السيئ من قبل من يفترض أن تكون الصدر الحنون الذي يحتضن الطالبات.. الأمر الذي خلق فجوة بين الطالبة والأستاذة من ناحية وبين الطالبة والمنهج الدراسي الذي تقدمه الأستاذة من ناحية أخرى..
ومن مظاهر هذه الهوة التي أحدثها هذا الأسلوب عدم امكانية مقابلة بعض الأستاذات أو مجرد التحدث معها ولتفضيلها بين الطالبات لأسباب غير واضحة ومنها الشكل الذي أصبح المقياس الحقيقي لنجاح الطالبة أو حصولها على بعض الامتيازات لدى أستاذة المادة.. على حد قول الطالبات وعدم السماح للطالبة بدخول المحاضرة إذا تأخرت لبضع دقائق لاي سبب حتى وإن كان بدون ارادتها.
وتقول الطالبة (حنان. أ): إن ما نلاحظه من تصرفات بعض استاذات الجامعة يدعو الى الاستغراب والحيرة فالبعض منهن تتعمد احراج الطالبة امام زميلاتها بالالفاظ المزعجة التي لا تليق وتروي الطالب موقفا حدث لزميلاتها عن استاذة احدى المواد قائلة: إن زميلتها تأخرت بضع دقائق عن موعد المحاضرة فطلبت الاذن بالدخول.. وعندما شرعت الطالبة في الجلوس استوقفتها الاستاذة امام الطالبات واخذت تسألها عن سبب التأخير.. وتكرر السؤال بقصد احراجها وتتهمها بالخمول والكسل وعدم الاحترام والتسيب ..حتى بكت الطالبة بكاء شديدا ولكن للاسف الشديد لم تتوقف الاستاذة عند هذا الحد من الهذيان الذي استهجنه جميع الطالبات بل قالت (اللي يعجبها يعجبها واللي ما يعجبها تطلع برا القاعة)..! وفي المحاضرة التي بعدها لم تر هذه الطالبة.. وشهدت الأيام التي تلت حدوث هذا الموقف للطالبة انسحاب كثير من الطالبات من هذه المادة! فمن يحاسب الأستاذة إذا تأخرت أو تغيبت عن المحاضرة.. ولمن تشتكي الطالبة وليس هناك جهة محايدة ومستقلة يمكن ان تنظر بموضوعية في شكواها وتنصفها وتضمن عدم تعرض خطتها الدراسية ومستقبلها للعبث.. فالأستاذة في الجامعة الجميع يعرف ان بيدها نجاح او رسوب الطالبة..
فكيف تحاسب استاذة زميلتها وهي في نفس درجتها العلمية أو أقل..؟! فالطالبة ليس لها الحق في ان تبدي مجرد وجهة نظرها فيما يسمى توزيع الدرجات في بداية الدراسة أو مواعيد الاختبارات حتى تتناسب مع ظروفها فبعض عضوات هيئة التدريس يتعاملن بأسلوب عنيف مع الطالبات!
من جانبها تقول الطالبة (س. العنزي) هناك نوع من الاستاذات تتعمد تهويل مادتها وتجعل منها اسطورة بعرض مفردات المادة والاسهاب في الشرح الذي يجلب الملل.. وفي تكليف الطالبة باحضار عدة مراجع من اي مكان لكي تستعين بها في توسيع افقها ومداركها حسب زعم الأستاذة في الوقت الذي يغيب عن بال هذه الأستاذة إن كان في مقدور الطالبة احضار هذه المراجع اولا.. فبعض الطالبات ليس لديها اخوان.. او قد يكون والدها متقدما في السن ويصعب عليه ان يتعامل مع مثل هذه الطلبات وهذا يحدث في المستويات المتقدمة في مادة قاعة بحث او ما يسمى مشروع التخرج حيث تكلف الأستاذة الطالبة بالبحث في موضوع قد لا يكون له مراجع متوفرة في مكتبة الجامعة.. فتلزمها بعدد من المراجع.. أو قد تكون الطالبة متواضعة الحال ويصعب عليها شراء مراجع أو كتابة بحث بمبلغ يتراوح بين ( 1200ريال الى 3000ريال).. كما أن هذا النوع من الاستاذات تتعمد تقديم اسئلة صعبة جدا لتبين مدى اهمية مادتها للطالبات بل واجزم - والحديث للطالبة س. العنزي - انها تتلذذ برسوب عدد كبير من الطالبات.. وهذا يتجلى بوضوح عند تعليق النتائج نهاية كل فصل دراسي فعدد الطالبات يكون في حدود 50طالبة ونسبة الناجحات لا يتج
اوز 20%..!! فما معنى هذا..؟!
وتقول الطالبة (أمل. ح) هناك نوع من الاستاذات يصعب التحدث معها او مجرد سؤالها وذلك يعود لجفاف تعاملها مع الطالبات، وغرورها والنظرة غير الملائمة التي تنظربها للطالبة.. ولخوف بعض الطالبات من ان تحرجها بين زميلاتها تتجنب سؤالها او الحديث معها او مجرد ان تقع تحت نظرة هذه الاستاذة..! والعجيب ان هذا النوع من الاستاذات يعتقدن انهن يفرضن شخصيتهن او هيبتهن على الطالبة والبعض تعتقد ان مثل هذه التصرفات يمكن ان تجلب لها محبة الطالبات.. او ان يقال عنها ان الاستاذة هذه او تلك شديدة.. وكذا.. وكذا..
من جانبها تؤكد الطالبة (س. الأحمد) على ان النجاح عند هذا النوع من الاستاذات يخضع لعدة عوامل فاما ان تكون الطالبة محظوظة بان يكون شكلها ومظهرها مقبولا.. ولا تغفل العلاقة الشخصية بين الاستاذة والطالبة.. فالطالبة التي تتردد على مكتب الاستاذة وتستطيع تكوين علاقة ودية فان لها النصيب الاكبر في الحصول على الدرجات العالية حتي ولو لم تحضر للاختبار..! فاذا كانت ورقة الاجابة مليئة بالكتابة تنجح الطالبة اي ان النجاح يكون بالكم لا بالكيف! والكثير من الطالبات عند هذه الفئة من الاستاذات تذاكر وتجتهد وتتوقع درجات نتائجها النهائية عالية الا انها تفاجأ بدرجات متدنية جدا لا تتعدى حافة الرسوب.. فكيف تشتكي الطالبة ومستقبلها مرهون بقلم الأستاذة التي سوف تلتقي بها في مواد اخرى هذا ان لم تكن تلك الأستاذة محتكرة لتدريس المادة او تحرض عليها استاذات اخريات.. فالطالبة تفضل السكوت والاحتساب عند الله عز وجل.. ولكن - والحديث للطالبة - انه لا يصح تعميم هذا الكلام على جميع الاستاذات فهناك من تظهر تواضعها ولين جانبها للطالبة ومحاولة ايصال المعلومة بكل امانة وتفرض احترامها على الطلبة بل تجد الطالبات يتسابقن علي تسجيل المادة لدى هذا النوع الراق
ي في التعامل من الاستاذات.
وبرفع هذه الشكوى والمضايقات التي تحدث عنها الطالبات الى بعض استاذات الجامعة تجاوبت الدكتورة سارة عبدالرحمن آل الشيخ وكيلة كلية العلوم سابقا والأستاذة المساعدة بقسم الرياضيات حالياً بالجامعة والتي استنكرت مثل هذه السلوكيات التي تحدثت عنها الطالبات وافترضت في استاذة الجامعة ان تكون مثالا للعطاء ومنبعاً للعلم، وقالت ان الأمانة العلمية تقتضي العدل بين الطالبات ومعاملتهن بالتساوي دون تمييز على أساس اللقب العائلي او الشكل والمحسوبية.. بل يجب اعطاء كل ذي حق حقه.. غير انه لا يجوز تعميم هذه الاتهامات على جميع الاستاذات فالغالبية هن على درجة رفيعة من الخلق.
وعزت الدكتورة آل الشيخ اسباب الفجوة بين الطالبة والاستاذة الى ان اعداد الطالبات تكون كبيرة في قاعة المحاضرة وذلك يحد من معرفة الاستاذة لجميع الطالبات اضافة الى أن طول وصعوبة المنهج الدراسي لا يترك مجالا او وقتا للتعارف، فالأستاذة تسعى لتبسيط المنهج وكسب الوقت.. وكذلك انشغال الاستاذة بالبحث العلمي، والتحضير، وتصحيح الامتحانات وكذلك العمل الاداري لبعض الاستاذات يجعل الاستاذة منشغلة وهذا ما يجعل الطالبة تعتقد ان هناك نوعاً من التعالي والفوقية في التعامل.
واستغربت الدكتورة آل الشيخ ادعاءات الطالبات بعدم المقدرة على مقابلة الاستاذة وعدتها ادعاءات مبالغا فيها وغير دقيقة.. وذلك لان الاستاذة مطالبة من قبل إدارة الجامعة بضاء 10ساعات في مكتبها اسبوعيا للاجابة على تساؤلات الطالبات وحل مشكلاتهن الاكاديمية والدراسية.. كما ان الاستاذة مطالبة بعدم التأخر عن المحاضرات وكذلك الطالبة من باب اولى ، لان الطالبة عند دخولها للقاعة متأخرة تحدث ازعاجاً وتشويشاً على زميلاتها وقطع حبل الافكار للاستاذة.. وخاصة اذا ما كانت القاعة صغيرة واعداد الطالبات كبيرة.. وهذا هو حال معظم قاعات المحاضرات للأسف، علما ان السماح للطالبة بدخول المحاضرة حق اختياري للاستاذة.
واضافت ان جميع الاشكاليات التي تحدث عنها الطالبات يرجع معظمها لاسباب اشير اليها سابقا، وقالت ان سوء تفهم كل طرف للآخر خلق هذه الاجواء المشحونة التي تحدث عنها الطالبات.. ولو صدر من بعض الاستاذات تصرف غير مقبول يزعج الطالبة فهناك مشرفة للقسم يمكن ان تلجأ لها الطالبة لتقديم شكواها ضد تلك الاستاذة التي لم تحسن معاملة الطالبة حتى يمكن التحقق من الأمر واصلاح ما بنبغي اصلاحه.
من جانبها قالت الدكتورة خديجة خوجة رئيسة قسم علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة: مع احترامنا الشديد لآراء الطالبات الا انه قد يكون هناك مجموعة قد شاء القدر ان يعبرن بهذه العبارات الانفعالية السلبية التي يمكن ان تؤثر علي مستوى تحصيلهن الدراسي او مستقبلهن التعليمي، وقد تكون الطالبة هي السبب في عدم مقابلة الاستاذة لعدم معرفتها بالساعات المكتبية واسلوبها غير اللائق في التخاطب يكون السبب في صدور هذا السلوك او ظرف جعل الاستاذة لا تستقبل الطالبة، او قد تكون الاستاذة مستجدة ولها ظروفها الخاصة.. فالطالبة مطالبة بالحضور لمكتب الاستاذة وذلك من اهم الوسائل التي تساعدها على التعرف على طالباتها وتعد وسيلة لتقييم الطالبة، ولتوضيح غموض المادة والاستفسار عن الانشطة وتقديم مقترحاتها للاستاذة للقيام بنوعية الابحاث المختلفة خاصة طالبات التخرج.. ولكنني لا استطيع الافادة عن بقية الاقسام العلمية الاخرى ولا ادري ماذا يحدث فيها من مثل هذه الامور.
وعن العبارات التي تصدر من قبل الاستاذة وتفضيلها لطالبة حسب شكلها او لقبها العائلي تقول الدكتورة خوجة نحن نحاول الابتعاد عن مناداة الطالبة بما يسيئ لها منعاً للاحراج وهذه مسؤولية وأمانة وفي حالة عدم التزام العدالة والصدق في القيام بالمسؤولية على اكمل وجه في تعليم الطالبة او تقييمها واعطائها ما تستحقه من درجات نكون بذلك قد خنا الامانة والاستاذة مسؤولة مسؤولية كاملة وتتحمل إثم ما تقوم به من اساءة لطالبة.
اما بالنسبة لتأخر الطالبات في الحضور فهذه مشكلة نعاني منها كثيراً فدخول الطالبة متأخرة يكون له مردود سلبي على الأستاذة والطالبة ويزعج الطالبات وجعل العملية التعليمية تصاب بالفوضى وعدم المتعة. وقالت ان الطالبة مطالبة بالالتزام بمواعيد المحاضرات لان مسؤولية الطالبة الحضور في الوقت المحدد بغض النظر عن الظروف الاخرى لان دخولها متأخرة اثناء المحاضرة، اما بالنسبة لترسيب الطالبات والحاق الاذى والضرر بهن فهذا يحدث لواحدة او اكثر والله اعلم ولكن اذا كانت الطالبة محقة بان الاستاذة قد اساءت لها متعمدة فلها الحق في الرجوع الى وكيلة الكلية التي تنتمي اليها ومشرفة قسمها واثبات ذلك وسوف يتم التحقيق في الامر بمصداقية وامانة واعطاء كل ذي حق حقه، ونعلم ان هذه الشكاوى ما هي إلا من بعض النفوس الضغيفة والتي هدفها التشويش ونشر الشائعات وحتى لو وجدت حالة مع طالبة او طالبتين فقد يكون له اسبابها ولا يخلو اي مجتمع تربوي من وجود الكثير من الاخطاء والعيوب.
ودعت الطالبات في حال حدوث مثل هذه الاشكاليات الي التوجه للمسؤولات في الكليات وسوف يجدن الرعاية والاهتمام.
كما ابدت عميدة كلية الآداب والعلوم الانسانية بالجامعة الدكتورة نورة باذياب رأيها في هذا الموضوع بقولها ان هذه الصفات السلبية نادرة وارفض بشدة تعميمها على استاذات الجامعة وان وجدت بعض الحالات الاستثنائية فلا يعد كونها صفات شخصية بحتة تتعلق بالشخص ذاته. واضافت استاذة الجامعة كأي انسان معرض للخطأ والنسيان والمسؤولون والمسؤولات في الجامعة حريصات على متابعة الخطأ وتصحيحه وفق اللوائح المعمول بها وكما لا يصح في المقابل اهمالها وتهميش شكاوى وملاحظات الطالبات ويمكن القول بان تجاهل الطالبة وتغاضيها لحقوقها يسهم كثيرا في تفاقهم هذه الظاهرة علما ان للطالبة لائحة في الجامعة تحميها.. مشيرة الى ان جميع الشكاوى يتم التعامل معها بسرية ولا داعي لخوف الطالبة من عرض مشكلتها على المسؤولات في قسمها او كليتها، كما تقوم الاقسام في كل فصل دراسي بعقد اجتماعات مع الطالبات لبحث اوضاعهن والمشاكل التي تعترض طريقهن ويتجاوبن معها بكل شفافية وجدية وفي الوقت ويتم تزويدنا فعلياً بتقارير عن هذه الاجتماعات.