InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > جـنـة الـحـرف > زوايا قلم
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


بجوَارِ المدفَــأة ..

زوايا قلم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 05-04-2012, 07:44 AM   #21

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي قارب الميدوز ..




صوت محايد :


أخذ الليل يقتحم الأكواخ بالبرد القارس .. و المواقد لم تعد تبث الدفء ..
ظل شاحب وحيد ، يعبر الطريق ، و يتلمس الجدران المنهكة ..
ثم يختفي وراء زاوية بعيدة ..

مانويلا ؟! عدتِ مبكرا ..
تسللتُ من الباب الخلفي على حين غفلة من الحارس .. كيف هي الأخبار القادمة من روما ؟
” أيها الشعب الإيطالي العظيم .. إن تاريخ إيطاليا يتوقف عليكم الآن .. أنتم الذين ستعيدون مجد روما ” ..
قالها ساخرا ، و مقلدا صوت المذيع الذي سمعه من مذياع معلق في حانة الميناء .. و أردف :
فليذهب مجد روما ، و ليبق مجد اليوفي (1)!
تجنيد إجباري ؟!!
سيجندون الذين يعنيهم مجد روما ..!
و أنت ؟
أنا أشجع اليوفنتوس !

المدينة الغافية على حافة البحر ، استيقظت فجأة ؛ لتمتلئ مصانعها بعاملات صغيرات مكرّسات للموت ؛ و تتكدس السفن بالأسلحة ، بأوهام النصر ، بأحلام الصغار ، و صلوات الأمهات ،
بمجرمين فاضت السجون بهم ، فألفوا أنفسهم جنودا يحمون الوطن ..
ثم تمخر الماء باتجاه ثقب أسود يستوطن الأفق ..


غدا الميناء محطة لمسافرين يغادرونه ثم لا يعودون أبدا !

وحده (فرانشيسكو) الذي لم يقف بعد في الميناء ليودع أحدا ، أو لتحمله أحد المراكب إلى أرض مجهولة .. و أعداء لم يقررهم هو ..


هيه مانويلا ..! قلتِ بأنكِ لم تجدي فحما إذن؟ ربما أخذوه إلى برلين .. سيحتاجه هتلر ليعيد لهم أمجاد روما .. أما شعب روما فيمكنهم أن يفركوا أيديهم قليلا ، و يناموا بمعاطفهم .. و أن يغلقوا نوافذهم جيدا ..
ليحصلوا على الدفء .. و على أحلام لا تكلفهم كثيرا من التحسر ! ..
نامي مانويلا .. نامي يا ابنتي ، سنقضي ليلة أخرى في بطن الوحش . نسيت ! .. دانيال أخبرني عن شاب يعمل في الميناء ، قدِم من نابولي الشهر الماضي ..
يدّعي أنه أفضل من يطبخ المكرونة ! أخيرا سأتذوق الاسبغاتي ..!


* * *


الشمس الواهنة ، غمرت الطرق بغبش من نور خفيف .. و الضباب ما غادر المرافئ بعد ..
لم ينم الميناء منذ أن رست الباخرة الضخمة بـ حذاء الجرف ..
أوامر القباطنة ، القصيرة و الحادة ، استنفرت جميع الموجودين ، عدا عامل انتبذ مكانا قصيا ، متسليا بتقليم عصا خشبية بنصل صغير ..
انطونيو !
سقط النصل من يده ، على أثر الصوت الأجش الذي ناداه ..
أوه ! .. كرستيان ! .. كنتُ أنتظر من يساعدني في حمل الصندوق ، يبدو أن السماء أرسلتك !
شيء من دفء ، سربته الخيوط الواهية التي أفلتت من قبضة السحاب المركوم ، فارتفع صوت كرستيان مغنيا ..
هيه كرستيان ! .. صوتك سيتسبب في فصلنا !!
لِم لا يتسبب في ترقيتك ؟!
لأن القيادة ستظن أنها مروحية للحلفاء .. !

ثلاث سنوات ، و ثمة حلم تنهش من أطرافه ، الحرب ..
في كل يوم ، يذوي أمل في قلب ما .. بينما يشي الأفق بسواد حالك ..
وهج يخفت .. و طيور تغادر باتجاه اللاعودة ..

في المساء ..امتصت الدروب العمال المنهوكين بالسهر و الأمنيات المبتورة ، بعد أن توارت الباخرة في الحجاب ؛ فخوى الميناء إلا قليلا ..


* * *


 

توقيع حلمي سيتحقق  

 






أشلاءٌ متنآثره هنآ و هنآك ..
قلبٌ يكآبر شعور الودآع .. وحتى أخر لحظه يكف دموعه ،
رحيلٌ دون موعد ..




 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 05-04-2012, 07:53 AM   #22

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي قارب الميدوز ..




صوت محفوف بالتيه :


الساعة التي احتوت رحيله ، كانت تحمل العدد صفر ..
أيامي التي قبلها .. تُحسب بالموجب ، و ما بعد سفره .. تحمل الإشارة السالبة ..
كل الذين رحل بعدهم ، لم يجدهم ساعي البريد ليحمل إليهم أمنيات الأبناء ، و أشواق الزوجات .. لذا أعلنتُ الحداد عليه مذ تلاشت النفثة الأخيرة لمدخنة القطار ..
فجأة وجدتُ نفسي في التيه .. على شفا ضياع .. و بلا أبي !
كل الشوارع حملت ذات العلامات ، و كل الوجوه لبست نفس الملامح ..

بعد استدعائه للتجنيد ، باع كل شيء يخصه ، و سلمني الثمن ..
ستساعدك .. يا مانويلا ..
ما عدا قميص اليوفنتوس ..
ثمة أشياء تستحق البقاء يا أبي .. اتركه لي ..

في محطة القطار ، كان يضحك بصوت عال ، ليكتم بكاءً تفجر داخله ..
هيه مانويلا .. في الوقت متسع للضحك .. و الحياة ما زالت تكفي للغناء .. و الرقص أيضا ! .. أخبري انطونيو أن يجهز الاسبغاتي لي ، لأني سأعود قريبا ..

بعد الصافرة الثالثة للقطار ، ماجت في عينيّ الصور.. لم أعد أرى إلا أطياف هلامية .. و ما عدت أسمع إلا أصوات عويل .. و نشيج بعيد ..

لا أذكر كم من العمر مضى ، لكن يبدو أن زمنا طويلا اجتازني قبل أن ينبهني عامل صغير إلى أن وقت إغلاق المحطة قد أزِف ..
برد ديسمبر ، و كتلة السديم الهائلة اللذيْن اعترضا خروجي من المحطة ، أخطراني بأن عليّ أن أبحث عن أفق جديد أعتمده مشرقا لشمسي المُنهكة ..


* * *


احتفظت بالرسائل التي شرعت بكتابتها لأبي كل فجر ، في كيس قماشيّ ، لم أكن أعلم كم عددها ، كنتُ أتحاشى الزمن و التاريخ .. و أنام دون أن أنتظر الغد المفرغ من الآمال ..
مائتين و ثلاثون رسالة ؟!! من سيحملها إلى فرانشيسكو يا مانويلا ؟!!
لا أحد ..
إذن لِم تحتفظين بها ؟
قد يعود يوما .. فيجدها ..

كنتُ موقنة أنه لن يعود ، رغم أن انطونيو يحاول منحي قليلا من شمس في ظلمتي المستعرة ، برواية قصص عن سفن رست بالميناء مؤخرا ، محمّلة بآلاف الجنود الذين عادوا ،
كنت أعلم أنه يختلقها .. و أن ما من سفن في الميناء ، سوى تلك المغادِرَة ..
أما السفن القادمة ، فلم تكن تأتي أبدا ..

مانويلا .. سيأتي .. أنا متأكد من ذلك .. ستنتهي الحرب قريبا ، هكذا سمعتُ اليوم .. فرانشيسكو يحب الحياة ، و يحبك .. و حتى لو لم يكن يحبك .. فهو لن يموت .. لأن اليوفي يتصدر فرق الدوري .. صلّي من أجل بقائه .. و لا تبكي .. أرجوكِ لا تفعلي ذلك ..! و بمناسبة ربحي خمس سنتات إضافية اليوم ، سأشتري لحما ، لأطبخ (لازانيا) .. سنعيش إحساس المترفين اليوم ..!

ابتسمتُ دون أن أدرك تماما ما الذي يقوله .



* * *


 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 05-04-2012, 08:03 AM   #23

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي قارب الميدوز ..




شاهد عيان :


الطرق مكسوة بالجوع ، بمستنقعات موبوءة ، و بأطفال لفظتهم الأكواخ التعيسة ..
في الصحاري الأفريقية البعيدة ، تتبخر أمنيات العودة ..
و محطات القطار ، و الموانئ امتلأت بأوهام اللقاء ..

انطونيو .. ابحث لي عن أرض أخف قسوة من هذه ! .. لم تعد إيطاليا وطنا ..!
الأرض أضيق من أن نجد وطنا جديدا ..
دعنا نحلم بأن ثمة مكان سيحتوينا، بأن ثمة زمن ملون .. أن ” في الوقت متسع للضحك .. و الحياة ما زالت تكفي للغناء .. و الرقص أيضا ” ..
مانويلا .. الأحلام غدت ترفا ينبغي لنا أن لا نمارسه !
أمريكا .. ستكون أبعد من أن تلحقنا آلامنا إلى هناك ..

الهجرات التي توارت في بطون السفن ، أخذت تمخر عباب الأطلسي ، محفوفة بالموت .. و بالرجاءات الواهية بالخلاص ..

خمسون ليرة ، و نحملك إلى خارج المتوسط ..
و بعد (المتوسط) ؟
ثلاثمائة ليرة إضافية للوصول إلى سواحل أمريكا ..


* * *


باعت الكوخ بما فيه ، و أشياءها الصغيرة .. لم تبقِ سوى القميص ، و الكيس المملوء بالرسائل التي خذلها ساعي البريد ..
كتبت رسالة أخيرة :
” أبي ..
هاهو العمر يتركني في المهب .. نهبا لليباب .. و للأراضي البور ..
أعدك بأني لن أهرب بعيدا ، سأبحث عن وطن للضوء .. و كفى ..


فرانشيسكو مانويلا ، زمن المنفى .. “
و رمتها في الكيس بلا تاريخ ..

خُيّل إليها أنها سمعت بكاءً لا يشبه سوى فرانشيسكو ، أطرَقَت .. ثم امتطت طريقا إلى الميناء ..

الهواء كان ساكنا ، و الليل تعرّى من نوره ، مجموعة تصل إلى العشرين ، كلهم يبحثون عن مرفأ لأعمارهم المخذولة .. لم تستطع أن تتبيّن ملامحهم ، لكن بدا لها أنّ لا امرأة سواها ..

سنتنكر أولا بلباس الصيادين ..

لوهلة ، امتلأ جوفها بالفراغ .. شعرت بأنها على سلم ، لم تدر ما نهايته ، و ما كانت بدايته واضحة ، كانت معلقة بالهواء ، و تحتها هاوية من سواد دامس ..
مانويلا ..
أتى صوت انطونيو ليرتب الأفكار التي بعثرتها الريح .. و ليمنحها قلبا مطمئنا ، و لو إلى حين ..

على مقربة من القوارب الأربعة التي رست على شاطئ بعيد عن الميناء ، وقف رجل طويل ، بملامح غامضة ، و عينين حادتين ، بدا و كأنه قائداً للفرقة التي ستتولى القيادة :
سيستقل كل خمسة منكم قاربا .. و سننطلق قبل أن يطلع علينا الفجر ..
يجب أن تدركوا بأن السلطات لن تسمح لنا بتجاوز المياه الإقليمية إن وجدتنا، و قد نتعرض للمساءلة و السجن ..

أخذ الخوف يبني حجراته في القلب ، استعدادا لإقامة طويلة بها ..

.. إن سارت الأمور كما نحب ، فسنصل مضيق جبل طارق في أسبوعين .. و أرجو أن لا يعترض طريقنا عارض .. اركبوا .. و ليباركنا الرب ..


* * *


خمسون يوما مضت ، منذ أن وجدوا من ينقذ أحلامهم التي تُركت بمواجهة مع الموت على ساحل أسباني ناء ، ليودعها عمق مفازة الماء تلك ..!
تكدس القبو الرطب للسفينة الضخمة بمئات المهاجرين الأسبان و البرتغاليين .. و الضوء يضمر شيئا فشيئا ، حتى يتلاشى ..

أحد القوارب الأربعة التي غادرت جنوى، وقعت في مصيدة خفر السواحل ، لتتابع الثلاثة الباقية طريقها غرباً ..
شهر إلا قليلا ، و مضيق جبل طارق لا يظهر ..
طيور الماء تقلصت أجنحتها ، فما عادت السماء تحويها ..
و (المتوسط) بدا بحرا أبديا بلا نهاية ..
انطونيو .. أشعر بغضب أبي ..

عادت النوارس للتحليق بعد لأي ، و ظهرت أطراف لأرض بعيدة ..
صرخ ذو العينين الحادتين :
ها قد أذعن لنا المضيق !
في عنق (طارق) .. ثمة قلق اجتاح العينين الحادتين :
جوزيف .. أكانت البواخر الإنجليزية موجودة في رحلتك السابقة ؟
و غمز بعينه ..
لا يا سيدي .. كان المضيق خاليا تماما ..!
اختفت النوارس ، و نأت أطراف الأرض البعيدة !!
انطونيو .. أبي يبكي !!


* * *


أصوات لانفجارات تأتي من فوقهم ، و من أسفل منهم ، و القبو أبعد من أن يصله خبر ..
سكون أشبه بالموت ، اختلط برائحة العرق .. البول .. و جثث متعفنة ..
المكان لا ينبئ بالوقت ، و الزمن غدا سرمدا لا مخرج منه ..
ساعة .. ساعتان .. أكثر .. و السفينة ترتج في مكانها .. موقدة مراجل للفزع في الصدور المتعبة ..
على الطرف الآخر للقبو ، ثمة بكاء خافت .. حيث أبوين أسبانيين صغيرين ..
و رضيع ما جاوز عمره الأيام ..

أصوات ابتهالات متصلة .. و نشيج متقطع .. ثم صرخ الأب :
لقد ماااااااااات !!!


و هدأت السفينة !


* * *


في نقطة غائبة في المحيط ، رُميت الأجساد التي ملأت القبو برائحة اللحم المتفسخ ، و بقيت عشرات قليلة من المئات الذين غادروا أسبانيا أول مرة ..
انطفأ الضوء في الأعين .. و فقد الجميع اللغة التي اخترعوها للاتصال فيما بينهم ..

الموت يمر .. ببطء..
الاحتضار .. أبدي .. و الجوع يفترس البقية بوحشية ..

تسلل خيط نور من الباب الصغير الذي فُتِح :
يقول لكم القبطان بأننا سنصل ميامي الليلة .. فاستعدوا ..

ثم عادت الظلمة تطبق على المكان ..
مانويلا .. مانويلا .. استيقظي .. الحلم يغادر باتجاه الحقيقة .. مانويلاااااا .. مانويلا !!


* * *


 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 05-04-2012, 08:12 AM   #24

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي قارب الميدوز ..






صوت أخير .. قد يبدو مكررا :



فعلتُ ما وصيتني به ، دفنتُ قميص (اليوفي) في قبر يجاور قبرك .. و أودعت الرسائل في
قوارير تركتها للموج يحملها إلى (فرانشيسكو) ..

أضفتُ رسالة من عندي ، و لتغفري لي .. أخبرتُه فيها أن اليوفينتوس مازال عظيما كما كان ،
لقد حصل على الأسكيدتو (2) ست و عشرين مرة .. و قابل الميلان في العام الماضي على
نهائي الشامبيونز ليغ (3) ، بيْد أنه خسر ،

كنتُ سأكتب له أنه ربما خسر لغياب ندفيد ، لكني خشيتُ أن لا يعرفه ..

لم أكتب له عن الحرب و لا عن إيطاليا بعدها ، كل ما قلته :
” لقد قتل الإيطاليون موسوليني ، فرانشيسكو .. أعتذر لأني لم أكن منهم ..”

مانويلا .. المكان موحش ..

أفتقدك !!





قارب الميدوز ..
بقلم : هديل الحضيف " رحمها الله " نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 19-04-2012, 07:00 AM   #25

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي حَصَاْدُ الْخَرِيْفِ ..!!



من خلف عدستين محاطتين بإطار أسود ..
انطلقت أشعة اللهف..
لتلامس سطورا اصطفت على ورق أمسكت به يد صاحبتها ..
وببريق كاد أن يشعلها , أخذت تقرأ ..
فصول الرواية ..
وسكنت بجانبها حقيبة ..


الساعة ( 2:00 ) بعد منتصف الليل ..
رفعت عينيها المجهدتين ..
على إثر ارتطام جسم معدني بأرض الغرفة ..
لم يسعفها الضوء الخافت لتستبينه ..
أغلقت روايتها ..
وأسلمت جفنيها لمرافئ النوم ..

فتحت عينيها مستجيبة لصوت المنبه المبحوح ..
لمحت ما حولها بنظرة استكشافية ..
أرخت رجليها من فوق السرير..
وبخطى متثاقلة , وجهتهما نحو الحمام ..
وعقرب الساعة يشير إلى ( 3:00 ) عصرا..
أدت ما فاتها من فروض ..
ولمساعدة أمها في إعداد الفطور , اتجهت نحو المطبخ ..
رحيل: صباح الخير.
الأم(بعتاب): صباح النور والسرور , تو الناس.
رحيل: والله ! , يعني أروح أنام.
الأم: أقول , السلطة تنتظرك.


الساعة ( 10:00 ) مساء..
دخلت غرفتها وأغلقت الباب ..
سارت نحو سريرها بشوق ..
جلست , ومددت رجليها على وسادة أمامها ..
وأردفت ظهرها لوسادة أخرى أكبر حجم ا..
أخذت نفسا عميقا..
سحبت الكتاب من على المنضدة ..
فتحته حيث توقفت ..
وغاصت في القراءة ..



{ قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَ‌لِكَ فَلْيَفْرَحُوا۟ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }

صوت ندي سرى إلى أذنها بهذه الآية ..
من المؤكد أنه " هيثم " , أخاها الأصغر..
لقد اعتاد في مثل هذا الوقت أن يقرأ ورده اليومي ..
ليس غريبا ؛ فهذه هي الليلة التاسعة عشر من رمضان ..
حسنا , ستكمل هذا الفصل ثم ستقرأ ما تيسر من كتاب الله !!

نهضت على غير عادتها في ( 8:00 ) صباحا..
وبما أنها في رمضان , لن تستطيع الإفطار..
ولكنها أفطرت ! , على طبق من ورق..
روايتها المعشوقة..
وأخذت تلتهم السطور بنهم..
لم تكد تنهي آخر عبارة من نهاية الفصل..
حتى جحظت عيناها فزعا..
إثر صوت ارتطام على الأرض..
رمقت أرجاء الغرفة بنظرة عتاب..
لم تكن تلك المرة الأولى التي تسمع فيها هذا الصوت..
ولكن , ربما كانت الرواية تلعب دورا..
خصوصا أن النعاس قد لعب ألاعيبه بجفنيها..
احتضنت روايتها , ونـــامت..


( 8:30 ) مساء..
هجع الكون في سكون تام..
إلا من أصوات ندية , وانتحابات خاشعة..
ترددت من المساجد..
فالكل يصلي , إلا هي..!!
فقد تفوقت عليهم , ونوت اعتكافا..
على روايتها..
وبقصد الإخلاص ؛ سيكون ذلك خفية..
تجنبا للرياء !!

( 9:00 ) مساء..
طرقات باب , ثم فتح..
الأم: عسى ماشر متقوقعة في الغرفة ؟!.
رحيل: لا , لا ولاشي , شوي تنعبد وشوي نتثقف.
الأم: زين , بس لا تغلون في الثقافة.
رحيل: لاتوصين , وهالشهر فرصة وحدة بس ما تتعوض.
الأم: الله يهدينا وإياك إن شاء الله.
رحيل: آمين , يمه بغيتي شي ؟.
الأم: أبد , سلامتك.

بصراحـــة..
لم تكن ذات عزوف ديني..
بل كانت تحمل قلبا شفافا..
تحفظ شيئا لا بأس به من آيات الله..
تحمل هموما كبيرة , بالنسبة لهموم أترابها..
ولكن , ابن آدم..
لنفسه نزوات ..!!


الليلة ( التاسعة والعشرون )..
كانت في غرفتها تكمل آخر الترتيبات للعيد..
حينما انتهت , ألقت بنفسها على سريرها..
وأطلقت زفرة , أخرجت معها ما خلفه العمل من تعب..
لم تشعر يوما بمثل شعور غريب انتابها اليوم..
شعور بأنها فقدت غاليا ما , لا تعلم كنهه ؟!..
قبضت قلبها بشدة , محاولة تخفيف وطأة الضيق..
ولم يسعفها من هذه الآلام ؛ إلا صوت أباها مستندا على الباب , تسائل..
الأب: شخبار فلوس الغرفة ؟.
رحيل ( بنشوة ): تمام بس توها ما كملت عشان تكفي.
الأب: ما عليك , أنا بكملها هدية للعيد.
رحيل: عن جد !!.
وبقفزة شابهت قفزة الملدوغ من عقرب , نهضت وقبلت رأسه..
تسارعت خطاها نحو حقيبتها القابعة بجانب المنضدة..
فتحتها , عدتها..
رحيل: لاااااااااااااا , ناقصة !!..كانت سبع مية وين راحت ؟!.
وبحركة لا إرادية , أنحت حقيبتها عن مكانها..
لتجد الثلاث مئة المتبقية..
متدلية من شق أسفلها..
لم يكن الفرح كردة فعل طبيعية ما كان منها..
نظرت إلى الأفق بعين سابحة..
إذن , لم تكن تلك الأصوات أصواتا حقيقية..
ولكنها كانت , صدى لضميرها والذي لم تفهمه..
الأب: رحوول , وين رحتي ؟!.
رحيل: ها , لالا , طلعت مشقوقة وأنا أحسبها ضاعت.
الأب: الحمدلله , زين بعد العيد إن شاء الله نروح نختار الغرفة.
رحيل: إن شاء الله.


غرفتها التي حلمت بها طويلا..
لم تذهب , ولكن..
الساعات التي قضتها بين سطور روايتها / لن تعود..
حينها فقط , عرفت كنه الغالي المفقود..
والذي ذهب كسيرا..
أو بالأحرى ذهب غانما بمن احتفى به..
وهي التي بقيت جاهدة تجمع ما تبقى..
ولكن , كل ما عادت به..
تماما , هو ماعاد به / لاحس المبرد*..
فرمضان قد شد رحالــــه..



بقلم : أعماق نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


* لاحس المبرد: هو ذئب من شدة عطشه أخذ يلحس مبردا رآه ,

فكان الدم يسيل من لسانه ويشعره بالارتواء فيغري ذلك أن يستمر ,

وبالطبع لن يجدي ذلك غير نزفه لدم أكثر وبالتالي , فقد الحياة..!!


 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 17-06-2012, 02:42 PM   #26

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي ..{ لِلْـ كَتْمِ بَعْثَرَةٌ يُسِيْلُ لُعَابَهَا صَمْتِيْ..!




صَغِيْرَتِيْ ..
يَا صُنْدُوْقَ أَمَاْنِيِّ ..
اُتْثُرِيْ الْبَسَمَاْتِ مَعَ الشُّرُوْقِ ..
وَازْرَعِيْ فِيْ القَلْبِ أَحْلَامًا جَدِيْدَةً ..
ضُمِّيْ دُمَاْكِ , وَدَاعِبِيْهَا فِيْ حُنُوٍّ ..
عَطِّرِيْ خَدَّيْهَا بِنَدَىْ الْقُبَلِ ,
طَمْئِنِيْهَا أَنَّهَا لِلْقَلْبِ مِنْكِ قَرِيْبَةٌ ..
لَيْسَتْ سِوِىْ ( أَنَاْ ) , فِيْهَا بَثَثْتُ أَشْلَاْئِيْ / أَنْ لَمْلِمِيْهَا..!
وَارْكُضِيْ فَرَحًا, لَاْ تَسْقُطِيْ ..
كَيْلَاْ تُشَتَّتَ فَرْحَتِيْ بِالاِنْطِلَاْقِ / حُطَامًا تَكَسًرَ..
لَطِّخِيْ عُمْقَ الجُرْحِ بِبَقَايَا حَلْوَىْ عَلِقَتْ بِيَدَيْكِ ,
دِهَانًا يُصَمِّدُ ..!
لَا تُفْصِحِي البَوْحَ ..!
وَاصْدَحِيْ بِحَرْفِ تَلَعْثَمْ / أَرْسِلِيْ فِيْهِ مَعَانِيْكِ ..وَاعْلَمِيْ أَنَّ بَلَاْغَةَ دُنْيَاكُمْ ~ تَ لَ عْ ثُ مٌ ~ ..
وَلْتَعْبِسِي حَدَّ الغَضَبْ ,
حِيْنَ يُحُوْلُ بَيْنَكِ وَبَيْنَ بُغْيَاْكِ مَنْعٌ ..!
لَاْ تَرْكَنِيْ لٍلدُّمُوْعِ / يَكْفِيْ مَا تَزَاحَمَ خَلْفَ جَفْنِيْ , عِنْدَ العَتَبِ ..
وَامْشِيْ بِزَهْوٍ وَحُبُوْرٍ ..
جُرِّيْ ذُيُوْلَ فُسْتَانِكِ الأَبْيَضْ ..
وَانْظُرِيْهِمْ بِافْتِخَارٍ ,
فَـ / لَيْسَ إِلَّاكِ جَدِيْرٌ بِالغُرُوْرِ ..!
وَلْتَرْسُمِيْ لِلْحُلْمِ أُفْقًا ..
ثُمَّ مُدِّيْ حُدُوْدَ اتِّسَاعِهِ خَارِجَ الصَفَحَاتِ حَتَّىْ لَا تَكُوْنُ لَهُ حُدُوْدٌ ..!
وَاجْمَحِيْ لِلأَمَانِيْ صَهْوَةَ مُهْرَةٍ ..
أَطْلِقِيْهَا فِيْ مَضَامِيْرِ الخَيَالِ / لَاْ تَرْضَى بِالهَزِيْمَةِ ..
لَا تَسْتَسْلِمِيْ لِمُكَعَّبَاتِ البِنَاءِ حِيْنَ تُبْنَى عَنْكِ ..!
وَاهْدِمِيْهَا ,
ابْنِهَا طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ..
وَ اصْنَعِيْ الذَّاتَ مِنْكِ بِحُبِّ تَفَرُّدْ ..
وَنَادِنِيْ بِتَحْرِيْفٍ كَمَا تَرْغَبِيْنَ ..
فَلِنَغَمِهَا فِيْ أُذُنَيَّ / طَرَبٌ ..فَقَدْ عَشِقْتُهَا ..
وَ/ ........أَ حْ بَ بْ تُ كِ ..
وَ أَضِيْعِيْنِيْ فِيْ دُنْيَاكِ ضَيَاعًا لَاْ يَعُوْدُ ..!



بقلم : أعماق نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 09-07-2012, 01:12 AM   #27

حلمي سيتحقق

جامعي

الصورة الرمزية حلمي سيتحقق

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: إدارة عامــهـ
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الخامس
الجنس: أنثى
المشاركات: 51
افتراضي وَيَتَسائَلُ القَلَمْ ..






فِي مساءٍ حالمٍ وغروبٍ أشعَلَ الأحزانْ
وَفِي دمعٍ صامتٍ وآهاتٍ بَقتْ فِي طَي الكِتْمَانْ
يَلُفها عَبَقٌ ارجوانيٌ باسمٌ يَكتمُهـا
ويَحكي للوردِ حكايَةَ الزمَانْ


حِينَ يشربُ الغروبُ الصامتُ دمعهـا
وتَغسِلُ الآهاتِ المكتومـةُ حزنهـا
ويلتحفُ حبرَ الهـم الورقَ الأبيضْ
يتسائَلُ القَلمْ .. ما همَّهـا


أهـوَ ياسمينٌ أذبلتهُ الهمومْ
أهـوَ ليلٌ غطتهُ الجفونْ
أهـوَ فجرٌ سكبته العيونْ
دمعـاً قاتمـاً ونوراً حنونْ


أمْ حلُمَاً دفَنته السنينُ منسيـا
وحبـاً قتلتـه الأوهامُ مبكيـا
وسمـاً تجرعته الارواحُ عشيـا
ودمعٌ غسَل الأهدابَ وضمّهـا حنيـا

هل ذاقَتْ عينيهـا سهرُ المنامْ
وتشربت خديهـا دمْعَ الأحلامْ
هل شقَّ فؤادَها سيفَ الكلامْ
ورثاهـا في ليلٍ معتمٍ قمرٌ بسَّام ؟


كفاكَ يا قلمُ تسائلاً أشعلتَ النيرانْ
وكفاكَ صراخـاً أيقظتَ الأحزانْ
برودةً وقساوةً كفاكَ .. رفقـاً بالبراءة
أيكفيكَ أن تعرفْ .. أنهـا وردةً للسـلامْ
أذبلتهـا الليالي المريرة .. وأصبحت ترنو أميرة
رفقـاً يا قلمُ رفقـاً .. ففجرٌ قادمٌ سيحكي قصتهـا
قصـة طفلـةٍ .. خطَفَتهـا طيورُ الحمامْ
وسلبتها بسمتهـا أحزاناً .. ودفَنَتها في نارِ الحب أوهامْ
رفقـاً ببراءةٍ منسية .. رفقـاً لا توقظِ الأحلامْ



( بدفئ قلبي وبرودته .. سكبَ لكم بدموعه هذه الحكاية )





بقلم : جمانة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

حلمي سيتحقق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 08:13 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2023